كتَّاب إيلاف

نهاية "الجماهيرية"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا أمل إطلاقاً في أي مصالحة جديدة ليبية &- ليبية بين قطبي الصراع في هذا البلد الذي هو ثاني أكبر دولة عربية فالأمور لم تعد صراعاً بين قطبين ليبيين شقيقين الجنرال خليفة حفتر وفائز السراج لقد أصبحت وحقيقة منذ البدايات المبكرة ساحة صراع إقليمي ودولي وأن هناك، بالإضافة إلى التدخل التركي المعلن العسكري والسياسي.. وكل شيء، تدخل الروس وبالطبع تدخل بعض الدول الأوروبية وغير مستبعد أن تكون إسرائيل أحد المتدخلين نظراً لإعتبارات إقتصادية وسياسية كثيرة.

والمشكلة أن العقيد معمر القذافي قد أعطى لهذا البلد أسماءً كثيرة من بينها:"الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى" ولكن بدون أي مضمون وأن المؤكد أنه كان لهذه الجماهيرية جهاز مخابراتي فعًال لكنه لم تكن لها جماهيراً لا غفيرة ولا غفورة وبالطبع فإنها ما كانت لا شعبية ولا إشتراكية وأيضاً ولا وحدوية وحيث أنها بقيت ترفع شعار الوحدة ولكن بدون تحقيق ولو خطوة واحدة في هذا المجال.

إنه لا يمكن إنكار أن هذا البلد كان قد بدأ في العهد السنوسي بداية موفقة وأن المفترض أنْ يصبح مثالاً يحتذى بالنسبة للدول العربية الناشئة كلها لولا أنه إبتلي بواحد من أسوأ الإنقلابات العسكرية وأن تجربته المشوشة بقي عنوانها علماً أخضراً وجملاً طويلة بدون أي محتوى وشعارات مدوية لا أصحابها كانوا يعرفون ماذا تعني ولا الجماهير الليبية "الغفورة" كانت قادرة على "إعرابها" وكان كل رفاق الإنقلاب الذي سميّ "ثورة" قد تم إستبعادهم واحداً بعد الآخر وحيث أصبح حتى عبدالسلام جلود الذي كان يعتبر الرجل الثاني في إنقلاب عام 1969 وأحد رموز المسيرة الجماهيرية : "مجرد شاهد ما شافش أي حاجة"!!.

وهكذا فإن القذافي عندما حانت لحظة دفع الإستحقاقات الصعبة كان وحده وكان وحيداً وأنه بقي يردد شعاراته التي كانت كلها بدون أي مضمون وأي محتوى وإلى أن تم إلقاء القبض عليه في أحد "السراديب" الضيقة وتم إعدامه بتلك الطريقة المرعبة وحيث لم يشفع له لا كتابه الأخضر ولم تشكل له ملاذاً لا جماهيريته الوهمية ولا جماهيره الغفورة والغفيرة ولذلك كانت نهايته مأساوية كنهايات كل الذين كان تخلص منهم في مسيرته الخضراء التي إستمرت لسنوات مرعبة طويلة.

ولهذا فإن المفترض أنه غير مستغرب أن تكون نهاية المسيرة الخضراء والجماهيرية التي لم تكن لا هي مملكة ولا جمهورية، هي هذه النهاية التي نراها الآن وحيث أن الشعب الليبي العظيم قد إستفاق من هذا الحلم المرعب الطويل وإذا ببلده ممزقاً على هذا النحو وبهذه الطريقة وإذا بليبيا السنوسية يتناهشها الطامعون كذئاب مسعورة وحيث أنه لا خلاص إلاّ بوحدة الشعب الليبي وإلا بأن يقرر هذا الشعب مصيره ومصير بلده بنفسه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اتركوهم يقلعوا أشواكهم بأيديهم
بسام عبد الله -

يخيل للمتجول في الشارع الليبي أن كل شخص ليبي يقابله هو معمر القذافي. الإنجاز الوحيد الذي حققه القذافي هو إقناع الليبي بتقمص شخصيته، الشخصية المجردة من الوطنية الشوفينية الناييفية المتخلفة المشبعة بجنون العظمة التي خلقها الله ولم يخلق غيرها والتي ترى كل من يمد يد العون لها طامع بثرواتها أي يعضون اليد اللتي تمتد إليهم بالمساعدة وبالمقابل يتزلفون لمن يذلهم ويحتقرهم. لذا الحل الوحيد لمشكلتهم هو تركهم يقلعون أشواكهم بأيديهم يقتتلون ويقتلون بعضهم البعض لمئة سنة أخرى حتى يقولوا أن الله حق ويعودوا إلى رشدهم ويقرون بوجود الآخر وبالتعايش معه. الغرب حقق معظم ما يريد منهم لأنه وبعد لحظات من إطلاق رجل المخابرات الفرنسي الرصاصة التي قتلت القذافي إختفت مئات مليارات الدولارات واليوروهات من البنوك الأجنبية من أرصدة سرية وعلنية. أبلغ وصف للشعب الليبي جاء على لسان عجوز ايطالي قال أنهم أغبى شعوب العالم عندما قام القذافي بثورته العتيدة طردوا الايطاليين ودمروا كل ما يمت بصلة بهم وما بنوه في ربع قرن من مدن ومباني وخدمات من كهرباء ووسائل نقل وغيرها وإحتفظوا ببعض المصطلحات اللغوية الايطالية لإستعمالهم اليومي وأشهر السنة بأسماء غريبة والسنة القمرية الميلادية بدل الهجرية أي العد من تاريخ ميلاد الرسول لا من تاريخ هجرته للمدينة.

نهاية الجماهيرية وغيرها
فول على طول -

أكبر مصيبة حلت بالبلاد هى التعريب ومنها ليبيا بالطبع حيث أن السيد الوزير دائما يذكرنا بالبلاد ويصمم على " العربية " ...العربية جاءت ومعها الانقلابات منذ بدء الدعوة وما عليك الا أن تراجع تاريخ الدعوة حتى تاريخة وبها الانقسامات والدماء والارهاب والقتل ..ليبيا ليست خارج عن هذا ..انقلاب القذافى ليس الأسوأ كما قال السيد الوزير والدماء بين أتباع خير أمة معروف تاريخة ولا داعى أن تبرر ذلك بالتدخل الغربى والروسي ..تركيا تدخلت من وازع دينى طبعا لأن فئة حفتر من الضالين فى نظرهم وفئة السراج هى أيضا فئة ضالة من وجهة نظر حفتر وهذا أيضا حدث فى مصر - السيسي والاخوان - والسودان وسوريا والعراق وغيرهم من بلاد المؤمنين . انتهى - ما معنى الشعب الليبيى " العظيم " ..ما نوع العظمة فى الشعب الليبيى ؟ طبعا أنا لا أتهكم على الشعب الليبيى ولكن لا أحب التهويل والمبالغات . نكرر أيضا أن كلمة " غفور أو غفورة " لا تطلق على أى شعب بل اللة فقط هو الغفور ...واذا كنت تعتبر شعب ليبيا " غفور " فهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة ويكفى أنهم انتهكوا جثة القذافى وهو ميت وبالصوت والصورة وما فعلوة أبعد ما يكون عن المغفرة بل رأينا التشفى والتمثيل بالجثث فى أبشع صورها . سيدى الوزير رجاء استخدام الألفاظ الصحيحة وهذا أبسط شئ فى الكتابة النقطة الأخيرة وهى استخدام حرف " أن " فى غير موضعها وتكرارها ..لماذا ؟ أتفق معكم أنها نهاية الجماهيرية ولكن ليس الجماهيرية فقط والأمور واضحة وضوح الشمس والأيام بيننا .

الهروب الى الامام
كندي -

كثير من الكتاب والمحللين يتحسرون على ايام الملكيات ( اي الحكم الملكي ) ويصورون الحكم الملكي جنة الجنان وانه مامور به من عند الله مع انه قال في القرآن ( وأمرهم شورى بينهم ) وهم معذورين في ذلك لان اوضاعهم تتطلب ، هل الشورى ان يكون الحكم وراثيا ؟ يتشاور المتشاورون فلا يجدون أفض من ابن الحاكم ليتولى الامر ( اذا كان له اولاد ) والحاكم يسعى الى التخفيف عن الرعيه فيسمي ابنه خليفة من بعده ( بدأها معاويه بن ابي سفيان ) ولكن هؤلاء الكتاب والمحللين يكيلون بمكيالين : فإذا أراد رئيس جمهوريه تسمية ابنه خليفة له ( طبعا بعد شورى بين أهل الحل والربط ) فهذا ديكتاتوريه وخروج عن الشرعيه واغتصاب للسلطه كما هو الحال في سوريا الان وكما تسبب في قيام ثوره في مصر على مبارك المتهم بمحاولة توريث السلطة ( شعار الثوره في حينه ) ، ولكن : الحكم الجمهوري حقق كثيرا من المنجزات في بلدان عربيه ومن ينكرها فهو اعمى بصر وبصيره فالقذافي حقق لليبيا إنجازات كبيره جداً في مجال الصحه والتعليم والبنى التحتيه ( النهر العظيم مثلا ) وتأميم النفط وغيرها كثير ، أخطاؤه ايضا كبيره وكثيره جداً والكل ينشرها ويزيد فيها ويزايد عليها ام إنجازاته فعليها تعتيم مطلق ، كذلك الحال بالنسبه لصدام الذي امم النفط وجعل نسبة الاميه في العراق صفرا وحقق نظام تأمين صحي شامل لا يوجد له مثيل في كل دول العالم شاملا حتى زراعة الأسنان مجانا لكل الناس ، ومئات المعاهد الفنيه والجامعات المجانيه واعدا كبيره من المشافي الحديقه التي تتماناها دول عالميه منقدمه مشاريع تصفيه ماء مذهله وغير ذلك كثير ولكن الكل يذكر عيوبه وديكتاتوريته وتفرده بالسلطه وفساد أولاده وقصوره ( التي تبين بعد قتله انها ملك لوزارة المالية وانه لا يملك شيئا ولا عقارا ) ، لا احد يذكر إنجازاته ، قارنوا اليوم بين ليبيا القذافي وليبيا اليوم ، بين عراق صدام وعراق اليوم ، الحقيقه لها جوانب كثيره من ينظر الى جانب واحد فانه يرى جزءا فقط وهذا لايمت للحقيقه بصله ، الحقيقه وحده واحده لا تتجزأ ، لا يفهم احد اني اهاجم الانظمه الملكيه ، فهناك انظمه ملكيه حققت لشعوبها الرخاء والازدهار والأمن والاستقرار .

ليس المطلوب تسفيه رأي الكاتب
كندي -

الهدف من التعليقات هو النقاش البناء للالمام بكل جوانب الحقيقه فنحن نراها من جوانب والكاتب يرى جوانب اخرى خافيه علينا وبالنقاش الموضوعي نصل الى الغايه التي فتحت ايلاف صفحاتها بحريه لاجلها ، لا أنكر ان هناك معلقين ممتازين وعلى اطلاع وتجارب واسعه في الحياة ، مثلا فول على طول هو اسم مستعار يعبر عن عشرات الملايين الذين يتناولون هذه الوجبه الغذائيه على طول ، لان إمكاناتهم لا تسمح بغير ذلك ، انه نوع من الانتقاد الساخر الواقعي ( هكذا تصوري ) ومن تعليقاته يتضح بانه على اطلاع على كثير من الحقائق ولديه تجارب كبيره مفيده للوصول الى الحقائق فقط لو تخلى عن الرد على الشتامين وركز على الموضوع لان الرد هو اضاعة للجهد والوقت والهبوط الى مستويات لا مكان لها على صفحات إيلاف وهو بالتأكيد ارفع من ذلك ، معظم المعلقين يساهمون في الوصول الى كل الحقيقة وهذا مفرح ، الشتامون لا احد يتابعهم او يرد عليهم وهكذا تاكل نيران أحقادهم نفسها وتتلاشى .

شكرا عزيزى كندى
فول على طول -

تحياتى لك كثيرا...أنا لا أهتم بالشتائم ولا بالرد عليها وقلت ذلك مرارا ...أعتقد أنى أكثر الأشخاص تعرضوا للشتائم هنا فى الموقع وبكل الصدق أنا لا أغضب ولا أهتم بالرد اطلاقا بل طلبت مرارا من ايلاف أن لا تحذف أى شتائم موجهه لى وأكدت لهم أننى لا أغضب من ذلك . أتفق معكم تماما أن موقع ايلاف هو أفضل المواقع العربية على الاطلاق وأنا دائم الاشادة بهم ..تأكد أخى العزيز أننى عندما أنتقد من وضع معين أو من نصوص معينة لا أبغى التحقير أو التسفية من ذلك ولكن كل ما أبغية هو النقد البناء فقط ...نحن لسنا فى معركة أو شجار بل نحن فى حوار ..لعل النقد يساهم فى الاصلاح من أجل الأجيال القادمة وهذا ما أؤمن بة تماما . الانسان عندى هو المقدس وليس الأديان . تحياتى