فضاء الرأي

رأيي المقامِر بالساسة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سئُلَ أحد المقامرين يوماً عمن يراهم أسوأ منه منزلةً في هذا العالم،&فقال: أصحاب المناصب السياسية والشعراء، قيل لماذا&وكيف؟ فكان رد المعوّل على هبات&آلهة&الصُدف، سأبدأ أولاً بنفسي ومن ثم أتحدث عنهم، وأردف قائلاً: إن وضعي ليس بخافٍ على أحدممن يعرفونني عن قُرب، فأُدرك بأني أذيتُ نفسي كثيراً&جداً، كما&كنتُ السّببَ &في صب الكثيرِ من الويلات على رؤوس أولادي وزوجتي، إلاّ&أن حدود ضرري لم يتجاوز يوماً مضارب عائلتي.

أما&السياسي&حسب&المقامر&المتحدث&بكل سوءٍ عنه وهو غير نادم،&فقال:&إنه يُرتّق فردوس الوطن المأمول بالوعود&المجانية،&مخلطاً الحقائق الصغيرة&جداً ببيادر من&كوكتيل&الفانتازيات؛ فكل يومٍ&لديه عهود ومشاريعقولية&جديدة عن&التغيير&والتحرر والتطور&والازدهاروالبناء&والإصلاح، ولكن أغلب الأحيان هو لا يأتي بغيرالتأجيل الدائم والأفك المتلاحق، والمزيد من&الوعود&الخلبية&المطّهمة التي تجرجر الناس&بحبل التسويفات وتقودهم&شطرَ&مصبات&الخيبة والخذلان المتواصلين.

بينما&الشاعر&الذي لا يكف المقامر عن&ذكره&في المناسبات&التي تستدعي الصور&القميئة،&أو&كلما أراد التقليل من أهميته الوجودية؛&فأكّد&بأنه&يوهم الناس فيمجمل&بناءاته الخالية من مواد الصدقِ،&وهي&كأبراجٍ من قوس قزح&مطرزةً بجلباب التوقع&المضلل، فيُصدّق فحوى جُمله&الكثير من&القراء،&ويُلاحقون&بعد النشوةأوهامه وهم مسرنمون، ولا يشعرون في نهاية الأبيات إلاّ وقد أوغلوا في صحراء الحياة، يتراكضون بلا بوصلةٍ&وهم&حفاةٌ&عراة خلف سراب الكلمات.

وهذا يشير إلى&أن تراكم التصورات المغلوطة مداميك أولية لبناء أهرامات الأوهام لدى الكثير من العاملين في حقل&السياسة&والأدب&والعقائد، الأوهام المتضخمة عن الذات والأوهام التي تقزّم&من شأن&مدارك&الآخرين، وهذه العلة من كل بد لا تتشكل من تلقاء ذاتها، ولا تتأتى عبر قرار فجائي أو تظهر إبان صحوة عاطفية، إنما يلزمها&فلسفة&تؤسس لها، ترافقها، ترسخها، باعتبار أنه&بعد الخضوع الكلي لها&تكون&قادرة على أن تحجب الرؤية تماماً عن أبصار المؤمن بها، وتقدم الواقع الواضح المعالم&لواحدهم&على&غير حقيقتها، فيخال للمرء سراب البيداء ماء،&وتلك هي واحدة من كوارث بعض&التنظيمات السياسية&سواء كانت دينية أمدنيوية، وحيث أنها تناهض&عملياً أغلب&ما هو حقيقي، أو&تعمل على&توظيف ذرات الحقائق وتضخمها إلى درجة فقدان الحقيقة لمصداقيتها من فرط&تلحُّفها بالأسمال المزيفة، باعتبار أنها بالنسبة&إلى الواقعة المتضخمة كانت أشبه&بإبرة في كومة قش، ولكم أن تتصوروا&صدمة اكتشاف&حقيقةٍ&حجمها بحجم الإبرة مقابل بيدرٍ&كامل من الأضاليل التي كوّنها المضلِّل وراكمها فوق إبرة الحقيقة تلك.

عموماً فهذه الفانتازيا المتعاظمة قدّمها ميغيل دي ثيربانتس&بأفضل حُلّة&في دونكيشوت منذ أكثر من أربعئة سنة، إلاّ أن&الغريب&في عالمنا الحاضر هو أنه ثمة فئات بشرية وبالرغم من أنها تستخدم الطائرات وقطارات النقل السريع،&إلا أنها مصرة فوق ذلك كله على اختراع العجلة البدائية من جديد، كما أن الكارثة في الفكر&الدونكيشوتي&عندنا هو أنه جماعي، إذ أننا في حالة دونكيشوت&الاسباني&أمام نسخة فردية لا ضرر من وجودها بين الناس، بل وجودها يساهم في نشر الكوميديا متمثلاً بالسخرية،&المرح والهجاء والهزل، بينما الخطورة في الفكر الدونكيشوتي&لدى الساسة&عندنا&ومتبوئي المواقع المؤثرة في&المجتمع،&هو أن داء الوهم&الذي يبثونه&شمولي،&ولا يصيب فرداًمعيناً&أو مجموعة من الأفراد فحسب، إنما قد ينزل وباؤه&على&مجتمعٍ&بأكمله وهنا مكمن الكارثة.

وحيال النماذج&التي&نتحدث عنها&من الممكن أن يُقال:إذا&كنتَ&موقناً بأنه&ليس&لديك&القدرة&على&تحقيق أي شيء ملموس وحقيقي على الأرض،&فما عليكَ إلا أن&تضخِّم&حجم&شعاراتك،&وتدِّعي بأن مطالبك أعظم مما يتم تداوله بين&الناس&الواقعيين، وأن مشروعك بالرغم من كونه لا يمت للثيوقراطية بصلة إلا أنه يُحاكي ما كان&يدور&في&أزقة&السماء، وذلك لكي تتهرب من تنفيذ أي بندٍ من البنود الفضفاضة التي وردت في سياق مشروعك الخرافي، وفي هذا الإطار&لا شك&هناك الكثير من&الأحزاب الدينية&والقومية&في&الشرق الأوسط&بارعة&جداً&في خلق الفانتازيات&السياسية،&ولن أذكر&ههنا&أيّ&تنظيم منهم،&إنما سأدع لكَ/كِ&عزيزي/تيالقارئ/ة&حرية التفكير والموازنة والاختيار،&لذا&فإن أردتم&الاتيان بكل ماهو سحري، خلاّب،&مخادع للبصر والبصيرة،&فما عليكم&إلاّ&العودة إلى&مسار حياة&العاملين&بنهج تلك&المدرسة المنبية&صروحها&من مداميك الفانتازيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نصف قرن والشعب يرى سراب البيداء ماء، وإنتهت بإبادة ودمار شامل
بسام عبد الله -

هذا رأي المقامر بالسياسيين والشعراء، أما رأي الشعوب العربية بحكامها العسكر صنيعة الصهيونية العالمية فقد جمع وتجاوز هذه النوعيات المذكورة في المقال والذين يعتبرون تلاميذ مبتدئين وجهلة وأميين أمام المجرمين والقتلة والإرهابيين من حثالة الشعوب والمتحكمين برقابها ورافعي شعارات الولد أسد أو نحرق البلد، والسيسي أو حنخليها كبيسي، أو البرزاني أو نمحي الجواني والبراني، أو تواضروس أو نخليها أصعب من خلع الضروس. فبشار أسد مثلاً الذي ورث السلطة عن المقبور حافظ الذي إختفى لثلاثة أشهر في لندن، أثناء زيارة قيل أنها للعلاج، حضر خلالها دورات مكثفة موسادية في تل أبيب تؤهله للرئاسة مقابل دفعة أولية ممثلة بتقديم الجولان، وأتبعها وريثه بدفعة نهائية بتحقيق حلم اسرائيل الكبرى، بقتله مليون شهيد وإعتقال مليوني بريء وتفريغ سوريا من نصف سكانها، وتدمير ثلاثة أرباعها، وتقسيمها وتوزيعها بين إحتلالات ايرانية وروسية وامريكية فرنسية وبريطانية وتركية وبرزانية، ولم يحتفظ سوى بحي المهاجرين وضواحيه ليصيح كديك البرابر ويقاقي كغراب البين بأنه إنتصر على شعبه، وما قدمه لاسرائيل وأعداء سوريا من خدمات وخلال عقد واحد عجز عن تحقيق واحد بالمليون منها جيش دفاعهم على مدى عقود، ولا نستبعد أن تبني له مزار في تل أبيب وتطالب بعظامه وكواحله إسوة بكوهين. كل هذا ونتحدث عن مقامر وسياسي وشاعر. نتمنى ألا يموت هذا المجرم المدعو بشار أسد، ومقامريه وشبيحته ومطبليه، موتاً طبيعيياً، بل يعذبهم الله في الدنيا قبل الآخرة على ما إقترفته أيديهم من جرائم، ويهلكهم كما أهلك النمرود الذي بعث الله عليه بعوضة ,دخلت في أنفه إلى دماغة فمكث هذا الملك الجبار 400 سنة يُضرب بالمطارق والنعال حتى تهدأ البعوضة.