فضاء الرأي

الايجابيات الاخلاقية لفايروس كورونا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تفشي وباء فايروس كورونا وظهورها في اغلب البلدان، فاجأ العالم بملياراته المكتضة من البشر ودفعه للاتحاد والتوافق والتفاهم والتشارك في اتخاذ اجراءات صحية وسكانية وأمنية مشتركة لمجابهة الخطر القادم من دنيا الكائنات المجهرية المتناهية الصغر، وبسبب نسبة اصابات الفايروس العالية والسريعة الانتشار وحدوث وفيات مفاجئة، فان البشرية بعامتها وخاصتها قد صدمت بالانتشار الفجائي للوباء وخاصة اهل الحكم من الرؤساء والملوك والسلاطين الصالحين والظالمين.
والمثير ان هذا الفايروس جعل من الانسان ان يقف مذهولا وحائرا ومكتوفة الايدي امام الخطر البايولوجي الطبيعي القاتل الذي جاء به جسيم حيوي صغير الحجم وهو اصغر وحدة حيوية من منظومات الحياة على كوكب الارض، حيث لا يمكن مشاهدته الا بالمجاهر الالكترونية العالية التكبير.

والايجابي ان هذا الكائن المجهري بالرغم من خسائره البشرية والمادية قد وضع الانسان امام حالة مرتدة للتفكير من جديد عن دوره ونظرته للحياة، وذلك لاعادة النظر في جميع مفاهيم ومرافق البيئة المعاصرة المحيطة به، وكذلك فان الفايروس قدم للبشرية العامة والخاصة منها وللأغلبية المسحوقة وللأقلية الفاحشة، دروسا انسانية واخلاقية تحتم العودة الى الجذور الانسانية للعالم الذي نعيش فيه، واهم الدروس التي قدمها فايروس كورونا هي الاتي:

(1) الفايروس ذكر الانسان ان الموت واحد ولكل بشر مصير واحد لايمكن الافلات منه، وذكر ان الموت سريع الحدث لا يمكن استغفاله، وذكر ان الاسباب مهما صغرت لا يمكن الاستهانة بها، وصغر حجم الفايروس ودوره القاتل العملاق مثل كبير لابد من استيعاب الدروس منه لانقاذ البشرية من الاوبئة والمخاطر العالمية الكبيرة.

(2) كشف الفايروس ان الانسان كمخلوف هو كائن متساون بالخق والحقوق، ولا يمكن قبول تباهيه بالمال او القوة او النفوذ او المنصب او الموفع او المركز الاجتماعي، فالغني والفقير سواء والرئيس والمرؤس سواء والحاكم والمحكوم سواء امام الفايروس وامام الموت، ومن يتوهم غير هذا خاصة من اهل الطغيان فهم على جهل مطبق.

(3) بين الفايروس للخاصة قبل العامة ان مسؤولية الانسان على كوكب الارض كبيرة، ومسؤوليته في الحفاظ على الحياة ومراعاة توازنات الطبيعة مهمة اساسية من مهامه الحياتية، وذكر ان البشرية كلها امام مصير مظلم بسبب التلاعبات الحاصلة في البيئة ومستويات التوازنات الحيوية التي كانت قائمة والتي خربت بسبب تدخلاته الضارة، وبسبب الاستغلال الوحشي لبعض البشر لمصادر وموارد البيئة، وذلك لارضاء اهوائهم الامارة بالسوء، وبسبب جشع الرأسمالية السائدة واساليبها الخبيثة في الاستغلال والاستثمار والتي خلقت عالما غنيا لاقلية فاحشة فاسدة مارقة وعالما مهموما بالفقر والبؤس لاغلبية ساحقة من سكان الارض بائسة تعيش الحياة باجواء ملؤها الحرمان والمعااناة والنقص الحادد للحاجات الاساسية الحياتية.

(4) الفايروس ذكر الانسان بيوم لا ينفع المال ولا البنون، وهذا التذكير خاص بالسلاطين الظالمين الذين يتربعون على مقاليد الحكم في بعض مناطق العالم وهم نماذج صارخة للقساوة والجور والظلم والشر والقتل والقمع للشعوب المظلومة، وتذكير لاهل الفساد والجور والنهب والفرهدة، وتنبيه صارم لهم ان ملياراتهم من الاموال واطنانهم من الذهب وفيالقهم من العسكر وزمرهم من المافيات ومجموعاتهم من العصابات وغيرها، لا تنفعهم ولا تذرهم بشيء، ولا تسد عنهم باب غزوة فايروسية على خلاياهم الجسمية مهما وضعت في بروج قارونية، وشخصيات عالمية صالحة للبشرية ولبلدانها وشعوبها وقعت ضحية للفايروس، فكيف بالطغاة الاشرار المعاصرين الذين ولدوا من ارحام الشياطين، افلا يعقلون.

(5) الفايروس ذكر القطب الرأسمالي والرأسماليات الجشعية المنتشرة في بعض بقاع العالم، ان عالمهم شبه خالي من الاخلاقيات والانسانيات، وعدا بعض الدول الراقية في اوروبا بمدنيتها وانظمتها وانسانيتها، فان بقية العالم تعاني من ازمات اخلاقية واجتماعية واقتصادية ومالية كبيرة وفروقات عالية في مستويات المعيشة، ويعاني من فرق شاسع كبير بين اقلية فاحشة تملك كل الموارد واغلبية مسحوقة لا تملك مستلزمات الحياة، وحالة الوباء المنتشرة تؤكد ضرورة اجراء مراجعة واعادة نظر بالنظام الرأسمالي السائد، وتحتم لابد من اعادة العمل ببعض الانظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنظام الاشتراكي المستنبط من الفكر الشيوعي، وهذه الاعادة لاشك فيها اعادة توازن وخلاص لتقليل حجم واثار الازمات التي يقع العالم فيها بسبب جشع الرأسمالية الحاكمة.

بالختام وبالرغم من كتاباتنا المتواصلة لتذكير الحكام الطغاة وخاصة في اقليم كردستان والعراق، الا ان مداد اقلامنا بدت على وشك الخلاص ولم نشهد ولم نسمع يوما ان اذانا قد صغت وان فلوبا قد صفت وان نفوسا قد تابت وان حراكا للعدل والانصاف قد بدأ وان مالا حراما قد اعيد، حاشا حاشا لله لا نرى هذا ولا ذاك، ولكن فايروس كورونا دفع بنا جميعا ان نقف امام الموت وامام المصير المشترك صفا واحد، والحكام الطغاة اينما كانوا لايفيدهم لا مالهم ولا اولادهم ولا خزائنهم، والفايروس قال كلمته لهم وقدم لنا مشهدا للموعظة الحسنة لاعادة التفكير بالنفس اولا وبالحياة ثانيا وبالاعمال ثالثا، واخر القول ان نفس البشرية مهما امتلكت من خزائن مملوئة ومهما امتلكت من خزائن خاوية هي على سواء مع جميع النفوس بحق الحياة والموت والمصير الواحد، وخير الناس من نفعهم وعمل صالحا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تستحمر من ؟؟؟!!!.....
استحمار -

(الفايروس ذكر الانسان ان الموت واحد ولكل بشر مصير واحد لايمكن الافلات منه، وذكر ان الموت سريع الحدث لا يمكن استغفاله) ، ... (فالغني والفقير سواء والرئيس والمرؤس سواء والحاكم والمحكوم سواء امام الفايروس وامام الموت)............... تستحمر من ؟؟؟!!! هذه حقيقة ازلية منذ انسان الكهوف و كان يعرفه احسن منك لانه يبدو انك اخر من يعلم و قد عرفته الان و اما البشرية فلا يحتاج الى ان تبيعه البضائع الكاسدة ، الناس ليسوا اغبياء الى درجة يحتاجون ان يذكرهم جاهل غبى ان الموت كذا و كذا هذه اول حقيقة معروفة من الجميع منذ بدء الخليقة ، و بالمناسبة لا تذكيرك و لا نصيحة اى احد يفيد بشئ حين ياتى القدر او الموت سواء قبل الحادثة او بعدها و الناس كلهم من اغباهم الى اعلاهم يعرفون هذه الحقائق و انت ليس لديك شئ جديد تقوله و لست مبدع او ملهم ذو احساس عالى الفولتية، بل تثرم بصل قديم براس الناس كما يقول المثل فقط كى تكتب شئ و تقبض و كتاباتك اقل من العادى . هذا الفايرس من صنع الصين الشيوعية ماركة (made in china) ، عزيزى النائم ، و اول مصاب او رقم صفر هو احد العاملين فى معهد الابحاث الجرثومية الذى يبعد 36 كم من ووهان و ليست بائعة فى سوق الحيوانات القذرة كما تشيع الصين . و هى حرب جرثومية بامتياز و توجه من الاقمار الصناعية الصينية و الروسية و تسلط بكثافة على بؤر معينة على الارض كامريكا و اوروبا و ايران الغبية و الا فما معنى ان يكون الحال فى افغانستان اخف من ايطاليا مع ملاحظة الفرق فى كل شئ ؟؟؟!! و كيف يقفز الفايرس من قارة الى قارة او اماكن بعيدة و يصيب ناس دون سفر او تلامس ؟؟!!!! .... و السبب انتقام الصين من امريكا و الغرب بسبب نزول مستوى انتاجها من %15 الى %6 بعد الحصار الامريكى عليها . و بعد انتهاء المشكلة ستحاسب الصين و روسيا و انظمتك الشيوعية الحقيرة المجرمة التى تروج لها و ستدفع الثمن غاليا جدا و ستمسح هكذا مجرمين من الارض على غير امنياتك و ترويجك و اكاذيبك كلها كى تبعد الشبهة عنهم و تستحمر الناس . ( فان بقية العالم تعاني من ازمات اخلاقية واجتماعية واقتصادية ومالية كبيرة وفروقات عالية في مستويات المعيشة ) (وبسبب جشع الرأسمالية السائدة واساليبها الخبيثة في ا

تكملة ؟؟؟؟!!!!!
................ -

( ان بقية العالم تعاني من ازمات اخلاقية واجتماعية واقتصادية ومالية كبيرة وفروقات عالية في مستويات المعيشة، )......( وتحتم لابد من اعادة العمل ببعض الانظمة والسياسية والاقتصادية للنظام الاشتراكي المستنبط من الفكر الشيوعي، )............. من هو الذى يعانى من ازمة اخلاقية ؟؟صين التى قتلت الطبيب الذى كشف الحقائق و حذرهم من الخطر ، بنفس الفايرس الذى تكلم عنه ، او العالم ؟؟؟!!!!....... ومن هو الفقير المعدم الذى يضطهد و يعدم لاقل كلمة ........ و من هو الاكثر رفاهية و حرية ؟؟؟؟ المواطن الصينى او الامريكى ؟؟؟؟؟!!!!.... هذا اذا نظرت بعيون موضوعية عادلة و ليست نصف عمياء..... وكيف يرجع العالم الى انظمة شمولية مجرمة قمعية صانعة للفقر و الامراض بعد كورونا ؟؟؟؟.... ام سيطيحون بالبقية الباقية منهم و ينتقمون منهم شر انتقام بعد جريمتهم العالمية هذه التى قتلوا فيها ملايين الناس الابرياء لمصالحهم الاقتصادية و استعملوا العلم و التكنولوجيا بطريقة غير اخلاقية و طريقة عصابات الابتزاز ؟!....... الا ترى انهيار الاتحاد الاوروبى ( الاشتراكى ) كريشة فى مهب ريح الكورونا ؟!.... و كل الباقين منهم سيحصل لهم ذلك و يمسحون بدورهم الاشتراكية و الشيوعية التى تطبلون و تغنون و ترقصون لها منذ عشرات السنين و ما اثمرت غير الموت و الدمار للبشرية ؟؟!!!!.....

ظواهر اخلاقية إيجابية ،سلبية لكورونا
مسلم بيحب المسيح -

في ذروة اجتياح فايروس كورونا للعالم برزت ظواهر مشينة لم تكن مألوفة منها قيام جماعات اليمين المسيحي المتطرف الى نشر الفيروس في الأعراق البشرية الاخرى ولو كانت مسيحية ! شماتة اليمين المسيحي المشرقي والأقليات المشرقية وسب دين المسلمين ، وبروز خسة الأثرياء من المسيحيين المشارقة خاصة الاقباط ورفضهم التبرع لمكافحة كورونا وإصرارهم على فتح المصانع ولو مات العمال ، و أغنياء يهربون بأموالهم وعوائلهم الى جزر نائية ، تقاتل الناس من اجل الحصول على أشياء مثل ورق المرحاض ، الاستعانة بالشرطة لحماية المجمعات الاستهلاكية خشية نهبها ،وفي وسط هذا ظهر وجه آخر جسده المسلمون في العالم الغربي ، أطباء وممرضين ضحوا بحياتهم لإنقاذ المرضى في بريطانيا ، وصول أطباء من الصومال الى إيطاليا ، قيام المساجد ومتطوعون مسلمون لمساعدة المسنين بالمقابل كان هناك انفتاح اكبر من الغربيين على المسلمين وانخفاض حدة الاسلامفوبيا ، حكومات سمحت برفع الأذان ، غربيون يقلدون المسلمين في أمور الطهارةوالنظافة، اهتما اعلامي وأكاديمي بالتعاليم الاسلامية ، مبادرات عفوية ولقاءات لم يتم الترتيب لها ساهمت بالتعريف بدين الاسلام . {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

كورونا ليس عندة أخلاق ولا ايجابيات
فول على طول -

من قال أن كورونا يعقل الأمور وعندة أخلاقيات ايجابية ؟ هل تقصد الايجابيات فى زمن وباء كورونا ؟ رجاء تصحيح عنوان المقال . سوف أعلق فقط على الرأسمالية وتوزيع الثروات ..فهذة حقيقة وواقع منذ بدء الخليقة ولن تختفى أما اتهام الرأسمالية بالجشع والتوحش الخ الخ فهى حجة البليد كما يقول المثل ..ومن قال أن الرأسمالية ليس لديها أخلاق ؟ هى تنافس شرس ولا يستوعبها عقل المخبولين والمتخلفين ولذلك يتهمونها بكل الاتهامات ..وأيضا نتيجة حقد البؤساء والأغبياء على الأغنياء - أنا لست غنيا بالمناسبة - وغالبا ما يكون للفقراء دور كبير فى فقرهم ..أغلبهم كسالى ولا يحبون العمل . مثلا توجد الرأسمالية فى كل بيت ..يعنى أحد أولادك يعمل ويكسب عيشا رغيدا بعرق جبينة ونتيجتة مجهودة وثقافتة وذكائة الخ الخ هل هذا توحش منة ؟ أو هل مطلوب منة أن يعطى بقية اخوتة كل ما يملك مثلا أو يقاسمهم نتيجة تعبة ؟ وهل لو لم يعطيهم شيئا تعتبرة جشعا ومتوحشا ؟ العطاء ارادة وليس فرضا ..وهل أبناؤك كلهم أغنياء أم هناك تفاوت بينهم ؟ هكذا الرأسمالية ...السخط على الأغنياء واتهاماهم بالسوء غالبا ما يأتى من الكسالى نتيجة الحدق عليهم .