فضاء الرأي

كورونا جعل من النفط ثقلاً وليس كنزاً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نترقب بعيون خائفة ما سيقوم به هذا الفيروس المجهري الذي أراد أن يشن حربا على العالم اجمع، يوما بعد يوم نجد ان هذا الفيروس يلقي بظلاله على العديد من مصادر الحياة الحيوية في عالمنا، حيث انه ضرب العديد من المؤسسات والقطاعات الصحية في العديد من دول العالم وازهق مئات الالف من البشر واعاقة حركة الاقتصاد العالمي وجعل البشر سجنين في عالمهم إذ بات هذا العالم هشا ضعيفا.

لم يستطع العالم بعولمته والالاته من ايجاد حلا او طريقة لهزم هذا العدو الخفي ففي كل ضربه يضربها للعالم يخسر البشر الكثير مما صنعوه وبتكره.
كورونا جعل في هذا الزمان كل شي مباح اذ القى بجميع ثقله على كنوز وثروات الأرض والتي لطالما حرب البشر من أجلها، وأهمها النفط!!!!

كورونا تسبب بأزمة نفط استثنائية سيذكرها التاريخ ستكون ازمة نفط 2020 ،حيث وصل سعر برميل النفط في الولايات المتحدة مساء الاثنين 20 ابريل الى سالب 37.63 دولارا اذ ان هذا التراجع يعد للمرة الاولى في التاريخ حيث أصبحت شركات النفط تدفع للعملاء كي يشتروا منتجاتهم ونقلها بعيدا عنهم خوفا من تراكم وتكسد مخزون النفط الخام لديهم خلال الشهر المقبل.

في الحقيقة أن انهيار سعر برميل النفط إلى هذا الحد لم يكن عشوائيا وإنما كان لعدة أسباب أهمها: تعطل حركة الإنتاج وتوقف العمل في المصانع في الكثير من دول العالم وقيام الدول باغلاقات برية وجوية للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد وفرض حظر الصحي على المواطنين بالإضافة إلى أن الشركات المنتجة للنفط بقيت متمسكة بكمية الإنتاج في هذه الظروف التي أدت إلى تراجع الطلب عليه مما اضطر هذه الشركات إلى القيام باستئجار ناقلات نفط كبيرة لتخزينها وغيرها من الأسباب الأخرى التي تسببت في انهيار سعر برميل النفط إلى ما دون الصفر.

ونظرا إن أسواق النفط العالمية تتأثر بشكل كبير بالمتغيرات السياسية والاقتصادية التي تطرأ على العالم فهي قائمة على العرض والطلب ولكن السؤال المهم هنا ما مدى تأثير هذا التراجع على دول الخليج؟
منذ القدم ومنطقة الخليج العربي تعد من أهم دول العالم المصدرة للنفط فهي وقود حركة العالم والقلب النابض للاقتصاد العالمي إذ يعد الخليج العربي من أكبر المناطق الجغرافية ذات احتياطات نفطية ضخمة ونفوذ مهم للغرب فكيف سيكون مستقبل دول الخليج في ظل الأزمة الراهنة وتحديدا المملكة العربية السعودية؟

هل من الممكن أن يكون مستقبل أمن منطقة الخليج بعيدا عن التغيرات الاقتصادية التي حدثت وستحدث بعد أزمة كورونا؟

هل من المحتمل أن يؤثر ذلك على الخلاف الخليج اناشئ بينها؟

هل من المعقول أن تشن أمريكا ترامب حربا عسكرية لإعادة موازنة العالم بعد كورونا؟
أين موقف إيران وحربها باليمن وسوريا من هذه الأزمة؟

هل لقن كورونا إيران درسا قويا وكشف لها عن حجمها الأصلي ومقدر قوتها العسكرية والاقتصادية؟
اين صفقة القرن من كورونا؟

هنالك العديد من التساؤلات التي مازالت تطرح في ظل وجود كورونا لأن العالم لا يعرف في أي اتجاه سيذهب، كورونا والنفط المتصدر في شغل بال العالم أجمع.

ماذا بعد النفط يا كورونا؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف