فضاء الرأي

تأثير وباء كوفيد-19 على البيئة والتغير المناخي

تضافر الجهود العالمية ومواجهة الأزمات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تعرض العالم لصدمة في الربع الأول من عام 2020 بسبب وباء عالمي سيكون له أبعاد تاريخية، فقد انتشر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بشكل سريع إلى جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى حدوث اضطراب كبير في النشاط الاقتصادي.
فخلال أشهر قليلة، أصبح العالم يواجه مجموعة غير مسبوقة من التحديات الاقتصادية والإجتماعية، تحديات ترتب عليها إغلاق أغلب أنشطة الإنتاج البشري ووسائل النقل مما تبعه انخفاض ملحوظ في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العديد من دول العالم. وتشير دراسات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تتراوح بين 0.3% و1.2% خلال العام الجاري، فيما شهدت مدن أوروبا وآسيا انخفاضاً ملحوظاً في نسبة غاز ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) بالهواء.وصاحب ذلك تأثير فوري وملموس على البيئة، حيث انتشرت العديد من الصور على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى تراجع معدلات التلوث.
على مدار قرون تسببت الأنشطة الصناعية والعادات الإنسانية في حدوث تغيرات جذرية على البيئة والمناخ، فقد تسببت أنشطتنا في ظاهرة الاحتباس الحراري وتدمير الطبيعة لصالح الأنشطة الزراعية والتعدين والإسكان، وحدوث المزيد من التدخل البشري في الكائنات بالحياة البرية وإبعادها عن مواطنها الطبيعية، وهو ما جلب خطراً كبيراً على البشرية خاصة وأنه ما يقرب من 75% من الأمراض المعدية الناشئة تأتي من الحياة البرية.
كلما يمر الوقت، فإننا نفقد تدريجياً فرصاً ثمينة لإصلاح هذه التداعيات. واليوم، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن العالم أمامه أقل من 10 سنوات لمنع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنةً بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ودفعت طبيعة هذه الأرقام التي تتغير على المدى الطويل، الكثيرين للنظر إلى التغير المناخي باعتباره خطراً لا تزال آثاره بعيدة، وهذه مع الأسف وجهة نظر مضللة. ففي الواقع، تؤثر عواقب التغير المناخي اليوم على مئات الملايين حول العالم، لكن من الصعب مقارنة هذه التأثيرات الفادحة والتي سيتوقف عليها مصيرنا في المستقبل مع التأثير قصير المدى لوباء كوفيد-19.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن تلوث الهواء وحده يقتل سبعة ملايين شخص كل عام. وبالنظر إلى هذا الرقم في ظل حالة الذعر العالمية التي يشهدها العالم اليوم، فقد أودى وباء كوفيد-19 منذ بدايته وحتى منتصف مايو 2020 بحياة ما يقرب من 300 ألف شخص. ومع ذلك، وعلى النقيض من فيروس كوفيد-19، فإن تلوث الهواء لا يلفت الانتباه بنفس المستوى لأنه لا يسبب وفيات فورية، ولا تقوم وسائل الإعلام بتناول أو نشر تقارير حول الأمراض والوفيات الناجمة عنه بشكل يومي.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي شهدناها خلال الأسابيع الماضية نتيجة انتشار هذا الوباء، إلا أنه قد ترك لنا جوانب إيجابية، حيث لقّن الإنسانية بالفعل دروساً مهمة يمكنها مساعدتنا في مكافحة تغير المناخ.
ويتمثل الدرس الأول في مدى ارتباطنا كبشر، وأنه إذا سقط أحدنا، فسوف نسقط جميعاً. إن البشر ليسوا محصنين سواء ضد فيروس كورونا أو التغير المناخي، فنحن جميعاً معرضون لتبعات هذه المخاطر. إن هذه التحديات تتطلب جهوداً جماعية عالمية، وتغييرات ممنهجة، ليس فقط من قبل الحكومات أو الشركات، ولكن أيضاً من قبل الأفراد. وعلى غرار حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، فإن كل طن من الغازات الدفيئة يسهم بصورة متساوية في تأجيج مشكلة التغير المناخي. وحتى لو قامت دولة أو قارة واحدة بسن قوانين للحد من هذا التهديد، فلن تكون هناك فائدة تذكر ما لم يفعل الجميع الشيء نفسه.
أما الدرس الثاني، فهو أن الوقاية خير من العلاج، حيث ذكر تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2012، أن تنفيذ التدابير الكافية للتخفيف من آثار التغير المناخي والحد من ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين لن يؤثر إلا بشكل طفيف على النمو الاقتصادي في المستقبل مقارنةً بعدم اتخاذ أي إجراءات. وتعد هذه التدابير بمثابة تكلفة وقائية زهيدة للغاية، لا سيما عند النظر إلى العلاج المحتمل الذي نحتاجه لمجابهة تداعيات التغير المناخي، فقد لا نستطيع تحمل تكلفة هذا العلاج بعد فوات الأوان. لذا، يعد اتخاذ تدابير وقائية في وقت مبكر أمراً بالغ الأهمية، وهو ما تعلمناه من أزمة كوفيد-19.
وبالنسبة للدرس الثالث، فهو إظهار قوة التركيز العالمي. فإذا كان بإمكان الحكومات اتخاذ إجراءات مشددة لإغلاق أماكن العمل وتقييد الحركة، فمن المؤكد أنه يمكنها اتخاذ خطوات مماثلة لتغيير أساليب إنتاج الطاقة واستهلاكها. ولا ينبغي أن تكون هذه التدابير مفاجئة أو شديدة، ولكن يمكن اتخاذها من خلال تنسيق وتضافر الجهود العالمية. لقد أظهرت لنا أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد مستوى من التنسيق العالمي لم نشهده من قبل سواء على صعيد الحكومات أو المؤسسات أو الشبكات الاجتماعية. وقد أصبح كل شيء ممكناً في ظل هذا التنسيق العالمي. وهنا تأتي أهمية الدرس الرابع وهو الثقة بالخبراء.
وهناك درس آخر يتمثل في أننا أصبحنا نفهم مدى أهمية تغيير السلوك لمواجهة التحديات العالمية، وهو ما ظهر جلياً من خلال عدة إجراءات مثل العمل من المنزل، وركوب الدراجات، والتباعد الاجتماعي، والتوقف عن المصافحة. فنحن الآن نفهم عواقب أفعالنا بشكل أفضل وهو ما يشكل فرصةً هائلةً لتغيير سلوكنا إلى سلوك صديق للبيئة.
أما الدرس الأخير والأهم فهو أننا نمتلك الآن دليلاً إرشادياً لكل الأهداف التي يمكن تحقيقها، فقد أصبحنا جميعاً نستوعب قوة التكنولوجيا والاتصال بالإنترنت في قطاعات الاتصالات والتعليم والتسوق والقطاعات الأخرى، وهو ما يفتح الباب أمام العديد من الفرص المستقبلية لمواجهة تغير المناخ.
إن مكافحة تغير المناخ أمر لا يتطلب حدوث صدمة عالمية تقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتضع الملايين منهم تحت ضغوط مالية ونفسية. وينبغي أن تشكل جهود التعاون العالمية بهدف الاستجابة لأزمة كوفيد-19، مرجعاً يمكن الاستفادة منه لمعرفة كيفية التصدي لتغير المناخ الذي سيشكل مستقبلنا جميعاً في نهاية المطاف. إن وباء كوفيد-19 سينتهي حتماً، لكننا يجب أن ننظر إليه باعتباره تحذيراً للبشرية بشأن خطورة تغير المناخ، والحاجة إلى المزيد من العمل الجماعي للتصدي لهذه المشكلة. لذا، لا ينبغي أن نجعل أزمة كوفيد-19 تمر دون استيعاب جميع الدروس المستفادة منها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الضحك فى زمن الكورونا
فول على طول -

أدفع لك نصف عمرى وأعرف ما الذى يضحكك ونحن فى زمن الكورونا . .. هل تضحك على الكساد واغلاق البلاد ؟ أم تضحك على التغيير السئ للمناخ ؟ أم تضحك على أزمات البلاد الان ؟ أم تضحك على تفجير الفيله الحامل فى الهند ؟ أم تضحك على رجم القرده الزانيه بواسطه حبايبها القرود ؟ أكيد السبب الأخير هو الذى جعلك تضحك .

متى تكف عن التدليس يا ابن الرب فول ربنا يشفيك
بسام عبد الله -

وهل بقي لديك عمر لتدفعه يا ابن الرب يا مردخاي فول، أنت في آخر أيامك، يعني خطوتين وباي باي. ثم هل يُيضْحِكْ الحاقدين غير الفاينة ليلطموا لا ليضحكوا؟ . أنت مأبون وموبوء ومريض نفسياُ وعقيم الفكر والفهم يا فول على طول ، لا تدرك ولا تعي ما نقول وما تقول همك الوحيد هو النيل من الإسلام والمسلمين . كذاب وأفاق ومدلس وتكره كل من حولك حتى نفسك، وهذا واضح من تعليقك البذيء الذي تلطعه على كل مقال فقط لتشفي غلك وحقدك ولؤمك ليس على المسلمين بل على البشرية جمعاء. لماذا حاخاماتكم يرضعونكم هذا الكم الهائل من الحقد والكراهية ومن المهد إلى اللحد؟ ماذا فعلتم أنتم من أجل أنفسكم والآخرين؟ غير بث الحقد والكراهية ونفث الشرور؟ المفهوم الوحيد عن الايمان والتربية والأخلاق عند قساوسة الذين فجروا وفسقوا هو اقتلوا بعضكم بوحشية رجال الكهوف، واشتموا معتقدات الآخرين من غير أتباع شنودة، واغتصبوا الأطفال وارشموا النساء واسرقوا الأموال وبيعوا السماء. وكما قال شنودة الثالث أصبحتم أمة من الغثاء ... واضح جدا أن الارهاب والإغتصاب والرشم والقتل والحقد والكفر والغدر كلها تعليمات أبوك وتعويذات فلتاؤوس وحتى بعد 20 قرنا لم يفطن أحد من الفاجرين الى الأسباب الحقيقية لفجور أتباع شنودة ممن ينطبق عليهم القول من لا يستعمل عقلة سوف يفقدة ....أو نظرية داروين العضو الذي لا يستعمل يضمر ويزول . حقيقة فان العقل نعمة ولكن المجرمين مأمورين بعدم استخدامة أمام الوصايا والتعاليم الموبوءة لأسفار التلمود ولذلك سيبقى الحال على ما هو عليه عند الفاسقين بل سيسير للأسوأ . ربكم لن يشفيكم لأنه وعدكم ببحيرة الكبريت والأسيد، أي جهنم في الدنيوية وجهنم في الأبدية لعصيانكم تعاليمه ووصاياه يا راسبوتينات الحقد والكراهية .

الى البائس دائما - القرود أفضل من البشر
فول على طول -

القرود رجموا الزانيه لكن البشر ليس عندهم أخلاق .يعنى واحد داير يشتم كل الناس وهو معروف فى الموقع هنا ...وراجل وشنبه يقف عليه الصقر يرضع من زميلته فى الشغل وبدون خجل - حديث رضاع الكبير حديث صحيح هو ورجم القرده الزانيه وفى أعلى درجات الصحه كما قال لكم الاستاذ الدكتور عبد المبدى عبد الرؤوف استاذ الحديث بالأزهر - يبقى القرود أفضل طبعا ..المهم أنت زعلان من فول ليه ؟ هو أنا جبت حاجه من عندى ؟ طيب اسأل الكاتب لماذا تضحك وأنت تعرف السبب . تحياتى على كل حال .

كفاك إسقاط بلاويكم على غيركم من البشر يا ابن الرب يا مردخاي فول
بسام عبد الله -

يعني خلاص دماغك جفت يا ابن الرب؟ ما عندكش غير الغلمان والحوريات وبول البعير ورجم خالتك..والقردة الزانية؟ ما تجيب حاجة جديدة عشان الرب مش بس حيزقك في بحيرة الكبريت والأسيد زق، ده حيوريك اللي مش حتحلم بيه، يعني الأسيد حيجري بين القبل والدبر زي الدورة الدموية. ما تنزل للحارة وتلعب مع عمك جرجس كرة شراب يا مردخاي فول بدلاً من الفذلكة والتنظير على أسيادك، ثم هذه النجاسات موجودة في كتبكم التي تدعون بأنها مقدسة يا ابن الرب يا مردخاي فول تسقطها على الإسلام من حقدك وعنصريتك وكراهيتك التي ترضعك إياها كنيستك المعيبة حسب قول البابا بندكت السادس عشر، وربك الإرهابي وكتابه الإجرامي حسب وصف المطران جورج خضر، والذي قال لو حكم أرثوذكس مصر ليوم واحد لأبادوا أبناء إبليس حسب إعتقادهم وهذا يشمل كل من هو غير أرثوذكسي من مسلمين ويهود وسيخ وكاثوليك وبروتستانت.