فضاء الرأي

تركيا العثمانية والمنزلق الخطير

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مع وصول حزب العدالة والتنمية الى السلطة، دشنت تركيا مرحلة جديدة في تأريخها المعاصر اذ بدأ الاقتصاد التركي يتعافى مع تحسن مضطرد في حياة المواطنين وقدراتهم المالية وتوسع ملحوظ لنطاق الحريات العامة واحترام حقوق الانسان ومحاولة حل المسألة الوطنية الكوردستانية ......الخ الامر الذي انعكس إيجابا على العلاقات الخارجية لتركيا مع محيطها الإقليمي والدولي وفق سياسة تصفير المشاكل، وكان من الممكن ان تؤدي هذه السياسة العصرية والمتوازنة داخليا وخارجيا الى تعزيز الموقع الجيوسياسيوالاقتصادي لتركيا كقوة إقليمية رئيسة في المنطقة

كل ما سبق انقلب رأسا على عقب مع بروز الاطماع والطموحات الخيالية لإحياء الرجل العثماني المريض الذي أصبح في ذمة التأريخ ولم يعد من الممكن احياؤه بأي شكل من الاشكال فالموتى لا يعودون، الامر الذي أدى الى انزلاق تركيا أكثر فأكثر في مستنقع الازمات الداخلية والخارجية التي تهدد كيانها ومستقبل شعوبها.

داخليا، عادت حملات القمع الدموية والحرب ضد شعب كوردستان الشمالية اشد شراسة ووحشية ولم يسلم منها أبناء كوردستان الجنوبية والغربية وخلفت وراءها داخل تركيا وعلى طول الحدود المشتركة مع العراق وسوريا مئات القرى والقصبات المدمرة كليا والاف القتلى والجرحى والمشردين والمهجرين، بالإضافة الى استغلال مسرحية الانقلاب المزعوم الذي اسفر عن اكثر من (170 الف) معتقل ومفصول ومعزول من بينهم قرابة (4000) قاضي ووكيل نيابة عام واغلاق حوالي (2000) مؤسسة تعليمية واعلامية بضمنها (15) جامعة وحوالي (150) مؤسسة إعلامية، مما أدى الى تراجع كبير في حقوق الانسان وتدهورها المتسارع نتيجة الانتهاكات الرهيبة وحملات التطهير العرقي والفكري ......الخ

خارجيا، أدت الطموحات والاطماع العثمانية الطوباوية وغير المشروعة الى التمدد العسكري العدواني المرفوض في سوريا وليبيا ومناطق مختلفة من القارة الافريقية واستمرار احتلال قبرص وحالة العداء المستمر مع اليونان والعلاقات المضطربة التي تزداد سوءا مع الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية واغلبية الدول العربية وحتى الولايات المتحدة الامريكية ناهيك عن العلاقات المشبوهة مع أطرافمتهمة بالإرهاب..... الخ

النتيجة المنطقية والمتوقعة لهذه السياسات المتهورة والعدوانية ومحاولات التمدد العسكري هنا وهناك والواقع الاقتصادي المزرىالذي يعاني من الانكماش وارتفاع معدلات البطالة وحجم الدين الخارجي (450مليار دولار) مع انخفاض حجم الاستثمارات الخارجية وتراجع الإنتاج الصناعي وازدياد اعداد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر (13%) ......الخ، هو الانقسام الحاد في المجتمع التركي بما فيها تشظي حزب العدالة والتنمية نفسه وتزايد النقمة الشعبية العارمة والى عزلة حقيقية خانقة دوليا واقليمياخاصة مع عدم احترامها لالتزاماتها الدولية

من الواضح ان تركيا بطموحاتها واطماعها العثمانية تقف على مشارف هاوية السقوط المدوي للنظام الحاكم الذي يحاول عبثا الهاء شعوب تركيا بمغامراته العسكرية العبثية الفاشلة واغلب الظن انه سيخسر المعركة الانتخابية القادمة كما خسرها في إستانبول فتركيا الحديثة لا يمكن ادارتها بعقلية (المساجد ثكناتنا وقببنا خوذاتنا والمآذن حرابنا والمصلون جنودنا) فقد ولى ذلك الزمن الى لا رجعةوشعوب تركيا لن تقبل باقل من نظام ديموقراطي متحضر يحترم حقوق الانسان وكرامته و حقوق شعب كوردستان الديموقراطية المشروعة، متصالح مع نفسه ومع الاخرين يضع تركيا الحديثة على المسار الصحيح.

sbamarni14@outlook.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الى السقوط
برجس شويش -

دول وانظمة مستبدة وعنصرية سائدة في شرقنا التعيس يستغلون الدين والطائفية والماضي السحيق والفوارق القومية للهيمنة والسيطرة والقمع وشن شرعنة الحروب والتدمير والفتك تماما كما تفعله الدولة التركية والايرانية والعراقية والسورية وغيرهم, دول تغيب في قياداتها الحكمة والعقلانية والاهم الانسانية, يريدون السكوت وهم يسلبون الحقوق ويسرقون الثروات وينتهجون سياسات التعريب والتتريك والتفريس بحق كل من لا ينتمي الى اقوام السلطة وسياسات القمع ضد كل من يطالب بحريته وحقوقه وحفظ كرامته. دول تقود نفسها الى الهاوية والسقوط كما حصل مع دولة العراق , فقط فيها ربح شعب كوردستان الجنوبية في امنه واستقراره وتقدمه بينما خسر القسم العراقي مئات الالوف من الضحايات وملاين مشردة وثلاثة اشهر من مظاهرات واضطرابات وتنكيل وفوضى لايزال متواصل فيه, هكذا سيحصل في تركيا وايران ,ان اردوغان وكذلك خامنئي يذكرانني بحماقات صدام حسين حين شن حرب على ايران وتوجها بغزو الكويت الذي حدد مسار دولته نحو الهاوية المحتومة وسقوط نظامه , غير مؤسوف عليه ,يبدو ان رادوغان وخامنئي على نفس الخطى, ما يهمنا نحن شعب كوردستان هو ان نتحرر من هؤلاء الذين ابدا لن يصلحوا .......

تغطى كويس واحلام سعيدة
ابو سعيد -

يمكن ادراج هذا المقال وامثاله في باب الأماني فقط واحلام المنام واليقظة

تركيا العثمانية تصعد
حفيد السلاطين -

تركيا جذبت 217 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر على مدار الـ17 عامًا الماضية، أن هذا كان تعبيرًا قويًا عن ثقة المستثمرين العالميين في الاقتصاد التركي.” هناك ثلاثين مليار دولار تستثمر في تركيا سنويا ..

فشل اتا تورك
Rizgar -

فشل اتا تورك في تحقيق الاماني العرقية للا تراك ,وطبعا اردوغان سيفشل ايظا .

العنجهى المتغطرس الطاووس كردوغان
mihraban -

دعوه فى غيه و غباءه تطرفه و هى كفيلة بالقضاء عليه نهائيا حاله حال صدام و القذافى و الارنب السورى ... الخ....الخ من الديكتاتوريين الحمقى ، و هو ليس احسن او اشر منهم ، و مع ذلك عوقبوا و خاصة هؤلاء الذين يؤذون الشعب الكوردى ، بالتاكيد سيتم الانتقام منهم شر انتقام . و هكذا تستطيع يا ابو تعاسة ان تنام و تخلى فى بطنك بطيخة صيفى .

الخوف من الكورد وكوردستان دمرهم
♠♠♠♠♠♠♠♠ -

فو بيا ال K♥u♥r♥d♥i♥s♥t♥a♥n دمّرهم , ١٠٠ سنة و لن ولم مصابين بالارق و insomnia , حياتهم جحيم وبؤس و حقد وكراهية .K♥u♥r♥d♥i♥s♥t♥a♥n....آتي ...ويل لكياناتكم الكارتونية القبيحة .

هلوسات رزكار التايواني النرجسية العنصرية
جورج عبد المسيح -

لم تتعرض أقليات في تاريخ البشرية ولا واحد بالمليون لما تعرض له الآشوريين من حرب إبادة على أيدي العنصريين الأكراد، وأفظع مما تعرض له اليهود والمسلمين على يد محاكم التفتيش في اسبانيا. هلوسات بعض المعلقين الأكراد مضحكة وسخيفة عن فبركات يدعوا أنها حقائق تاريخية يوثقها الغجري الإنفصالي المستكرد من أيتام البورظاني وطالباني وبني صهيون. مشروعهم المفبرك parasitic الهوية الكردية في دولة أفلاطون الفاضلة الوهمية الفاسقة والمارقة والضالة يريدون تشييدها على خراب وأنقاض أربعة دول وثلاث حضارات عريقة، مصورين العرب والفرس والترك كعدو امبريالي قاتل غريب في المنطقة يريد القضاء على “الاكراد” في الشرق الأوسط، معششين الحقد في قلوب شعوبهم تُجاههم حتى لا تنتقل عدوى الحرية والمطالبة بالهوية الأساسية إلى أبناء الحضارات الأصلية للمنطقة. اليوم، وبعد عقود على العنف، الحقد والحروب باسم الكردبة المفبركة، بدأت بوادر الحقيقة تلوح في الأفق وإشعاعاتها تضيء جذور شعوب المنطقة، وبدأت حقيقة هذا المشروع تظهر للعلن، لا سيما وان أدواتها -الأحزاب الهولاكية العنصرية الكردية الصهيونية النازية في كردستان المزعومة السليبة والمقتطعة من دولة العراق حيث مارس الإنفصاليون الأكراد أبشع أنواع الظلم والاضطهاد بحق شعوب المنطقة من غير الكورد لحملهم على الهجرة وجلب مرتزقة وغجر من دول أخرى.

حفيد السلاطين
❤☀❤☀❤☀ -

الما نيا النا زية كانت حلم المستثمرين و التطور الصناعي لالمانيا النازية كانت مركز اعجاب العالم ...... وتركيا مثال قريب من المانيا النازية نفس الاجرام والاستثمارات و ابادة الشعوب والسجون ٧٠ الف انسان في السجون و التعذيب ...انهيار الدول المبنية على العسكرتاريا والعنصرية مسالة وقت فقط ......التاريخ لا يرحم .

رد الآخر المدعو يوسف م وهل يصعب على راسبوتينات الحقد والكراهية ممن
بسام عبد الله -

كان ينقص القراء والكتاب والمحررين متخلف يجمع تعليقات قرينه العنصري الحاقد المدعو فول التي يجترها منذ سنوات ويلطعها منذ سنوات ورددنا عليها مليون مرة. أولا عليك يا يوسف بن مردوخ تسبيع حلقك قبل أن تذكر القرآن والإسلام ورسوله على لسانك حتى يكون طاهراً لأن الطهارة نصف الايمان عند المسلم. ثانيا: الإسلام دين حق غصباً عنك وليس بخاطرك وبرأي الأعداء قبل الأصدقاء وهذا ما ردده مراراً معظم باباوات الفاتيكان وعلماء الغرب وكاردينالات الكاثوليك. على عكس ما قيل عنكم ومنكم وعليكم، وما عندكم من كذب وخداع وسفسطة وتهرب من الحقيقة ومحاولات يائسة لستر المفضوح. موروثاتكم الأخلاقية أنتجت أمثالك من عاهات مزمنة وعالة على البشرية والإنسانية ؟ عدم التدقيق والتمحيص في الكم الهائل من الموروث الشفاهي الديني والاجتماعي المناقض لقوانين العصرنة من معتقداتك هى السبب فى الانحطاط الأخلاقي والإجتماعي ، وبث الفتن والكراهية بتحريض من كبارك الذين علموكم الخبث بسبب سخافات وخزعبلات ومعتقدات بالية.