فضاء الرأي

إنسانية آلا طالباني والدستور

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل أيام تداول ناشطون مقطعاً مصوراً لآلا طالباني وهي بكل جوارحها تستمع إلى النشيد العراقي "موطني موطني"، وهو ما يبدو للمتابع بأن ولاء هذه السيدة للدولة العراقية كبير جداً، والسؤال الذي يطرح نفسه فبما أن السيدة آلا مؤمنة بالنشيد والعلم والقانون فهذا يعني بأنها مؤمنة أيضاً بالمؤسسات المنبثقة عن الدولة العراقية ككل، لذا أليس من المفروض أن تكون من أولى المؤمنات بدستور تلك الدولة باعتباره بمثابة العمود الفقري لها، خصوصاً وأن ملامح طالباني الدالة على الانتشاء والعزة والفخار أثناء الاستماع للنشيد الوطني تقول للناظر بأنها لم تكن مجرد حركة استعراضية كما يفعل الكثير من الساسة عادةً، خاصةً وأنها في نهاية المقطع وبعد تقديمها الشكر والامتنان لفرق الصد الأول والصد الثاني من القوات الأمنية والشرطة توجهت بكلمتها للإنسانية جمعاء، فهل إنسانيتها يا ترى ستدفعها للعمل على محاسبة من سلموا لاجئاً سياسياً فاراً من نظام الملالي في إيران إلى سلطاتها الأمنية ليتم إعدامه بعد استلامه من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني(أي حزبها هي)، أم أن القانون العراقي هو معني فقط بمحاسبة بسطاء الناس، أولئك الذين لا سند لهم أو لا مسؤولين لديهم في الحكومة والبرلمان العراقي، وبالتالي سيغض القضاء العراقي الطرف عما اقترفه الجهاز الأمني التابع لحزب آلا طالباني باعتبار أن القضية متعلقة بعلية القوم وليس بالعوام، وذلك تأكيداً لمقولة الكاتب الفرنسي أونوريه دي بلزاك بأن "القوانين شباك عناكب يجتازها الذباب الكبير ويعلق فيها الذباب الصغير".

وباعتبار أن السيدة آلا طالباني عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، فهذا يعني بأنها تعرف جيداً جميع مواد الدستور العراقي وملتزمة بتطبيقه بنداً ببند، وهي بكل تأكيد مطلعة على ما ورد في البند الثاني من الباب الثاني (الحقوق والحريات) المادة 21 من الدستور الذي ورد بالحرف فيه: "ينظم حق اللجوء السياسي إلى العراق بقانون، ولا يجوز تسليم اللاجئ السياسي إلى جهةٍ أجنبية، أو إعادته قسراً إلى البلد الذي فرّ منه" وهو لا شك الدستور الذي آمنت به الست طالباني، كما وافق عليه العراقيون في استفتاء شعبي في تشرين الأول 2005 أي بعد عامين على الغزو الأمريكي للعراق في بيسان 2003 وحيث صوّت عليه العراقيون بنسبة تجاوزت 78% من الأصوات.

وبما أن الست آلا إنسانية ومصرة على تطبيق القوانين وحريصة كل الحرص بألا يفلت أي مجرم من شناعة ما اقترفه، وذلك حسب ما كتبته يوم أمس على صفحتها في وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) عن قضية "ملاك حيدر الزبيدي" التي تعرضت للحرق عن عمد في مدينة النجف الأشرف قائلة عن الحادثة: "نتابع بقلق وأسف بالغين تداعيات قضية حرق الفتاة في محافظة النجف والتي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن لا يفلت مرتكبو هذا العمل البشع غير الانساني من طائلة القانون"، فبما أنها معنية بحقوق الناس وتطبيق القانون وخطابها يتجاوز تخوم دولة العراق وموجه للإنسانية جمعاء، وبما أن الإنسانية لا تتجزأ ولا تنقطع ولا تنفصل وهي حالة شاملة الزمان والمكان، وبما أن السليمانية أقرب إليها من النجف الأشرف، لذا أليس من المفروض عليها أن تسأل نفسها ورفاق ورفيقات الحزب في السليمانية بأي حق وقانون يا ترى قام جهاز الآسايش التابع للاتحاد الوطني الكوردستاني بتسليم اللاجئ السياسي الإيراني مصطفى سليمي إلى السلطات الإيرانية، بينما الدستور العراقي يقول صراحةً وبدون أي لبس أنه "لا يجوز تسليم اللاجئ السياسي إلى جهةٍ أجنبية، أو إعادته قسراً إلى البلد الذي فرّ منه"، وحيث كان اللاجئ السياسي مصطفى سليمي قد تمكن بعد 17 عاماً قضاها في معتقلات سقز بكوردستان إيران، من الفرار من السجن، ووصل إلى قرية هنگژال التابعة لقضاء "بينجوين" في محافظة السليمانية، وأمضى ما يقارب الاسبوع بين مسجد القرية وأحد المنازل، وفيما بعد اتصل صاحب المنزل بالآسايش وقام بإبلاغهم ضمن إطار تعليمات مكافحة "كورونا" لإجراء الفحص الطبي له، وبحجة إجراء الفحص لمصطفى سليمي أخذته الأجهزة الأمنية، ومن ثم وبكل وضاعة قامت بتسليمه للسطات الإيرانية، بينما قامت الأخيرة بإعدامه كما هي عادتها في شنق المعارضين لبطشها وجبروتها.

على كل حال لا نعرف إن كان ضمير آلا طالباني سيؤنبها أم لا، ولا نعرف إن كانت حريصة على محاكمة من سلّم الفاعل للعدالة كما تطالب بمحاكمة المعتدين على "ملاك حيدر الزبيدي" أم لا، ولكن رغم ذلك تبقي الكرة حالياً رهن إنسانية الست آلا طالباني، وكذلك في ملعب القضاء العراقي وحراس دستوره والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في تلك الدولة، إضافة إلى الجهات المعنية بتطبيق مواد ذلك الدستور على الجميع وليس فقط على الغلابة، لذا فإن كانوا حقاً مؤمنين بما جاء في الدستور وكانوا من حُماته ومعنيين بتطبيقه على الكل، فينبغي بناءً على مواده معاقبة كل من تورط بتسليم اللاجئ لسلطات الملالي، أما إذا كان القانون خاضع لقاعدة "الخيار والفقوس" أي خاضع لآلية التفرقة في التعامل، فهذا يعني بأن كلام الثائر الأرجنتيني تشي غيفارا مناسب تماماً لمقامه ومقام من سنوه ومن يتدثرون به وذلك في قوله إن: "القانون الذي لا يطبق على الجميع ويُستثنى منه أحد يجب أن لا يحترم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم تقل ولا نصف الحقيقة
كردي من لندن -

مع الاسف الكاتب لم يذكر حتى نصف الحقيقة. أصدر الحزب الديمقراطي الكردستاني في ايران بأن المرحوم مصطفى سليمي لم يعبر الى كردستان العراق بل تم اعتقاله في منطقة بانه في كردستان ايران وكذلك أيدت فريدة سليمي بنت أخ مصطفى سليمي بأن عمها أعتقل في بانه. الذي يروج للمعلومة الخاطئة بقيام الاتحاد الوطني الكردستاني بتسليم المرحوم الى السلطات الايرانية هو اجهزة اعلام مسعود الذي امتلأ حقدا على آلا وأقربائها بعد نجاحهم في وقف دفة تسخير الاتحاد الى مملكة مسعود الفاسدة صاحب كارثة الاستفتاء المشؤوم الذي أرجع مكتسبات القضية الكردية عقود من الزمن الى الوراء والذي كدس المليارات من استحقاقات الشعب الكردي في بنوك تركيا وأوروبا.

انسانيتهم في تسليم و اعدام مصطفى سليمي
Rizgar -

انسانيتهم في تسليم و اعدام مصطفى سليمي الى ايران موقف مخزي وحقير ولا انساني .

٣٢ سنة على ذكرئ دهاليز الانفال
卡哇伊 -

٣٢ سنة على ذكرئ دهاليز الانفال من قبل الدولة العراقية و الكيان العراقي عوض الكويت بحوالي ٤٢ بليون دولار بينما الكورد لم يحصلوا على فلس واحد بل قطع الشيعة ميزانية كوردستان تماما . اي حقد دفين ؟؟ اي استهتار عنصري ؟

خزى وعار
ابو تارا -

لم يرتكب جريمة وانما سجن 17عام من قبل النظام الايرانى بسبب ابداء رأى وهرب من ارهاب الدولة وعندما لجأ الى بنى جلدته وبدلا من ان يحموه سلموه للجلادين ليعدموه جريمة نكراء وعار على من قام بهذا العمل الشائن المطلوب من الاء الطالبالى وحزبها بيان الحقيقة

وصمة عار في جبينهم
برجس شويش -

السياسيون والسياسيات في عائلة طالاباني اختاروا التاقلم والتعايش السلمي مع ملالي ايران و الطائفين الشيعة وارتبطت مصالحهم المادية ونفوذهم السياسي معهم, اما الكوردايتي والانسانية فهما اخر من يفكرون بهما. مصطفى سليمي اصبح خالد في ذاكرة امته وتاريخها بينما من سلموه من عائلة طالباني الى اعداء شعبه ملالي ايران ستلاحقهم الخزي والعار .

خيانه في دمهم
Sarbast -

ابواق الماجوره لملهور كالعاده يربطون كل خيانات و هزائم بالعدو الوهمي المفترض من 1966 ليومنا هذا.اما لفعلتهم الشنيعه بتسليم من يكون هو و ماهي التهمه الموجه اليه جاء يبحث عن ملجا امن من عند اخوانه و بدل فتح الذراع و ايجاد الماوى له يقوم الخونه بشد ذراعيه و يديه و تسليمه الى جلاديه لان يخافون من ولي نعمتهم ان يزعل و يسكر باب العلف عليهم . اما للبوق كوردي من لندن هو احد الماجورين مدفوع الاجر لكي ينفخ و يزمر . الخائن خائن مهما تغير الزمان و المكان و لا يترك سلوكه المذموم القبيح .

سؤال جرئ .... من ساعد القوات الايرانية للقضاء على الثورة الكردية في كردستان إيران في الثمانينات من قرن العشرين
اذا لم تستحي فقل ما تشاء -

أرجو من ماجد ع محمد و برجس شويش أو رزكار الجواب بانصاف و بصراحة 1.سؤال جرئ .... من ساعد القوات الايرانة للقضاء على الثورة الكردية في كردستان إيران في الثمانينات من قرن العشرين2. من قتل الصحفي سردشت عثمان في أربيل؟ الى ابواق العائلة البرزانية الفاسدة العميلة لتركيا العنصرية الفاشية، اقلام ماجورة من امثال برجش شويش و رزكار و ماجد ع محمد٠٠٠و٠٠٠٠الخ هيا فتشوا عن عمل شريف بدلا من الارتزاق على فتات العائلة البرزانية الفاسدة و العميلة حتى النخاع٠٠٠ العمل الشريف يجعلك انساناً حراً ذات كرامة و تقول الحقيقة مهما كلف الامراذا لم تستحي فقل ما تشاء

ألغايه يبرر الوسيلة
Sarbast -

إلى من استهل تعليقه بمثل عربي يطبق عليهم مليون بالمائة لان هم ليس لديهم ماء في الوجه حتى تراق من خجلهم و يقولون و يفعلون كل ما يشاؤون .أما مبدأ انت سارق أنا اسرق و انت خائن أنا اخون و هلم و جرا ليس نظريه صحيه لكي تغطي على أفعالك الشنيعة و الخيانة و تبررها . لماذا لا تكون انت احسن من غيرك حتى تكون قدوه للآخرين ولا الخيانة متجذر و متأصل فيكم و جيناته ينتقل من جيل لجيل .

ميليشيات البرزاني تقاتل الشعب الليبي كمرتزقةـ جحوش- من آجل حفنة من الدولارات الاردوعانية الفاشية ـ *** بألفي دولار شهريآ***
الى ابواق العائلة البرزانية الفاسدة العميلة لتركيا العنصرية الفاشية -

ميليشيات البرزاني تقاتل الشعب الليبي كمرتزقةـ جحوش- من آجل حفنة من الدولارات الاردوعانية الفاشية ـ *** بألفي دولارشهريآ***نحن كآكراد نعلن براءتنا من هؤلاء المرتزقة بائعي الشرف والاخلاق٠ من هذا المنبر نعلن الوقوف صفآ واحدآ مع الشعب الليبي بقيادة المشير حفتر ضد كل الاطماع الاردوغانية التركية الغازية و مرتزقته من ميليشيات البرزاني العميلة-****عبر التأريخ المرتزقة مصيرهم تكون دائما في مزبلة التاريخ وبئس المصير ****