فضاء الرأي

كليلة ودمنة.. النسخة اليمنية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يُحكى بأن قطاً يمنياً ضاق به العيش في اليمن، وخاصة مع موجة "الثورة" &- ليت أن كلمة ثور تؤنث في العربية! - الأخيرة، أو "الانقلاب" أو سمِّها ما شئت.. والهرج والمرج الذي جاء بعدها وما زال مستمراً حتى اللحظة.

وهذا القط الذي ينتمي لفئات الشعب "البِرِّية" &- نسبة إلى البِر، ما يطلق على القمح في اليمن- المطحونة الدقيقة.. كان حتى قبل هذا الهرج والمرج بعيداً عن أي مشاركة في سياسة أو فتنة أو حزب، ومع قدوم عصابة الحوثي الطائفية &- حتى بشهادة القطط! &- وسيطرتها على العاصمة صنعاء، زاد بلاء الاقامة في اليمن على هذا القط المطحون الدقيق، بجانب الفقر المدقع والجوع والمرض الذي ضرب البلاد والعباد، وجو الحرب القائم في البلاد ويدفع ثمنه في المقام الأول أهل اليمن من مدنيين من بشر، أو هرر.. كقط مقالي هنا.. وهنا قرر القط قراراً لا رجعة فيه، وهو في الهجرة خارج اليمن، وبعد استشارة أقاربه وصحبه، أشاروا عليه بالهجرة وطلب اللجوء إلى أمريكا، كونها تأوي الكثير من القطط اليمنية اللاجئة هناك، وخاصة المعارف منهم.. وهنا باشر القط اليمني في تقديم طلب اللجوء إلى السفارة الأمريكية في صنعاء، وهو الطلب الذي لاقى ترحيباً كبيراً من السفارة وعلى رأسها السفير الأمريكي شخصياً، من منطلق مبدأ "حقوق الحيوان" الذائع الشهرة في أمريكا وقلة الحالات التي تتقدم بمثل هذا الطلب وكون القط سليم أمنياً وصحياً من مثل مرض "الكورونا"، وقامت السفارة بمنح القط اليمني حق اللجوء سريعاً. وبعد ترتيب أموره وحمل أغراضه البسيطة، سافر القط بعد أيام، وبعد رحلة امتدت لأكثر من 20 ساعة، هبطت الطائرة التي تقل القط في مطار "جون إف كينيدي" في نيويورك، وبعد استلام أمتعته، واستكمال احراءاته من تفتيش وختم الجواز، توجه القط إلى بوابات الخروج، على أمل أن يلقى قريبه في انتظاره خارجاً، كما اتفق معه عبر الهاتف قبيل سفره. ولكنه تفاجأ بعدم وجوده!.. ومع رفض سواق الأجرة أو "الأوبر" بتوصيله لوجهته، باعتبار أن "القانون" في أمريكا يمنع تقاضي أجرة التوصيل من الحيوانات.. قرر القط أن يمضي سيراً إلى العنوان الذي دوّنه من قريبه خلال مكالمتهما، ويقع في مقاطعة "كوينز" بنيويورك.

مضى القط في سيره وهو يسأل بانجليزية ركيكة من يصادفه من قطط أمريكا، ليرشده إلى عنوان قريبه، وكان قد خيّم الظلام عند وصوله لعنوان قريبه في كوينز، والذي يقع في ممر ضيق كان قريبه قد حذّره خلال مكالمتهما، من تجمع عصابات القطط الأمريكية فيه في الليل، وهي شديدة العدوانية والعنصرية خاصة تجاه القطط الأجانب.. وهنا سار القط اليمني بكل ثقة في الممر رافعاً ظهره للأعلى، غير آبه بنظرات القطط الغاضبة فيه، حتى اعترضه أحد أضخم القطط بينها، وكان يبدو بأنه أشرسها وأكثرها إجراماً، فوقف بتحدي أمام القط اليمني، وبصق في وجهه استهزاءً به، وهنا انقض القط اليمني عليه، وضربه ضرباً شديداً لدرجة أنه ترك هذا القط الأمريكي الضخم، شبه ميتاً!

هنا تعالت أصوات مواء الانبهار والتعجب من باقي القطط، وبادر أحدها بسؤال القط اليمني: "كيف لك وأنت هذا القط الضعيف أن تفترس أشرس قط في كوينز، بل وأمريكا"؟!

وهنا أجاب القط اليمني بانجليزيته الركيكة: "والله يا جماعة.. أنا في الأصل نمر.. ولكن القات دَهْوَرَ بجسمي" !

- انقلاب حمار
كتب الصحافي والأديب اليمني الساخر الشهير، عبدالله عبد الوهاب نعمان الملقب ب "الفضول"، في صحيفته الشهيرة "الفانوس"، والتي كانت تصدر في عهد الامام أحمد.. هذا العنوان بالخط العريض، "انقلاب عسكري لعين في اليمن"، ويومها تهافت الناس في اليمن من أقصاها إلى أقصاها لشراء الصحيفة والوقوف على تفاصيل هذا الخبر المثير، ليكتشفوا بأن الخبر يتحدث &-حرفياً - عن جندي يمني كان على ظهر حمار في إحدى مناطق اليمن، وسقط من على ظهره!

هناك رمزية في خبر الفضول هذا تصلح للاسقاط على يمن ما بعد 2011، أو ما يشبه "شيفرة دافنشي".. العسكري.. "نظام صالح".. والحمار الذي انقلب به وعليه.. "عصابة الحوثي"!

- البومة الحكيمة

سألوا بومة حكيمة استوطنت اليمن منذ عقود.. متى سيعود مجدداً اليمن سعيداً؟.. فأجابت: عندما يتحلل أولاً من "لعنة الثلايا" و "دم الحمدي".

طهّر الله اليمن من القات والعصابات واللعنات، وعيد سعيد.. دون يمن يحمل هذه الصفة.. بعد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قمة الاسفاف والسفة
فول على طول -

أضعت 4 دقائق لقراءة هذا الاسفاف ..وحزنت جدا عليهم .

حكاية ابن الرب مع البطاطا المعسلة تصلح قصة لكليلة ودمنة
بسام عبد الله -

أخجلتنا يا أستاذ علي مع ابن الرب المدعو مردخاي فول الذي أضاع بقراءة المقال 4 دقائق أي 240 ثانية من وقته الثمين، . لا زال هذا المدعو مردخاي فول يعتقد أنه يعلق في صحيفة أطفال كموقع كتكوت أو طمطم أو غراندايزر، إذ يُخَيّلْ لمن يقرأ تعليقاته عندما يتحدث بأي موضوع وكأن قلبه على الناس الذين عاش في حضنهم وينتف بذقنهم، ويقرأ المقالات لنقدهم البناء، وتجده يحاول جاهداً حرف الكاتب/ة عن موضوع المقال إلى وجهة أخرى مناقضة لتمييع المقال والموقف فمثلاً في مقال آخر طلب من الكاتبة أن تحدثه عن تركيا أو ايران بدل فلسطين، وآخر يأمره بأن يكون المقال قصير، وأحياناً يطلب من الكاتب أن ينشر مقاله في مجلة علمية لأنه لم يفهم ولا كلمة منه رغم بساطته أو يطلب من الكاتب أن يحدثه عن الأردن بدل سوريا، وهاهو هنا يندم على 240 ثانية أضاعها على مقالك، لأنه لم يتمكن من لطع تعليقة الممجوج بشتم الإسلام والعرب، معتقداً أنه جهبز زمانه وفريد عصره ويتهم القراء والكتاب والمحررين بالغباء وهو عنوانه، فعندما يتحدث عن الدين الإسلامي يشعرك وكأن مسيلمة الكذاب أحد تلاميذه، وعندما يتحدث عن الدين المسيحي وكأن المسيح الدجال أحد أتباعه، وعندما يتحدث عن السياسة الامريكية وكأنه لاجيء مكسيكي غير شرعي يقيم في أقبية مترو أنفاق نيويورك مع المشردين ويتجهبز عليهم، وعندما يتحدث عن السياسة العربية وكأنه المعتوه القذافي، سامحه يا أستاذ علي وقدر ظروفه

مضحك ومحزن
كندي -

مضحك عندما يسخر البعض من الفقراء والمحتاجين واللاجئين الذي اضطرهم ( الهؤلاء ) الى التشرد والهجرة واللجوء ، ( الهؤلاء ) هم مجموعه من المجرمين الفاشلين يلقون باللوم عَل بعضهم ، ومحزن عندما يتم تشبيه الانسان المغلوب على أمره بالحيوان ويشتمت فيه وفي معاناته ويسخر من مصيبته وفقره ، المغزى الحقيقي من كليله ودمنه ( العصيه على عقول الاغبياء ) هو العراق وليس اليمن فقد أُكل الخليج يوم أُكل العراق والمضحك المبكي ان الخليجيين هم أنفسهم من رمى بالعراق في التهلكة .