فضاء الرأي

كتاب مفتوح إلى الأخ إيمانويل ماكرون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سيدي الرئيس،

إسمح لي أولًا، قبل كل شيء، أن أناديك أخي، فرب أخ لك لا تربطك به قطرية أو قومية ولا يصلك به دين أو رحم، وهو أقرب إليك من حبل الوريد. فإنك يا أخي ماكرون الوحيد الذي غامر بحياته الرئاسية الغالية وأسرى بك ربك إلى لبنان، لتقابل أطرافه كلهم، ومسؤوليه الذين ما أحسنوا التصرف مع وزير خارجيتك إذ أتانا قبل أيام، وعيّروه بأنه لا يعرف ما في لبنان حق المعرفة. حبذا لو سألهم: وهل أنتم تعلمون؟

سيدي الرئيس،

أنا المسيحي الموقع أعلاه، أقول لك إني منذ تركتني أمي الحنون وغادر آخر جنودها الأراضي اللبنانية في عام 1943 وأنا أعاني الأمرين من زعماء زعمتهم فرنسا علي.

لن أبكي على الأطلال الآن، لكني أقول لك إني الآن واقع في قبضة حزب الله بعدما سلم مصيري إليه ميشال عون مقابل كرسيه في بعبدا، وجعلني عبدًا لإرادة أمينه العام ومغامراته الإيرانية مقابل أن يؤمن لصهره جبران باسيل وراثة الكرسي نفسه.

كما أقول لك إن البطريرك الماروني بشارة الراعي يؤجل عمل اليوم إلى الغد، فهو تأخر في دعم ثورتي، وتأخر كثيرًا في إعلان حياد لبنان.

وأقول لك أيضًا إن لسمير جعجع يد في أزمتي، فهو من دخل في تسوية أوصلت ميشال عون إلى بعبدا، فكان شريكًا في إدخالنا هذا النفق المظلم، الذي انتهى اليوم بانفجار ميني قنبلة ذرية في مرفأ بيروت، أضاءت السماء وأظلمت مستقبلنا.

وهؤلاء جميعًا لم يحفظوا إرث سيدنا البطرك مار نصر الله بطرس صفير الذي حررني من السوري بعد طول احتلال.

سيدي الرئيس،

أنا المسلم الموقع أعلاه أقول لك إني دخلت مع الموارنة في ثنائية مستمرة، منذ ثنائية الخوري &- الصلح، وكانت في صالح البلد، إلا ما أوصلتنا إليه ثنائية عون &- الحريري...

الحريري نفسه صديقك وصديق فرنسا ورؤسائها، وريث العلاقات التاريخ بين أبيه المقتول رفيق الحريري والرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك.

أقول لك إن هذه الثنائية الأخيرة خربت البلاد، وقهرت العباد، وقوضت ما يمكن أن يكون هيكلًا لدولة مدنية هي مطلب الجميع، وفوضت أمر الحرب والسلم لحزب الله وسبابة أمينه العام.

وأقول لك أيضًا إن هذه الثنائية صادرت أموالنا، وأفقرت جيوبنا، وجعلت عملتنا الوطنية في قاع الحضيض، ومتى انسحب منها الحريري، أتى حزب الله بسني آخر، من حيث لا ندري، ورأّسه الحكومة، ورسم له حكومة مستشارين سموها تكنوفراط زورًا، لا يعرف من الإدارة شيئًا، ولا قرأ في كتاب الدبلوماسية حرفًا، يفاوض صندوق النقد الدولي بأرقام مزورة، ويخرج على الإعلام مدعيًا إنجازات لا ندري منها إنجازًا واحدًا.

سيدي الرئيس،

أما الشيعي الموقع أعلاه، أقول لك إن ثنائية أخرى، غير تلك التي أخبرتك عنها آنفًا، سموها الثنائي الشيعي، قد صادرت قراري بقوة سلاح حزب الله وهيمنة رئيس البرلمان نبيه بري، فلا حول لي ولا قوة.

أقول لك إنهم يدسون لي السمّ في الدسم، فيقولون لي إن هذا زمني، وسيبقى زمني بهمة حسن نصرالله وقوته، حتى ظهور المهدي المنتظر، فينفخون فيّ فائض القوة حتى أرى كل اللبنانيين لا يعدلون عندي جناح بعوضة، فأهددهم، وأتوعدهم، لكني عرفت بعدها أن هؤلاء لا يريدون أذيتي، بل يريدونني معهم، في الخندق نفسه، وهو غير الخندق الغميق، بوجه الطغمة الفاسدة التي أذلت الناس وأفقرتهم.

أقول لك إني أعلم الآن إن سلاح حزب الله يحمي الفساد في لبنان، لأن هذا الفساد نفسه يحمي سلاح حزب الله، وآه لو كنت أعلم. ولأنني أقول هذا يسمونني "شيعة سفارة".

أقول لك لا تصدق الجعجعة بين حسن نصرالله وبنيامين نتنياهو في الجنوب، فهما الخليلان اللذان لا يطيق أحدهما عن الآخر بعادًا. فلا نتنياهو يستمر في بلاده من دون تهديد حزب الله، وهو المتهم بقضايا فساد، ولا نصرالله يستمر مهيمنًا بقوة السلاح على لبنان من دون تهديد نتنياهو.

سيدي الرئيس،

أنا الدرزي الموقع أعلاه، أقول لك إن وليد جنبلاط وطلال أرسلان يعقدان صفقات النفايات على دم الشباب الدرزي الذي جعلوه وقودًا لألعابهما الصبيانية في الشويفات وقبر شمون.

أقول لك إن وئام وهاب لا يستطيع أن يرى نفسه إلا صبي مخابرات سورية، فهو البوق الذي ينفخ فيه السوريون، ليتردد صداه في الجبل.

وأقول لك إني مع ثورة 17 تشرين بكل جوارحي، لكنني أخاف فعليًا مما يمكن أن يفعله رجال أبو تيمور بالثوار، أفلم يقتل ضابط موال له ثوريًا في هلدة برصاصة في الرأس؟

سيدي الرئيس،

أخيرًا، أنا اللبناني الموقع أعلاه، أقول لك وأنا في كامل وعيي وأهليتي إنني نادم كثيرًا على ما فعله أبي وجدي حين وقفا ضد الإنتداب الفرنسي للبنان، فلو كنت مكانهما لكنت تمسكت بفرنسا دولة منتدبة.

أقول لك، سيدي الرئيس، اليوم إني إريد أن تعيد بلدي مستعمرة فرنسية، حتى لو كنت فيها مواطنًا من الدرجة الثانية، فعلى الأقل أعيش محترمًا، بدلًا من أن أعيش هنا، لا حرًا ولا محترمًا ولا مطمئنًا.

أخيرًا، أرجوك يا سيدي الرئيس، أن تخلصني من هذا اللبنان.

ملاحظة: سيرسل هذا الكتاب إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلكترونيًا حين يصل إلى بيروت الخميس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
روح هاجر لفرنسا --يعني مساله العماله اخدتهـــا ابا - عن جــــد
عدنان احسان- امريكا -

يعني بالملخص - الملل جوز الست - ابو العجايز - هو الحـــل ،،، يعني لو قلت - لالمانيا - يعني فيها ومافيها ... والله يا لبنانيه بتستالهلوا اللي بيصر فيكم - ومع ذلك مصرين علي (....) . يا اخي روح هاجر لفرنسا - مين الماسكك

الاحتلال ارحم من عملاءه ؟!
فاضل -

اللبنانيون الذين وقعوا على عريضة بعودة ما سُمي الانتداب الفرنسي.. ليسوا خونة، إنهم يفاضلون بين الاحتلال وأعوانه، فاختاروا الاحتلال المباشر، والموقف الوطني الخالص هو رفض الاحتلال وأعوانه وذيوله!‏إن الأمة نجحت في معركتها ضد الاحتلال لكنها فشلت في المعركة ضد أعوانه ومخلفاته!

فرنسا هي السبب
عابر سبيل -

تعرضت جميع دول العالم تقريبا للاستعمار الاوربي وبشكل خاص الاستعمار الانجليزي والفرنسي والاسباني. الدول التي احتلتها فرنسا مثل لبنان وسوريا هي الآن في اسوأ حال والاسوأ متها البلدان التي احتلتها اسبانيا اما البلدان التي احتلتها بريطانيا فهي في افضل حال انظر،وا مثلا الى قارتي امريكا الشمالية والجنوبية اليست الولايات المتحدة وكندا هما الافضل بفضل بريطانيا العظمى اما البلدان اللاتينية الاخرى فهم من افشل البلدان . وعندنا دول الخليج افضل البلدان العربية وفي آسيا هناك استراليا ونيوزيلندا وماليزيا والهند وسنغافورة واليابان وكلها بريطانية التأسيس. والآن الا تعتقدون ان فرنسا هي سبب بلاء لبنان؟؟

لا تتعلق برئيس فاشل
صبحي -

ماكرون الذي فشل في مواجهة مظاهرة السترات الصفر وسجل أرقاماً قياسية في تدني شعبية رئيس فرنسي ودعم ميليشيات حفتر وجرائمها يعلقون به الأمل لإنقاذ لبنان من الفساد . تباً لأنظمة جعلت من مثله معقد الآمال

صدقت فى كل حرف فالحكم الجاهلى البدوى اخطبوط لايمكن الخلاص او العيش معه !!!
متعذب مثلك -

اه لو نرجع جميعا الى حياتنا ما قبل الغزو البدوى الهمجى الصحراوى ...........

انت هاجرت .... هل ارتحت ؟؟؟؟
بائس -

ما انت هاجرت الى امريكا و ما احد مسكك ، هل تركت المهاترات و العنصرية ؟؟؟؟!!!!......... لاء طبعا ... العمالة و الارهاب اخذتها ابا عن جد !!!...... فاذن الهجرة ليست هى الحل بل التغيير الجذرى الكلى لانظمة الحكم العربية الارهابية الاحتلالية .

عصابات خامنئي وآل أسد الإجرامية والإرهابية والطائفية
بسام عبد الله -

يا إلهي على هذا الزمان لقد نجحوا في إقناعنا بأن الإستعمار والصهاينة أرحم منهم بمليون مرة، وخيرونا بين العمى والرمد وبين الرمضاء والنار، ولم يتركوا لنا خيار ثالث يحفظ لنا حريتنا وعزتنا وكرامتنا ليبقوا متحكمين برقابنا وجاثمين على صدورنا، فإما داعش أو هم، وإما الإستعمار أو هم وكأننا لا نستحق ربيع العيش بأمان وإطمئنان كبقية الأمم ننتخب ونختار قادتنا ورؤساءنا. لا يزال الشعب السوري يستذكر ويتذكر الفرنسيين المحتلين من اسم الحريقة التي أطلق على منطقة في دمشق وذلك بعد أن أحرقها الفرنسيون فماذا سيستذكر الشعب السوري عن القرامطة والنصيريون الحشاشون والخمينيون اليوم إلا بالحرائق التي أشعلوها ويشعلونها في كل من سوريا ولبنان، وفي كل المنطقة من أجل بقائهم جاثمين على صدورنا؟ فما جرى من إبادة وتهجير وتخريب يعتبر وصمة عار في جبين الانسانية ووصمة عار في جبين التاريخ حيث التتار الذين تقازمت أفعالهم أمام أفعال وجرائم القتلة بني قرمط وكذلك تقازمت أفعال الصهاينة أمام أفعالهم هؤلاء اليوم يعيدون التاريخ المظلم للوحوش البشرية والعالم صامت .. ستنطلق ثورة إيرانية لا تبقي ولا تذر من المجوس والقرامطة و الحشاشيين وفي لبنان وسورية والعراق وفي كل منطقة يوجد فيها أمثالهم. ثورات شعوبنا لن تهدأ إلا بتفعيل مقصلة الثورة الفرنسية على رؤوسهم، والعالم كله سيدفع الثمن بعدها على صمته واصطفافه مع القتلة البرابرة الجدد . نعم نقولها اليوم بعد أن سكتنا طويلا ليس قناعة بما فعلناه من أن هذه العصابات الطائفية الإجرامية الإرهابية الخمينية والنصيرية والحثالات التي إلتفت حولهم هي الأخطر وهي التي كانت ولا تزال تقتل الشعوب في شرق العزة والكرامة تحت شعار المقاومة الزائف والجمود والتردي.. هؤلاء الأوباش لن يسلموا بشيء اسمه سلمية الثورات والإعتصامات فهم مجرمون حاقدون ناقمون وقتلة محترفون ومخربون ولصوص وفاسدون، يشهد على ذلك أفعالهم طوال النصف قرن الماضي بعد إغتصابهم للسلطة وتوريثها لأجيالهم. فعاثوا قتلا وتدميراً وفساداً لنصف قرن وأهلكوا الحرث والنسل وسط صمت عالمي وتشجيع دولي غير مسبوق يتفرجون على الدماء تسيل أنهارا ولا يأبهون وكأنه حفل لقتل العبيد .. فعلى الجميع اليوم أن يدركوا أنها معركة الحسم اليوم وليس على مستوى سوريا ولبنان فقط وإنما على مستوى العالم في ظل اصطفاف الصفويين المجوس الحاقدين