فضاء الرأي

ماذا يعني مقتل قاسم سليماني؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شاهدنا اليوم مراسيم جنازة قاسم سليماني ومن قتل معه في طهران تمت إقامة صلاة الميت عليه بإمامة خامنئي وبمشاركة جميع أركان حكم الملالي ومن يدور في فلك ولاية الفقيه في لبنان وفلسطين وغيرهما. لكن الحدث الأهم في المشهد هوأن خامنئيأثناء الصلاة أجهش بالبكاء على موت إبنه البارّ- إن صحّ التعبير. هذا المشهد غير معهود خلال هذه السنوات الطوال في حكم الملالي. وكان مشهداً معبّراً جداً لما يؤول إليه مصير نظام ولاية الفقيه بعد خروج قاسم سليماني من الساحة. فهذا البكاء لم يكن بكاء العاطفة أو التعبير عن المشاعر الجياشة الإنسانية. لأن خامنئي ومن معه أثبتوا بأن ليست لديهم أدنى عاطفة إنسانية. قبل 50 يوماً عند ما جاء أبناء الشعب الإيراني إلى شوارع المدن للتعبير عن استيائهم وغضبهم من تصرّفات النظام وصفهم خامنئى بـ&"الخونة والأشرار&" وأمر علناً وسرّاً بإبادتهم والقضاء عليهم. أين ذهبت العاطفة والبكاء آنذاك؟ وأين كانت هذه العاطفة عند ما قامت قوات خامنئي بارتكاب المجازر بحقّ أهل السنة في العراق قبل سنوات وبشيعة العراق هذا العام حيث بلغ عدد شهداء انتفاضة الشعب العراقي أكثر من 500 شخص وعدد الجرحى أكثر من ثلاثين ألفاً، منهم حوالي ثلاثة آلاف معاق. وقبل ذلك وأكثر من ذلك في سوريا حيث ارتكبت الجزّارين المؤتمرين بأمر خامنئي وقاسم سليماني مجازر بحق مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري. كما شاهد العالم في العام 2016 وبعد معركة حلب والمجازر بحق أهالي هذه المدنية أن قاسم سليماني داس بأقدامه جثامين شهداء الشعب السوري بدخوله منتصراً هذه المدينة المنكوبة. وإذا أردنا سرد الجرائم التي ارتكبها خامنئي داخل إيران وضد شعوب الشرق الأوسط سواء من خلال تأجيج نيران الحروب في سوريا والعراق واليمن وافغانستان أو من خلال تصدير الإرهاب إلى الكويت والبحرين والسعودية وتركيا والباكستان وسائر دول العالم يصل عدد ضحاياه إلى ملايين. وهنا نصل إلى ما يقوله الاستاذ سيد أحمد غزالي رئيس حكومة الجزائر الأسبق بأن نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران قتل أكبر عدد من المسلمين في العصر الحديث.

فالدموع لاتنهمر من عيون خامنئي بسبب عواطفه الإنسانية. وبالمناسبة كان بجانبه في هذه المراسم إبراهيم رئيسي الذي هو الآخر أيضاً أجهش بالبكاء، وهو من نصبه خامنئي مؤخراً على رأس السلطة القضائية، ويقال أنه مرشّح ليكون خليفة خامنئي في منصب الولي الفقيه. رئيسي كان عضواً في لجنة الموت التي أعدمت آلاف من نساء ورجال مجاهدي خلق في سجون طهران وكرج في مجزرة عام 1988. وقبل فترة أعلن أنه فخور بسبب تنفيذ فتوى خميني في هذا المجال!

دموع خامنئي وأتباعه كان بسبب الفراغ الستراتيجي الذي حصل لنظامه بعد خروج قاسم سليماني من الساحة. ولا يمكن له تعويض هذه الخسارة ولن يجد من يملأ هذا الفراغ، وهذا ما صرّحت به السيدة مريم رجوي في أول تعليق لها على مقتل سليماني. بالعكس نفوق سليماني في عيون خامنئي معناه افول وهبوط النظام الذي بناه خلال هذه السنوات على عظام أبناء الشعب الإيراني وأبناء شعوب الشرق الأوسط. قاسم سليماني كان نائب خامنئي في إدارة البلدان التي خضعت لإرادة ولاية الفقيه، وكان المشرف على شؤون لبنان من خلال حزب الشيطان وحسن نصرالله، وعلى سوريا من خلال بشار الأسد وحكمه، وعلى العراق من خلال نوري المالكي و الآخرين من رؤساء الاحزاب التابعة له وميليشيات الحشد الشعبي، وعلى اليمن من خلال الحوثيين و... في الحقيقة كان قائد قوات القدس هو الذييحكم هذه البلدان.

من جهة أخرى كان قاسم سليماني ثمرة مصادفات وتطورات واحداث لثلاثة عقود منها، على سبيل المثال ولا الحصر، احتلال العراق بيد الأمريكان وتقديمهم هذا البلد الغني بكل شيء إلى نظام ولاية الفقيه على طبق من ذهب. هذه الأحداث وهذه التطورات لن تتكرّر.

من جهة أخرى خامنئي يعرف افضل من أي طرف آخر بأن الشعب الإيراني يعمل بكل ما لديه من قوة للتخلص منه ومن نظامه، كما أن الشعب العراقي أيضاً عقد العزم بانتفاضتهللتغلّب على هذه الحقبة السوداء. والظروف الدولية بدأت تتلاءهم لمثل هذا التطور الكبير في إيران وفي العراق. في هذه الظروف العصيبة كان خامنئي بحاجة ماسّة إلى قاسم سليماني. فقتله بأمر من الرئيس الأميركي معناه أن عهد المسايرة والمهادنة بين الولايات المتحدة ونظام ولاية الفقيه انتهت وبدأت مرحلة المواجهات. هذه الصورة القاتمة لنظام خامنئي هي التي تجعله يجهش بالبكاء. وفي المقابل لا شك أن بشارة القرآن الكريم أصبحت حقيقة واقعة حيث يقول: &"... وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ&" صدق الله العظيم.

*رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليست بشارة
فول على طول -

يقول السيد الكاتب : لا شك أن بشارة القرآن الكريم أصبحت حقيقة واقعة حيث يقول: «... وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ» صدق الله العظيم...انتهى الاقتباس . سيدى الكاتب هذة ليست بشارة من اللة العظيم ...الشفاء الحقيقى لصدور المؤمنين الحقيقيين ليست بالتشفى والقتل والارهاب بل بالتسامح والغفران والمحبة حتى للأعداء والصلاة من أجلهم ...هذة هى البشارة الحقيقية التى نعرفها وما عدا ذلك فهى ليست بشارة ولا من اللة العظيم . ..هذة مجرد ملحوظة هامة .

سرطان خبيث وطاعون دواؤه الحرق والإستئصال
بسام عبد الله -

هؤلاء الأوباش باطنيون لا يفهمون إلا لغة القوة يتفرعنون عندما يَملكون ويُطأطِئون عندما يُقهرون، ولا ينفع معهم تسامح أوتصالح أوحوار أو معاهدات يكذبون ويدلسون، شعبهم آخر همومهم، وهم مستعدون للتضحية بآخر مواطن وآخر مدينة أو قرية في سبيل البقاء متسلطين على رقاب الشعوب كما فعل المجرم المعتوه نيرون دمشق المدعو بشار أسد. سيكون نفوق المجرم قاسم سليماني حافز للثوار على مواصلة النضال ومعرفة الأعداء الحقيقيين ومواجهتهم وطرد الخمينيين والحفاظ على وحدة الوطن وحريته وعزته وكرامته. ملالي الدجل الخمينية اليوم يعيشون أيامهم الأخيرة بعد أن نفذت المهمات التي أوكلت إليهم من قبل الصهيونية العالمية وكان أهمها تدمير جيوش ومدن وقرى العراق وسوريا ولبنان واليمن وإبادة الملايين من شعوبها بالنيابة عن اسرائيل تمهيداً لاسرائيل الكبرى، وفتح الباب لإسرائيل على مصراعيه لتسرح وتمرح في أجوائها وضم الجولان والضفة والقدس الشرقية ونقل السفارات إلى القدس وإقناع العرب بأن إسرائيل أرحم بمليون مرة من عصابات الحشد التي كان يقودها النافق قاسم سليماني وذنبه الذي قبر معه، وعصابتي المجرمين بشار أسد وحسن عدو الله دجال الضاحية ، وأن حرب اسرائيل معنا حرب حدود بينما حرب الملالي علينا حرب وجود، هذا عدا عن القضاء على المقاومة الوطنية وخلق مقاومة وهمية وجبهة جمود وتردي لقتل معنويات الشعوب في تحرير أراضيهم المغتصبة، بالإضافة إلى أن ما خلفوه من قتل ودمار وخراب في سوريا فقط خلال سنوات يعادل الف ضعف مما عجز عن تحقيقه جيش دفاع اسرائيل في عقود مع الدول العربية. ولتحويل المرجعية الحقيقية للشيعة العرب من كربلاء والنجف إلى قم حسب الشروط التي وضعوها لعودة دجالهم المزعوم، فالخمينية وملاليهم يكرهون العرب كرههم للعمى ولا يفرقون بين أي مكون من مكوناتهم، ولا نبالغ إذا قلنا بأنهم يكرهون الشيعة العرب ويحقدون عليهم لأنهم الأصل وهم التقليد والسبب هو الشعور بالدونية ولأن كبيرهم وخمينيهم هندي سيخي ولا علاقة له بالإسلام لا من بعيد ولا من قريب وأكبر مثال تخلصهم من موسى الصدر وإحلال محله أحد أعوانهم المدعو حسن نصر الله الايراني، وقد وضعوا الشيعة العرب في محرقة العراق وسوريا ولبنان واليمن لإضعافهم وإبادتهم وبث الفتن والسيطرة

رد على تعليق فول الذين يبتئس البؤس من بؤسه
بسام عبد الله -

وأين أنت يا فول من هذا الكلام، أي من تعاليم المسيح ، أم أنه مجرد إدعاء بأنك مسيحي ولا علاقة لك لا بالمسيح ولا بالمسيحية، أم أن دماغك لا يميز بين الكلام؟ هل عرفت لماذ قلنا أنك مأبون ولا تدري أنها مدح وليست ذم مقارنة بصفاتك الحقيقية التي لا توجد لها مرادفات باللغة العربية السامية لنوع من البشر يكرسون حياتهم للشتائم والسباب والنيل من مقدسات ومعتقدات وكتب ورموز الآخرين، ويدعون أنهم من أتباع عقيدة معيبة وتجمعات يقال أنها دينية وهي بالحقيقة شيطانية إبليسية وعدها مخلصها المزعوم بشقاء وبؤس وغباء في الحياة الدنيوية وببحيرة كبريت وأسيد في الحياة الأبدية يدخل من دبرهم ويخرج من فمهم عقاباً لألسنتهم الشتامة وكفرهم بوصايا يسوع عليه السلام بتحريفهم كلامه من أحبوا وباركوا وصلوا إلى إحقدوا وإحتقروا واشتموا وافسقوا وافجروا. أنت وأمثالك يا مردخاي فول سقفكم تسرحوا بجوالات بطاطا على الكورنيش مش تعلقوا في إيلاف. صرتم أضحوكة للقراء والكتاب والمحررين بتعليقاتكم السخيفة الممجوجة التي ستنقلب وبالاً عليكم فحقدكم سيفطر قلوبكم ويقتلكم غماً وكمداً.

لا تتسابق مع الحمير ان كنت بشرا حكيما
جاك عطالله -

ان يلتقط الحمير فانت حمار مزعوم وإن سبقتها فانت حمارا منتصر ولهذا لا تسابق الحمير لا بايلاف ولا بالحياة

الله يشفيك يا جاك عطا الله
بسام عبد الله -

يبدوا أن مرض إنفصام الشخصية عند المدعو جاك عطا الله وصل إلى حالة متقدمة لدرجة جعلته يعتقد أنه يتسابق مع نفسه ، ويله لعدم معرفته خط نهاية السباق والمضحك أنه جاء في المرتبة الثانية ، لأن الشمس خلفه وخياله يسبقه.