فضاء الرأي

مواجهة كورونا بين التهوين والتهويل!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعيش العالم دول وحكومات، افراد ومجتمعات، أزمة كورونا التي غيرت شكل العالم وطريقة الحياة والمعيشة في اقل مساحة ومجال، واصبح المكوث بالبيت اجباريا للجميع دون تمييز، كما اتحد العالم وربما لأول مرة في طريقة التعامل مع هذا الطارئ الذي هز التفكير والعواطف والاقتصاد والسياسة والقوانين، ولا نبالغ اذا قلنا انه زلزل كل ماهو كائن ومعروف الى نموذج ونمط يكاك يكون واحدا وهو وجوب البقاء حيثما كنت، ومنع السفر وتقييد الحركة والانتقال.

ان القرارات التي اتخذتها العديد من دول العالم تفاوتت حسب الاحساس بالخطر القادم، وحسب المتوفر والممكن من الاجراءات فييها، لكن الاكتساح السريع لهذا الوباء او الجائحة، اطاح بحسابات وتقديرات الكثير منها.

ما بين التهوين (اي الاستخفاف او التقليل بمخاطر هذا الوباء) تراخت بعض الدول مثل ايطاليا واسبانيا ودفعت ثمنا باهظاً من الاصابات والوفيات، والتهويل (اي المبالغة في اجراءات الحذر والخوف المبالغ به الى ما يشبه الوصول الى المرض النفسي) والذي اصاب بعض الناس واوصل بعضهم الى الانتحار في بعض دول العالم.

ويمثل اقليم كوردستان العراق نموذجا رائعا للتعامل مع هذا الوباء، حيث تعاملت معه حكومة الاقليم بكل مسؤولية وامانة وادراك للمخاطر والآثار التي ترتبت على انتشار هذا الفايروس المميت، فالحدود البرية التي تزيد على 625 كيلوميتر مع ايران وهي اكبر مركز انتشار للوباء يمثل خطرا حقيقيا، الى جانب الحدود مع بقية انحاء العراق الاتحادي الذي لم يتعامل بداية بالاهتمام والشعور الجدي بالخطر، دفع حكومة الاقليم الى اتخاذ قرارات واجراءات سريعة وحاسمة، فيما يخص بتعطيل الدوام في المدارس والمعاهد والجامعات والدوائر الرسمية وشبه الرسمية ومنع التجمعات ومراسيم الافراح والتعزية والانتقال بين المدن، وصولا الى الحظر ومنع التجول منعا لتفشي وانتقال الفايروس، كما اتخذت العديد من القرارات التي تخص القطاع الصحي وفتح مراكز خاصة للحجر الصحي والسيطرة على الادوية والمستلزمات الطبية وكل ما من شأنه حماية حياة الناس.

ان تشديد حظر التجوال للحد من تفشي كورونا ومنع حركة المشاة حتى لقوى الأمن الداخلي والبيشمركة والجيش الاتحادي من استخدام المركبات إلا اذا كانوا في واجباتهم ومواجهتهم بالمساءلة القانونية، تأتي بعد تزايد عدد المصابين بالفيروس بسبب الملامسة و(التهوين) الذي قابله البعض بخطر هذا الفايروس.
الاجراءات المتخذة وان تؤثر على الكثير من شؤون الحياة وأهمها معيشة واعمال الناس اليومية خصوصا اصحاب الدخل المحدود والفقراء بشكل عام، لكن الاهم من كل ذلك هو حفظ حياة الناس وهو واجب الحكومة والافراد في آن واحد.

لكن من واجب الحكومة ايضا ان تقوم وبشكل سريع باجراءات واصدار قرارات خاصة بهذه الازمة مثل توزيع مواد وارزاق البطاقة التموينية، وصرف رواتب الرعاية الاجتماعية والمتقاعدين ومنح الكسبة وعمال القطاع الخاص والاكشاك وذوي الاحتياجات الخاصة والعاطلين عن العمل مساعدات عاجلة،وضبط السوق بقرارات صارمة ومعاقبة الجرائم المرتكبة باعتبارها جرائم اقتصادية باقصى العقوبات، واعفاء المواطنين من اجور الكهرباء والماء وايجارات البيوت والمحلات التجارية والاقساط المستحقة، ودفع رواتب مضاعفة للقطاع الصحي والشرطة والمرور والبيشمركة وعمال البلدية والتنظيفات، ودراسة مشروع قانون للعفو عن السجناء والموقوفين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أصدقك القول لا أحد يعرف
فول على طول -

أصدقك القول لا أحد يعرف ما هو الصحيح.. هل الحجر والعزل أم الاستمرار فى العمل بصورة عادية هو الأصح ؟ هناك أسباب وجيهه لكلا الافتراضين ..يعنى الحجر والعزل ربما يؤخر فقط نسبة الاصابة ولكن لا يمنعها بعد فك العزل ولكن هو فعلا ينظم دخول المستشفيات بحيث أنة يمكن استيعاب الحالات حيث لا تدافق بأعداد كبيرة مرة واحدة ...لكن لا تنسي أن طول مدة الحجر - ربما اسبوع واحد فى الكثير من الدول - لا تقدر على اطعام الشعب فيها بالاضافة الى انهيار الاقتصاد ..أما عدم العزل والحياة بصورة طبيعية فهو يمنع الانهيار الاقتصادى وتستمر الحياة بصورة طبيعية لكن المشكلة أن الاصابة سوف تكون بأعداد كبيرة فى توقيت واحد وهذا فى غير قدرة أى نظام صحى فى العالم . لا تنسي أن اتخاذ القرار دائما يتم بناء على افتراضات ومعطيات ولكن لا يمكن تقييمها الا بعد مرور التجربة وأيهما كان الأصح لأنة لا أحد يتبأ بالمستقبل . ..ودائما يكتب التاريخ بعد مرور الأحداث وليس أثنائها . سوف يتألم العالم كلة لو طالت مدة العزل وهذا لا شك فية حتى الدول الغنية فما بالك بالفقيرة ؟ ربما يموت الناس من الجوع أكثر ممن يموتون بالوباء ...من وجهة نظرى أن تستمر الحياة طبيعية ومن لة أجل سوف يعيش بدلا من الموت جوعا وربما انتشار النهب والقتل والسرقات .