فضاء الرأي

العراقيون القدماء ودورهم في مكافحة وعلاج الأوبئة والأمراض

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تقوم فلسفة العراقيين القدماء على ان الامراض والاوبئة التي تصيبهم ماهي الا غضب الالهة على سكان المنطقة، اذ تناول الادب في العراق القديم اشكال غضب الالهة ومنها اصابتهم بالأوبئة والامراض كما ورد في ملحمة اتراخاسيس ، فالملحمة تخبرنا بالاتي: عندما اصبحت البلاد واسعة جدا والناس كثر واضطرب نوم الاله انليل وصار ضجيج الناس يزعج الاله انليل فخاطب الالـهــة العظمــاء قائلا :
- " ضجيج الجنس البشري لم يعد يطاق
- صخبهــم يفقــــدني نومي
- اعطوا الامر كي يتفشى فيهم مرض الطاعون
واعتقد العراقيون القدماء ان هناك شخص اسمه اتــراخــاسـيـس قــــد سمــــع كلام الاله ايا الــــذي طلب مـنه ان يدعو شيوخ المدينة وقال له : أبدوا بالصلوات وابحثوا عـن بيت الاله نمتار( وهو اله القدر او تحديد المصير عند السومريين ) واحضروا له الخبز ولتصله القرابين وليخجل مـن الهدايا واستلم اتــراخــاسـيـس الوصايا مـن الاله ايا واجتــــمــــع مــــع شيوخ المدينة وشيدوا مــــعبدا للإله نمتار واحضروا له القرابين والهدايا ففارقهــم مرض الطاعون.

وبعد فترة من الزمن بدأ الاله انليل بالتخطيط بإنزال عقوبة ثانية عـلــى البشر بــعــد الطاعون وهي القحط إذ ان عــــدد البشر قــــد تزايد مـن جديد، وتدخل مرة ثانية الاله ايا (اله الحكمة عند العراقيين القدماء) ويدلهم على بيت الاله ادد (اله المطر) فاحضروا له خبزا وعدد كبير من القرابين ليتعاطف مــــع البشر وينزل عليهــم المطر.

- العلاج الدوائي للأوبئة في العراق القديم
حسب اعتقاد العراقيين القدماء فان العقاب ألالهي الذي اصابهم اويصيبهم هو لتنقيتهم من الآثام والذنوب، وهناك عدد كبير من الوصفات الطبية التي استخدمها العراقيين القدماء تعود اقدمها الى حوالي 2100ق.م.

اذ تتألف المادة الطبية لدى العراقيين القدماء من اعشاب متعددة الانواع ومن منتوجات حيوانية بشكل رئيسي مثل السمّن والحليب والعظام وعدد قليل من مواد معدنية، وقد استخدمت الاعشاب وحتى جذور النبات وسيقانها واوراقها وثمراتها ، بعدة اشكال منها الجاف والطري والمنقوع والمغلي، اذ كانت تمزج هذه المواد مع مواد اخرى مثل الخل والعسل، وكانت تؤخذ عن طريق الفم اوعن طريق وضعها على جسم المريض بشكل مرهم. فضلا عن استخدامهم المواد الكيمائية مثل الملح والشب والاحجار الكلسية والترسبات الطينية ويتم استخدامها عن طريق التقطير اوالترشيح والطحن ومن ثم يتم تركيبها وتبقى النباتات هي المصدر الرئيس في طب العراق القديم اذ اطلق العراقيون القدماء كلمة (شمو) (Šimranu) بالاكدية على (النبات وايضا على الدواء).

اضافة الى ان الاكتشافات الحديثة للنصوص المسمارية الطبية التي جاءت من مختلف الحقب الزمنية في تاريخ العراق القديم اوضحت ان الاطباء العراقيين كانوا على دراية وعلم كبير ومعرفة ممتازة بطبيعة جسم الانسان ووظائفه واعضاءه الداخلية والخارجية، وكانوا محيطين بكل مايصيب الانسان من امراض مثل التشنجات وتغيير لون البشرة والعينين وما يلحقه من تغيرات قد تصيبه، حتى ان العراقيين القدماء اطلقوا تسميات على عدد من اجزاء جسم الانسان واعضاءه الداخلية ظلت مستخدمه الى زمننا مثل كلمة (شريانو)(eranuŠ) باللغة الاكدية بمعنى شريان او عصب او الوريد، وترك لنا العراقيون القدماء كنوزا من الوصفات الطبية وعمل الاطباء في تلك الحقب الزمنية من خلال بيان مراحل العلاج فاولى مراحل العلاج لديهم هو الكشف عن المريض من قبل الطبيب وفحصه ثم بعد ذلك يحدد الطبيب الفترة التي يحتاجها العلاج من عدمه ، ومثال على ذلك : (اذ كان المريض يعاني من تحل لون اللسان الى اللون الابيض فان مرضه سيطول لكنه سيشفى)، فيما تبدأ المرحلة الثانية التي تصف المرض واعراضه بدقه متناهيه فضلا عن اسلوب العلاج ان كان دوائيا ام عمليا مثال : (المريض بالسعال يجب ان يشرب عرق السوس المسحوق بعد مزجه بالخمر والزيت بكميات متعادلة)، فالمرحلة الدوائية فقد تؤخذ عن طريق الفم بالشرب او الاكل او عن طريق الانف او الاذن او عن طرق اخرى بواسطة قصبة نحاسية رفيعة او قد يدهن جسم المريض بالزيوت او قد يتم تبخيره بالاعشاب المفيده له ، اما المرحلة العملية فهي قد تكون الاكثر والاصعب مثل خياطه الجروح او العمليات القيصرية او ايقاف النزيف او بتر احد اعضاء الجسم مما يتطلب مهارة ودراية لدى الطبيب المخص وهناك امراض مثل الماء في العين فقد ينصح المريض باكل نبات الكراث والكزبره اما الذي لدية الام في الاذن فينصح باكل الباقلاء.
ولعل اطرف الاعراض التي وردت بالنصوص الطبية هي : (اذ اعتلى الانسان الحزن واصبح لايستسيغ الطعام ولا الشراب وبدأ بالحديث مع نفسه ين الحين والاخر ويضحك بدون سبب فان هذه الاعراض هي لمرض (الحب)).

- مكافحة فيروس كورونا &- درس من التاريخ
العراق اليوم من ضمن الدول التي تكافح فيروس كورونا ولنا في الطب العراقي القديم امثلة كبيرة على تطور الطب وتقدمه في العراق وسبق العالم في اكتشاف الادوية التي تشفي المريض وهذه ليست غريبة على العراقيين فهم اصل الحضارة واولها وماتقوم به الكوادر الطبية في الوقت الحاضر مثالا واضحا على التفاني والحرص للحفاظ على حياة المواطنين تساندها القوات الامنية البطلة.
كما نستدل من هذه السطور الوعي الكبير الذي يتمتع به العراقيون على مر العصور لمواجهة الاوبئة والامراض بالعلاج الصحيح والاجراءات الاحترازية والوقائية والعلاجية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وما الفائدة ؟ نحن الان فى مصيبة كبرى
فول على طول -

يقول الكاتب : العراق اليوم من ضمن الدول التي تكافح فيروس كورونا.....انتهى الاقتباس وكنا نأمل أن يقول لنا الكاتب ما هى الطريقة التى تقاومون بها الفيروس الان ؟ هل بها شئ جديد بما أن العراق لة باع قديم وطويل فى الطب ؟ وهل تختلف عن العالم ؟ وهل لديكم جديد فى هذة المصيبة التى حلت بالعالم كلة ؟ انتهى - أما سرد التاريخ وأمجاد العراق أو غير العراق فى الماضى القديم أو الحديث فهذا لن يجدى نفعا الان ..ليس لة قيمة . انتهى - المصريون مثلا يرددون نحن أحفاد الفراعنة ..ونحن أبناء الفراعنة .الخ الخ ..ولكن أين أنتم الان ؟ بالطبع أنا لا أسخر من أحد أو من المصريين لكن ما فائدة أنكم أبناء الفراعنة وانتم خارج العلم والمعرفة والتقدم أى ماذا فعلتم بحضارة الفراعنة ؟ انتهى .

سوْال
بن يمن -

للكاتب الفاضل ذكرت في موضوعك العراقيين القدامى 2100 سنة قبل الميلاد لماذا لم تذكر اسم شعب العراق في ذالك الزمان ؟ نحن قراءنا في التاريخ و حضارة دالك الشعب العريق و الحضارة الراقية التي تنتسب جذورك و دمك لتلك السلالة والحضارة التي يذكرها الغريب قبل القريب. بالإمبراطورية الاشورية ، ليس خجلاً ان تذكر اسم اشور في مقالك مهما يحاول البعض طمس و إلغاء تلك الحضارة و لكن اثارها باقية في بلاد ما بين النهرين (العراق ) اولاً و في متاحف العالم ، وكتب تاريخ العالم .

العراق
بشير -

العراق اليوم لم يعد كعراق الامس مع العلم انه يجب ان يكون العكس ان يجب ان يكون قد تطور عن السابق ولكن للاسف الأمة العربية تراجعت بالكامل الى الخلف فأصبح الزمن الماضي متطورا واليوم زمن التخلف

تزوير التاريخ
مالك -

ابدع البعض في تزوير التاريخ ببراعة يحسدون عليها كما فعل هذا الكاتب القادم من الجزيرة العربية كان عليك ان تفتخر باصولك العربية وتبتعد عن الصاق نفسك بشعوب بلاد ما بين النهرين .. يوم قدمت من الجزيرة غازيا كان في الارض المسماة اليوم (عراق ) اقوام وشعوب وحضارات بنت امبراطوريات تتسابق دول العالم المتحضر للحصول عليها .. وكانت تسمى بلاد ما بين النهرين ( ميزوبوتاميا ) هل تعتقد ان جذورك هم الاشوريون والبابليون والاكديون ؟ اذا كان كذلك فانت اذن من شعوب مابين النهرين ولست من العراق ,, لان عراقيو اليوم هم خليط من العرب والفرس والترك ..وما دمت تفتخر بحضارة العراق قبل الاف السنين ليكن عندك قليل من الضمير واذكر من من بنى تلك الحضارات .. وكن منصفا ولا تقل قدماء العراقيين ,, في ذلك الوقت لم يكن هناك شئ اسمه عراق .. لا اريد ان اطيل ولكن من الصعب تزوير التاريخ الا اذا كان هناك من يحلم بان يغطي الشمس بغربال

كورونا لا يخاف
عابر سبيل -

اعتقد ان الكاتب يذكر هذه الامور لكي يخيف فيروس كورونا ولكن اعلم ان الفيروس ليس كائنا حى أي ليس له عقل او جهاز هضمي او تنفسي او تتاسلي انما هو اشبه ببذرة النبات اذا ما علق بالخلية بث فيها غبار التكاثر فتتخلى عن مهمتها وتبدا في تصنيع فيروسات جديدة. اذن كورونا لن يخاف من امجاد بلاد ما بين النهرين الغابرة ولا بد من مواجهته بالادوية والاجراءات الوقائية الحديثة.