كتَّاب إيلاف

خطبة خامنئي وتفاقم أزمة الملالي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تشير كافة الشواهد والمؤشرات إلى تفاقم مستوى الأزمات الداخلية والخارجية التي يعانيها نظام الملالي الايراني منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ولكن الفترة الأخيرة تعكس ارتفاعاً غير مسبوق في منحنى الأزمات التي تواجه النظام وتحاصره من كل الاتجاهات. العلامة الأبرز على حجم احساس الملالي بالخطر جاءت من خلال اعتلاء المرشد الأعلى للثورة الايرانية علي خامنئي منبر الجمعة مجدداً بعد انقطاع استمر ثماني سنوات، ليؤم المصلين ويحاول حشد وتجييش المؤيدين للنظام حوله في هذه المرحلة الخطيرة التي يواجهها.

كانت آخر خطبة لخامنئي في عام 2012، عندما رد على بيان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي قال إن جميع الخيارات مطروحة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وكان ذلك الظهور بمنزلة رسالة واضحة لتعزيز موقف المفاوض الايراني في بداية الجولات التفاوضية المارثوانية التي توجت بتوقيع الاتفاق النووي مع مجموعة "5+1" في عام 2015، ولكن اليوم المشهد يبدو مختلفاً، والظهور لم يستهدف تعزيز الموقف السياسي للنظام بقدر ما جاء للملمة شتاته وتعزيز تماسكه خشية انهياره في مواجهة الضغوط الخارجية والاحتجاجات الشعبية.

ظهور خامنئي تحديداً على المنبر إذن له دلالات عدة بالنظر إلى حالته الصحية التي لم تسمح له في السنوات الأخيرة بإمامة المصلين في صلاة الجمعة، ومن ثم فإن عودته رغم المعاناة الصحية الكبيرة تعكس حجم الخطر والتحديات التي تواجه النظام، حيث يدرك خامنئي أنه الشخصية الوحيدة القادرة على حشد مختلف أجنحة النظام في الوقت الراهن. ومن ثم فإن الخطبة التي وصفت بالمصيرية في الإعلام الايراني، تنطوي على رمزية تستحق التحليل، لاسيما أن خامنئي قد ألقاها وإلى جانبه بندقية قناصة في إشارة لا تخلو من دلالات على استنفار النظام بأقصى قواه في محاولة مستميتة للهروب من مصير بات يقترب منه رويداً رويداً.

لم يعد نظام الملالي يواجه الانهيار الاقتصادي الناجم عن تشديد العقوبات الأمريكية في العامين الأخيرين فقط، بل بات يواجه أزمات موازية ربما تكون عواقبها أشد وأخطر من الانهيار الاقتصادي الذي يطال الشعب الايراني بالأساس، حيث بات النظام في مواجهة كارثة اسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بخطأ عسكري فادح من الحرس الثوري الايراني، ما تسبب في اندلاع تظاهرات شعبية في المدن الايرانية احتجاجاً على الأزمات المتوالية الناجمة عن الميلشيات المدعومة من الملالي، وقبلها كانت ولا تزال هناك أزمة مقتل الجنرال قاسم سليماني، ثم الرد العسكري الايراني المحسوب بدقة عليها، والخوف من رد أمريكي مضاد على الهجوم الصاروخي الايراني على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق.

لم يخرج حديث خامنئي في خطبة الجمعة عن التوقعات التي يمكن أن يرسمها المتخصصون والباحثون في الشأن الايراني، فقد حرص على نفى دور نظامه في اثارة الفتن الاقليمية، ووصف فيها الحقائق المؤكدة لكل ذي بصيرة حول دور إيران في إشعال الحروب بالوكالة في الاقليم بأنها "فرية كبرى"، من دون أن يطرح سبباً منطقياً لانفاق مليارات الدولارات المنهوبة من أموال الشعب الايراني لتمويل ميلشيات طائفية في دول عربية عدة، وماهو الدور الذي تقوم به هذه الميلشيات على وجه التحديد في اليمن والعراق وسوريا ولبنان؟!

حرص خامنئي أيضاً على التهويل من آثار الهجوم الصاروخي المحسوب الذي شنه الحرس الثوري على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق، وأشار لـ "صفعة حرس الثورة لقاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق هي ضربة لهيبة أمريكا واستكبارها، وقد تلقوا الصفعات من اليد القوية للمقاومة"، وهو هنا لا يخرج عن سياق الخطاب الدعائي التعبوي الموجه خصيصاً لأتباع ولي الفقيه ونظامه في الداخل والخارج، بغض النظر عن أي حسابات موضوعية لحجم ومستوى الرد الايراني الذي جاء كاشفاً لزيف ادعاءات النظام وحرصه على تفادي المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة، وإدراكه جيداً للفوارق الهائلة في توازنات القوى الاستراتيجية، ومن ثم لجوئه إلى رد عسكري محدود للغاية لحفظ ماء الوجه، والاكتفاء بالرهان على آلة الدعاية الموالية للملالي لتضخيم الرد ووصفه بما ليس فيه!

ورغم أن مفردات قاموس الشتائم الموجهة للأنظمة الغربية والولايات المتحدة على وجه الخصوص تحضر في مثل هذه المواقف بقوة، وتعتبر من كلاسيكيات أداء المرشد الايراني وقادة الملالي فإن الملاحظ بعيداً عن الاوصاف وغيرها، أن خامنئي لم يتطرق البتة إلى أي تحرك إيراني عسكري آخر في تحدي الولايات المتحدة، بل اقتصر كلامه على وصف "جريمة أمريكا في اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس جرت بصورة جبانة ولئيمة" ومحاول رفع معنويات مؤيدي النظام واقناعهم بجدارة الرد على مقتله.

ربما لا ينطوي ظهور خامنئي في خطبة الجمعة هذه المرة على أكثر من محاولة لرفع المعنويات وحشد النظام واعادة الاصطفاف في مواجهة أخطر تحد يواجه النظام منذ عام 1979، فالخطبة لم تتضمن أي موقف سياسي جديد للنظام الايراني، بل جاءت باعتقادي لاستشعاره خطورة التحديات غير المسبوقة التي تواجه نظامه وخوفه من افلات زمام الأمور في هذه اللحظة التاريخية الفارقة وتهاوي النظام تحت وطأة الضغوط الداخلية والخارجية، أو الانزلاق إلى اتخاذ قرارات غير واقعية قد تفتح الباب أمام بداية نهاية النظام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مشعوذون بالبفطرة
فول على طول -

أغلب الذين أمنوا مشعوذون بالبفطرة ..تفرقهم عصا وتجمعهم طبلة . ما أسهل أن تقود قطيع من المشعوذين . عليك فقط أن تدعى أن هناك خطر على الاسلام من الغرب الكافر وتجد كل القطيع من ورائك لا يسأل عن الحقيقة ولا يرى أمام أرنبة أنفة . فى كل بلاد الذين أمنوا ما عليك الا أن تؤم القطيع وتقول : أن الغرب الكافر يتربص بنا وبأمتنا وبالاسلام ...أعداء الاسلام على الأبواب والى أخر هذة الشعوذات وتجد القطيع كلة دون أدنى تفكير يتبعك . الذى لا ينطق عن الهوى قال لكم : لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ومنذ هذا التاريخ أصبح هذا الكلام عقيدة ثابتة دون أدنى تفكير ..مع العلم أن العكس هو الصحيح ومن نفس الكتاب والأعمال والأقوال على مدى التاريخ تؤكد عكس كلام المصطفى الذى أسقط ما عندة على الأخرين . الملالى وغيرهم يعرفون ذلك ويضربون على هذا الوتر . انتهى

الشعوذة والخيانة والحقد والغدر في جيناتكم يا فول
بسام عبد الله -

تعليقك هذا يا فول يؤكد ما نقوله عنك لماذا تسقط على المسلمين ما قاله عنكم عمرو بن العاص في رسالته إلى الخليفة عمر بن الخطاب في وصفه لكم ( ارضها ذهب و نساؤها لعب و رجالها مع من غلب ، و اهلها تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا" .. ) شظفكم ونظفكم الإسلام والمسلمين الذي طلب رهبانكم وقساوستكم حمايته لهم من إبادة الرومان وفتحوا له أبواب المدن واستقبلوه استقبال الفاتحين، وأقام العدل والأمن والأمان لكم ولكنائسكم. حتى وصلت وأمثالك إلى إيلاف لتلطع تعليقك الغبي على كل مقال حتى عن الطبخ والغناء وتشتم الإسلام والمسلمين والعرب والعروبة ولغتهم، الغدر والخيانة طبعكم وطباعكم وديدنكم، عقيدتكم أساسها إغتصاب الأطفال ورشم النساء وبيع مقاسم الجنة لمن يعبد المال والبشر من باباوات وحكام وقساوسة ورهبان ويقدسهم ويطيعهم ويطبق تعاليمهم بعمى لا حدود له دون تحكيم العقل حتى ولو كانت تعتمد على السخافات والخزعبلات والنور المقدس والأصنام التي تدمع والأشباح التي تظهر في السماء والقصاصات والخرق والشموع على القبور. نحن من عاشركم وخبزكم وعجنكم كنا نتستر عليكم من باب داروا سفهاءكم ، وإذا إبتلي جيرانكم بالمعاصي فاستروهم، ولكنكم تماديتم وأصررتم على لؤمكم وتمردتم فحق فيكم قول الشاعر : من يصنع المعروف في غير أهله ... يلقى مصير مجير أم عامر. نحن لا نتجنى على أحد، ندافع عن أرضنا وعرضنا وديننا الحنيف وعقيدتنا السمحاء التي إعتنقها العقلاء منكم، وتهجم عليها السفهاء، والدفاع عن النفس حق مشروع تكفله جميع الشرائع والقوانين، أما أنتم فمرضى وميؤوس من شفائكم، تعودتم تكميم الأفواه، وسرطان خبيث وسبب من أسباب تخلفنا لأنكم أهل غدر وخيانة تعيشون بيننا وتطعنوننا من الخلف. هذه حقائق وليست وصلات ردح. أما وصلات الردح الحقيقية فهي الموجودة بالتلمود وتترنمون بها كل يوم أحد وترقصون عليها بدون طبلة ولا ربطة خصر.