كتَّاب إيلاف

نهاية سيناريو عزل ترامب: خاسرون ورابحون

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقف الديمقراطيون الأمريكيون والنظام الايراني في صدارة الأطراف الخاسرة من تبرئة ساحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافلاته من المحاكمة البرلمانية لعزله بفعل تصويت بالأغلبية للجمهوريين في مجلس الشيوخ لمصلحته.

والحقيقة أن التصويت قد جاء بمنزلة تدشيناً قوياً لحملة اعادة انتخاب الرئيس ترامب لولاية رئاسية ثانية، حيث طوى تصويت مجلس الشيوخ أي رهانات كان ينتظرها الملالي لعزل الرئيس، وهي رهانات كانت معدومة منذ بداية طرح فكرة "العزل" من جانب ديمقراطيي مجلس النواب الأمريكي، ولكن لم يكن أمام النظام الملالي سوى الرهان على مثل هذه الاحتمالات في ظل غياب البدائل او انعدامها أمامهم في التعامل مع استراتيجية الرئيس ترامب حيالهم؛ فالحقيقة أن نظام الملالي بات يعاني أزمة بدائل حقيقية في التعامل مع البيت الأبيض لأن التحليل الواقعي الآن يقول أن الايرانيين أمام احتمالات كلها أسوأ من بعضها، ولم يعد أمام النظام سوى المفاضلة بين سىء واسوأ في التعامل مع الرئيس ترامب.

أول البدائل المتاحة امام النظام الايراني محاولة الهبوط من أعلى الشجرة التي صعد إليها في إدارة الأزمة مع واشنطن عبر التشدد والتطرف ومحاولة خلط الأوراق بالتهديدات العسكرية والممارسات الاستفزازية، ورغم أن الملالي قد آثروا السلامة ولجأووا إلى رد محسوب وحذر على عملية قتل الجنرال قاسم سليماني، ولعقوا وابتلعوا كل تهديداتهم ووعيدهم، فإن الرئيس ترامب لا يزال يضع النظام الايراني في زاوية حرجة ولن يتنازل عن تنفيذ أهداف العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة كي يثبت للجميع صواب منهجه وفلسفته في إدارة الأزمات عبر استراتيجية عقوبات صارمة، وبالتالي فليس أمام الملالي سوى الاستسلام للضغوط الأمريكية ومنح الرئيس ترامب تنازلات يقدمها للرأي العام الأمريكي لتعزيز موقفه في السباق الانتخابي المقبل (نوفمبر 2020).

أما البديل الثاني المتاح أمام نظام الملالي فهو الخيار المجهول بكل المعايير، أي تحمل قسوة العقوبات وانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، رغم ماتشير إليه المؤشرات كافة من ارتفاع فرص الرئيس ترامب في الفوز بولاية ثانية، ولكن هذا الانتظار يحمل فرص وتحديات في آن واحد، فالولاية الثانية للرئيس ترامب قد تجعله أكثر تحرراً في التعامل مع الملالي، ولكن هذا التحرر ربما يعني أن يكون أكثر عنفاً وصرامة وشراسة في الرد على استفزازتهم المتكررة، أو أن يكون أقل خضوعاً للحسابات والاعتبارات والقيود الانتخابية وبالتالي ميلاً للموائمات السياسية وكتابة اسمه في التاريخ عبر صفقات سياسية لا عمليات عسكرية.

الديمقراطيون الامريكيون أيضاً هم الطرف الآخر الأكثر تضرراً من افلات ترامب مع مخطط العزل، فرغم أن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي والمحيطين بها كانوا يدركون منذ البداية ضعف فرص تمرير خطط عزل الرئيس ترامب في ظل التركيبة السياسية الحالية لمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريين الذين لم يخفواً نيتهم رفض فكرة العزل ونسفها من الجلسة الأولى، فإن الديمقراطيين قد مضواً في مخططهم بهدف تشويه الرئيس ترامب والانتقاص من فرص فوزه بولاية رئاسية ثانية واضعافه من خلال احاطته بكم كبير من الاتهامات والشكوك بحيث يخرج من معركة العزل مثخناً بالجراح، ولكن ماحدث أن الرئيس لم يواجه الشكوك والطعنات السياسية بل لم يواجه أي اتهامات حقيقية داخل مجلس الشيوخ الأمريكي، وتمت تبرئة ساحته بسرعة شديدة.

لم تتحقق إذاً رهانات الديمقراطيين وأهدافهم من محاكمة الرئيس ترامب، بل ربما يكون قد خرج من هذه الجولة أكثر قوة وتصميماً وخبرة ونضجاً سياسياً من ذي قبل، وبالتالي فإن الديمقراطيين قد وضعوا هدفاً في مرماهم بهذه الطريقة، ويتوقع أن يخصصواً وقتاً طويلاً للدفاع عن اخفاقهم في الدفاع عن موقفهم ومبرراتهم في موضوع المحاكمة، التي ستلتهم جزءاً كبيراً من فرصهم السياسية في أي استحقاق انتخابي خلال المدى المنظور.

يستطيع الرئيس ترامب الآن في حملته الانتخابية الادعاء بأن خصومه الديمقراطيين لم يستطيعوا هزيمته سياسياً فلجأوواً إلى حيلة "العزل"، وهو مافعله فريق الرئيس ترامب عقب انتهاء موضوع المحاكمة البرلمانية، بوصف القضية برمتها بأنها "إعتداء خطير" على الديمقراطية، كما اعتبر المساءلة محاولة "سافرة" للتأثير على انتخابات الرئاسة المقبلة. ولعل في وأد المحاكمة سريعاً في مجلس الشيوخ فرصة مثالية للرئيس ترامب للاستفادة من نتائج ماحدث وتوظيفه في حملته الانتخابية ليتحقق بذلك ماتوقعه زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل حين قال إن سعي الديموقراطيين لعزل ترامب من منصبه كان خطأ فادحا سيصب ـ على الأرجح ـ في مصلحة الجمهوريين، معتبراً أن العزل بات "قضية خاسرة" للديموقراطيين، مضيفا "اعتقدوا أنها فكرة سديدة. إنّه، على المدى القصير أقله، خطأ سياسي فادح".

صحيح أن الديمقراطيين لا يزالون يجادلون بأن تبرئة ترامب "لا قيمة لها عمليا" استناداً إلى أن الجمهوريين رفضوا استدعاء الشهود في محاكمته، ويحاولون التشكيك في الموضوع من زاوية عدم وجود محاكمة نزيهة من الأساس للرئيس، ولكن الحقيقة أن الرئيس قد نجح في تفادي مصيدة بيلوسي وزملائها الديمقراطيين، وأن رهان خصومه على وصمه بأنه ثالث رئيس يتعرض لمحاولة العزل، لن يكون له قيمة حقيقية أو تأثير فعلي في التصويت الانتخابي على هوية السيد المقبل للبيت الأبيض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحياتى سيد سالم الكتبى
فول على طول -

مقال موزون وصادق ووضع النقاط على الحروف تماما . أصدقك القول أن الديمقراطيين خسروا من زمن اوباما ومن بعدة هيلارى كلينتون التى أصابت الديمقراطيين فى مقتل فى المناظرات اياها بينها وبين ترمب ولكن وللحقيقة فان ترمب حقق نجاحات مذهلة للأمريكان بالاضافة الى أنة لن يتلون بالسياسة حتى الان بل يقول ما يريدة دون تزويق ودون مواربات ويطرق الهدف بٌأقصر طريق دون عابئ بما يحدث وهذا يحسب لة ...نادرا بل مستحيل أن تجد سياسي أو شخص مسئول صريح مثل ترمبوهذا أكبر نجاح لة . لا تنسي أن غباء ايران لا يتجزأ عن غباء خير أمة خاصة فى المسائل السياسية والحقوقية .

رد على تعليق مردخاي فول المأبون الذين يبتئس البؤس من بؤسه
بسام عبد الله -

قضية ترامب ليست خلاف بين حزب جمهوري وديمقراطي، بل قضية خيانة عظمى يجب أن يحكم بها القضاء الامريكي لتبرئته وليس مجلسي النواب والشيوخ اللذان أصبحا مثل مجالس برلمانات العسكر بعد هذه القضية مهمتها الزمر والطبل للرئيس ولو تبادل ترامب وبشار فلن يتغير شيء على الشعبين لأن الإنجازات نفسها، وبشار أفضل من ترامب لأنه يستطيع أن يقول أنه حقق إنجاز إقتصادي رائع لامريكا برفع سعر الدولار من 40 إلى 1300 ليرة ليصفق له مجلس الشيوخ، ولكن الناخب سيقول كلمته الأخيرة وهذه ميزة الديمقراطية التي خسفت الأرض بحزب المحافظين في كندا عندما إرتكبت رئيسة الوزارء كيم كامبل حينها خطأً لفظياً بحملتها الإنتخابية لإعادة إنتخابها بقولها عن جان كريتيان تخيلوا أن يكون رئيس الوزراء معاقاً وهو مصاب بشلل بسيط في فكه السفلي. فكانت حصيلة الحزب مقعدين من أصل 156 مقعد. يتحدث اليوم البعض عن ترامب وكأنه المسيح الدجال الذي بعثه الرب لإنقاذ العالم، تماماً كما يتحدث شبيحة وأوباش المجرم بشار أسد عن أنه لا بديل له سوى أوباش داعش الذين لا يختلفون عنه بشيء بل هم أسوأ من الدواعش بمليون مرة. ترامب خائن وأي رئيس امريكي مثل الرئيس بوش الابن أو الأب سيجعل دجالي قم يترحمون على أيام ترامب، لأنه سيقدم على خطوات جريئة كإجتياح ايران والقضاء على حكم الملالي كما فعل بوش مع صدام، لإعادة هيبة امريكا التي مرغها الملالي بالتراب بقرارته الإرتجالية المخيبة لآمال الشعب الامريكي، ولأن العقوبات الإقتصادية ضحك على اللحى ولم تسفر عن شيء يذكر لسهولة تجاوزها عن طريق روسيا والصين والمافيات الايطالية والفرنسية وأذناب ايران والشركات والمؤسسات الوهمية في جميع أنحاء العالم التي تقوم بتسويق البترول المخدرات الايرانية وغسيل أموالها. ترامب أسوأ رئيس امريكي حتى تاريخه وأضعف من اوباما الذي سحب السلاح الكيميائي من المجرم بشار بالتهديد فقط. ترامب لم يحقق أي من وعوده الإنتخابية ، لأن إدارة أكبر دولة بالعالم تحتاج إلى سياسي محنك وليس مدير مشاريع وهمية غير إنتاجية كنوادي القمار والملاهي الليلية وتحقيق الأرباح والمكاسب من خلال سرقة حقوق الموظفين والعمال والتهرب الضريبي وإعلان الإفلاس والخيانة والتحالف مع الأعداء للفوز بالإنتخابات. والمضحك أن من يدافع عنه من أمثال الصهيوني مردخاي فول ممن يعبدون الأفراد ويؤلهون الحكام ويقبلون بساطير العسكر والإستعمار ليس حباً بهم

الى البذئ دائما والبائس الحقيقى
فول على طول -

المأبونين والمأبونات مكانهم معروف وفى النصوص المقدسة التى تتعاطونها ولكن أنت تسقط ما عندك على الغير وهذة أمراض البؤساء . خلاص يا بائس بما أنك قاضى القضاة وحكمت على ترمب عليك أن تجمع اخوانك وعلى رأس قوة كبيرة منكم وتقبض علية وتضعة فى السجن وبالتأكيد أنا لن أغضب ولن أمنعكم ...هل تفعلها ؟ بقية معلقات البذاءة التى تتحف القراء بها لا تستحق الرد .

رد على سخافات المدعو مردخاي فول الصهيوني
بسام عبد الله -

يبدو أن كلامنا أصبح له مفعول سهام تضرب في الصميم وخاصة على من وضعوا جلود قفاهم على وجوههم فبدؤوا يصرخون والصراخ على قدر الألم. تعليقك عدا عن أنه لا يحتوي على جملة مفيدة فهو أسخف من أن يرد عليه، لأن أمثالك لا ينفع معهم كلام ولا يجدي معهم حوار، لأنهم عنصريون حاقدون كارهون. لا يقرؤون ولا يفقهون حتى تعليقاتهم ولا يعتبرونها شتائم لأنها جزء من ثقافتهم التي يلقنهم إياها كبارهم الذين علموهم الغدر والحقد والخيانة التي هي طبعهم وطباعهم وديدنهم، يرون الشوكة بحذائنا عمود والعمود في عينهم شوكة. نحن من عاشركم وخبزكم وعجنكم كنا نتستر عليكم من باب داروا سفهاءكم ، وإذا إبتلي جيرانكم بالمعاصي فاستروهم، ولكنكم تماديتم وأصررتم على لؤمكم وتمردتم فحق فيكم قول الشاعر : من يصنع المعروف في غير أهله ... يلقى مصير مجير أم عامر. نحن لا نتجنى على أحد، ندافع عن أرضنا وعرضنا وديننا الحنيف وعقيدتنا السمحاء التي إعتنقها العقلاء منكم، وتهجم عليها السفهاء، والدفاع عن النفس حق مشروع تكفله جميع الشرائع والقوانين، أما أنتم فمرضى وميؤوس من شفائكم، تعودتم شتم البشر، وسرطان خبيث وسبب من أسباب تخلفنا لأنكم أهل غدر وخيانة تعيشون بيننا وتطعنوننا من الخلف.