فضاء الرأي

هل سيغير كورونا من السلوك العام للبشر؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عرفت البشرية عبر تاريخها الطويل كثيرا من الكوارث والمخاطر الناتجة عن الحروب، أو عن طريق انتشار الأمراض والأوبئة التي أودت بحياة الملايين من البشر، ولكن ما يميز كل تلك الأوبئة الجماعية عن أخطار فايروس "كورونا" هو أنها كانت محصورة في بقعة جغرافية معينة، وليست هذه هي الحال الآن في المجتمعات كافة دون استثناء. ويعتبر هذا المرض من أعقد الأمراض التي مرت على البشرية، حتى الآن، خاصة أن العلماء والأطباء لم يتمكنوا حتى الآن من إيجاد علاج حاسم أو لقاح يقي من الإصابة به، وترافق ذلك مع حالة خوف شديد من الإصابة بالفايروس، ثم الموت، في الوقت الذي قضى فيه هذا الفايروس حتى اليوم على مئات الآلاف من البشر.

مع بداية ظهور وباء كورونا قادما من بؤرته في مدينة "ووهان" الصينية، انقلبت كل الأمور رأسا على عقب، حيث دفع هذا الوباء الشركات ومختلف القطاعات حول العالم إلى تعطيل الكثير من الوظائف، وتفعيل نظام العمل عن بُعد تخوفا من انتشار الوباء واتساع رقعته بين الموظفين والعاملين.

وبدون أي مقدمات وجد معظم الموظفين في مختلف أنحاء العالم أنفسهم في مواجهة تجربة جديدة كليا، وهي إنجاز المهام الوظيفية والتواصل مع زملائهم عن بُعد. ومع اتساع رقعة الانتشار لهذا الفايروس المستجد، اتجه العالم كذلك إلى الفضاء الافتراضي لعقد الملتقيات والاجتماعات المهمة، وتعتبر القمة الاستثنائية الافتراضية "لمجموعة العشرين" التي عقدتها المملكة العربية السعودية عن بُعد أحد أبرز الملتقيات التي عقدت مؤخرا بواسطة العالم الافتراضي، حرصا على سلامة الأعضاء والقادة المشاركين.

ومنذ تفشي هذه الجائحة، تغيرت سلوكيات الشراء لدى المستهلكين في جميع أنحاء العالم تقريبا، حيث أدت إلى لفت انتباههم وأنظارهم لأهمية التغذية الجيدة، والنظافة الشخصية والمنزلية، والصحة بشكل عام. وقد بات التغيير في سلوك المستهلكين واضحا في الكثير من التصرفات الشخصية اليومية، أبرزها تخفيض عدد وفترات زياراتهم للأسواق، والحرص على الدفع عن طريق البطاقات الائتمانية بدلًا من العملات الورقية.

عادة ما تشهد المجتمعات موجات من الخوف الجماعي عند تفشي الأوبئة، كما تحدث ثورة في التفسيرات المرتبطة بأسباب هذه المعاناة الجماعية جراء الوباء، وتتسبب في موجة من التناقضات القيمية، فالأوبئة بطبيعتها أمراض جديدة، لا تتوافر بشأنها معلومات أو توقعات بكيفية انتشارها ومكافحتها، ولا يوجد علاج لها. وكلما كان الوباء خطيرا بسبب سرعة انتشاره وانتقاله بالعدوى، والآثار التي يتركها على المصابين به، طالت المدة الزمنية بلا علاج واضح، وكانت المساحة متروكة للاجتهادات الفردية والاجتماعية، والتمسك بأي أمل في الخلاص، حتى وإن كان ذلك يتمثل في ممارسات غير منطقية.

أثارت الأوبئة، عبر التاريخ، العديد من الأسئلة الوجودية في العقل الجماعي للشعوب الموبوءة، وتركت في بعض الحالات تأثيرات على التركيبة النفسية لأجيال كاملة. فالأوبئة مثلها مثل الحروب تؤسس لتغيرات جذرية في نمط حياة الشعوب اليومية، وتنتهي التجربة بعد ان تكون قد أسست لقيم وأفكار وأنماط مختلفة للحياة الإنسانية. في مواجهة هذا الوباء الخطير، سلك الإنسان طرقا كثيرة لمحاولة الحفاظ على توازنه النفسي والصحي، حيث ذهب كثير من الناس إلى الإيمان بالعلم البحت، كوسيلة للخروج من هذه الكارثة، واختار البعض الآخر الرجوع إلى الدين، كملاذ أخير له. وهو ما يدعونا إلى النظر في العلاقة بين الوباء الجمعي الذي يخلق مخاوف الموت، وبين السلوك الديني للأفراد.

لن يكون العالم ما بعد "كورونا" كما كان قبلها، ومن يعتقد ان العالم سوف يعود لأساليبه القديمة العنيدة فهو واهم، لأن التجارب التي مرت على الإنسانية عبر العصور اثبتت ان بذور الأفكار الجديدة إذا تمت تجربتها لا تموت. ربما تخبو وتتلكأ لكنها تعود وتولد من جديد. وكم قرأنا وسمعنا عن أفكار ريادية ماتت لأنها ولدت قبل اوانها، لكنها عادت وولدت من جديد بعد سنوات قليلة.

بعد زوال هذه الجائحة، سوف يكون تركيز الحكومات في الدول المتقدمة والمتحضرة على الإنسان، وخصوصا فيما يتعلق بالصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية والعامة، وتطوير وتحديث البنى التحتية، حيث سوف يتم توجيه جل الموارد المالية نحو هذه القطاعات المهمة والرئيسية.

أما دول العالم الثالث (الذي من ضمنه عالمنا العربي)، فلا اعتقد ان شيئا من هذا القبيل سوف يحدث، وكأن هذا العالم عصيا على التغيير. الكوارث التي عصفت بعالمنا العربي منذ ثمانينيات القرن الماضي والى يومنا هذا تؤكد صحة تقديراتنا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الكوارث كأداة للتغيير الاجتماعي
متابع -

مثلا ادى وباء الطاعون الذي اجتياح اوروبا الي تدمير او اضعاف الموسسات المتحكمة في سلوك الانسان المسيحي ونعني بها الكنيسة والاقطاع فتحرر الانسان الاوروبي من قبضتها الشديدة - ظهر طاعون "الموت الأسود" عام 1331 في الصين وانتقل منها إلى آسيا الوسطى وشرق أوروبا والقسطنطينية ومنها إلى أوروبا والشرق الأوسط. وبحلول عام 1349 كان "الموت الأسود" قد تفشى في كل دول أوروبا ومدنها وحصد مئات الآلاف بل الملايين من السكان، وبحلول عام 1351 كان الوباء قد قضى على نحو نصف سكان أوروبا. وتذكر بعض المصادر أن عدد ضحايا الموت الأسود يقدر بـ75 مليوناً إلى 200 مليون. وتسبب في تغيرات كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وفي تغيير التركيبة السكانية في أوروبا وبخاصة بالنسبة إلى المكون اليهودي، إذ كانت الكثير من بلدان أوروبا التي اجتاحها الطاعون تقتل السكان اليهود إذا لم يدخلوا في المسيحية لاعتقادهم أنهم هم سبب انتشار الطاعون في أوروبا. كما أدى الموت الأسود إلى اختفاء طبقات اجتماعية كاملة من المجتمع الأوروبي.

لا ....لن يتغير شيئا
فول على طول -

بعد كورونا سوف تعود الحياه الى طبيعتها وسوف ينسي الناس كل شئ ..النسيان عاده بشريه وله فوائد كثيره أيضا وخلقه الله عليها ولابد للحياه أن تستمر . التقدم فى العالم الأول غير مرتبط بالأوبئه بل شئ طبيعى نتاج العمل والجهد دون توقف ..أتفق معك أن بلاد العالم الثالث - عالمنا العربى السعيد دنيا وأخره - سوف يسير القهقرى ولم يتعلم شيئا ويكرر نفس الأخطاء منذ 14 قرنا بل يسير للخلف دائما ..وكل تطلعاته هو السلف الصالح أى ينظر الى الخلف 14 قرنا .

الانسان نمرود الا المصلين
صلاح الدين المصري -

اذا جزمنا ان سلوك المومنين بالله حقا الموحدين ، ثابت لا يتحول قبل او بعد المصيبة فيمكن ان نقول ان الانسان في مجمله نمرود عموما ازاء الكوارث فقد يلتزم وقد يبتهل ولكنه سرعان ما يعود الى سلوكه السابق بعد زوال الكارثة ، وقد حكى القرآن الكريم عن اصحاب السفينة الوثنيين المشركين عندما علا بهم الموج و اوشكوا على الهلاك فكان ان نسوا اصنامهم وآلتهم وقساوستهم وكهنتهم التي يعبدونها من دون الله ، وابتهلوا اليه سبحانه ان ينجيهم فلما نجوا عادوا الى اعتقادهم وسلوكهم السابق الا من رحم الله ، وهذا عموم سلوك البشر ، ولو شاهد البشر ان كل من يتجرأ على الرب سبحانه او يأتي بسلوك مخالف - تنزل عليه صاعقة من السماء فتحرقه لتأدبوا مع الله والانبياء والناس ، لكن الله لطيف بعباده ويؤجل عقابهم الادنى الى القبر والآخر بعد يوم الحساب ..

طبعا ،، وهل هذا سؤال ..
عدنان احسان - امريكا -

وماذا تريـــــــد اكثر من ان تصبح مرعوبـــــــــا حتى من اقرب الـــــناس لك - اضف الي ذلك - 5G-

الى البائس دائما والغبى منة فية
فول على طول -

اذا كانت اوربا تحررت بعد طاعون واحد فأنتم لن تتحرروا ولا حتى بعد مائة طاعون هذا بافتراض بقائكم على وجه البسيطه . الفرصه الوحيده كى تتحرروا هو أن تلفظكم الأرض بعد أن لفظكم كل البشر وحتى أقرب الناس اليكم ...انتم لا تطيقون بعضكم فى البلد الواحد ...وهذا سيحدث قريبا جدا وكما بدأ غريبا سوف ينتهى غريبا لأنه يأرز كالحيه وهذا ما تؤكده نصوصكم الغير محرفه . بقية بذاءاتك لا تستحق الرد . نستودعكم السلامه قريبا الى الربع الخالى .

كورونا حالة عرضية وستمر، ويجب التركيز على الحالات المستعصية.
بسام عبد الله -

مشكلة بل مصيبة الشعوب العربي والتي يحكمها العسكر هي وجود البعض من بعض الأقليات التي هي أخطر من الكورونا بمليون مرة، وهي تنتشر في جسدها كالسرطان الخبيث منذ قرون، فلولا خيانة البعض من بعض الأقليات العنصرية الحاقدة والطائفية الموجودة بيننا لما حصل كل هذا القتل والدمار والخراب الذي خططوا له ونفذوه بحقد وغدر، أقليات كانت وما زالت تدعي المظلومية كالأسدية في سوريا، والشنودية في مصر، والبرزانية في العراق، والخمينية في ايران وأذنابها في لبنان واليمن والعراق، وهي أقليات تماماً كالسرطان الخبيث لا ينفع معها علاج وعلاجها الوحيد البتر والإستئصال. فالشنودية في مصر يتآمرون ويغدرون ويشتمون العرب والإسلام والمسلمين ليلاً نهاراً ، والذين كفرهم قداسة بابا الفاتيكان، و قال عنهم المطران جورج خضر أنهم لو حكموا العالم ليوم واحد لأبادوا المسلمين جميعاً. ودجال الضاحية المدعو حسن الايراني وحافظ كوهين أسد ووريثه بشار والذي قتل من أطفال سوريا فقط في عشر عجاف ما يعادل الف ضعف مما قتلته اسرائيل في سبعة حروب على مدى سبعة عقود، وفي سجونه ومعتقلاته مليون بريء، وشرد ثلاثة أرباع الشعب السوري وما قدموه لاسرائيل من خدمات عجز عن القيام بواحد من المليون منها جيش دفاع اسرائيل في سبعين سنة وسبعة حروب مع العرب، وينحني أمامها بلفور وغولدا مائير وموشي دايان ، ولا نستبعد أن تبني لهم مزارات في تل أبيب وتطالب بعظامهم وكواحلهم إسوة بكوهين.

الى الشتام دائما مشروع شيطنة الاسلام والمسلمين فشل ومشروع تثبيت العقيدة الارثوذكسية فشل
صلاح الدين المصري وراكم وراكم يا غجر اوساخ -

مشروع شيطنة الاسلام فشل ومشروع تثبيت العقيدة الكنسي فشل، و المسيحية المشرقية تنهار في المشرق والمسيحيون المشارقة سينقرضون في بحر العقود القادمة / اعترف اباء الكنيسة الارثوذوكسية القبطية السوداء في مصر والمهجر في أجتماع عقدوه قبل فترة برآسة تواضروس ورهبان وقساوسة مهمين آخرين بانهيار الكنيسة القبطية وانقراض المسيحية في مصر خلال العقود القليلة القادمة ، وقد عزو ذلك الى هجرة رعايا الكنيسة الي الالحاد او الاسلام او الي اعتناق مذاهب مسيحية اخرى والى ازدياد عدد المسلمين وهجرة الاقباط ، وقد اعترف المجتمعون بعجزهم وفشلهم امام هذا التحدي الجديد ، وقالوا ان الاكاذيب التي يروجونها عن الاسلام وإضطهاد الاقباط و خطف القبطيات لم يعد احد يصدقها ولا حتى الاقباط انفسهم ، وكشفت عدة فيديوهات للشاب المتمرد على الكنيسة المدعو هاني شلبي عن مقدار الفساد الاخلاقي والمالي والاداري في الكنايس القبطية ، الذين وصفهم بالعناتيل! وعن احتقار اباء الكنيسة لشعب الكنيسة واستغلالهم الجنسي لكل انثى تقع تحت ايديهم من كافة الاعمار والاحجام والاشكال ؟! ومعلوم ان الفساد احد ادوات الهدم في اي ديانة ذات طبيعة كهنوتية .. المسيحيون المشارقة في حقيقتهم ملاحدة ويتعصبون للمسيحية لانهم في مواجهة الاسلام فقط بالك لو كان في مواجهتهم هندوس او مجوس ما اهتموا فتلة الكفار واحدة ، وليس لهم من المسيحية والمسيح آلا الإدعاء ودليل ذلك سقوط اخلاقهم حتى بينهم كطوائف متناحرة تكفر بعضها بعضا فالاقباط مثلا يحتكرون الملكوت لطائفتهم وبقية الطوائف مصيرها الجحيم المسيحيون ليس لهم من المسيح الا ذلك الوعد الخرافي الافيونجي بغفران ذنوبهم وخلاص ارواحهم الخبيثة الشريرة التي لم تهذبها لا وصايا ولا تعاليم ، الامر الذي لن يتحقق ابدا لانه ببساطة يسوع الانجيلي يا دوبو يخلص حالو ..

سلوك المسيحيين لم يتغير اثناء الجائحة
صلاح الدين المصري -

اذا كان سلوك المسيحيين لم يتغير اثناء كورونا في كنائسهم مع اصرار قساوستهم على طقس التناول الوثني واكل جسد المسيح وشرب دمه ، وهو طقس خطير ينقل العدوى بشكل مباشر من يد القسيس الى فم الشخص و يشبه ان يبصق مريض في فم صحيح لم يتوقف فكيف يتغير سلوكهم ؟!