الأخطر (الكورونا السياسي)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منذ اسابيع وأخبار (فيروس كورونا) تتصدر نشرات الأخبار في مختلف وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية. أنه الموضوع الأكثر تداولاً وسخونة على مواقع التواصل الاجتماعي. أنه حديث الناس، صغاراً وكباراً ، في أماكن عملهم و بيوتهم ومجالسهم الخاصة. شبح كورونا يلاحق الناس الى فراش النوم ، يرافقهم في أحلامهم. نستيقظ صباحاً ونحن سعداء، بمعنويات عالية نذهب الى أعمالنا ومشاغلنا. ما أن يأتي المساء ونجلس امام شاشة التلفاز ونسمع أخبار المناطق والدول التي غزاها واجتاحها (فيروس كورونا) وعدد الأرواح الجديدة التي حصدها وأصابها وتهويل الإعلاميين والأطباء وخبراء الصحة والمرشدين وأفواج البشر في المتاجر والصيدليات لشراء المؤن والمطهرات والمعقمات، حتى تنهار معنوياتنا ونفقد توازننا العقلي والنفسي ويسيطر علينا القلق والتوتر ويصيبنا اليأس. بمعنى، أحدنا يمرض ويتعذب قبل أن يصاب بفيروس كورونا. لهذا، الأفضل الانقطاع عن سماع أخبار هذا (الوباء العالمي)، الذي أجبر الدول التي اجتاحها على إغلاق حدودها البرية والبحرية ومطاراتها و إعلان (حالة الطوارئ) وحظر التجوال و فرض (الحجر الصحي) على سكان مدن كبيرة وأقاليم بأكملها، كإجراءات وقائية للحد من انتشاره. حتى الكنائس والمساجد وجميع دور العبادة، أُغلقت بعد أن كان إغلاقها من المحاذير والمحرمات. كبرى المدن والعواصم العالمية المشهورة (نيويورك ، روما ، باريس، بكين، طهران) باتت كما لو أنها مدن أشباح. باختصار، (فيروس كورونا) ، شل الحياة العامة والخاصة على مستوى العالم، حتى اشعاراً آخر. كورونا ، بسرعة أنتشاره واجتياحه للدول الغنية والفقيرة( المتقدمة والمتخلفة) وبعدد الكبير لضحاياه(الوفيات تجاوزوا العشرة آلاف) ، صدم العالم ، شرقاً وغرباً ،أصاب الجميع بالهلع والخوف على المصير والوجود. أنه الأخطر على البشرية منذ الحرب العالمية الثانية. هذا الوباء لم يميز بين مؤمن وملحد، بين تقي وشرير، مع هذا البعض يرى فيه غضب من الله، عقاباً للإنسان على الشرور والخطايا الغارق فيها . رغم الإنجازات العلمية المذهلة للإنسان والتكنولوجيات المتطورة التي مكنته من غزو للفضاء ورغم جبروت ترسانات الأسلحة النووية والذرية القادرة على تدمير الكون بما فيه خلال دقائق قليلة، هذا الانسان يجد نفسه اليوم ضعيفاً عاجزاً عن حماية نفسه من عدو صغير(فيروس كورونا) لا يرى بالعين المجردة . أشهر عديدة مضت على ظهوره في مدينة (ووهان) الصينية ، والعلم عاجز عن إيجاد ( لقاح مضاد له).
اجماع دول العالم على ضرورة تكثيف وتوحيد واستنفار كل الجهود لمواجهة خطر (فيروس كورونا) وللحد من انتشاره ، لا يعني بأن هذا العالم ،على قلب رجل واحد، متفق على منشأ وهوية (فيروس كورونا ) وظروف واسباب انتشاره المخيف. لهذا (كورونا) ، بآثاره الخطيرة ، بدأ يلقي بظلاله الثقيلة على العلاقات بين الدول المتنافسة (تجارياً ،اقتصادياً ،سياسياً)، خاصة بين (الصين وأمريكا). كورونا ، قد يعيد العالم الى مرحلة (الحرب الباردة) . الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) وصف الكورونا بـ "الفيروس الصيني". فيما، المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة ( لتشاو لي جيان)، في تغريد له على تويتر، قال " بأنّ مجلة Nature Medicine الأمريكيّة أكّدت في بحثٍ نشرته في أحد أعدادها لعام 2015، أنّ عُلماء في الولايات المتحدة تمكّنوا من الحُصول على نوعٍ جديدٍ من فيروس كورونا(كوفيد &- 19 ) له تأثيرٌ خطيرٌ على الإنسان" . أضاف المسؤول الصيني" إنّ جُنودًا أمريكيين شاركوا في دورة الألعاب العسكريّة العالميّة التي جرت في مدينة ووهان التي تَنافس فيها 10 آلاف عسكري من مُختلف أنحاء العالم في تشرين أوّل الماضي، هم الذين نقلوا الفيروس إلى هذه المدينة..". إذا ما صحت رواية المسؤول الصيني، يكون العالم بمواجهة (كورونا سياسي) و( حرب بيولوجية) مفتعلة، لأهداف وغايات ومصالح (اقتصادية وسياسية واستراتيجية)، هذا أخطر ما في الأمر. لأن، حينها تكون (حياة الانسان) على كوكب الأرض مهددة، ليس بسبب كوارث طبيعية و (غضب الطبيعة) العمياء، وإنما بسبب جشع وتوحش الكائن البشري، بسبب (النزعات العدوانية ) للإنسان نفسه .