فضاء الرأي

مناعة القطيع والدول النامية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عادةً ما نشعر بإعجاب شديد نحو الأفكار المُبهرة، لكننا لا نسأل أنفسنا ما إذا كُنا بالتأكيد قادرين على الموائمة بين تلك الأفكار وبين إمكاناتنا الحقيقية لتطبيقها. هذا ما يحدث لنا عندما نجد المجتمع الغربي المتقدم يطبق سياسات نشعر أننا بحاجة إلى سنوات مديدة لتطبيقها عندنا. ربما السبب العام في ذلك، أن خصائص معظم تلك المجتمعات تتباين في تركيبتها عن خصائصنا، أو بعبارة أخرى، لا نملك في مجتمعاتنا البُنى الأساسية والثقافية التي تمكنا من الحذو تجاه نفس السياسات.

يشجع الكثير من أصحاب الرأي هذه الأيام إنفاذ مناعة القطيع في دولنا النامية، وهي فكرة تتبدى لأول وهلة ذات فاعلية على مقاييس عِدة، نظراً للتوفيق الموضوعي لاختبار دولة السويد. هذا الانجذاب الذي يوليه مشجعي مناعة القطيع حرصاً عالياً، قد يكون فاته معرفة ما تنعم به دولة السويد من بُنى تحتية لقطاعاتها الصحية، وثانياً قد يكون هذا الرأي حاول أن ينسى ما يحظى به أفراد المجتمع السويدي من استشعار اجتماعي تجاه مسؤولية تفشي فايروس كورونا المستجد (COVID 19) بين بعضهم البعض. ولا يعني هذا اتهام أفراد مجتمعات الدول النامية بعجز المسؤولية، لكن ربما ينبغ السويديون بهذا الحٍس مقارنةً بباقي الدول.

لكن لأي الأسباب يكون من غير الملائم أن تدعو حكومات الدول النامية بالسماح لشعوبها بالاجتماع وكسر قوانين الحظر والعزل المنزلي؟

إن الإعجاب بفكرة مناعة القطيع لا يمكن أن يكون سبباً كافياً يحمل حكومات الدول النامية إلى تسويغ ترك الأفراد يمارسون حياةً طبيعية في ظل عدم اليقين بتبعات مثل هذا الإجراء.

فحتى اللحظة، لا توجد حيثيات تستند إلى دليل علمي تفيد بأن إصابة نسبة معينة من أفراد المجتمع بمرض ما كفيلة بحماية باقي أفراده من هذا المرض. وهذا ما صرح به كثير من خبراء الأمراض. كما أن تجارباً من دولٍ عِدة أدلت إلى توثيق أن بعض المتعافين من فايروس كورونا المستجد حملوا الفايروس مجدداً بسبب اكتسابهم إياه عن طريق الاجتماع بمصابين آخرين.
من النافع إذن أن نعلم أن الأفكار لا يمكن أن تُطبَق بملاذ عن ما يلائمها من محيط مؤات وخصائص مساندة لها. لذلك فإن امتناع الدول لا سيما النامية عن تطبيق إجراءات مناعة القطيع في الوقت الراهن، يُعَد تصرفاً حصيف وفقاً لعدم اليقين تجاه ما سوف تؤول إليه الأحوال الاجتماعية والاقتصادية عند ترك الناس يتناقلون هذا الوباء.

لعل من المستغرب للغاية أن تنادي بعض الآراء العربية بمناعة القطيع في الحين الذي تواجه فيه بلدانهم عدم الكفاية الصحية والمالية لرعاية المصابين الحاليين. وهو أمر يدعو للدهشة!
فهل كلف أصحاب تلك الآراء أنفسهم عناء التحقق من المنافع والمساوئ التي سوف تنجم كمحصلة لتطبيق مناعة القطيع؟ وهل توصلت وزارات الصحة في بلداننا من الأساس إلى معرفة كافة نواحي فايروس كورونا المستجد (COVID 19)، في حين أن منظمة الصحة العالمية (WHO) تصارع لتحري معرفة ذلك؟

لذلك أعود إلى أن الانبهار بالأفكار لا يمنحنا حق المطالبة بتطبيقها ما دمنا لا نمتلك الخصائص التي تحملنا لتنفيذها. ومن الأفضل لنا دائماً أن نقف عند حدود الإعجاب بالأفكار إلى حين أن تتوافر لدينا البيئة والقدرات السانحة لتحويل ذلك الإعجاب إلى ممارسة.

*كاتب سعودي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الهند نموذج فاشل لاستراتيجية مناعة القطيع
هوس التبعية -

مناعة القطيع اسلوب علاجي / وقائي يستهدف الحماية غير المُباشرة من مرضٍ معدٍ، وتحدث عندما تكتسبُ نسبةٌ كبيرةٌ من المجتمع مناعةً لعدوًى معينة، إما بسبب الإصابة بها سابقًا أو التلقيح، مما يُوفر حمايةً للأفراد الذين ليس لديهم مناعةٌ للمرض.الهند دولة نامية حاولت اتباع استراتيجية مناعة القطيع لكنها فشلت في تحقيقها والسبب العشوائية التي تعيش بها البلاد ..

الحظر ومناعة القطيع
فول على طول -

الحظر هى فكرة نظرية خلابة تداعب مشاعر الجموع الغير عارفين بالأوبئة ...لا يوجد شئ اسمة حظر مائة بالمائة بل حتى القابعين فى المنازل ينالهم الوباء وذلك عن طريق أى فرد أو حتى مندوب المبيعات الذى يوصل لهم طلبات المنزل . أى عائلة أو حتى فرد يحتاج لمتطلبات أكل وشرب وبذلك سوف يختلط مع بشر أخرين ومن هنا سوف ينال العدوى ومن فرد واحد بالمنزل سوف يتأثر بقية أفراد العائلة وهكذا دواليك ...الحظر يجعل البشر ينالون الوباء على مراحل وبذلك لا يسقط النظام الطبى ..الحظر يقضى على اقتصاد أى دولة مهما كانت غنية ولا يصلح اطلاقا مع الدول الفقيرة . فى النهاية سواء الحظر التام أو مناعة القطيع سوف يكون اجمالى المصابين واجمالى المتوفين تقريبا نفس النسبة . مميزات مناعة القطيع أنها تنقذ الاقتصاد ولا تشعر الدولة بتأثر الاقتصاد عكس سياتسة الحظر التى تنهك الاقتصاد دون داع أوبسبب قصر النظر . ..لكن مناعة القطيع تؤدى الى ظهور عجز النظام الطبى فى أى دولة والحقيقة ليس عجز بل أن الأمر خارج عن الاحتمال لأى نظام طبى فى العالم مما يؤدى الى السخط العام واتهام المسئولين بالفشل مما يؤثر على فرص بقائعهم فى الحكم أوفى الانتخابات القادمة ..هذة المعلومات يعرفها أغلب الأطباء والسياسيين ولكن لا يجرؤ أحد منهم للمغامرة وقول الصدق حتى لا يفقد منصبة غالبا أو حتى لا يزعج الناس ويصيبهم بحالات هيستيريا وربما جنون .. المحصلة ساوء فى الحظر أو مناعة القطيع هى واحدة ولكن مناعة القطيع هى أنفع للاقتصاد ولكن سوف تؤدى الى عدد من المصابين والوفيات كبير فى مدة قصيرة جدا مما يؤى الى الهلع ليس أكثر . ..اما الحظر سوف يؤدى الى اطالة الفترة الزمنية أى بالتقسيط مما يريح الناس نفسيا ولكن سوف ينهارون اقتصاديا . يتبع

تابع ما قبلة
فول على طول -

الانفلونزا اجتاحت العالم عام 1917 ولك تكن هناك أمصال ولا لقاحات - نحن الان لا نملك أمصال ولا لقاحات للوافد الجديد كورونا - ولم تطبق سياسة الحظر وتأثر ملايين من البشر ومات من مات وبقى من بقى ..من بقى تكونت أجسام مضادة فى دمائهم وانتقلت الى أبنائهم وبناتهم بعد الزواج والانجاب ولذلك نصاب الانفلونزا بصورة مخففة الان بسبب المناعة المكتسبة قديما ونقلت الينا ...هكذا سوف يكون مع كورونا ومع أى وباء قادم - لا سمح اللة - لا تنتظروا لقاح أو مصل للوافد الجديد قبل عام من الان مع التفاؤل

استراتيجية غامضة
فيصل -

انعكاس هذه الاستراتيجية ايجابي على الاقتصاد فقط لكنها قد تخلف نتائج مهلكة على الجوانب الاجتماعية والصحية ..توجد توصيات بها للدول الفقيرة للحد من هبوط الاسواق لكن لا احد يفتي في جدواها على غير ذلكواذا كانت الدول الفقيرة تهتم باقتصادها لدرجة تفوق صحة البشر وتعليمهم مثلاً،،، فمن سيقود دفة اقتصاد وتعليم البلدان الفقيرة اذا كانت المستشفيات ممتلئة بالمرضى؟

نتائج مظللة
ibrahim -

الطب يشعر بالعجز النسبي امام فايروس كورونا لافتقاره للمعلومات والدراسات حيال جدوى اية إجراءات معينة ولهذا السبب ربما يكون الحظر أسلوب قريب من المعقوليةمن الناحية الثانية لا احد يعلم الان هل مناعة القطيع تؤتي ثمارها ام لا وقد تكون مناعة القطيع اجراء مناسب ولكن لا يتم اكتشاف هذا الامر الا لاحقااما في الوقت الحالي فاجراءات الحظر مناسبة بدليل تجنب الدول لاسلوب مناعة القطيع لأنه محفوف بالمخاطر والغموض

وحده ضد القطيع ولا مناعة حتى لأبناء الرب خالق الأكوان فما بالكم بأبناء إبليس حسب زعمهم ومعتقدهم
بسام عبد الله -

فيروس محاط بطبقة بروتينية زوالها يقضي عليه لا يرى حتى بأعتى المجاهر يخوض لوحده حرب عالمية ثالثة ضد سكان كوكب الأرض وعجزت امريكا وروسيا والصين واوروبا مجتمعة على مواجهته.. كم هو جبار على الضعيف وكم هو ضعيف أمام الواحد القهار هذا المخلوق التعيس المسمى إنسان!!! والذي يعيش على فيروس كروي لا يرى بأعتى المجاهر من أقرب مجرة كونية محاط بطبقة أتموسفيرية زوالها يقضي عليه.