كتَّاب إيلاف

إدلب وسيناريو نهاية أردوغان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد هزيمة مشروعه التوسعي في ليبيا، جاءت مدينة إدلب السورية لتشهد نهاية مشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتوسع في سوريا، والتوصل إلى صيغة تقاسم مصالح مع إيران وروسيا في هذا البلد العربي.
لاشك أن الدفع بنحو 15 ألف جندي تركي في إدلب لمساندة تنظيمات وفصائل ارهابية تقاتل الجيش السوري، قد كشف الوجه والهدف الحقيقي للرئيس أردوغان، الذي اشتاط غضباً من استعادة السوريين نحو 600 كم مربع من أراضيهم حول إدلب، فكانت النتيجة قرارات متهورة تسببت في مقتل جنود وإصابة عشرات الجنود الاتراك على الأراضي السورية.
الغريب أن أردوغان قد غامر بقواته متجاهلاً ردة الفعل الروسية المتوقعة في مساندة قوات الجيش السوري، فأي متابع للأوضاع يدرك أن الرئيس بوتين لن يتخلى عن حليفه الأسد لمصلحة تركيا التي تقلبت في مواقفها في السنوات والأشهر الأخيرة أكثر مما يتقلب الثعلب في جوف الصحراء، ومن ثم فقد صدر إنذار روسي مهين للقوات التركية بوقف الهجمات "فوراً" في إدلب، وجاء الانصياع والرضوخ التركي خشية التعرض لقصف جوي روسي يقضي على البقية الباقية من ماء وجه "السلطان"!
قراءة المشهد التركي الداخلي توحي هي الأخرى بأن معدلات الثقة في قيادة الرئيس أردوغان بات في الحضيض ليس على مستوى معارضيه فقط، بل شملت أيضاً حلفاء الأمس في حزب العدالة والتنمية، حيث كان لافتاً صدور تصريحات للرئيس السابق عبد الله غول، أحد أهم مؤسسي الحزب الحاكم، وجه فيها انتقادات حادة للرئيس التركي، مبدياً استيائه من تدهور علاقات بلاده مع جوارها العربي، ومشيراً إلى انهيار الاسلام السياسي الذي لا يزال أردوغان يراهن عليه لأسباب أيديولوجية لا علاقة لها بمصالح شعبه وبلاده. وكانت تحذيرات غول من خوض حرب شاملة في سوريا أكثر الدلائل على انعدام الثقة في أردوغان وقراراته المقبلة، فالنخبة السياسية التركية تخشى التورط في صراع عسكري مع روسيا على الأراضي السورية، ما يفاقم أزمة تركيا ومعاناتها في حال تصاعد أعداد اللاجئين وسقوط الجيش التركي في مستنقع عسكري يضعف قدراته على التصدي للتحركات الكردية لاقامة دولة مستقلة، والتي تمثل الهاجس الأكبر لدى الساسة الأتراك.
الرئيس أردوغان يزعم الدفاع عن سكان إدلب وحمايتهم رغم أنه يدعم التنظيمات المتطرفة التي تتمركز في أجزاء من المدينة، والحقيقة أن لديه أطماع تاريخية تركية في سوريا، ولكنه يغامر بتعريض تركيا لمزيد من الاهانات المستمرة منذ حادث الباخرة "مرمرة" عام 2010، حتى أن مايعرف بالعثمانية الجديدة قد تحولت إلى مقبرة لأردوغان نفسه، بعد أن حاصر نفسه بحلم واوهام فشل في تحقيقها، بعد سقوط رهاناته على تنظيمات الاسلام السياسي التي لفظتها الشعوب العربية، وكان يريد أن يتخذ منها حطاب طراودة لاستعادة الحلم والمجد التركي القديم، حيث تصور أن تركيا "دولة عالمية" قادرة على إعادة هندسة وتشيل الشرق الأوسط وفق تصورها الذاتي، ومصالحها القومية، مستغلاً حالة الفوضى والاضطرابات التي شغلت مراكز الثقل العربي منذ عام 2011، حتى اكتشف "أحفاد السلاجقة"، كما قال أردغان ذاته عن نفسه، زيف الاحلام وسقوط الاوهام، وأن البحث عن مصالح الغاز وغيرها لا يجب أن يتحقق على جثث الشعوب.
الواقع أن الرئيس أردوغان قد فقد تماماً بوصلة المصالح التركية تماماً تحت تأثير فقدان الحلفاء الواحد تلو الآخر، حتى باتت بلاده محاصرة بالأعداء والخصوم اقليمياً ودولياً، فلم يجد سوى العودة للرهان على الدعم الأمريكي الذي سبق أن تحداه منذ أشهر، حين لجأ للتحالف مع روسيا وعقد صفقة شراء صواريخ "غس 400"، مضحياً بعضوية تركيا في حلف الأطلسي وواضعاً تحالفات بلاده الاستراتيجية في مهب الريح! ولم يعد بوسع أردوغان سوى الاستسلام لهزيمة مشروعه في سوريا انطلاقاً من إدلب، التي خاض فيها صراعاً غير مبرر داعماً لتنظيمات الارهاب في مواجهة قوات الجيش السوري الذي يسعى لاستعادة السيطرة على أراضي البلاد.
الغريب أن أردوغان لا يدرك عواقب مايفعل، ولا ينظر إلى خطورة استهداف الجيش السوري بشكل مباشر، ولكن سياساته الطائشة تسهم في توحيد السوريين مجدداً على قلب رجل واحد، بل سينتج عنها إحياء المطالب السورية الشمروعة بعودة لواء اسكندرونة التي سلبته تركيا قبل نحو ثمانين عاماً، والأرجح أن نهايته سترسم في أزمة إدلب التي ستستدل الستار فعلياً على مستقبله السياسي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نهاية بشار أسد وحسن نصر الله مشنقة في ساحة الأمويين، وبوتين زنزانة في غوانتانامو
بسام عبد الله -

إذا كان الدفاع عن الشعب السوري وحمايته من قبل الجيش التركي الغريب إعتداء، فبماذا تسمون إبادته بالكيماوي وأسلحة بوتين للدمار الشامل، قتل رحيم؟ تسع سنوات والمجرم الإرهابي المدعو بشار أسد وعصابته النصيرية يقتلون الشعب السوري ويدمرون مدنه وقراه على رؤوس أطفاله بالكيماوي والبراميل المتفجرة وبوتين يختبر جميع أنواع أسلحته عليهم، قتلوا مليون شهيد وسجنوا مليون معتقل نصفهم أطفال ونساء وشردوا عشرة ملايين نصفهم في تركيا، ولم نسمع حتى همسة من أحد، واليوم عندما طفح الكيل بالحكومة التركية وأرادت عدم إستقبال خمسة ملايين لاجيء آخر وحمايتهم من الإبادة، بمساعدة جيش سوريا الحر تقوم القيامة ولا تقعد؟ علماً بأن تركيا هي الدولة الوحيدة من بين دول العالم الموجودة في سوريا التي تحارب دواعش الإرهاب من قسد وحالش والحشود المجوسية والمغولية دفاعاً عن حدودها ووحدتها الوطنية والشعب السوري، ولولاها لأبيد خمسة ملايين سوري من أطفال ونساء وشيوخ ادلب. بارك الله بالجيش الحر وثوار الكرامة أبطال الحرية والعزة والشهامة يا من مرغتم أنوف أهل الذل والمهانة بالتراب. الجيش الحر البطل سيعطيهم دروس بحب الوطن والحفاظ على وحدته الوطنية يا قتلة ومجرمين من بعثيين أسديين طائفيين إرهابيين. لا تمزحوا مع الجيش التركي فهو أكبر قوة ضاربة في الشرق الأوسط. ويذكر أن ديمريل هدد حافظ أسد بالوصول إلى دمشق وإعتقاله خلال 4 ساعات إذا لم يسلم أوجلان لتركيا وذلك في تشرين الأول ( أكتوبر ) من العام ١٩٩٨ في افتتاح الدورة البرلمانية التركية قائلاً ما يلي: “إذا لم يسلم حافظ الأسد عبدالله أوجلان فإن تركيا ستدافع عن نفسها، وكان التهديد جدياً لدرجة أن تركيا حشدت القوات العسكرية، على طول الحدود السورية، لولا تدخّل الرئيس المصري حسني مبارك الذي قام بجولات مكوكية بين أنقرة ودمشق، أسفرت عن اتفاق يقضي بأن يطرد الأسد عبدالله أوجلان خارج دمشق، ويفكك منظومة حزب العمال الكردستاني العسكرية في سوريا، فوافق الأسد فوراً، وتم طرد عبدالله أوجلان خلال أيام. هذا عندما كان المقبور حافظ أسد في أوج قوته وكان الجيش التركي أضعف بكثير من اليوم فكيف باليوم ويقاتل مع أردوغان ضد بشار أسد الجيش السوري الحر ما نسبته ٧٠ % من الجيش السوري؟ بينما يقاتل مع المجرم بشار حثالة من المجرمين واللصوص العلويين الجببناء المحلولين العناتر على الأطفال والسجناء العزل المقهورين من

إردوغان ليس ملاكا
حسيب علي -

يحاول المدعو بسام عبدالله ام يظهر إردوغان وكأنه ملاك فيما يصور الآخرين جزارين وطغاة ومجرمين لكن ليس هناك لية ميزة او خصلة إيجابية يمكن أن تميزه عن بقية المتدخلين والمستوردين في سوريا، إردوغان وصل إلى مفترق من الصعب أن يغادر بسلام.

الحقائق مرّة كالعلقم يتجرعها الحاقدون والعنصريون للشفاء دون نتائج
بسام عبد الله -

يا حسيب كن علي نفسك رقيب، لم يقل أحد أن أردوغان ملاكاً، ولو كان كذلك لاحتل قزم أربيل والمعتوه بشار أسد تركيا ودمروها وأبادوا سكانها عن بكرة أبيهم، وأردوغان ليس خليفة ولا اخواني ولا طاغية كبشار ولا مجرم كخامنئي ولا رئيس عصابة قتل وإجرام ومخدرات مثل حسن نصر الله ولا أمي وجاهل كقزم أربيل، بل هو رئيس منتخب بديمقراطية في دولة علمانية أسسها أتاتورك بعد إنهاء الخلافة. أردوغان رئيس أحبه شعبه الذي وقف بصدوره العارية في وجه الدبابات دفاعاً عنه وأعاده للرئاسة، وعلى عكس معظم الحكام العرب والجرب الذين لا وجود عندهم لا لشعوبهم ولا لصناديق الإنتخاب. إذا كان دفاع أردوغان عن حدوده ووحدته الوطنية وإبعاده لعصابة إرهابية إنفصالية عن حدوده بموجب إتفاقية أضنة الموقعة مع المقبور المجرم حافظ أسد، والدفاع عن الشعب السوري وحمايته من الإحتلالين الايراني والروسي أصبح غزو بمفهومكم ، فبماذا تسمون إبادته بالكيماوي وأسلحة بوتين للدمار الشامل، قتل رحيم؟ والسؤال هنا: لماذا هو حلال على روسيا وامريكا وأمة أبناء الرب وشعب الله المختار دعم المجرم بشار وتدمير سوريا ، وحرام على تركيا دعم ثورة الشعب السوري؟