كتَّاب إيلاف

ماذا بعد الانقسام الدولي حول الخطر الايراني؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا خلاف على أن أحد أسباب تمادي نظام الملالي الايراني في انتهاك القوانين الدولية وتحدي إرادة المجتمع الدولي سواء فيما يتعلق بالبرنامج النووي والصاروخي، أو بالتوسع الطائفي اقليمياً والتدخل في دول أخرى والتورط في إشعال الحروب بالوكالة في دول عدة بالاقليم، هو الانقسام والخلاف بين القوى الكبرى حول استراتيجية التعامل الأنسب مع طموحات الملالي.

وإذا كان من الطبيعي أن تتباين المصالح الاستراتيجية للدول والقوى الكبرى، وهو ماينعكس على تعاملات وعلاقات هذه القوى مع الدول الأخرى، وما يرتبط بذلك من استخدام أو توظيف بعض هذه الدول كأدوات في تحقيق الاستراتيجيات والمصالح بما فيها مناوئة المنافسين والخصوم الاستراتيجيين، فإن من الطبيعي كذلك أن تكون هناك قواعد متفق عليها للعبة تضمن تحقيق الحد الأدنى المطلوب للأمن والاستقرار الاقليمي والدولي، باعتبار أن تعمق الخلافات وتوسعها وتشعبها من دون رادع أو قيود وحدود وسقف يلجمها، ينعكس بالتبعية على خارطة التوترات والصراعات والأزمات التي يعانيها العالم.

وماحدث في مجلس الأمن الدولي مؤخراً خلال مناقشة موضوع حظر الأسلحة على إيران، يمثل نموذجاً لما سبق، فالولايات المتحدة سعت في مجلس الأمن الدولي إلى تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران والذي ينتهي في منتصف اكتوبر المقبل، محذّرة من تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط في حال عدم المضي بالتمديد، بينما عارضت روسيا والصين هذا التمديد، الذي فرض لخمس سنوات بموجب الاتفاق النووي المبرم بين نظام الملالي الايراني ومجموعة "5+1" في عام 2015.

الموضوعية في مناقشة هذا الأمر تقتضي الاعتراف بأن الملالي يمثلون عنصر تهديد ونشر للفوضى والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، ولعل التقرير الأخير، الذي أعده الأمين العام للأمم المتحدة حول مدى التزام إيران بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وجاء فيه أن صواريخ "كروز"، التي هُوجمت بها منشآت نفطية (أرامكو) ومطار دولي في السعودية العام الماضي هير صواريخ ايرانية المصدر، وأن "هذه القطع ربما نُقلت بطريقة لا تتسق" مع قرار مجلس الأمن لعام 2015 المنصوص فيه على الاتفاق بين طهران والقوى العالمية لمنعها من تطوير أسلحة نووية، يعكس مستوى التهديد والخطر والصمت على الخرق الايراني الممنهج للقانون الدولي.

وإذا كان الأمين العام للأمم المتحدة قد توصل إلى استنتاج قاطع يربط نظام الملالي بشحنات الأسلحة التي تمت مصادرتها سواحل اليمن في نوفمبر 2015، وفبراير 2020، ما يؤكد تورطها في تسليح ميلشيات الحوثي، وانتهاكها لحظر الأسلحة المنصوص عليها في القرار الدولي المشار إليه، فإن تحدي نظام الملالي للقانون الدولي من خلال رعاية وتمويل وتسليح الميلشيات في أرجاء الشرق الأوسط لا يحتاج إلى دلائل، فهناك جماعات وتنظيمات ارهابية عدة تعمل بالوكالة لمصلحة النظام الايراني كما في سوريا ولبنان والعراق واليمن.

هذا الواقع الذي تعانيه منطقة الشرق الأوسط لا تتم مراعاته في حسابات المصالح بين القوى الكبرى، ما يسهم في تغول الملالي وتحولهم تدريجياً إلى قوة مارقة خارج السيطرة الدولية، حيث استغل الملالي رفض روسيا والصين تمديد حظر الأسلحة في مجلس الأمن الدولي، بينما بدا الجانب الأوروبي داعماً لمقترح تمديد حظر الأسلحة الذي طالبت به الولايات المتحدة لكنه اعرب عن معارضته فرض عقوبات جديدة على إيران، بدعوى الابقاء على الجهود الأوروبية للحفاظ على الاتفاق النووي كما قال السفير البريطاني في مجلس الأمن جوناثان آلن، رغم أن الكل يدرك أن هذا الاتفاق مات اكلينيكياً منذ انسحاب الولايات المتحدة منه قبل عامين، وأن جهود الابقاء عليه ليست سوى جرعات اوكسجين تقدم ـ من دون قصد ـ لنظام الملالي للابقاء عليه وتحسين صورتهم في الداخل وإظهارهم بمظهر القادر على تحدي النفوذ الأمريكي دولياً!

الجانب الأوروبي لا يزال يراهن على الدبلوماسية في التعامل مع طموحات الملالي، وروسيا والصين تنظران للملالي باعتبارهم شوكة تنغص على صانع القرار الأمريكي هدوئه، بينما لا تمتلك الولايات المتحدة في حقيقة الأمر استراتيجية دقيقة وواضحة للتعامل مع تهديدات الملالي، لاسيما أن الرهان على سياسة الضغوط الاقتصادية القصوى لم يعد كافياً في ظل قدرة الملالي على احتواء آثار هذه الضغوط مرحلياً، والسعي لكسب الوقت بانتظار خسارة الرئيس ترامب للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

في ظل هذا المشهد الخلافي بامتياز، تنتعش آمال وطموحات الملالي في البقاء في السلطة وتنفيذ بقية مشروعهم التوسعي الطائفي، رغم ماينطوي عليه ذلك من إضرار بالأمن والاستقرار الاقليمي والدولي، ورغم أن مثل هذه الخلافات تشجع أنظمة وقوى اقليمية أخرى على استنساخ السلوك الايراني المارق مثلما يفعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالياً، حيث بات يمثل حلقة التمرد الأخرى في الشرق الأوسط مهدداً نفوذ القوى الكبرى أحياناً ومتماهياً مع بعضها أحيان أخرى، ولكنه في مجمل الأحوال يلعب على وتر التبانيات والانقسامات الدولي في ملفي سوريا وليبيا مثلما يفعل الملالي الذين يتخذ منه قدوة ملهمة في تحدي القانون الدولي!

الأمن والسلم الدوليين يبدأ وينتهي عند حدود التوافق الدولي التام على الحدود والمعايير التي يجب على الجميع الالتزام بها مهما تباينت المصالح والاستراتيجيات والأهداف، ولكن اللحظة الراهنة تتسم بقدر عال من السيولة والفوضى في العلاقات الدولية، حيث يشهد النظام العالمي تحولات في طور التشكل من مرحلة مابعد الحرب الباردة وهيمنة القطب الأمريكي، إلى مرحلة انتقالية لم تتبلور معالمها بعد، وهذا مايفسر تلاعب الملالي والسلطان أردوغان بالأمن الاقليمي في ظل غياب الإرادة الدولية وأفول المنظومة الاقليمية المسؤولة عن الأمن القومي العربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السؤال الأقرب والأوقع والذى تهربون منه :
فول على طول -

بدلا من البحث فى مجلس الأمن والمجتمع الدولى والغرب الكافر لماذا لا تبحثون فى أنفسكم أولا وهو الأقرب والأوقع الذى يدلكم على الاجابه الصادقه ؟ وبمعنى أوضح لماذا كل بلاد المؤمنين تعانى من الارهاب والدمار والقتل والدماء ؟ أرجوك أن تبتعد عن المؤامره وما يحاك لكم والرغبه فى نهب ثرواتكم والى أخر الشعوذات التى أصبحت ممسوخه وتجعل أى عاقل يتقيأ من سماعها ؟ .ما الذى يجرى فى ليبيا والسودان والعراق وسوريا والصومال الخ الخ ..ولماذا ؟ ومتى يتوقف ؟ ولماذا العداء بين ايران وجيرانها وما علاقة تركيا بكم الخ الخ ..والأهم لماذا لم نسمع صوتا واحدا لما يسمى المنظمات الاسلاميه وهى ترى المسلم للمسلم كالسمك يأكل بعضه ؟ ولماذا لم نقرأ مقالا واحدا من أى مؤمن أو حتى بيان شجب لما يفعله أردوغان ويريد تحويل كنيسة ايا صوفيا ونحن فى القرن الحالى وفى عصر الميديا الى مسجد ؟ هل تعانى تركيا من قلة المساجد مثلا أم أن ربكم يقبل الصلاه فى أماكن مسروقه ومنهوبه كالعاده ولا يقبلها فى البيوت الحلال ؟ أم هذا يصادف هوى خير أمه ؟ وماذا لو العكس أى قام سيدنا ترمب مثلبا بتحويل جامع فى امريكا الى كنيسه ؟ صدقنى يا سيد سالم - الصديق العزيز الذى أحترمه جدا - أن مشاكلكم كلها تنبع من تعاليمكم ومن داخلكم ولا أمل فى صلاحكم واصلاحكم الا بالاعتراف بالحقيقه والتخلى عن الازدواجيه . ايران مثلا لو تهدد قبرص أو مالطا أو ايطاليا سوف تقفون بجانبها اليوم قبل غدا لأسباب معروفه . أعتقد أن المجتمع الدولى فقد الأمل فى اصلاحكم وفهم ثقافتكم ولذلك ترككم تشبعون بها وتحاربون بعضكم بأموالكم وبأيدى أبناؤكم وهذا أفضل جدا . النار تأكل نفسها . ربنا يشفيكم . تحياتى سيد سالم الكتبى .

تابع ما قبلة
فول على طول -

سؤال مختصر وقصير للسيد سالم : لماذا كل مشاكل الدول الان لابد أن يكون طرفاها مسلمان - تركيا ..ايران ..سوريا ...لبنان ..مصر ..ليبيا الخ الخ - أو على الأقل طرف واحد مسلم ؟ بل حتى على مستوى الأفراد ..هل لك من اجابه واضحه وصادقه ؟ بالمره حتى النزاعات فى بلاد الكفار فنزويلا وكوبا وغيرهما لابد أن تجد علاقه ببلاد الايمان ..ننتظر الاجابه .

ايران والسعوديه والامارات وتركيا يجب نزع سلاحهم نهائيا
قبطى بيحب حمادة وعيوشه و بيحب السيما وترامب -

هناك سباق تسلح شديد يمنع عمليا حلول اى سلام بالمنطقه الخطرة - ابطال التوتر واستيراد السلاح الباهظ و تصديره للدول المجاورة لتصعيد النزاعات و زيادة التوتر الاقليمى هم تحديدا ايران والسعوديه والامارات وتركيا ومصر يجب نزع سلاحهم نهائيا و اجبارهم على التخلى عن الاطماع بلبنان والبحرين واليمن و ليبيا والعراق وسوريا ومصر ومراقبه خطابهم التحريضى ضد بعض

عرفنا أخيراً يا ابن الرب يا مردخاي فول الإجابة على السؤال
بسام عبد الله -

لن نبحث يا ابن الرب يا مردخاي فول فى مجلس الأمن والمجتمع الدولى والغرب الكافر حسب زعمك، لأننا بحثنا بيننا أولا عن الأقرب والأوقع الذى دلنا على الاجابه الصادقه، فوجدنا أعداءنا الحقيقيين الذين غفلنا عنهم وأجدادنا لقرون. وعرفنا أن التخلف الذي نحن فيه سببه خيانتكم ، من يوم يومكم خونة وعملاء وخدم للإستعمار، ومن يتآمر على وطنه من أهل الخيانة والحقد والغدر لا يرى المؤامرة، لأنه جزء منها. تدافعون عن المستعمر وتبكون على أقدامه وجدرانه وأطلاله وتقدمون خدماتكم له ومن يشترك بالخيانة لا يقر بها لأنه منفذها، وعريضة زعماء الشنوديين إلى الجنرال منو أحد الأدلة على ذلك ولا حاجة لنشر نصها لأنه موجود على جوجل. والسؤال هنا لماذا ينكر البعض من اللئام من أبناء الرب فضل الإسلام والمسلمين عليهم بينما يقر به كبراء أساقفتهم؟ هل سمعت عن السؤال الذي سأله أحد المسيحيين في مصر كبير الكهنة : لماذا تساندون صلاح الدين الأيوبي ضد مسيحيي الغرب؟ وكان جواب كبير الكهنة: هل تصلي براحتك؟ هل منعك أحد من ممارسة شعائرك الدينية؟ إذا دخل مسيحيي الغرب إلى مصر فإنهم سيغيرون القساوسة كما فعلوا في القدس، لهذا أفشل القساوسة خطط الغزاة من نسميهم بالفرنجة وأفشوا أسرارهم لصلاح الدين وأبلغوه بمؤامرة إغتياله، ونصروه وساعدوه على دخول مصر لحمايتهم. كنتم ولا زالتم حجر عثرة في مصر تضعون العصا في عجلات التطور لم تحققوا أي تفوق ولا نجاحات ولا فائدة منكم للدولة التي أكلتم وتأكلوا من خيراتها وتبصقون في صحنها. انحطاط وتخلف وهمجية.

رد على هرطقات ابناء الرب من المدلسين أعداء البشرية والإنسانية
بسام عبد الله -

تابع : أما الإجابة على سؤالك يا ابن الرب يا مردخاي فول فهو في منتهى البساطة وسنجيبك عليه لو أجبتنا على مئات الأسئلة التي سبق أن طرحناها عليك ومنها لماذا الخلافات بين الكنائس الرئيسة الثلاث الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس تجاوزت حد التكفير لتصل إلى حد الإبادة وحتى داخل الكنيسة نفسها وخاصة الشنودية التي تعتبر المسلمين واليهود والبوذيين والسيخ وحتى المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت وكل ما هو غير أرثوذكسي مصري أنهم كفار وأبناء ابليس ولا يدخلون الملكوت أو الجنة بل جهنم أو بحيرة الكبريت والأسيد حسبما ورد على لسان باباواتكم وقساوستكم ورهبانكم وعلى رأسهم شنودة وتواضروس وهذا موجود على يوتوب بكثرة ، بينما يعتبر الفاتيكان أرثوذكس مصر تجمعات دينية وكنائس معيبة، ويقول المطران جورج خضر عن أباهم بأنه يكفر بإله العهد القديم لأنه مجرم، وأن الأرثوذكس لو كانوا أغلبية في مصر لذبحوا المسلمين وأبادوهم. والسؤال هنا: هل الحربين العالميتين والحروب الأهلية وإبادة سكان قارتي امريكا واستراليا وإستعباد قارة افريقيا كانت بين مسامين أفغان وباكستان وايران أم بين أباء الرب وأبناء إبليس؟ لقد أصبح من المؤكد أن هذه العقيدة في طريقها إلى الإنقراض .

لا تنسى
الامين -

ايران و تركيا الدولتين الإسلاميتين اكثر خطر و عداوة للعرب ، تكتبون عن الخطر و التمدد الإيراني ، والعثماني الذي يحتل أراض عربية في سوريا و العراق و الان ليبيا لا يقل خطراً عن الإيراني ، اذا اتحد العرب قلباً و قالبً و الله لا الإيراني و لا الاردوغاني يستطيع ان يقف امام قوة العرب ، و لكن للاسف ما زلت اتذكر قبل خمسين سنه كنا نمازح و نقول عبارات و هي ( اتفق العرب على ان لا يتفقوا)