أردوغان ونهاية هروبه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بينما يتسارع تفسخ وانهيار حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان وتتساقط أوراقه وينهار نفوذه في مواقع عديدة سواء في المنطقة أو حتى في تركيا نفسها، وسط احتدام الأزمات الحادة التي تعصف بسياسته المبنية على خلق الإرهاب والتطرف والأزمات وتصديرها من خلال دعم حركة الإخوان المسلمين الإرهابية، يستميت أردوغان في التشبث بسلطته القمعية على الصعيد الداخلي وسعيه الحثيث في السياسة الخارجية إلى زعزعة الاستقرار والأمن في الدول العربية وتطويقها بتصرفاته الهادفة إلى تثبيت النفوذ الإخواني الإرهابي في المنطقة من خلال الدعم والتنسيق مع الفصائل المتطرفة العميلة له ومع حركة الإخوان المسلمين كما في سوريا وتقديم الدعم العسكري والأمني والإمداد بالمرتزقة لحكومة السرّاج الإخوانية المعزولة إقليمياً في طرابلس الليبية، وذلك على خلفية فشل سياسات تركيا الأردوغانية في سوريا ومصر والسودان.
ومن ضمن سلسلة سياسات السلطان العثماني الجديد التي تتميز بخلق التوترات وتسخينها، سياسته في ليبيا من خلال الاتفاقية التي وُقّعت بينه وبين السراج في 27 نوفمبر تشرين الثاني من العام المنصرم لتحقيق تعاون أمني وعسكري في المتوسط ومحاربة القوات الوطنية الليبية بقيادة الجنرال حفتر، حيث تعتبر هذه الاتفاقية بمثابة تعميق للأزمات المنطقة التي كانت لتركيا الأردوغانية دوراً أساسياً في بروزها، وضرب أمن وسيادة الدول العربية والمتوسطية، دون اكتراث للقوانين الدولية. ولدى القول بأن ما يقوم به أردوغان سياسة عثمانية جديدة ليس مجرد ادعاء، حيث أردوغان نفسه يصف ليبيا على أنها ـ تركة عثمانية ـ وهذا الأمر لا ينحسر في ليبيا فقط حيث يصف سائر المدن في شمال سوريا وشمال العراق بأنها تركمانية وينطبق نفس الشيء على بقية الدول العربية ومجمل الوقائع على الأرض تشير إلى ذلك، حيث ما تقوم به تركيا ومرتزقتها الذين أرسلتهم إلى ليبيا في المدن التي أحتلتها في شمال سوريا هي خير دليل على المشروع الظلامي الذي يكمن خلفه كل أنواع الشر، من تتريك وأخونة المنطقة (توطيد الإخوان المسلمين في المنطقة) وضرب التعايش السلمي لشعوب المنطقة وتصفية وجوده وتهجير السكان الأصليين الرافضين لسياسات تركيا وذلك تحت شعار (الأخوة ليست لها حدود) أحد العبارات المكتوبة على جدران المدن المحتلة، في الباب وجرابلس وعفرين المدينة الذي قام أردوغان بتهجير أكثر من 350 الف من سكانها وسرقة زيتونها وزيتها وتصديرها إلى أوربا وأصبحت مركزاً لتجنيد وإرسال الإرهابيين إلى ليبيا، كل هذه الحقائق وأردوغان يتباهى أمام العالم ويدعي بأنه حامي الإسلام والمسلمين ولكنه في الحقيقة ليس إلا مهمين ومتسلط على المسلمين بالأسلوب الشعبوي والنفاق السياسي الذي يستثمره في الدين الذي ليس لأردوغان أي علاقة أو صلة به، ولا يحمل أي مصداقية في الواقع، فقط في الأسلوب الخطابي والشكلي، وضمن هذا السياق تحاول تركيا استنساخ سياساتها التي ذكرناها في سوريا إلى ليبيا، ما أكده متحدث الرئاسة التركية إبراهيم كالان حيث قال "سنفعل في ليبيا مثل الذي فعلناه في سوريا" يؤكد صحة هذا الكلام، ولا غرابة في ذلك، فالمنطق السياسي لأردوغان وحزبه الحاكم في تركيا يستمد وجوده وسيرورته من قاعدة استغلال موقع تركيا الهام في الساحة الشرق أوسطية مع ما تشهده هذه الساحة من تطورت جيوسياسية تشكل مخاوف كبيرة لدى الأنظمة القمعية في المنطقة، نظام أردوغان ونظام الملالي في إيران، نظراً لسياساتهم المتناقضة كلياً مع الضرورات التي تفرضها متطلبات تحسين السياسة الداخلية على كافة الأصعدة. بحيث تشكل تلك المخاوف دافع للمحاولة في استغلال تلك التطورات بشكل أو بآخر لخدمة طموحاته في المنطقة على حساب استقرار دول المنطقة.
لذلك نجد سياسة تصدير الأزمات الداخلية إلى الخارج هي من أولويات أردوغان، للتغطية على ممارساته غير القانونية، إقامة شبكات من الفساد وتمويل الإرهاب وضعت الاقتصاد التركي على المحك، مشكلةً لسعات مسمومة لجسد الدولة والمجتمع التركيين.
ويعد تصدير أردوغان لأزمات تركيا إلى الدول العربية من خلال إرسائه لمفهومين وهميين يخدع بهما المجتمع التركي، (حماية الأمن القومي) و (حقوق الدولة التركية) شرعنة النهب والاستيلاء على المناطق التي كانت تحت وطأة الاحتلال العثماني، لما لها من فائدة ألا وهي إطالة عمر نظامه وتعميق الفوضى والأزمات في المنطقة من ليبيا إلى سوريا، بغية تحقيق مآربه وأطماعه التوسعية والاحتلالية والتي تكمن في اليوتوبيا التي رسمه في مخيلته ألا وهي إحياء العثمانية بحلتها الجديدة.
حاصل القول جميع المعطيات تؤكد على أن هدف أردوغان الاستفراد بالمنطقة بعد احتلاله لسوريا ودعم حكومة السراج براً وبحراً وجواً، واحتضانه لحركة الإخوان إلى أن وصلت إلى درجة باتت تركيا مركزاً للتنظيم الدولي للإخوان ويستخدمه كأذرع تابعة لسياسات تركيا الأردوغانية للمحاولة في للسيطرة على العالم العربي، وسلب ثروات دولها، والتحكم الكامل بمقدراتها، ويجعل من سوريا وليبيا قاعدة ارتكاز للعدوان ضد الدول العربية وتطويقها التي تشهد حالة من التنمية المستدامة وخاصة دول الخليج العربي بالرغم من الفوضى والحروب في المنطقة، وأمام ذلك لا بد من إرساء قاعدة مشتركة للتحالف ضد أردوغان وأدواته الإرهابية في المنطقة ودعم القوى خاصة الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال حفتر التي تقاتل الفصائل والمجموعات الإرهابية في سوريا وليبيا سياسياَ وعسكرياَ، لتكون هروبه من سياساته الداخلية إلى الخارج نهايةً له.
التعليقات
الصحافة الصفراء وشعراء القصور وتزييف الحقائق ودهن الهواء دوكو
بسام عبد الله -ليس دفاعاً عن أردوغان ولكن حتى أعداؤه سيستهجنوا هذا الاسلوب الذي لا تهمة فيه سوى أنه عثماني واخواني وداعشي، اسلوب يذكرنا بصحافة العسكر الصفراء التي إذا رضي حاكمها عن شخص رفعوه إلى السماء وإذا غضب عليه خسفوا به الأرض، وهجومهم على أردوغان وإتهامهم له تارة بأنه داعشي وأخرى بأنه عثماني أو إخونجي أكبر دليل، وهو أي الرئيس أردوغان الذي كان قبل جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي سمن وعسل مع المملكة وملوكها وبشار أسد وبعثه وعلمانيته وطائفيته؟ وإنقلبت بقدرة قادر للإتجاه المعاكس بحيث وقف طبالي السلطان وشعراء البلاط جنباً إلى جنب مع شبيحة المجرم بشار أسد الذي قضى شهر عسله في حضن أردوغان. من صفات ومميزات الكاتب والباحث بعد النظر، ماذا ستكتبون لو عادت المياه لمجاريها وفي الإتجاه الصحيح؟ لماذا يجب على الشعوب العربية والإسلامية تحمل أخطاء وجرائم الحكام والرؤساء وخلافتهم الشخصية وتحمل تبعاتها؟ نفس سيناريو العراق يتكرر على باقي الدول العربية والإسلامية الواحدة تلو الأخرى وبأيدينا، في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة للوحدة والتماسك والتلاحم. الخلافة العثمانية بحلوها ومرها والتي دامت أربعة قرون جزء من تاريخنا الإسلامي، ولا يمكن مسحه بجرة قلم. أردوغان ليس اخواني بل هو رئيس منتخب بديمقراطية في دولة علمانية أسسها أتاتورك بعد إنهاء الخلافة. أردوغان رئيس أحبه شعبه الذي وقف بصدوره العارية في وجه الدبابات دفاعاً عنه وأعاده للرئاسة، وعلى عكس معظم الحكام العرب الذين لا وجود عندهم لا لشعوبهم ولا لصناديق الإنتخاب. إذا كان دفاع أردوغان عن حدوده ووحدته الوطنية وإبعاده لعصابة إرهابية إنفصالية عن حدوده بموجب إتفاقية أضنة الموقعة مع المقبور المجرم حافظ أسد، والدفاع عن الشعب السوري وحمايته من الإحتلالين الايراني والروسي أصبح غزو بمفهومكم ، فبماذا تسمون إبادته بالكيماوي وأسلحة بوتين للدمار الشامل، قتل رحيم؟ ولسؤال هنا: لماذا هو حلال على ايطاليا وفرنسا وروسيا وامريكا وأمة أبناء الرب وشعب الله المختار دعم فلول القذافي وتدمير ليبيا ، وحرام على تركيا دعم حكومة الوفاق المنتخبة شعبياً والمعترف بها دولياً؟
ليش هيك يا اردوغان ؟!
متابع حفيد الخلافة -قرأت اكثر من خمسة عشر مقالًا عن اردوغان هذا الأسبوع في هذا الموقع ، والغريب ان اردوغان لم ينتبه اليها وما عبرها ؟!
اردوغان اقتربت نهايته
Zaied -و بيد رفاقه في الحزب لتدخله في شؤون دول لا جمل له فيها و لا ناقة ، أتمنى ان يرسل جنوده إلى ليبيا ويغرقوا في مستنقعات الرمال الصحراوية ويندم عندما لا ينفع الندم .