فضاء الرأي

أينجح متيني بما فشل فيه غيره

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا شك أن الكثير من الناطقين بالكردية يحفظون عن ظهر قلب الجملة الفلكلورية "bi hêviya kes naghînê keziya" ومن باب الاختصار في الشرح والتوضيح، فالجملة من جهة ما ترمي إليه قريبة من معنى صدر بيتٍ شعري لأحمد شوقي، والذي يقول فيه:"وما نـيل الـمـطـالب بالتمنـي ـ ولـكـن تــؤخـذ الـدنـيا غلابـا"، وحيث أن الإعلامي سمير متيني وعبرعدد غير قليل من حلقات البث المباشر ولساعات طوال يحاول جاهداً تحقيق ما فشل فيه مجمل الأحزاب الكردية في سورية، بل ومعهم أغلب المثقفين وطيف كبير من الجمهور إضافة إلى قيادة إقليم كردستان، وذلك من خلال سعيه الدؤوب لفصل حزب الاتحاد الديمقراطي عن حزب العمال الكردستاني، ليس كرهاً ـ حسب متيني ـ بذلك الحزب أو بزعيمه عبدالله أوجلان، الماكث في سجن إيمرالي بتركيا، إنما من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكرد، باعتبار أن ذلك الحزب ومنذ سنوات هو الذريعة الكبرى لدى الدولة التركية لضرب أية منطقة كردية بحجة وجود كوادر أو قادة ذلك الحزب ليس داخل تركيا فحسب، إنما وحتى داخل سوريا وكذلك الأمر في العراق.

ورغم أن الكثير من كرد سوريا يتمنون في دخيلة أنفسهم أن ينجح متيني في مسعاه وما يصبو إليه، إلاّأن الأمر لا يبدو سهلاً بمنظور كل متابِعٍ لمسار العمال الكردستاني والمرتبطين به، وذلك ليس فقط من خلال المقارنة بين عقليته وعقلية باقي الأحزاب الكردية، إنما وكذلك في المقارنة بين الحزب الدنيوي المذكور وبين الحركات الجهادية الاسلامية حتى الأشد تطرفاً منها، إذ أن التنظيمات الجهادية رغم ارتباطها المعنوي بالقرآن والنبي والآخرة والجنة وكل ما له علاقة بما وراء الوجود، إلا أنها رغم كل تلك الأسباب التي تدعو المنتمي إلى تلك التنظيمات للتشبث بما يؤمن به، يظهر للمراقب بأنها قادرة على أن تغيّر ذاتها، وبمستطاعها التخلص مما يكبلها ويقيد حركتها أو يهدّد وجودها في الظروف القصوى، وتغيّر بالتالي قفطانها وشكلها وممارساتها ومفرداتها وتعيش فصول التقية بحذافيرها لسنوات طوال، كما فعل الكثير من المنتمين للاخوان المسلمين في سورية، حيث أنهم انتسبوا إلى حزب البعث العلماني وغدوا مع الزمن جزء منه، وتسنموا المواقع المهمة في الدولة والحزب من دون أن يسمحوا لأحد بالتعرف إلى كينونتهم، بينما العمال الكردستاني فرغم أنه مجرد حزب أرضي، ولا علاقة له بالنبوءة أو السماء أو الماوراء، وأسّسه أناس عاديون لا صلة لهم بما خلف الطبيعة، ولكنه مع كل تلك الفروقفوِفق العارفين بكنهه أن تحجره العقائدي يمنع قادته من إحداث أي تغيير مفيد في منهجيتهم وأفكارهم وسلوكياتهم وحتى ملافظهم، ما يعني بأن هذا التنظيم المحسوب على الكرد والذي فرض نفسه عليهم بالقوة والإكراه مثله مثل الأديان التي فرضت نفسها بالعنف والإكراه، فمن الصعوبة بمكان تحديثه أو تطويره أو تحويره ليلاءم العصر والبيئة والظروف المحيطة به، وذلك حتى يتجاوز المؤمنون به المرحلة القاهرة التي تمر بهم والتي يمر بها الكرد أجمعين من ورائه، إلا أن ذلك حسب قارئي سيرته قد لا يحدث إلاّ من خلال تفجيره من الداخل، أو عبر إحداث الشروخ العميقة في هيكلهالعظمي وأجنحته، والدليل على ما نقول هو أن آلاف الكرد على اختلاف مشاربهم السياسية، طالبوا ويطالبون منذ أعوام بقطع العلاقة النهائية بين العمال الكردستاني وروافده في سورية، ولكننا رأيناهم بالعكس تماماً يزدادون اعتصاماً ببراقع القائد، وصوره، وهلوساته أكثر من قبل، ورغم أن تمسكهم بشعارات وهياكل قائدهم المقيم في إيمرالي تسبب بغزو منطقة عفرين، ومن بعدها رأس العين وتل أبيض، إلا أنهم ما يزالون على ماهم عليه في التمسك بعمائهم الأيديولوجي، مَن يدري ربما إلى حين تدمير ما تبقى من المناطق الكردية بسبب ذلك التنظيم وزعيمه المافوق مقدس حسب عابديه، بينما جبهة النصرة(هيئة تحرير الشام) وهو أكثر تنظيم إسلامي متطرف في سوريا ومع ذلك استطاع أن يغيّر خطابه أكثر من مرة، ففي المرة الأولى حين اشتد الضغط عليه العام الماضي مثل هذه الأيام من قبل الروس والمجتمع الدولي، إذ بعد طلب الجهة التي تدعمه بالمال والسلاح بتغيير شعاراته وإنزال اللافتات الدينية من على الشاخصات في الشوارع والساحات العامة في محافظة إدلب، فعل التنظيم ما طُلب منه لينقذ نفسه من احتمالية الانقضاض عليه بتهمة الإرهاب، وكذلك الأمر لئلا يُحرج الداعم أمام الدول المعنية بالشأن السوري، بينما في نفس الفترة التي كانت تركيا تهدّد بغزو عفرين بذريعة ارتباط حزب الاتحاد الديمقراطي بحزب العمال الكردستاني، وبدلاً من أن يتبرؤوا من الحزب "الذريعة" كما فعلت النصرة، رأيناهم يُكثرون من صور عبدالله أوجلان وأعلام حزبه وشعاراته السياسية والعسكرية قِبال الحدود التركية، من باب تثبيت التهمة أكثر، وترسيخ الذريعة وتأكيدها مرةً تلو الأخرى، وذلك حتى يكون هناك مبرر دائم للهجوم على المناطق الكردية بتلك الحجة!.

وفي هذا العام وكما هي العادة استأنف أتباع ومريدو أوجلان نشر صور المعبود في مخيمات الشهباء بريف حلب، وكذلك الأمر في كوباني وقامشلو وكله من باب مجاكرة تركيا ـ كما يتصرف الأطفال ـ والقول للعالم أجمع بأنهم أتباع مخلصون لذلك المأمور في إيمرالي، ربما حتى يتلاشي آخر كردي في المعمورة خدمةً لإله الحزب عبدالله أوجلان، وطبعاً الخدمة الأعظم هي للآله التي تديره، وذلك من خلال الإبقاء على نار الذريعة مشتعلة لدى الدولة التركية لتهاجم المناطق الكردية بتلك الذريعة متى ما عن على بالها ذلك، طالما أن لديها فئة عمياء تخدمها أكثر من عشرات التنظيمات الموالية لها، بينما بالمقابل ولمجرد أن شعرت جبهة النصرة(هيئة تحرير الشام) بأنها باتت مهددة فسرعان هيأت نفسها للتغيير الجذري وليس فقط الشكلي والتنظيمي والأدبياتي، وذلك عندما أبغلت الهيئة في 16 من الشهر الجاري بعض وسائل الإعلام، بأنها تتجه نحو حل نفسها خلال الفترة القريبة القادمة، لئلا تقدم الحجّة لروسيا ونظام الأسد حتى يقصفوا مناطقها ويهجموا عليها بذريعة محاربة الإرهاب.

والمثير للدهشة حقاً هو أننا ههنا أمام تنظيم متشدّد وجزء من القاعدة، ولكنه بنفس الوقت فعند الضرورة مرِن وقادر على أن يناوِر ويغيّر لونه وشكله وهندامه بسرعة هائلة! بينما حزب العمال الكردستاني فيبدو أنه أشبه بحجر صوان ومن شبه المستحيل إحداث أي تغيير في فكره وبنيته ومنهجه، والذي يبدو لمتتبع تاريخه وكأن واجدوه ومؤسسوه والمؤمنون بكنهه لم يسمعوا بشيء عن جوهر الفكر القائم على التغيير الدائم، لدى هيراقليطس، ذلك الذي أوجد دعائم فلسفة التغيير قبل الميلاد بأكثر من 300 سنة، فتصور يا قارئنا العزيز شخصاً قبل الميلاد بقرون يقدم للعالم أجمع دعائم فلسفة اللاجمود واللاثبات، بينما حزب من هذا العصر غير قادر على أن يغير حتى خربشات زعيمه؟.

ختاماً فإذا ما قلنا بأن نفس الدول الإقليمية التي تقول بأنها تحارب التنظيمات الإسلامية المتطرفة، بأنها هي نفسها التي خلقتها وتغذي شرايينها الرئيسية حتى تحقق كل الأهداف التي تبغيها من وراء تلك الحركات، فهذا يعني بأنه من السهل على صاحب الشريان الرئيسي أن يأمر التنظيم بالحل أو الربط، بالظهور أو الضمور، بالنهوض أو المكوث، بالتحرك أو الجمود، وإذا ما افترضنا بأن حزب العمال الكردستاني خاضع أيضاً لنفس الشرط، أي أن مخابرات الأنظمة الإقليمية نفسها المتحكمة بمصير الحركات الإسلامية المتشددة قادرة على توجيه الحزب الأم مع فروعه وروافده إلى الجهة التي تريد، ولكنهاالآن مستفيدة من بقاء التنظيم على كامل جمودهوتحجره، فما هي إذن عوامل القوة والتأثير لدى الإعلامي سمير متيني حتى يدفع بعض القادة الميدانيين لذلك التنظيم بأن يعملوا بخلاف توجيهات مخابرات الدول الاقليمية الثلاث؟ إلاّ اللهم إذا ما استطاع من خلال أدواته الخاصة أن يحشد جماهير الحزب ضد الممسكين بزمامه من وراء الحدود ودفعهم للمطالبة بالفصل التام عن العمال الكردستاني، ومن ثم تحقيق الأمنية التي لم يقدر على تحقيقها عشراتالأحزاب الكردية في سورية والعراق، ويا ترى هل سينجح الإعلامي سمير متيني في تأليب القاعدة في الداخل على القيادة في قنديل؟ أم أن لديه عصا سحرية ما ستساعده على القيام بالذي أخفق فيه كل مَن ذكرناهم في الأعلى؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لن ينجح لا متيني ولا فليني يا سيد ماجد، ولو كانت كردستان حقيقة لنجح صلاح الدين الأيوبي بتأسيسها
بسام عبد الله -

مقال مضحك يخلط الحابل بالنابل ليصل إلى وهم، نحن أمام دولة أفلاطونية لا وجود لها إلا في مخيلة بعض العنصريين من أتباع قزم أربيل الجاهل والأمي والمتخلف والتلميذ الخائب لحكام العسكر، الأكراد عشائر وقبائل وبدو رحل من أصول غجرية هاجروا من جبال القوقاز عندما قرر قياصرة روسيا وستالين إبادتهم فقدموا إلينا فأجرناهم وآويناهم فطعنونا في الظهر عندما ضعفنا. العراق وسوريا الموحدين سيكونان بألف خير بدون البرزانيين ولن يحتاج العراقي أو السوري إلى كفيل كردي حتى يعود إلى بيته في عفرين أو قامشلي أو أربيل، ودمشق وبغداد لا تفرضان على الكردي كفيل للوصول إلى جبل أو حي الأكراد. الجيش الأمريكي إنسحب وتخلى عنهم وتركهم لمصيرهم المحتوم وهذا ما سيفعله الموساد في أربيل لأن الجميع يعرفهم أنهم بندقية للإيجار ولن تسمح حتى اسرائيل بولادة دولة أخرى لقيطة تنافسها على التسول في منطقتها. هؤلاء العنصريون من الأكراد، عندما يتسلطون يتفرعنون، وعندما ينهزمون ينوحون . سألناهم بالأمس عندما احتلوا بمساعدة ترامب ونتنياهو مدن وقرى عربية خالصة لا يوجد فيها كردي واحد: لماذا تطردون العرب وتجلبون الأكراد من ايران وتركيا، وتلغون اللغة العربية وتفرضون الكردية والعبرية؟ أجاب أحد قادة عصابة قسد: سنصل إلى دمشق وسنقوم بنفس الشيء هناك! لهذا قلنا بأن قسد إحدى فصائل داعش. كانوا يشمتون بنزوح الملايين من السوريين تحت ضرب الكيماوي والبراميل المتفجرة، ونافسوا عصابات المجرم بشار أسد بالوحشية والإجرام وشاركوه وداعش وبوتين في إبادة الشعب السوري، الحل الوحيد للقضية الكردية هو إما الإندماج مع الشعوب التي ينتمون إليها كما هو الحال في استراليا وقارة امريكا وسويسرا ومشاركتهم في ثوراتهم ضد الأنظمة القمعية والحفاظ على وحدة أوطانهم أو العودة إلى القوقاز والإستفتاء والإنفصال كما يحلوا لهم ولن نعترف بهم لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

بسام
أمل الخالدي -

يتکلم بسام وکأن الاکراد قد ضاقت بهم الدنيا وإنتهى أمرهم، وهذا هو حلم سيده أردوغان فقط لأن العرب وحتى الايرانيين لم ولن يبلغوا درجة أردوغان وتابعه بسام هذا الحد من الهبوط العنصري المثير للتقزز، وهو لايعلم بأن تجارة سيده أردوغان مع أقليم کردستان تظهر حقيقة أردوغان المصلحية، لکن ظل يابسام أقرع الطبول وردد ماتشاء من خزعبلات فهذا هو أصلك ومعدنك.

ايها النابح
زارا -

صلاح الدين كان وراء تاسيس دولة كوردية بل دولة اسلامية لكم و هذا كان غباؤه و يستحق ما يقوله الاغبياء الجاحدين عنه من اولياء نعمته و اسياده .... و ماذا تريد ان يقول عدوك عن خدماتك ؟؟؟... طبعا يجحد بكل ما تعمله له و يتنكر لها ولا يحترمك لانك تنازلت و خدمت عدوك المحتل لارضك . الكورد ايضا ليسوا بحاجة الى صلاح الدين و لا خراب الدين و لا يعترفون بهم اصلا . . مت بقهرك .

صلاح الدين يشرف رأس قزم اربيل
بسام عبد الله -

ما كتبته ليس غريباً على أتباع قزم أربيل الأمي والجاهل والمتخلف يا زارا. المسلمون والعرب أسيادك وأسياد أسيادك، وأنتم لا تختلفون عن أوباش الدواعش بشيء تتسلطون على مقدرات الشعب الكردي الطيب وتتحدثون بإسمه وتسيئون له وتنهبون خيراته. إحلموا وتمنوا فلم يتبقى لكم سوى الأحلام والأماني والأوهام، وأمثالك من أصحاب العقول المتحجرة يحتاجون إلى طرق متواصل على أدمغتهم حتى تلين. حلمكم قد تبخر. الجيش الأمريكي إنسحب وتخلى عنكم وترككم لمصيركم المحتوم في سوريا وهذا ما سيفعله الموساد في أربيل قريباً جداً لأن الجميع يعرفكم أنكم بندقية للإيجار ولن تسمح اسرائيل بولادة دولة أخرى لقيطة تنافسها على التسول في منطقتها.