كتَّاب إيلاف

الحلول الدبلوماسية وأزمة سد النهضة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يخطىء من يظن أن الحلول التفاوضية هي السبيل الأسرع لايجاد تسوية سياسية تنهي أزمة "سد النهضة" الاثيوبي، فالخيار التفاوضي هو الخيار الأكثر تحضراً وتحقيقاً للأمن والسلم الدوليين، باعتباره أحد أفضل مخرجات العلاقات الدولية، ولكنه ليس الأسهل ولا الأسرع في كل الأحوال، ولهذا لست مع "بورصة" التشاؤم والتفاؤل التي تطغي على مقالات الرأي والتحليلات السياسية التي تتناول هذه الأزمة المعقدة خلال الفترة الراهنة من خلال تناول تصريح هنا أو موقف هناك، فالأزمة اعقد من الحسابات والرؤى الضيقة ويتداخل فيها "الفني" مع "السياسي"، وتلعب فيها أطراف خارجية عدة أدواراً مشبوهة، وترى فيها "فرصة" للضغط على مصر وشعبها والنيل من "نيلها" العظيم.

صحيح أن المدى الزمني المتاح للبحث في الحلول التفاوضية ضيق للغاية، بحكم تمسك اثيوبيا ببرنامجها الزمني لبدء ملء السد بالمياه، ولكن هذا الأمر قد لا يعني إغلاق باب الجهود السياسية حتى لو انتهى المدى الزمني، فالعبور من مربع الدبلوماسية إلى مربع الحرب ليس بالأمر الهين ولا السهل، ليس فقط على طرفي الصراع الأساسيين، مصر واثيوبيا، ولكن أيضاً على المجتمع الدولي، الذي يقف عاجزاً إلى حد كبير في الاضطلاع بدور فاعل في هذه الأزمة، ولكن لا يمكنه أيضاً تحمل عواقب اندلاع صراع عسكري في هذه المنطقة الحساسة من العالم.

الحقيقة الساطعة أن مصر قد تبدو ـ في نظر البعض ـ في موقف ضعف على الصعيد التفاوضي، ولكن هذا لا يعني أنها لا تمتلك خيارات استراتيجية أخرى تعزز موقفها في هذا الصراع بشكل عام، فالقوة الشاملة للدول لا تقاس بالمعطيات والحقائق السياسية فقط، بل تشمل القوة العسكرية والاقتصادية وكافة الموارد التي تمتلكها الدول بما فيها القوة الناعمة والتأثير الحضاري والثقافي والانساني للدول، ولهذا فهي تراهن على خيار الحوار وتركز على تفادي سيناريو الحرب قدر الامكان، ولكن بالمقابل، فإن نجاح هذا السيناريو يتوقف على إرادة أطراف الصراع كافة وليس على إرادة طرف أو طرفين فقط، ولذا فقد حرصنا ـ في مقالات سابقة ـ على دعوة القيادة الاثيوبية على إعلاء لغة العقل والحكمة وعدم الانصياع لمن يريد استدراج دول النيل وشعوبه إلى صراع كارثي غير معروف العواقب.

على الجميع في هذه الأزمة المعقدة إدراك أبعادها كافة وحقيقتها وجوهرها، فالمسألة لا تتعلق بالقانون ولا السياسة ولا حتى توازنات القوى العسكرية فقط، بل لها بعد انساني ينطلق من واقع هذا النهر العظيم الذي يمثل شريان حياة وجودي لشعوبه، ما يعني أن الحديث عن أزمة ليس حديثاً عادياً بل هو تحد للبقاء، والحياة والموت، والأمر بعيد تماماً عن فكرة القبول بالأمر الواقع، لاسيما إذا كان هذا الواقع الذي يريد طرف ما فرضه يحمل بذور فناء أطراف أخرى تشرب من شريان الحياة ذاته!
لذا فإن الأزمة لا تحتمل ـ من أي طرف فيها ـ تبني رهانات استراتيجية تحتمل الخطأ والصواب، ولا تقبل تدخل أطراف أخرى لتحريض بعض أطرافها على الآخرين، ولا يجب تقييم الموقف الاستراتيجي فيها وفق حسابات الارباح والخسائر الرقمية والمادية الآنية، فهناك أبعاد استراتيجية أعمق وأكثر استدامة تمثل الثقل الأهم في حسابات هذه الأزمة غير العادية.

وقناعتي أن الدبلوماسية المصرية تحتاج خلال الفترة القصيرة المقبلة إلى تكثيف وجودها في الاعلام الدولي، لأن هناك شق مؤثر يتعلق بكسب معركة الرأي العام العالمي في هذه القضية الوجودية، فالاعلام المصري في معظمه يتحدث إلى الداخل المصري، وهو أمر حيوي وضروري لضمان بناء رأي عام داخلي واع يساند قيادته، ولكن من الضروري كذلك نقل أبعاد هذه القضية إلى العالم وشعوبه. كما اعيب أيضاً على الاعلام العربي في معظمه عدم وضع هذه القضية التي تخص نحو 150 مليون عربي في مصر والسودان على قائمة أولوياته، بل يتابعها كما يتابعها العالم الخارجي وكأنها لا تخص هذه الملايين المعرضة للهلاك والجوع في حال جفاف مياه النيل لا قدر الله.

ونحن لا نتناول هنا هذه الأزمة انطلاقاً من بعد عاطفي أو قومي، بل ننطلق من رؤية تحليلية موضوعية تستوعب دروس الماضي والحاضر فمنطقتنا دفعت، ولا تزال، أثماناً غالية للحسابات والرهانات الخاطئة، والأيام القلائل القادمة قد تكون فاصلة في مسار أزمة "سد النهضة" خصوصاً بعد أن اعلنت اثيوبيا نيتها ملء خزان السد خلال الأسبوعين المقبلين اللذين أوشكا على الانتهاء بالفعل، بعد القمة الافتراضية التي رعاها رئيس جنوب افريقيا وبمشاركة قادة الدول الثلاث المعنية، مصر والسودان واثيوبيا، وتعهدت فيها اثيوبيا بعدم الاقدام على أي خطوة أحادية بملء الخزان إلا بعد التوصل إلى اتفاق نهائي ملزم لجميع الأطراف؛ فالوقت يمضي بسرعة، وعلى الجميع أن يدرك أن هناك خطوط حمر تتعلق بالأمن القومي للدول كافة لا يمكن لأي قيادة سياسية في أي دولة تجاوزها ولا غض الطرف عنها، فالقادة تحكمهم في الأخير بيئة الصراع ومعطياته وتأثير الأزمات على مصائر شعوبهم، فما بالنا بوضعية ومكانة وتأثير مسألة مياه النيل على الشعب المصري؟ ورأيي أن هامش الحركة الاستراتيجي للبحث عن حل تفاوضي في هذه الأزمة سينفذ بسرعة قياسية في حال بدء ملء الخزان وقد تنزلق الأمور وتتدهور بسرعة شديدة ومن دون ضوابط دقيقة، لذا فإن الحكمة واجبة من جانب القيادة الاثيوبية التي تعمل وفق سياسة الأمر الواقع التي لا تصلح للتعامل مع مثل هذه الأزمات الحساسة بأي حال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
استضعفوك فوصفوك
متفرج -

تركيا تتحكم بدجله والفرات واقامت وتقيم عشرات السدود عليهما وسط تعتيم اعلامي وبلا ضوضاء ، حصص سوريا والعراق تآكلت عده مرات وبهدوء ، اثيوبيا تريد الكهرباء وليس الماء ( تركيا تريد الماء ثم الكهرباء ) ، اثيوبيا لا يمكنها انتظار 20 او 25 سنه لملئ السد وتوليد الكهرباء التي ستدر عليها الأموال لأجل سواد عيون المصريين ، المصريون لا يمكنهم ان يقتروا في استخدام المياه ، لم يصلوا الى هذه المرحله بعد ، اذن ما هو الحل الذي يرضي كل الأطراف ؟ انه ان تقوم اثيوبيا بملئ الخزان خلال المده التي تحددها وتجدها مجديه وبنفس الوقت تقوم مصر بدفع مبالغ سنويه الى اثيوبيا تعادل المبالغ التي كانت ستحصل عليها من الكهرباء ، هذا الحل هو لصالح مصر بالتأكيد ولكن لا يوجد حل آخر ، العمل العسكري سيؤدي الى هزيمه ساحقة لمصر فسماحه الميدان بعيده جداً وقصف السد سيقابله قصف السد العالي في أسوان ومصر حاليا تستعد لغزو ليبيا لتحرير النفط من الاحتلال التركي .

تحياتى سيد سالم الكتبى وبعد :
فول على طول -

كالعاده كلام موزون ورائع ويخلو من العنتريات والعنجهيه التى اعتدناها فى أغلب مقالات البعض وخاصة الاعلام العربى . من حق مصر أن تدافع عن وجودها وخاصة أن المياه تتعلق بالحياه وبنفس الحق والمقدار أن أثيوبيا لها الحق فى التنمية والاستثمار فى مواردها وكنا نتمنى أن نعرف وجهة نظر أثيوبيا وأن يعرض لنا السيد الكاتب وجهتى النظر حتى يمكن الحكم على القضيه حكما أقرب الى الصواب . أتمنى أن ينتهى الموضوع على خير وبسلام لأن الحرب لن يحل المشكله بل سوف يعقد الأمور وخاصة على الطرف المصرى ..وعلى كل طرف أن يقدم بعضا من التنازلات ولا أحد يربح كل شئ ولا أحد يخسر كل شئ فى الاتفاقيات الدوليه بل هناك قاعده اسمها : Win- win agreement وبذلك تحل المشاكل . لكن على مصر أن تأخذ خطوات جاده لترشيد المياه لأنه هناك نسبه كبيره جدا من فقد للمياه العذبه النظيفه فى مصر وتكلف الدوله مليارات الجنيهات سنويا . فى بلاد الكفار لا يوجد شئ اسمه استهلاك مياه أو كهرباء على نفقة الدوله وأول من يدفع هى الجهات الحكوميه وجميع المؤسسات الخيريه منها أو الدينيه الخ الخ - ولا يوجد استثناء لأحد مهما علا شأنه حتى البيت الأبيض . الجوامع فى مصر تستهلك كمياه هائله من المياه أنا أعتبرها سرقات .الله لا يرضى بذلك ...من يريد الصلاه يتوضأ على حسابه فى بيته ..فى الجومع والكنائس يسمح فقط بمياة الشرب ودورات المياه والكل يدفع ما عليه ..ممنوع رش الشوارع بالمياه أو سقى حديقه المنزل أو غسيل السياره بماء عذب نظيف ..استبدال الصنابير بأخرى تغلق ذاتيا بعد ثوان معدوده وخاصة فى الأماكن العامه والمرافق العامه والمستشفيات والمصالح الحكوميه ..كل موظف يحضر زجاجة مياه معه من بيته ..البحث عن مصادر أخرى للمياه للمساعده ..رفع الدعم عن أسعار المياه ..الخ الخ . انتهى - تحياتى سيد سالم الكتبى .

يعنى محدش اتكلم على صلاة الاستسقاء وهى سنه مؤكده يتبعها هطول سيول مع اخر فلقوسه للامام ومن خلفه
قبطى بيحب حموئه و عيوشه و ابو بيانكا -

والله بجد انا مكسوف لكم يعنى قاعدين تتكلموا على حروب وفقدان الحل والامر سهل جدا و السيسى لما افتكر ان ابى احمد مسلم من اسمه خده على جنب وقاله احلف انك موش ها تخلينا نستحمى فى كنكه من شح الميه وغلق المنبع فى وشنا و الراجل حلف مع انه كافر موش مسلم هو خسران ايه مع شويه هطل بتستخدم الحلفان فى السياسه والميه ؟عموما نسيب الهطل لانهم مفيش فايدة ها يعيشوا ويموتوا كده - ونتكلم على الحل السحرى الاسلامى المتجرب --اين ايمانكم يا خير امه ولديكم سلاح صلاة الاستسقاء التى تجرب منذ ايام خير الانام وبتجيب سيول اول ما الامام يخلص اخر فلقوسه فى صلاة الاستسقاء ؟؟ يللا يا شيخ الازهر بتلهف فى مغارة على بابا الازهريه وتوابعها سبعتاشر مليار كل سنه وزيهم لوزيرة الاوقاف ببلد لا لاقيه ميه ولا اكل وعدت الميت مليون بنى ادم تلتينهم عواله مالهمش ستين لازمه زى ايتام ايلاف بالضبط --شوف شغلك واعمل بالمليارات اللى بتلهفها عواله ع الشعب وادعو لصلاة استسقاء عرمرم تجيب سيول ميه او تجيب منابع النيل لاسوان ايهما اقوى استجابه بس لو مانزلتشى ميه ها نحدفك على بركه السبع بحديقه الجيزة جزاءا وفاقا لك ولاتباعك

كفاكم إسقاط بلاويكم على غيركم من البشر
بسام عبد الله -

عندما يعجز ابن الرب المدعو مردخاي فول عن الرد يكتب شتائم بذيئة باسم آخر مثل قبطى بيحب حمادة وعيوش و بيحب السيما، أو جاك ولشدة بذاءته ومخالفته لشروط النشر وحرصاً على فسحة الحرية المتاحة للجميع، إما أن تشظفه قدر الإمكان وتنشره أو تحذفه مع عنوانه مشكورة هيئة التحرير وتبقي على الاسم لإعلام القراء عن المستوى الأخلاقي والثقافي المتدني لمن يدعون أنهم أبناء الرب من أرثوذكس مصر.

شماتة الاقباط ومياعة موقفهم وخيانتهم لمصر
متابع ايلاف وراكم يا غجر المهجر الاوغاد -

واضح من تعليقات المتطرفين الاقباط من غجر وبتوع المهجر انهم فرحانين وشمتانين في المصريين باللي يحصل و ما سيحصل من تعطيش المصريين وابادتهم ؟! الاقباط لا يفعلون اكثر من اعلان موقفهم الخياني الممتد منذ ايام الحملة الفرنسية على مصر ،

واضح ان الكنيسة القبطية وغربان المهجر موافقة على اقامة السد
صلاح الدين المصري -

فين بيان كنيسة الاقباط اومال ؟! يبدو ان الكنيسة القبطية في مصر موافقة من حيث المبدأ على انشاء سد النهضة وقد تكون في الخفاء تؤيده - كهن نصارى - ولها اسهم وسندات فيه بدليل انه لم يصدر عنها اي بيان متذرعة انها لا تتدخل في السياسة مع انها تتدخل في اقل من ذلك فكيف بأمر يمثل مسألة حياة او موت للمصريين ربما الاقباط ولهم تاريخ خياني طويل والاحباش دافنينو سوى ..

تجريدة من رهبان واساقفة ومناصري الكنيسة القبطية لتدمير السد الاثيوبي
متابع ايلاف وراكم يا غجر المهجر -

لازم يخرج خمسه مليون قبطي من مصر بإتجاه اثيوبيا لتدمير السد ويكون في مقدمة الحملة الرهبان والاساقفة الزناة والمنصرين الشواذ والبسكليتات على رأي هاني شلبي وقطعان غربان المهجر ...