فضاء الرأي

نخل العراق لا يموت.. بل ينحني لتمرّ العاصفة

من ابوظبي الى أربيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أدب الكتابة الرفيع من الأشياء القليلة التي قد تمنحك المتعة مع الألم في الوقت ذاته، يحدث هذا عندما تقرأ مقالاً آسراً بأسلوبه وجمال لغته، ولكنه مؤلم بمضمونه وبالفكرة التي يناقشها، تماماً كمقال الأخ كفاح محمود كريم " المدينة التي انهارت عند اسوارها الحضارة" الذي نشره على موقع إيلاف في السادس والعشرين من يوليو الفائت. ورغم أن مضمون المقال يعنينا جميعاً بسبب القضية الإنسانية التي يطرحها الكاتب، والتي لا ينبغي أن يختلف عليها اثنان من أصحاب الضمائر الحية، إلا أن المقال أيضاً، ولسبب آخر يعنيني شخصياً، فقد كتبه الأخ كفاح تعقيباً على مقالي المنشور منذ فترة قريبة بعنوان (في سيرة المدن التي كسرت قيد التاريخ: "أبو ظبي نموذجا")، والذي كتبته بمناسبة إطلاق مسبار الأمل الإماراتي نحو المريخ، داعياً أن تحتذي كل مدن المنطقة وحواضرها خطى أبو ظبي التي استطاعت أن تُحدث طفرة شاملة في مضمار التطور والحضارة خلال سنوات قليلة جداً بالمقارنة بينها كمدينة ذات نشأة حديثة، وبين المدن الأخرى القديمة في التاريخ بعمر تجاوز بضعة آلاف من السنين.

وافقني الأخ كفاح بداية مقاله على السمات الاستثنائية التي تميز بها مؤسس المدينة الحديثة وقائد الإمارات العربية نحو الاتحاد، الشيخ زايد القائد الحكيم رحمه الله، عاقداً المقارنة اللطيفة بينه وبين نماذج أخرى من القادة السياسيين في منطقة الشرق الأوسط، والذين كانوا وبالاً على دولهم ومجتمعاتهم، وسبباً للدمار والتخلف والفقر، فهدموا الحضارة بدل أن يبنوها، وأخرجوا بلدانهم من ركبها ليرجعوا بها إلى عهود تخلف وانحطاط تحت وطأة ظلم وظلام لم يشهد التاريخ الحديث لهما مثيلاً.

بدءاً من المسكن كأصغر وحدة لبناء الوطن، ثم وجود المدرسة لرعاية الأطفال وصناعتهم رجالاً ونساء للغد، وتوفر المشفى للرعاية بالصحة التي لا شيء يفوقها أهمية لوجود الإنسان وقوته، ثم الثقة بالمستقبل والاستعداد له، على هذه العناصر الأربعة التي راعاها الشيخ زايد في نهضة الدولة يبني الأخ كفاح مقومات المواطنة التي لا تزدهر الشعوب بدونها، معتبراً أنها بالنسبة للإمارات بداية الطريق نحو المريخ. أما غياب هذه العناصر فهو أيضاً البداية نحو زوال الحضارة واندثارها، وأنا أوافقه في ذلك كل الموافقة، إذ كيف تقنع إنساناً أنه يملك وطناً وهو لا يملك فيه بيتاً، والبيت أساس الملكية والحق الأول فيها، سواء في الأرض أو فوقها أيضاً، حتى لقد جاء في القرآن الكريم: (ربّ ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة).
على الضفة الأخرى، يتناول المقال الواقع المأساوي للقضية الكردية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تُعدّ أقدم أزمات المنطقة من جهة، وأكثرها أهمية بالإضافة إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من جهة ثانية. ولا شك أن المتتبع للقضية الكردية يعرف حجم الظلم والحيف اللذِين لحقا بالمكّون الكردي رغم أنه مكّون كبير وذو تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، ولقد استطاع الكرد الوقوف أمام حملات العنف والإبادة المتعاقبة، والحفاظ على تراثهم ولغتهم وعاداتهم رغم التكلفة العالية التي دفعوها جراء ذلك، ولم يحيدوا عن مطلبهم الأساس بالاعتراف بهم وبحقهم في الأرض والوجود والسيادة.

تعامل أغلب أعداء الكرد معهم بناء على منطق الوجود &- واللا وجود، أي إمّا أن يصبحوا مثل الآخر المعتدي ويدينوا له بالسلطة ويلتزموا لغته وثقافته ومعتقداته، وإمّا أن يُقتّلوا أو يهجّروا، لكن الكرد أرادوا بناء العلاقة مع الآخر المختلف عنهم على اساس منطق وجود &- وجود، وتطلّعوا إلى بناء علاقات السلام والاحترام والاعتراف المتبادل مع المكونات الأخرى التي جاورتهم في مناطقهم التي تمتد اليوم موزعة على أربعة دول: تركيا وسورية والعراق وإيران. وفي الحقيقة التي يشهد بها تاريخ الكرد وحاضرهم، فإن موقفهم السلمي هذا لم ينشأ عن ضعفهم أو جبنهم أو حتى عجزهم، فقد وصف أقدم المؤرخين الأكراد بأنهم رجال شجعان أقوياء روّضوا الجبال وتحملوا صعوبة العيش وحافظوا على شخصيتهم الاجتماعية والثقافية الضاربة في عمق الحضارة لآلاف سنين خلت، وما صفة العناد التي تُلحق بهم عادة إلا بسبب ثباتهم على مبدأهم ودفاعهم المستمر عن قضيتهم.

حُورب الأكراد على جبهات عدّة، وحُشدت ضدهم جيوش كثيرة تحت أيديولوجيات متعددة، بدوافع عرقية دفعت الحكومات التركية والإيرانية إلى قتالهم واضطهادهم وتضييق سبل عيشهم وحياتهم، وحرمانهم أبسط مقومات الحياة ككيان ذي شخصية مستقلة بثقافتها ولغتها وتقاليدها. كما واجه الأكراد تارة أخرى الأيديولوجيا القومية العربية التي تراوحت أسلحتها ضدهم بين النفي والتهجير وإنكار مواطنتهم في أخف الحالات وأقلها عنفاً، وبين استخدام القوة العسكرية وارتكاب جرائم إبادة جماعية عبر استخدام أسلحة محرمة دولياً، كما حدث في العراق. أيام صدّام حسين وفي ظل شوفينية البعث اليميني المتطرف آنذاك.

وقد استطاعت الديبلوماسية الكردية رغم تشتتها في عدة دول، ورغم ضعف التنسيق بين المكونات السياسية للكرد، أن تلفت انتباه المجتمع الدولي للقضية الكردية، وتكوّن لدى القوى السياسية العالمية والإقليمية اتجاهاً نحو مناصرة حقوقهم المشروعة والعادلة، كما ساهم التغير الدراماتيكي في المنطقة خلال تسعينيات القرن الماضي في تحقيق مكاسب مهمة للكرد تمثلت في حصولهم على الإدارة الذاتية في إقليم كردستان شمال العراق، وقد استطاعت القيادة السياسية للإقليم تحقيق الكثير من المنجزات الاجتماعية والثقافية والحقوقية رغم عدم الترحيب وغياب التعاون من قبل محيطها الذي سعى إلى إفشال نهوض كردستان، أو التقليل من أهميته ونجاحه على الأقل.

وقد لاحظ العالم أجمع كيف تمكن الإقليم، رغم أنه قام في الأصل على أساس قومي عرقي خاص بالكرد وحدهم، أن يتبنى سياسة الانفتاح الإنساني على جميع المكونات، حتى صارت أربيل، عاصمة الإقليم، ملتجأ للكثير من الباحثين عن الاستقرار والطمأنينة ودولة القانون والمساوة والتعايش وقبول الآخر، وخطت خطى مهمة في السعي نحو تحقيق أكثر من ذلك، والسير على ذات الطريق التي سلكتها يوماً ما أبو ظبي في سبعينيات القرن الماضي، غير أن الارتباط السياسي والاقتصادي بين الإقليم والدولة المركزية في العراق أثّر سلباً في البداية وحدّ من نجاح التجربة التي لو نجحت لتحولت كردستان العراق إلى نموذج متوسطي رائد، سياسياً واجتماعياً وحتى اقتصادياً، ولكن الجزء الكردستاني بقي محكوماً لحال الكل العراقي المنهك بالصراعات والمفتقر للهوية الواضحة، سواء من الناحية الاقتصادية أو الناحية السياسية.
أمضى إقليم كردستان سنوات عدة من النجاحات في ظروف صعبة رغم الحاقدين من جهة، والحاسدين من جهة أخرى، والخائفين من تعميم التجربة من جهة ثالثة، واستطاع رغم محدودية موارده وصغر كيانه السياسي، أن يبني تحالفات مهمة مع دول قوية على المستوى العالمي، ما أضفى على مشروعيته السياسية المزيد من القوة والثبات رغم تصاعد الاتهامات المجانية لإدارته السياسية بالعمالة للخارج والرضوخ للهيمنة الأمريكية والتطبيع مع إسرائيل، ولا عجب في ذلك ونحن نعلم أنّ من روّج لهذه الاتهامات هم من اتخذوا من عداء أمريكا وإسرائيل شمّاعة يعلقون عليها فسادهم وتخلفهم، وحجّة يشرعون من خلالها استبدادهم بالشعوب التي يحكمونها، خاصة وأن تلك الشعوب تدرك تماماً أن لا ناقة لها ولا جمل لا في عداء أمريكا ولا في قتال إسرائيل.

مثّل إقليم كردستان العراق أيضاً، بالنسبة للكيانات الكردية الأخرى في الدول الأربعة منارة رائدة لتطوير الجهد السياسي وبدء مرحلة جديدة للمطالبة بحقوقهم في الحياة والحرية والسيادة الذاتية وتقرير المصير، ورغم أن الخطى في هذا الاتجاه كانت بطيئة، إلا أن اتسامها بالثبات والثقة شجّع القيادات الكردية الإقليمية على انتهاج أساليب وأدوات السياسة المعاصرة كالحوار السياسي وتفعيل الدور المجتمعي المدني وتجنب الصدامات المسلحة واستثمار قوة الدبلوماسية الناعمة، وقد مثّل العمل السياسي الكردي في تركيا نموذجاً متقدماً في هذا الإطار.

ولكن.. مع نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة، واشتعال أزمات "الربيع العربي"، ثم ارتداداتها في المنطقة، خاصة في العراق، عانى الأكراد عموماً من الفوضى التي تسببت بها الأوضاع السياسية والأمنية الجديدة، وواجهوا إيديولوجيا عدائية جديدة، لكنها إرهابية هذه المرة اتخذت من الدين والبعد الطائفي ذريعة حرب لا إنسانية ارتكب فيها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" أفظع الجرائم ضد الكرد العزل رجالاً ونساء وأطفالاً، وحول هذا الموضوع دارت مقالة الأخ الأستاذ كفاح.

أما اليوم، وبعد أن وضعت الحرب على" داعش" أوزارها، تلك الحرب التي مثّل فيها المقاتلون الكرد في العراق وسورية الصف الأول ضد التنظيم، ينبغي عليهم الآن توحيد صفوفهم لاستئناف مسيرة النجاح التي انطلقت من أربيل، على أمل أن تعم العراق كله بعربه وكرده وبقية الإثنيات الأخرى التي تكوّن أصالة العراق وحضارته، ولا شك أن قيادة الأخ الرئيس نيجرفان بارزاني السياسي المخضرم والرئيس الحالي للإقليم الشاب المتعلم الطموح والذي وجدت عنده الطموح والرؤية الواضحه، تمثلان فرصة عظيمة لتجاوز تراكمات السنوات الماضية التي أدت إلى انعدام الثقة المتبادل بين بغداد وإربيل، وإعادة بناء العلاقات الداخلية على قاعدة المصلحة العامة للدولة بأسرها، خاصة وأن الأمل كبير اليوم بقيادة الأخ مصطفى الكاظمي لرئاسة مجلس الوزراء، والذي نظنه سيولي كردستان العراق الاهتمام المطلوب، وسيكون أكثر انفتاحاً من سابقيه تجاه أربيل، ولعله يجد فيها التجربة الناجحة التي يمكن تعميمها على العراق ككل، والبوابة الرئيسة لتلحق بلاد الرافدين بركب الحضارة من جديد، بعد عقود من الاستبداد والعداء والضياع.

أخيراً.. لقد عاد بي مقال الأستاذ كفاح إلى التأكيد مرة أخرى على الدور الريادي التي تؤديه أبو ظبي إقليمياً، سواء من جهة حراك قيادتها السياسية الساعية إلى إحلال السلام والحدّ من بؤر الصراع في منطقة الشرق الأوسط ككل، أو من جهة ما باتت تمثله عاصمة الاتحاد الإماراتي كنموذج يحتذى لدى كل دول المنطقة. ورغم الواقع المظلم، إلا أن نوراً يلوح دوماً في الأفق، يجعلني مؤمناً بأن أربيل ستكون أبو ظبي الثانية، فها هو الزعيم مسعود البرزاني يسلك الدرب الذي سلكه الشيخ زايد من قبل، فيعدّ للدولة جيلاً مسلحاً بالعلم والمعرفة، مستفيداً من علم وخبرة أهم الجامعات في العالم، موفداً إليها خيرة شباب العراق، من داخل الإقليم وخارجه، انطلاقاً من المسؤولية التي يشعر بها تجاه الوطن الأم، خاصة بعدما أتت الحرب على المقدرات والبنى التحتية في الدولة، وربما يكون الإقليم الذي اتُّهم يوماً ما بأنه ناكر للدولة ومارق عنها، سبباً في إعادة عمرانها وتطورها. وفي التاريخ دروس وعبر وأمثال على ذلك كثيرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الربيع العربي
السيد خاطر -

غير الربيع العربي الكثير من ثقافات الشعوب

كردستان
المسعودي -

يبدو الوضع مختلفا في كردستان العراق عن سائر المناطق العراقية، إذ ينظر إلى المنطقة على أنها قصة نجاح اقتصادي، بعد سنوات من الغزو الأمريكي، الذي أطاح بنظام صدام حسين.

الشعوب السعيدة تنهض
الأخ الطيب -

الشعوب السعيدة يقودها أبناؤها الصادقون نحو المجد، ويتكاتف مواطنوها المخلصون لدفعها نحو الرقي، وتسودها روح المحبة ونكران الذات من أجل تحقيق

اليات التقدم
ايميل امين -

تستدعي التطورات الجارية طرح علامة استفهام حول الآليات التي تكفل للأمم والشعوب ارتقاءها وتقدمها، سيما في الأوقات الانتقالية التي تتطلب قرارات جريئة بأيادٍ غير مرتعشة.

مكافحة الفساد
الحاج -

مكافحة الفساد كمقدمة أولى، فلا نمو ولا إصلاح اقتصادياً دون مواجهة جذرية للفساد بكافة أشكاله، وبخاصة أن السلوك الفاسد لا يزال يتسم بطابع كلي الوجود، إذ إنه يحدث في كافة الأنظمة السياسية، وتجري به المقادير على جميع مستويات التنمية، وفي كافة أنواع النظم الاقتصادية، من الاقتصادات الرأسمالية المفتوحة إلى الاقتصادات المخططة مركزياً.

ازمة وجودية
السيد خليفة -

يقطع الفساد طريق الدول نحو التقدم الاقتصادي الحقيقي غير المزيف، إذ يؤثر على البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء، وتقوض الرشاوى المشروعية السياسية، كما تعصف بالإيرادات الحكومية وتشوه التجارة والاستثمار الدوليين والمحليين، مما يقلل النمو.

الحرب الباردة
المعتصم بالله -

لا يعتبر الفساد بأي حال من الأحوال قضية جديدة؛ لكنه برز كقضية عالمية مع نهاية الحرب الباردة، حيث تسارع وقع واتساع المسيرة الديمقراطية والتكامل الاقتصادي الدولي وامتداد نطاقهما، غير أن الفساد هدد في بعض أنحاء العالم بإبطاء هذا الاتجاه؛ بل وبقلب وجهته رأساً على عقب.

الاستثمار
المهندس -

كلما كان الفساد متغلغلاً، فإن بإمكانه أن يعوق الاستثمار، ويعوق التنمية الاقتصادية، ويقوض الشرعية السياسية.

الاصلاحات
المحمدي -

كلامك صحيح فحتى عندما يلوح أنه قد تم احتواء عواقبه لفترات زمنية طويلة، فمن الممكن أن ينقلب الفساد الواسع الانتشار نسبياً عن نطاق السيطرة في نهاية الأمر، وعندما يصبح الفساد مرتبطاً بالإصلاحات التحريرية فقد تفقد هذه الإصلاحات ما تحظى به من تأييد وتتفكك في نهاية المطاف.

الامان والاقتصاد
ميثاق مناحي -

وفي كل الأحوال، فإنه لن يمكن لإصلاح اقتصادي أو لارتياد آفاق اقتصادية غير مسبوقة، أن يحدثا في ظل مناخات الفساد التي تعمل على تشويه التجارة الدولية والتدفقات الاستثمارية. وفي ظل الأجواء الفاسدة وسيادة منظومة الفساد تسهل أنشطة الجريمة المنظمة الدولية، بما في ذلك الاتجار في المخدرات والأسلحة، ناهيك عن غسل الأموال، وجميعها تعوق أحلام الاقتصاد الوطني الساعية إلى فتح الحدود أمام حركة التجارة العالمية.

الفقر
محمود الهواري -

كارثة الفساد أنه يضرب الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، وإن اختلفت تبعاته، ففي البلدان الفقيرة قد يخفض الفساد من النمو الاقتصادي، ويعوق التنمية الاقتصادية، ويقوض الشرعية السياسية، وهي عواقب تفاقم بدورها من الفقر وعدم الاستقرار السياسي، وفي البلدان المتقدمة، قد تكون الآثار الاقتصادية للفساد أقل حدة، بيد أنه حتى في البلدان الغنية لن تستخدم مردودات الفساد في تحسين مستويات المعيشة.

الرشاوي
محمود الهواري -

يقود الفساد إلى تعميق الفوارق الطبقية والاجتماعية والمالية، وكذا يوسع من فجوة التفاوت بين الدخول، وذلك عن طريق زيادة نفوذ أولئك الذين لديهم استعداد ومقدرة على دفع الرشاوى، بما يلحق الضرر بمن لا يستطيعون الإقدام على ذلك، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة النسيج الاجتماعي بالتفكك ولاحقاً بالتفتت، وصولاً إلى مرحلة الصدامات الأهلية بين الأغنياء والفقراء.

الشرعية السياسية
محمد الحمامصي -

هنا يمكن للفساد بنوع خاص أن يكون عاملاً مقوضاً للشرعية السياسية في البلدان الديمقراطية الصناعية وفي البلدان النامية على حد سواء، عن طريق إقصاء المواطنين العاديين من دوائر قيادتها السياسية، وجعل قيام حكومة فعالة مسألة أكثر صعوبة.

ظاهرةالفساد
محمد عبد العظيم -

الشاهد أن ظاهرة الفساد التي كانت من قبل تبدو كأنها تساهم في توفير مناخات استقرار لمجتمعات بعينها، انقلبت نتائجها إلى الضد مع مرور الزمن، والدليل على ذلك الاضطرابات الكبيرة التي حدثت مؤخراً في كوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا، والسخط المتزايد الذي يحدث في المكسيك.

خطوة حقيقية
محمد الساري -

هل من خطوة حقيقية أولية تعد اللبنة الأساسية في طريق الإصلاح والثورة الاقتصادية العربية؟

اول خطوة
محسنة توفيق -

المؤكد أن إعلان الحرب على الفساد هو تلك الخطوة، وتعتبر الشفافية والمساءلة أموراً أساسية لمكافحة الفساد، ويتطلب التعامل مع انعدام الشفافية والمساءلة الاقتصادية إجراءات حاسمة وحازمة، تكفل أن يكون صوت المواطن مسموعاً في مواجهة الفساد والفاسدين.

اعلان الحرب على الفاسد
تاليدا -

المؤكد أن إعلان الحرب على الفساد هو تلك الخطوة، وتعتبر الشفافية والمساءلة أموراً أساسية لمكافحة الفساد، ويتطلب التعامل مع انعدام الشفافية والمساءلة الاقتصادية إجراءات حاسمة وحازمة، تكفل أن يكون صوت المواطن مسموعاً في مواجهة الفساد والفاسدين.

سؤال وجودي
سعد بن مالك -

ذات مرة في أوائل تسعينات القرن الماضي، سأل أحد قادة الاتحاد السوفياتي المنهار حديثاً مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى سؤالاً جوهرياً وحساساً: كيف استطعتم هزيمتنا وهدم الإمبراطورية دون أن تطلقوا رصاصة، أو تتكبدوا قتيلاً واحداً في ساحة الحرب؟كان الجواب مثيراً: «إننا صدرنا لكم أسوأ العناصر خبرة وأكثرها فساداً، لتأخذ بزمام القيادة والريادة في بلدكم».

..
soha -

كيف للفاسدين أن يقودوا الدول الكبرى والصغرى معاً إلى الهاوية، من جراء تعاظم الذات البشرية، والسعي إلى الربح الملوث وغير الأخلاقي.

!!
hoda saleh -

مجابهة الفساد فرض عين تقره الشرائع الإلهية والنواميس الوضعية، في ظل القوانين والدساتير التي تضمن عدالة المواجهة والمجابهة، وتكفل لكل إنسان حقه وكرامته دون افتئات أو ظلم، فالحق أحق أن يتبع، أول الأمر وآخره.

الوضع الامني
سعادشكري -

يساهم الوضع الأمني المستقر للإقليم منذ تسعينيات القرن الماضي، والذي تحافظ عليه قوات محلية في انتعاش الوضع الاقتصادي في الإقليم.

حالة امة
سعدية عباس -

إن مفهوم الدول المتخلفة يعني أن الدول تعيش في حالة بدائية من نواحي كثيرة مثل الزراعة والصناعة والتجارة والتعليم والعلاج بحيث إن إنتاجها لا يكفي لدى حاجات شعبها، ورغم أن هناك تشابها بين مصطلحات النهضة والتنمية أو النمو الاقتصادي فإن الأمر يختلف بينها لذلك، وعلى ضوء ذلك يقدم هذا الكتاب دراسة بعنوان ``كيف تنهض الشعوب وترقى الأمم``، وتقع الدراسة في سبعة عشر فصلا: (المدخل إلى مفاهيم التخلف والتنمية والنهضة، مفهوم النهضة وعوائق النهضة، التجربة الهندية في النهضة، نموذج الصين الشعبية في النهضة، التجربة الإيرانية والملف النووي الإيراني، التجربة المصرية المعاصرة، التجربة العراقية المعاصرة، تجربة النهضة العربية من الحكم التركي، التجربة الدولية لمجموعة بريكس صور من النهضة، تجربة الإمارات العربية المتحدة ``دبي``، النهضة التركية المعاصرة، النهضة و التجربة الألمانية، النهضة الإسلامية في عهد الدولة الأيوبية، الحركة الوهابية نهضة وإصلاح ديني، بين التخلف والنهضة في أفريقيا، الخلاصة، ونموذج تطبيقي حالة أمة من الأمم النامية كيف تنهض؟).

تمكين المراة
سعود الحوطي -

فإقدام الغرب على إزالة العوائق أمام نصف سكانه، وإحجام ‘باقي’ العالم عن ذلك، لا يمكن اعتباره عاملا قليلاً من العوامل المساهمة في هذا "البون الشاسع". وإذا كان كل من كوران وفيرجسون قد حددا بقوة العديد من العوامل الرئيسية في هذا البون، فإن كليهما أغفل عنصر تمكين المرأة.

الامم
سعود المنصور -

حياة الأمم على هذه الأرض تتشابه إلى حد بعيد مع حياة الإنسان، فكما تمر على الإنسان فترات يكون فيها في قمة عطائه، تمر أيضاً على الأمم والحضارات فترات تجمع فيها المجد من كافة أطرافه، غير أن دوام الحال من المحال –كما يقال-، وبعد الرخاء تأتي الشدة، فبعد أن تتألق الأمم من كافة النواحي، وبعد أن يسطع نجمها، يخفت ضياؤها بسبب عوامل الضعف والانحدار التي تعتريها.

ضعف الامم
سرحان -

لا يمكن أن تضعف أمة من الأمم إلا من خلال تواجد أسباب الضعف وعوامل الانحدار والتردي في جسدها، ولعلَّ العامل الرئيسي لضعف الأمم والذي يعتبر أساس انحدارها وجوهره الحقيقي يكمن في عدم الاهتمام ببناء الإنسان، والانشغال عنه بالأمور الأخرى.

haana
hana zaki -

كما حدث في قصة سور الصين العظيم، فبدلاً من أن ينشغل الصينيون في بناء الإنسان، وتوعيته، والارتقاء به، وتهذيبه، انشغلوا برص الحجارة فوق بعضها البعض ظناً منهم أن السور العظيم الذي يعملون على تشييده سيقيهم نيران الهجمات الخارجية، غير أن الأعداء لم يحتاجوا لا إلا هدم السور، ولا إلا تسلقه حتى، فكل ما فعلوه هو رشوة الحارس الصيني الذي قام بإدخالهم بشكل طبيعي إلى الأراضي خلف السور.

انحدار الاخلاق
خيري السيد مقداح -

كلمة الأخلاق من الكلمات الفضفاضة التي تتسع لبحر من القيم، وأساليب التعامل بين أبناء المجتمع الواحد. ولعلَّ أبرز القيم والأخلاق التي يجب أن تشيع بين أبناء الأمة الواحدة: الصدق في التعامل، والأمانة، والعدل، والبعد عن العنصرية ومسبباتها، والاتحاد ليس فقط مع الآخرين الذين يتشاركون معنا في بعض العناصر، بل مع مختلف أصناف الناس، فهذه الأمور وغيرها هي أساس النهضة في كافة العصور والأزمان.

اعلا الروح الانسانية
سعود الحوطي -

غياب الاهتمام بالروح الإنسانية لدى البعض أدى إلى تدهور كبير في الكيان الإنساني، حيث أصاب هذا الانحدار الإنسان في مقتله، فسيطرت المادية على الحياة، وصار كل شيء قابلاً للبيع والشراء.

نهضة فكرية
سرحان محمد -

الفكر الإنساني هو الوسيلة التي تنتقل بها الأمة من أحط الدرجات إلى أعلى المراتب إذا ما توافرت العوامل الأخرى. من أهم وأبرز دلائل تطور الفكر الإنساني هذه الثورة العلمية الهائلة التي اشتعلت في العالم كله، والتي امتازت باستمراريتها، وتطورها السريع، إلى أن وصلت التقنيات الحديثة، ومختلف أنواع العلوم إلى ما وصلت إليه في يومنا هذا، غير أن النهضة الفكرية والعلمية لا يجب أن تبقى محصورة بيد فئة معينة من الدول، بل يجب أن تمتد إلى مختلف مناطق العالم من أجل أن يحدث نوع من توازن القوى، فالعالم اليوم بات بقطب واحد فقط، وهذا من أهم أسباب انتكاسة اليوم.

التهميش
سالم المغازي -

أسهم اكتشاف الأمريكيتين وأستراليا في إحداث نهضة حقيقية للعالم كله فيما مضى؛ وذلك لحجم الثروات الهائلة التي تحتوي عليها هذه المناطق. اليوم يحتاج العالم إلى إعادة اكتشاف وتنقيب ولكن من نوع آخر، ففيما مضى كانت الاكتشافات تندرج تحت اسم الاكتشافات الجغرافية، أما اليوم فالعالم بحاجة إلى الاكتشافات الإنسانية التي يمكنه من خلالها استغلال القدرات الضائعة والمبعثرة في العالم كله، وخاصة في المناطق النائية التي تعاني من التهميش، والأمراض المجتمعية: كالفقر، والجرائم، وغيرهما، وما أكثر هذه المناطق في العالم اليوم.

الانسانية اولا
ميثاق مناحي -

يعاني إنسان اليوم بشكل رئيسي من خطري الحروب والإرهاب، فقد أدى هذان الخطران وغيرهما إلى موت أعداد لا تحصى من الناس، وإلى دمار في البنى التحتية، وإلى تهجير أعداد كبيرة من السكان في مناطق النزاع، ولو أن الأموال التي تنفق على الحروب يتم استثمارها في المجالات الإنسانية النافعة لما آلت الأمور إلى ما آلت إليه في يومنا هذا، ومن هنا فإن إنهاء الحروب من أهم عوامل النهضة الإنسانية في العصر الحديث، حيث تعتبر هذه الجرائم من أشد الأخطار التي تؤثر على إنسان اليوم.

الامل في الشباب
محمود الهواري -

لا شكَّ أنَّ للشباب دورًا إيجابيًّا في بناء المجتمعات، وتطويرِها، ونهوضها الحضاري؛ حيث تُساهم الطاقة المتوقِّدة والمتدفِّقة للشباب بدورٍ فاعلٍ في عملية النهوض بالمجتمعات؛ وذلك بما تمتلكه هذه الطاقة الشبابيَّة المتوهِّجة من ديناميكية نشطة في رفد الحياة والمجتمع بالأفكار الإبداعيَّة، المدعومة بهمَّة عالية، وحماسٍ شديد، وإصرارٍ لا يلين على تحقيق النهوض الذي يؤسِّس لمجتمع رصين، يتجاوز كلَّ سلبيَّات الضياع التي تفسد الحال، وتعوق تقدُّمه نحو الأفضل.

اغتنموا الشباب في النهضة
محمد الخاقاني -

ومن هنا كان التوجيه النبويُّ الكريم باغتنام فرصة مرحلة الشباب على أفضلِ نحوٍ ممكن، على قاعدة ((اغتنم خمسًا قبل خمس؛ منها: وشبابك قبل هرمك ...)) - حافزًا للشباب لكي يتجاوز كلَّ ما من شأنه إضاعة هذه الفرصة بمغرياتٍ عبثيَّة، لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

مؤيدة
مرام فكري تمراز -

نعم صحيح كلامك فالشباب يظلُّ العنصر البشريَّ الأهم في قوَّة العمل اللازمة لتقدُّم الأمم والشعوب؛ ومن ثم فإن المجتمع الذي يمتلك هذا العنصرَ الفعَّال من القوة إنما يمتلك القوَّة البشريَّة الفاعلة، والحيوية اللازمة للبناء، والتنمية، والنهوض؛ حيث الشباب هم سرُّ قوَّة الشعوب، وعماد نهضتها، وحصنها المنيع، ودرعها الواقي؛ فهم مَن ينهضون بالوطن، وهم الذين يتداعون للدِّفاع عنه ضدَّ المعتدِّين، وهم مَن يصنعون المستقبل له، باعتبار كونهم قوَّة العمل اللازمة لتحفيز نهضة الأمة، وتقوية اقتصادها؛ وذلك من خلال المساهمة في تشغيل وإدارة المشاريع الصناعية، والزراعية، والخدمية، وغيرها.

الفتوة
محمد عبد العظيم -

وتجدر الإشارةُ إلى أنَّ الشباب حظي بمكانةٍ عظيمةٍ في الموروث الاجتماعيِّ والديني في تراثنا العربيِّ الإسلامي؛ لما يحملونه من قوةٍ ونشاطٍ وحيوية؛ حيث يتميزون بالعطاء، وبذل الجهود، وهم مَن ينشرون الهدى والخير، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ [الكهف: 13]، فهم الأكثر تأثيرًا في الوسط من غيرهم، وهم الأكثر قابليَّة للتغيُّر والتجديد، والقدرة على التكيُّف والاندماج مع المستجدات، من غيرهم من شرائح المجتمع.

تنهض الامة بشبابها
محمد الحمامصي -

وهكذا نجدُ أنَّ الإسلام قد عُني بالشباب عنايةً كبيرة، بقصد استغلال طاقاتهم وعدم هدرها؛ حيث خصَّهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالقول: ((بُعثتُ بالحنيفيَّة السَّمحاء، فحالفني الشباب، وخالفني الشيوخ))؛ وذلك لما يتميَّزون به من الإقدام، وسرعة تقبُّل التغيير، والقدرة على التكيف معه.

كيف ننهض
محمد الساري -

وقد وضَّح النبيُّ صلى الله عليه وسلم المكانة العالية للشباب عند الله سبحانه وتعالى؛ حيث يُظلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه، وفقًا للطاعة، والتنشئة المبنيَّة على تقوى الله، وحسن الخُلُق؛ حيث جاء في الحديث: ((سبعة يُظلهم الله في ظله، يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: الإمام العادل، وشابٌّ نشأ في طاعة الله ...)). وبناء على ذلك ربوا الشباب على نهضة مجتمعهم وتطوره

الأزمة
غدير مفتاح -

استاذ حسن استنادًا لما تقدَّم من اغلب مقالاتك ومع أنَّ الشباب يواجه اليوم الكثيرَ من التحدِّيات في البحث عن فرص العمل؛ بسبب البطالة الهيكليَّة، وعدم استقرار الأوضاع الداخلية في الكثير من البلدان العربية، بالإضافة إلى انفصال بعض الشباب شبهِ التامِّ عن الواقع الاجتماعيِّ؛ بفعل انغماسهم في عوالم التواصل الاجتماعي، والإدمان على ارتيادها، وغير ذلك من ملهيات ضجيج العصرنة؛ مما يهدر طاقات الشباب، ويبددها في مجالات لا طائل من ورائها - فإنَّ هاجسَ الشبابِ ينبغي أن يظل مُنصبًّا على التطلُّع نحو استثمار طاقاتهم، والحرص التام على توظيف جهودهم لخدمة المجتمع، والنهوض به، في كافَّة المجالات المتاحة، دون قصرها على مجالٍ معيَّن؛ فعطاءات الشباب وإبداعاتهم أكبرُ من أن يتم حصرها في مجالٍ واحدٍ بعينه.

ضياع مهلك
دعاء عبد السلام -

ويظل الشباب بما تقدَّم من وصفٍ هم العنصرَ الأقوى في دعم وحدة الصف الاجتماعيِّ، وركيزة التكاتف، ومن ثم فهم نبراسُ الأمَّة في عملية نهوضها؛ ولذلك ينبغي أن يستثمروا طاقاتِهم على نحوٍ إيجابيٍّ، وبالشكل الذي يعود بالنفع العامِّ على الأفراد، والمجتمع، والأوطان ككُل، وأن يحرصوا دومًا على تفادي هدر طاقاتهم في استخداماتٍ عبثيَّة، وترهاتٍ صاخبة، لا تؤدِّي إلا إلى الضياع المهلك، والاستلاب المدمِّر.

بر الامان
عبد الحق عزوزي -

هناك العديد من الأفكار السهلة والسياسات العمومية الممكنة التي وإن طبقتها الدول والأمصار ستصل لا محالة إلى بر الأمان. فبالله عليكم ما يمنع الدول العربية من تطبيق مبادئ الثقة والصدق والتعاون وهي الفضائل والأخلاق التي سطرتها لنا شريعتنا السمحة ونزلت فيها آيات بينات؛ ولا نراها إلا نظاماً للتعايش والتسيير، ومن أهم الأسس التي دفعت دولاً مثل النرويج والسويد والدنمارك لتمثل قائمة الدول الأكثر تفوقا على عكس الثقافات التي تسيطر عليها أفكار انعدام الثقة والتعاون. والثقافة هي المشكلة الأساسية ليست فقط من خلال القراءة ولكن عن طريق التجربة، والنجاح دائما ما يكون صعبا لأن النجاح يحتاج إلى ثقافة مدعمة.

المستقبل
دعاء ابراهيم -

النظر إلى المستقبل هو محرك تقدم الأفراد والشعوب. وهناك فكرة رئيسية تشكل طريقة هذا النوع من التفكير وهي أن العصر الذهبي للإنسان هو في المستقبل وليس في الماضي. هاته هي الثقافة الصحيحة، والثقافة هي أم جميع الأفراد والجماعات والمؤسسات وهي على حد تعبير «أليكس دوتوكفيل» عادات القلب والانطباعات التي تملك الإنسان والأفكار والتي تشكل عادات تفكيره. وهذا على نقيض الثقافات التي تسكنها قاعدة أن الماضي يجب أن يكون أفضل من الحاضر وبالتأكيد أفضل من المستقبل المجهول والمتوحش... ونتيجة هاته الفكرة هي التثبيط التي تغلق الفكر وتقعده وتمنع الفرد من الحركة... فإذا أردنا الحلول علينا أن نطرح السؤال الجيد وننظر فقط إلى داخل أنفسنا.

مؤسسات اقتصادية
دكتور إسماعيل النجار -

الدول المتقدمة ازدهر اقتصادها عندما أنشأت مؤسسات اقتصادية احتوائية، وأخرى خفقت عندما غفلت عنها وأنشأت مؤسسات اقتصادية إقصائية سمحت بتركز السلط...

مؤسسات وسلطة
درويش -

المؤسسات الإقصائية وإن أظهرت نجاحها الباهر اقتصاديا كما هو شأن بعض الدول فإن ذلك ليس بسمة من سمات الدوام والثبات؛ ويبقى رهين الأمواج والتذبذبات؛ ثم هي في غالب الأحيان تبقي المجتمع في غيابات الخوف والترقب من السلطة المركزية القوية الإقصائية وهو شأن دول عديدة كليبيا القذافي وتونس بنعلي ومصر مبارك؛ إذ ازدهرت تلك المؤسسات الاقتصادية في المركز والمحيط إلى أن عم الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، فانفجر الوضع الاجتماعي العام وأتى على رؤوس القوم محاولاً تغيير تلكم المؤسسات الجارفة؛ ولكن بعد عقود من ترسيخ المؤسسات الإقصائية تولدت في أذهان الناس عقليات وسياسات تقصي ولا تحتوي، تبعد ولا تشجع، تراقب ولا تحرر، تعاقب ولا تجازي... أما المؤسسات الاقتصادية الاحتوائية فإنها ترسخ قيم العدالة، وتشجع الاستثمارات في الطاقات والصناعات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة، وتفرخ المهارات وتبرزها إلى الوجود، مما يؤدي إلى نمو اقتصادي أكثر من المؤسسات الاقتصادية الإقصائية التي بنيت لتستولي القلة على الموارد من الكثرة؛ وهنا أفكر في دولة ليبيا والتي إذا لم يكف جزء قليل من أبنائها الذين يفخر بهم العالم العربي والإسلامي عن دعوات الانفصال والاستقلال الذاتي، ستبنى مؤسسات اقتصادية إقصائية خطيرة زيادة على غياب سلطة مركزية سياسية واقتصادية قوية، وإرث تاريخي كارثي أقصى ولعقود الإنسان المواطن ومنع المجال السياسي العام من الوجود.

تحرر
د. عماد عبد التواب -

الأمم تزدهر عندما تبني مؤسسات اقتصادية تحمي وتحرر، وتمكن الجميع فقيرهم وغنيهم، صغيرهم وكبيرهم، أعلمهم وعالمهم، من الابتكار والاستثمار والتطور.

دروس التاريخ
هبة علاء الدين -

ودروس التاريخ المتعددة المتشابهة لا يمكنها أن تخطئ وهي مثل دروس الحساب والجبر التي أجمع عليها الثقلان؛ فأنت لا تستطيع أن تتصور نظاما ماليا سليما داخل مجموعة بنكية إن لم يكن لديك إدارة ومجلس إدارة سليمين؛ ولا تستطيع أن تتصور نظاما اقتصاديا سليما إذا لم يكن لديك نظام اقتصادي واجتماعي وسياسي سليم... فيلزم النمو الاقتصادي المستدام الابتكار الذي لا يمكن أن ينفصل عن الدمار الخلاق الذي يحمل الجديد محل القديم في عالم الاقتصاد، وهذا كلام أظنه صائبا ويجد له مكانا في عالمنا العربي حيث إن الدمار الخلاق يجب أن يطرق فروعا شتى وعلى رأسه التعليم دون الحديث عن الاقتصاد ومجالات أخرى...

السياسات التعليمية
دكتور عبيد المحمود -

السياسات التعليمية تشابهت ولعقود، والعقليات عند العرب والبربر من أهل المدر والوبر تشابهت، وإذا تغيرت حكومة أو مسؤول في قطاع عام تراه ينسج على منوال سالفه ويحتذي منه بالمثال، ويذهل عما أحالته الأيام من الأحوال واستبدلت به من عوائد الأمم والأجيال؛ لذا نرى الدول العربية في أسفل المراتب بين الأمم في مجال التربية والتعليم، ناهيك عن الاقتصاد.

مصطلح النهضة
نيرة الشحري -

فمصطلح النهضة يكثر ذكره في المحافل والمنابر الإعلامية، وينبغي أن يرتبط في عقولنا ـ نحن المسلمين ـ بالعودة الصادقة لكتاب ربنا، وسنة نبينا، بفهم سلفنا الصالح، الذي اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه ونصرة دينه، فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، ولن تقوم لها قائمة إلا بذلك: فهما وعملا.. فكرا وسلوكا، وهذا يعني أن التخلف الحقيقي إنما هو التخلف عن هذا الركب المبارك، سواء في فهم الدين، أو في تطبيقه، أو في التعلق بالحياة الدنيا وإيثارها على الآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن تركتم الجهاد وأخذتم بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم لا تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى الله وترجعوا على ما كنتم عليه. رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني.

النهضة في اتحاد العرب
د. محمد فادي سلامة -

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

النهضة في التوبة الى الله
الشيخ نادر أحمد حلمي -

فهذه هي النهضة بمفهومها الصحيح: أن نتوب إلى الله تعالى، ونؤثر الآخرة على الدنيا، ونعود عودة حقيقة شاملة لكل مناحي الحياة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ في فهم الدين وتطبيقه، وبقدر ما يفوتنا من ذلك يفوتنا من النهضة المحمودة، وهذا هو أصل ما حل بالمسلمين من نكبات، ونزل بهم من محن، وخلفهم عن ريادة العالم،

الذنوب اصل الفساد
سندس بيومي -

وأما جعل المعاصي والمخالفات الشرعية من مظاهر نهضة الأمة، فهذا من قلب الحقائق والجهل المركب والانتكاس، فالذنوب أصل فساد الأمم وخراب العامر، كما قال تعالى: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {الأعراف56}.

مقومات النهضة
احلام هنداوي -

يشغل التفكير في المستقبل عقول الكثيرين من العلماء والمثقفين والنبهاء، حيث تتسع دائرة المشتغلين به حتى تشمل الثقافات المعاصرة، وتبدو إرهاصات المستقبل في عيون الكثيرين من صناع الفكر المستنير عبارة عن كيانات جديدة ينبغي الإنطلاق بها لتحقيق الأحلام والطموحات.

طوق النجاة
احمد العسال -

إن مقومات الإيمان بالقدر خيره وشره وحلوه ومره، كأساس للإطمئنان بما قدره الله عز وجل، ولكن الإنسان المسلم عليه أن يعمل ويكد ويتعب لصالح دينه ودنياه وحياته، بما يخدم أهدافه ويزيد إنتاجه ويصقل شخصيته، فالإسلام ليس دين رهبانية وزهد في الدنيا، لكنه دين وسط، يتعلم منه المرء كيف يضيء مصابيح المستقبل، وفى نفس الوقت لا ينسى نصيبه من الدنيا وأن يعمل للآخرة لأنها المستقبل والحياة الحقيقية.

العلم والعمل
احمد النوناني -

والعلم والعقل والحضارة أولى بأن تكون عناصر القوة، ولكن الإسلام شدد على العمل وحب الصالح العام وإستثمار القوة والجهد في ما فيه الصلاح والخير للبشر في الدنيا والآخرة، ولعل قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن يجب أن يتذكره الجميع وهو (إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليزرعها) والتأمل في هذا الشأن هو لكيفية حال الإنسان لحظة الهول العظيم، يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.

التفكير في الغد
احمد حسين -

الأمر الإلهي على لسان النبي المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى، يقوم على التفكير في الغد، والعمل للمستقبل، ووضع بذور الخير والرخاء والنماء حتى اللحظة التي ينعدم فيها الأمل في الحياة، لأن الله سبحانه لا يحب من يستسلم من لليأس، أو يكف عن التفكير والعمل والإنتاج، فالله سبحانه وتعالى خلق البشر ليعبدوا الله بالعمل والجد والإجتهاد والتفكير في المستقبل.

حالة تردي
حلا الصالح -

إن حالة التردي الحضاري التي وصل إليها عالمنا الإسلامي اليوم لا تخفى على عاقل. فأغلب دوله تقع في ذيل القوائم التي ترصد نسب النمو الحقيقي والتطور الاقتصادي والتقني والحكم الرشيد وكل ما يمتّ إلى التقدم والمدنية بصلة، وذلك في نفس الوقت الذي وصلت فيه أعداد المسلمين إلى أرقام غير مسبوقة من الازدياد العددي والانتشار السكاني، مما يستخدم كدليل على ضعف فعالية الفرد المسلم، وانخفاض إنتاجيته مقارنة بأقرانه من مواطني الدول التي تحتلّ رأس تلك القوائم، أو على الأقل فإن إدارة دول العالم الإسلامي لمواردها البشرية والمادية تعوزها الكفاءة والفعالية في سياق المقارنة نفسها.

المقدمة للاسلام
احمد زيدان خلف -

وممّا لا شك فيه أنّ كل مسلم يفخر بانتمائه لهذه الأمة يشعر بالألم والأسى لهذا الحال ويفكّر ويتفكّر بالسبيل الأمثل للإصلاح والنهوض الذي يعيد الأمة إلى مكانها السليم في المقدمة بين الأمم، وهنا يحار كلّ منا من أين يبدأ، وتختلف التصورات حيث تصطدم في معظمها بالعوائق الكبار التي تستعصي على جهود الأفراد أو تحتاج إلى جهد جماعي منظم فعال غير متوفر ولا يسهل تحصيله، وبالتالي يشعر المرء أنه قليل الحيلة أمام حال الأمة وكأنها تدور في حلقة مفرغة لا خروج منها، فنعود إلى نفس النقطة، ويقعدنا العجز عن العمل فنبقى نراوح في المكان بدون أيّ تقدم فعلي يُذكر.

ارتقاء الفكر
احمد سلامة -

أولا: النهوض الحضاري يكون عادة نتيجة ارتقاء فكري لدى شريحة واسعة من أفراد المجتمع يؤدّي بدوره إلى تغيير اجتماعي عميق ينجم عنه تطور وصعود في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والفكرية.

مسؤولية الفرد
حسن هلال -

مسؤولية الفرد العمل على نهوض الأمة وإحيائها لتستعيد دورها هو مسؤولية فردية أمام الله. فكما ورد في الحديث الشريف سيقف كل منّا بين يدي الله ويُسأل عن وقته مرتين: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه. فالاعتذار بالظروف وبالعجز وقلّة الحيلة هو أمر مقبول لبعض الوقت ولكنه عذر مرفوض عندما يرافقنا العمر كله، وقد استعاذ نبينا من العجز والضعف وقلّة الحيلة في أكثر من موضع. ومن هنا يجب على كل فرد مسلم أن يبحث من موقعه وفي بيئته وضمن حدود الإمكانيات المتوفرة لديه عمّا يقدّمه في سبيل إعلاء كلمة الحق وتحقيق أسباب النصر والنهوض، للخروج من دائرة العجز والجمود إلى حقل العمل الفعال. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّنا لسنا مطالبين بالنتائج، وإنّما بالعمل واتخاذ الأسباب، فإن رأينا ثمار جهدنا فهذا إكرامٌ من الله وإن لم نرَ فحسبنا أنّنا أدّينا الأمانة وقمنا بالواجب كي نلقى الله وهو راضٍ عنا. (قل اعملوا...).

تاريخ الامم
خالد المصري -

التغيير الاجتماعي الذي يبدأ من قاعدة الهرم وينتشر أفقيّا أولا، هو الأقدر على البقاء والأبعد أثرا في تاريخ الأمم ولو تأخّرت نتائجه وكثرت صعابه، وانتشاره بعد ذلك عمودياً نحو القمّة سيكون نتيجة طبيعية يعوزها الوقت وإن طال بعض الشيء. أمّا التغييرات التي تُفرض من رأس الهرم فلا تلبث أن تذوي وتتلاشى حماساتها بعد حين أو أن تنتهي بموت صاحبها فلا يبقى لها من الأثر إلا الذكرى وبعض السطور في كتب التاريخ. فوظيفة الدول والحكومات في هذا المضمار هي توفير المناخ المناسب والتشجيع على العمل ولكن من العجز الانتظار حتى يتوافر هذا المناخ إن فُقد وبالتالي وجب العمل في كل البيئات بما أتيح من فرص وأدوات.

واجب ديني
حسين علوي -

إن لم يكن العمل من أجل النهوض واجبا دينيّا فهو اليوم ضرورة اجتماعية واقتصادية وسياسية وذلك من منطق المصالح المادية البحتة، كي نوفّر لنا ولأبنائنا من بعدنا مستقبلا أفضل من الذي ورثناه، ونبني لهم مجتمعا يتيح لهم فرص العيش الكريم والحياة العزيزة فلا يتسوّلون الدراسة والعلم والعمل والحرية وأجواء العيش الكريم خارج أوطانهم. وبالتالي فإنّ نهوض الأمّة الإسلامية لا يخصّ مسلميها فقط وإنما هو واجب كلّ من سكن هذه البلاد وعدّها وطنا له.

وضوح الهدف
حامد التهامي -

إن وضوح الهدف ومعرفة الطريق المؤدية إليه ثم المشي حثيثاً في تلك الطريق هي شروط موضوعية لنجاح أي مشروع جدّي ومشروع النهضة ليس استثناءً من هذه القاعدة. فإذا عرفنا أن نهوض الأمم يبدأ بنهوض أفكار أفرادها وأنّ الطريق إلى ذلك هو مسؤولية فردية تقع على عاتق كل فردٍ من أبناء الأمة وليست مسؤولية النخب وحدها، وأنّ العمل على النهوض بواقعنا ضرورة حياتية من منطق المصلحة العامة قبل أن يكون واجبا دينيا، وجب علينا أن نحدّد الخطوات اللازمة في خطّة عمل واضحة الأهداف، وممكنة الوسائل، قابلة للتطبيق على المستوى الفردي وفي كل بيئة وفي كل محيط، كي يتسنّى لنا بعد ذلك المشي حثيثاً في تطبيقها. وفيما يلي محاولة لصياغة خطة عمل ممكنة التنفيذ وقريبة من الواقع وبعيدة عن التنظير، قائمة على أربعة محاور لا أدعي أنّها كل الإسلام ولكنها الجزء الأهم الذي تقوم عليه قواعد سلوكنا الفردي في محيطنا والذي نملك التأثير به بشكل واع.

تاريخ اوروبا ونهضتها
حسن -

لقد استطاعت أوروبا خلال القرن الماضي أن تتصالح مع نفسها وتضع حداً لتاريخ طويل من الحروب الدموية بين مذاهبها وعرقياتها لتبدأ بعد ذلك رحلة الدولة الحديثة والازدهار الذي عمّ فئات واسعة من مواطنيها، وحقّقت بذلك قفزاتٍ غير مسبوقة في المجالات العلمية والتكنولوجية. وجاء الاتحاد الأوروبي بين دولٍ مختلفة اللغات والمذاهب والأعراق تتويجا لهذه السياسة. وفي الوقت نفسه قامت نخبُ أمتنا الإسلامية وأنظمتها باستيراد أمراض الصراع الطائفي والنزاعات القومية والدينية وزرعتها بين أبناء الأمة الواحدة وحرصت على توفير كل الأجواء المناسبة لانتشار هذا المرض في جسم الأمة. كثيرا ما يردّد البعض مقولات مفادها أنّ تاريخ أمّتنا أسود ومليء بالحروب والدماء والمؤامرات وأنّ التاريخ المشرّف انتهى مع الخلفاء الراشدين. والحقيقة أن هذا الوصف ينمّ عن جهل عميق ونظرة سطحية تميل إلى التعميم. فالأمة الإسلامية كان لها تاريخان: حضاري وسياسي. أمّا الأول فعلوم الطب والفلك والرياضيات تشهد لتفوّقه وتألّقه وكان من صنع كافة المسلمين (عرب وترك وفرس وبربر وغيرهم). كما أنّ أوروبا ظلت قرونا تدرّس في جامعاتها المؤلّفات التي أنتجتها الحضارة الإسلامية. وأما التاريخ السياسي فقد كان مليئا بالمؤامرات والحروب لأجل الحكم ولكنذه خلا من الحروب الأهلية والطائفية والإثنية التي لم تعش أوروبا يوما بدونها. ووجود مئات الكنائس والمعابد وأبناء الديانات المختلفة في بلادنا اليوم يُعدّ دليلاً على ثقافة التسامح واحترام الآخر المختلف، حتى لو اختلفنا معه في أصل العقيدة والفكر. فما بالك بمن رضينا به أخاً في الإسلام واختلفنا معه بما دون ذلك؟

اسقاط الخلافة
احمد غنيم -

حقّق أعداء الأمة في القرن الماضي اختراقيين هامّين أوّلهما إسقاط الخلافة وثانيهما تقسيم الأمة إلى أقطار متصارعة بقيت ألعوبةً كأحجار الشطرنج في أيدي الأمم الأقوى. ولا زلنا نصف تلك الحدود بين أقطار الأمة بأنّها مصطنعة زائفة لا تمثل أكثر من خطوط مستقيمة لا تكاد تجد مثلها على خريطة العالم إلا في بلادنا. فالحدود الدولية تفصل عادة بين الثقافات واللغات أو الأديان المختلفة وتكون متعرجة وفق الخطوط الجغرافية الطبيعية. ولكنّ الحقيقة المرة أن الحدود بين أقطارنا قد تسربت إلى القلوب وسكنت العقول بوعي أو بدونه، فلا يلتئم مجلس إلا ورأيت العقل الباطن يبدأ بالتصنيف والتفريق فهذا سوري والآخر مغربي وذلك مصري وتراه يستحضر القوالب الجاهزة المصاحبة لهذا التصنيف. وإن دلّ هذا على شيء فإنّه يدلّ على أنّ تقسيم عالمنا الإسلامي قبل ٧٠ سنة بدأ اليوم يؤتي ثماره وأنّ الحدود المصطنعة باتت حدودا بين عادات وثقافات وأساليب حياة مختلفة وأخذت بالتباعد عن بعضها في شكل مطّرد مع مرور الزمن. والدعوات التي تسعى إلى تعميق هذه القطرية كي ترسخّها بشكل نهائي لا تخفى على أحد، كتبني اللهجات المحلية وترك اللغة الجامعة على سبيل المثال.

لاحضارة بدون علم
حمادة ابراهيم -

والحق أن الحضارة لا قيام لها إلا بالعلم. والتميز الإيجابي الذي يطالبنا به الإسلام لا يكون في شكل الملبس ولونه وإنما بالتفوّق بالعلم والعمل. وقد ورد في الحديث "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" والتفوق في مجال ما هو دليل الإخلاص في العمل وهذا هو غاية الإتقان. من المؤسف حقا أن ترى المسلم يزهد في بضائع بلاده ويسعى للحصول على ما صنع في الغرب ويدفع الأضعاف للحصول على بضاعة ألمانية أو يابانية وذلك ليس إلا لعدم توفر منتج محلي ذي جودة مقبولة عدا عن أن يكون متفوقاً أو حتى منافساً ومن المؤسف أكثر أنك حين تدعو لمقاطعة المنتج الغربي لا تكاد تجد له بديلا محليا، ومن المؤسف أن ترى الطالب المسلم يستغرق عمره في الدراسة الجامعية ويمضي بها أضعاف الوقت المقرر ليتخرج بدرجة مقبول وذلك بحجة استثمار الوقت في العمل الإسلامي وكأن تفوقه في الهندسة والطب والاقتصاد ليس من العمل الإسلامي!! ومن المؤسف أن تجتمع في الغرب بطلابٍ جاؤوا أو ابتُعثوا من البلاد الإسلامية للدراسة فتراهم أخمل أقرانهم وأكسلهم وما همّهم إلا الحصول على الشهادة وإن كانت ورقة من غير مضمون!! ومن المؤسف أن تراجع موظف حكومي أو غير حكومي عليه مظاهر الالتزام بالإسلام من دون أن ترى ذلك في سلوكه في عمله.. علينا أن ندرك أن المسلم إنسان مخلص لعمله ومتفوق به وأنّه إنسان إيجابي يتحلّى بروح المبادرة ولا يركن إلى السلبية التي لا تجتمع مع التفوق!! والحقيقة التي أود أن أشير إليها هنا هي أنّنا كلنا نملك العمل في هذا المضمار، فالطالب عليه أن يجدّ في دراسته لأنّ تفوقه فيها عبادة وخدمة لدين الله وعلى المهندس والطبيب والموظف وعلى كل مسلم أن يبدع ويتميّز في عمله لأنّ في تفوقه تحقيقَ تفوّق واستقلالية للإسلام ودفع مباشر لعجلة النهضة والتنمية في بلادنا، حتى لو لم يكن الفرد قادرا على رؤية هذا المعنى بشكل مباشر وعلى الفور، ولكن النتائج تتبلور في هذا الباب بشكل تراكمي، فكلّ منا مطلوب منه أن يخلص لعمله وأن يتفوق في مجاله.

النهوض الحضاري
حسني سليم -

وباختصار شديد فإن الالتزام بالأخلاق الإسلامية كما أمر الله ليس واجبا دينيا فحسب وإنما هو جهاز الدعاية والدعوة الأول في مسيرة النهوض الحضاري وصمّام أمان يمنع الدعوة من الذوبان في المحيط الفاسد والقيم المادية الدخيلة، ويحافظ على التميّز الإيجابي للإنسان المسلم في كل زمان ومكان. وبدون الأخلاق الإسلامية لا يمكن صناعة مجتمع يقبل بالإسلام حكما ومنهجا ولا يمكن الخروج من الأزمة الحضارية التي نعيشها.

نهضة الشعوب في وحدة ابنائها
الأستاذ السيد عبد المجيد خاطر -

تمثل وحدة الشعوب حجر الزاوية ونقطة الانطلاق حول نهضتها الحقيقية، يقول تعالى (وإنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون: 52)، كما أن نهضة أي شعب في وحدة أبنائه مهما تنوعت الأطياف والألوان، خاصة وهم يتكاتفون من أجل بناء أوطانهم وتقدمها، يقول تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103)، وحرمة الدم والعرض والمال، والقصاص ممن يرتكب هذه الجرائم، فإن رب العزة قال لنا (ولَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة

أول خطوة
أحمد بديع -

ومن أول أركان النهضة- إذا أراد الشعب الحياة الكريمة- أن تتحد قواه الفاعلة، وأن يتماسك أبناؤه في جماعة وطنية، تعلو على المصالح الشخصية، وتنأى عن المنافع الوقتية، وبذلك تكون قد وضعت أولى خطواتها نحو النهضة المأمولة، والرفاهية المنشودة، محققة آمال المغلوبين والمظلومين والضعفاء، الذين ينتظرون قارورة الدواء، وسفينة الإنقاذ، والعيش الكريم.

بناء الحضارات
علاء المراكبي -

إن بناء حضارة لا يتم بتكديس المنتجات وإنما بحل المشكلات الثلاث من أساسها، ومن هنا بدأ في تحليله لكل مشكلة على حدة، فبدأ بالتاريخ فرأى أنه إذا ما حددت الأمة مكانها في دورة التاريخ سهل معرفة عوامل النهضة والسقوط وعليه لا يجوز لأحد أن يضع الحلول والمناهج مغفلا مكان أمته ومركزها، بل يجب أن تنسجم أفكاره وعواطفه وأقواله وخطواته مع ما تقتضيه المرحلة التي فيها أمته، فأول ما يجب معرفته عن شعب حديث اليقظة لا تزال آثار النوم الطويل بادية عليه هو: هل بيده أسباب تقدمه؟

التاريخ
هبة فريد زيدان -

المشاكل التي تحيط به تختلف باختلاف بيئته لذا وعليه يتوجب صناعة رجال يمشون في التاريخ مستخدمين التراب والوقت والمواهب في بناء أهدافهم الكبرى. فالفرد يؤثر في المجتمع بفكره وذلك من خلال توجيه ثقافته، وبعمله من خلال الاجتهاد، وبماله من خلال توجيه رأس المال، فالتوجيه في نظر مالك بن نبي هو “تجنب الإسراف في الجهد وفي الوقت” ثم بدأ في شرح كيفية توجيه الثقافة باعتبارها الدم في جسم المجتمع، وفلسفة الإنسان والمجتمع في آنٍ واحد ووجوب تحديدها كعامل تاريخي لفهمها ثم كنظام تربوي تطبيقي لنشرها بين طبقات المجتمع.

الحريةالعمران
حسين خالد -

إذا تتبعنا حالة الشعوب التي أحدثت نهضة في حياة بلدانها فسنجد بأن الحرية بمفاهيمها المختلفة كان لها نصيب وافر في تحقيق ذلك. نعم؛ قد لا تكون الحرية وحدها أداة النهوض، ولكنها بالتأكيد أحد دعائمه المركزية، ولم تكن الشعوب لتنهض بدونها، فهي أحد وجوه التلازم التي نشاهدها مصاحبة لمسيرة الدول التي حققت ما تصبوا إليه من نهضة حضارية وإبداعات عمرانية، بشكل لا تخطئه عين المشاهد لما هو قائم أو القارئ للصيرورة التاريخيّة وحركة الشعوب والأمم.

سلوط الافراد
خالد ابراش -

ومن توجيه الثقافة انتقل بنا إلى التوجيه الأخلاقي باعتباره يحدد قوة التماسك للأفراد في المجتمع الذي يرغب في تكوين وحدة تاريخية، ومنه ذهب بنا إلى التوجيه الجميل باعتبار أن الجمال هو أحد مقومات الحضارة وباعتباره وجه الوطن في العالم، لذا يتوجب علينا الحفاظ على وجهنا لحفظ كرامتنا وفرض احترام الجيران ومن هنا يأتي المنطق العملي الذي لا نراه في حياتنا، فالذي ينقص المسلم منا ليس منطق الفكرة ولكن منطق العمل، فالصلة بين المبدأ الأخلاقي وذوق الجمال في نظره هي علاقة عضوية ذات أهمية اجتماعية كبيرة؛ إذ إنها تحدد طابع الثقافة كله واتجاه الحضارة حينما تضع هذا الطابع على أسلوب الحياة في المجتمع وعلى سلوك الأفراد فيه.

التراب
خالد مسعود -

يرى فيه أن قيمته تحدد بقيمة الأمة فحينما تكون قيمة الأمة مرتفعة وحضارتها متقدمة يكون التراب غالي القيمة، فأرض الإسلام عموما ترابها به شيء من الانحطاط بسبب تأخر القوم الذين يعيشون عليه، فمن الناحية النفسية يقول “ابن نبي” يلزمنا أن تصبح الشجرة رمز رجل البلاد المهددة بالرمال في إرادته للبقاء، وبعد تحليله لنا عن كيفية تأثير عاملي الإنسان والتراب في ناتج الحضارة ينتقل بنا إلى العنصر الثالث.

الوقت
خلف الميري -

فكما يقولون: “الوقت من ذهب إن لم تدركه ذهب” إذن فالقيمة الخام “الطبيعية” تتمثل في استعداد الفرد الفطري لاستعمال عبقريته وترابه ووقته، في حين أن القيمة الصناعية “الاجتماعية” فإنه يكتسبها الفرد من وسطه الاجتماعي لترقية شخصيته وتنمية مواهبه وتهذيبها.

اليات التطور
أمين محمد -

تستدعي التطورات الجارية طرح علامة استفهام حول الآليات التي تكفل للأمم والشعوب ارتقاءها وتقدمها، سيما في الأوقات الانتقالية التي تتطلب قرارات جريئة بأيادٍ غير مرتعشة.

شعوب فولاذية
سوسن السيد -

تحيى الأمم، وتُبنی الدول، بكيانات وشعوب فولاذية -لا تصدی- ويكون للدولة هيبتها، وكبريائها، وعنفوانها، وغيرها من الأمور العديدة –التي لا يتسع المجال لذكرها بهذا الطرح المتواضع– ولكونها واضحة كل الوضوح ، فيما يخص هذا الجانب، وفي الكثير من الدول أضحی..

ملزمة النهضة
مازن -

يقطع الفساد طريق الدول نحو التقدم الاقتصادي الحقيقي غير المزيف، إذ يؤثر على البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء، وتقوض الرشاوى المشروعية السياسية، كما تعصف بالإيرادات الحكومية وتشوه التجارة والاستثمار الدوليين والمحليين، مما يقلل النمو.

الشموخ
خديجة دهيم -

اذآ من هو العامل الرئيسي لجعل هذه الدول، بهكذا عزة وكبرياء وشموخ؟؟؟

الشعوب احية
امل فادي -

فيجب علی الشعوب هذه أن تقوم بتوطين نفسها، وفرض هيبتها بكل ما أوتيت من قوة وتضحية وعزيمة وأصرار (هكذا تكون الشعوب الحية)..

الغد المثمر
أشرف سلامة -

يجب أخذ العظة والعزة والقوة والإصرار والإلتحام والتكاتف والجبروت والنخوة، وصلابة الموقف وعدم الزعزعة من الشعوب هذه، ومن الشعب التركي تحديدآ، الشعب التركي الذي أثبت أن الشعوب لاتقهر، وأن الشعب هو من يقرر، وليس أحد سواه... اما الشعوب الخاضعة الذليلة، المناطة تحت الظلم والتعسف، سوی كان هذا الظلم (حاكم، رئيس، زعيم، حزب، أو حتی إن كانت تعاني الظلم والتعسف من دول أخری)، فالتذهب إلی المنفی السحيق، الذي لاتذهب إليه إلا الشعوب الخاضعة المستسلمة لأي ظالم يمارس ظلمه علی الشعب بكل شناعة؟!!

الاصلاحات العامة
hadeer -

وحتى عندما يلوح أنه قد تم احتواء عواقبه لفترات زمنية طويلة، فمن الممكن أن ينقلب الفساد الواسع الانتشار نسبياً عن نطاق السيطرة في نهاية الأمر، وعندما يصبح الفساد مرتبطاً بالإصلاحات التحريرية فقد تفقد هذه الإصلاحات ما تحظى به من تأييد وتتفكك في نهاية المطاف.

المناخ الفاسد
محمد الشرقاوي -

وفي كل الأحوال، فإنه لن يمكن لإصلاح اقتصادي أو لارتياد آفاق اقتصادية غير مسبوقة، أن يحدثا في ظل مناخات الفساد التي تعمل على تشويه التجارة الدولية والتدفقات الاستثمارية. وفي ظل الأجواء الفاسدة وسيادة منظومة الفساد تسهل أنشطة الجريمة المنظمة الدولية، بما في ذلك الاتجار في المخدرات والأسلحة، ناهيك عن غسل الأموال، وجميعها تعوق أحلام الاقتصاد الوطني الساعية إلى فتح الحدود أمام حركة التجارة العالمية.

الوحدة
خلود -

التركيز على عوامل الوحدة ومحاربة عوامل التفرقة

قيم وتفوق
سماح ابراهيم -

التركيز على قيم المبادرة والتفوق في العلم والعمل ومحاربة التواكل والسلبية

الديموقراطية
ناهد صلاح -

هنا يمكن للفساد بنوع خاص أن يكون عاملاً مقوضاً للشرعية السياسية في البلدان الديمقراطية الصناعية وفي البلدان النامية على حد سواء، عن طريق إقصاء المواطنين العاديين من دوائر قيادتها السياسية، وجعل قيام حكومة فعالة مسألة أكثر صعوبة.

النهوض التنموي
هناء عبد الله -

لاشك أن التحدي الأول والأكبر الذي يواجه امتنا العربية في هذا العصر، هو تجاوز هوة التخلف الكبيرة والمتعاظمة بينها وبين البلدان المتقدمة. ولن تقوى الأمة على تجاوز هذه الهوة إلا عن طريق مشروع تنموي نهضوي شامل مؤيد برؤية متبصرة لأهداف ومرامي وغايات هذه النهضة المنشودة. ذلك أن النهضة تقتضي توافر استراتيجية ثقافية شاملة، تتظافر في صنعها أبعاد متعددة، وتتراكب فيها جوانب مختلفة لتصنع التنمية الشاملة.

الظروف
مروةالهبيان -

وعليه فإن النهضة مشروع تنموي وفلسفة استراتيجية تترجم واقع المجتمع ورؤيته لطبيعة الحاضر والمستقبل، ومن ثم فلابد أن تكرس كل الاهتمامات وتحشد مختلف الطاقات في سبيل تهيئة الأجواء وتوفير الظروف المواتية لقيام نهضة تنموية شاملة في مختلف جوانب حياة المجتمع، نهضة متوثبة تحسن التعامل مع الثوابت والمتغيرات، وتستغل بمهارة ما تملك من إمكانات على محدوديتها في تحقيق ذاتها في معركة الوجود الكبرى، التي تتميز بتحديات عاصفة لتيار العولمة الذي يسعى بما أوتي من قوة قصد التمكين لمشروع كوني، أشبه ما يكون بقطار سريع يُطلب من الجميع الركوب فيه والانضواء تحت رايته، ولعل رهان المجتمع العربي في ربح هذه المعركة هو التركيز على الجبهة الداخلية بتقويتها ودعمها، وبث روح الفاعلية فيها حتى تصبح أكثر قدرة على تحمل الصدمات ومواجهة إفرازات العصر المعولم، وعليه فلابد من السهر على تعبئة المجتمع وبث الأمل في نفوس أبنائه لاسيما فئة الشباب منهم، وإشعارهم بدورهم الطلائعي وأهمية مشاركتهم في هندسة وتنفيذ المشاريع المتعلقة بالتنمية الشاملة، وبذلك يتم التخلص تدريجيا من ظاهرة السلبية التي تسيطر على الكثير من أبناء المجتمع وإشعارهم بأهمية مشاركتهم في صنع ملحمة النهضة المنشودة ووضع بصماتهم على صفحاتها باعتبارهم القلب النابض في جسد المجتمع.

التنمية
منى الشرقاوي -

النهضة عملية تغيير حضاري شامل يتناول كافة أبنية المجتمع وأدواره، ويشمل الجوانب المادية والإنسانية فيه. يترتب على ذلك أن أي نظرية في التنمية الاقتصادية أو السياسية مثلا لابد أن تنبثق عنه، وترتبط بنظرية عامة في تطور المجتمع، وأن تأخذ في اعتبارها جوانب المجتمع المختلفة التي تتعرض لعملية التنمية، لذلك لابد من الأخذ بمنهج ينظر إلى الظاهرة التنموية في تكاملها ويسمح بالنظرة الشاملة للبناء الاجتماعي ككل

التجارب
نانسي رضا بري -

ويشمل مفهوم النهضة في مجتمع معين محاور عدة تنطلق من الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لإحداث تغيير جذري في هذا الواقع من ضمن رؤية استراتيجية للمستقبل وكيفية الوصول إليه وإدارة عملية التغيير. بناءً على ذلك، فإن للواقع القائم تأثيراً كبيراً على مواصفات حركة النهضة التي تختلف مستلزماتها بالتالي من مجتمع لآخر ومن زمن لآخر(2). مما يجعل من محاولة الجري وراء استنساخ النماذج التنموية الغربية رهانا خاسرا، أثبته التاريخ وأكدته التجارب الواقعية التي مرت بها كل الدول العربية. ذلك أن التطبيق الارتجالي لهذه التجارب، دونما قراءة فاحصة للواقع لن تزيد الواقع إلا ترديا. ولعل الخطوة الأولى والضرورية بالنسبة لحركة النهضة تنطلق من (الاعتراف بالأمراض التي تشل حركة الجسد وتعيقه عن الإقلاع والتقدم)، وحينما يشخص هذا العطل والأدواء ويوصف له العلاج الناجح المفضي إلى الشفاء الذي يعد أهم عامل يساعد على تسريع حركة النهوض ، وتحرر العقل من توابعه، والانطلاق الفعال نحو تحقيق النهضة الشاملة التي ساهم التردد والركود والاتكال على تأجيلها إن لم نقل وأدها، مما يستدعي بعثها من جديد دون تلكؤ أو انتظار، لأن في ذلك قتلاً للمبادرات الخلاقة، والتخاذل حيال الأحداث يجعلها أكثر صعوبة على حد تعبير الباحث ريتان.

سيرورة التطوير
رانيا شوقي الهبيان -

العالم العربي في مسيس الحاجة إلى النهضة، وليس للحداثة، فالنهضة في رأي المفكر برهان غليون هي محاولة لعقلنة الحداثة، فحينما يظهر التراث كعنصر مقاومة للحداثة، تتجلى الحداثة في موضع الاغتراب. بل إلى نهضة تراعي ظروفه، وتستوعب خصائصه، وتكون انعكاسا أمينا لشخصيته العربية الإسلامية. الحداثة الغربية هي خلاصة (مشروع نهضوي) يمتد في تاريخ المجتمع وممتزجا بسيرورة تطوره. فيجب الانتقال بحلم النهضة إلى المعايشة الواقعية والممارسة الميدانية، إذ لا ينجينا مما نحن فيه إلا دولة قوية، دولة عصرية تقدمية، تؤمن بروح الإسلام إيمانا صادقا.

حلقة التخلف والجمود
مروة عرفة -

التخلف سمة عارضة، وليست عاهة مزمنة، وإنهاؤها وقف على أبناء المجتمع جميعا إذا أرادوا كسر حلقة التخلف وتعلقت همتهم بمعانقة النهضة حينها لن تكون النهضة بعيدة المنال، وهذا يتطلب بداية قراءة فاحصة لمفردات الواقع الاجتماعي العربي، قصد تشخيص مختلف الأدواء التي أثقلت كاهل الجسد العربي، وأعاقته عن الخروج من أزماته الراهنة.

نهضة الفكر
عبد الرحمن السعيد -

ذلك أن سؤال النهضة في فكر العرب والمسلمين كما يراه بعض الباحثين مرتبط، بالضرورة، بواقع وسؤال الأزمة في المجتمع العربي الإسلامي، ونشأة هذا السؤال مشروط بأجهزة السلطة السياسية ونوعية علاقاتها بحركة المجتمع وتفكيره، وردود الفعل العام، وفي اتجاهات عديدة، ذلك أن البحث في مسائل الأزمة والنهضة يعني بالضرورة البحث في طبيعة السلطة السياسية والعلاقات الاجتماعية.

طاعون العصر
الشرقاوي جلال الدين -

ومن هنا تنشأ ثنائية الفكر السياسي في النهضة: الاستبداد/ الديمقراطية، الخراب/ العمران، التأخر/ التقدم. هكذا تكون النهضة مصطلحاً وفكراً ومشروعاً، مولوداً عليلاً، لأن الفضاء العربي والإسلامي الحديث والمعاصر، سلطة سياسية، ومجتمع وثقافة وعلاقات، يراكم الأزمات ويواجه باستمرار مسائل ومشاكل جديدة تزيد الركام السابق والطبقات الدفينة تعقيداً، مما يفسر أن النهضة العربية هي باستمرار برنامج مؤجل، وبالتالي يحدث التصادم بين المفاهيم في الفكر العربي المعاصر وتتعمق صدمة الحداثة مع واقع اللا حداثة في المجتمع العربي الإسلامي المعاصر

خطط التنمية
احمد هاشم الرفاعي -

لقد فشلت خطط التنمية في العالم العربي– الإسلامي، لا لشيء سوى أنها (قامت على استيراد الخطط، والبرامج، والخبراء، لأن تلك الخطط، إنما نبتت وتكاملت من خلال الظروف الخاصة بالمجتمعات الأخرى، وجاءت ثمرة لمعادلة الإنسان النفسية، والاجتماعية في تلك المجتمعات بعيدا عن ظروف وحاجات المجتمعات الإسلامية الحقيقية) . إن قصور فهم التنمية جعل الكثير من الدول تتدافع، لا بل تتهافت، لاقتناء آخر ما توصلت إليه الحضارة الغربية من منجزات العلم، دون الالتفات إلى أن النهضة تنطلق من الذات وتستنبت محليا وتصنع ذاتيا ولا تستورد أو تستعار من الخارج، وكان من نتيجة ذلك أن اختزلت معركة التنمية إلى معركة نمو (مظاهر ومؤشرات)، وأختصر مشروع النهضة إلى مشروع الحداثة، مما جعله يصول ويجول في دائرة مفرغة، راكمت مشكلاتنا، وعمقت الهوة بيننا وبين البلدان المتقدمة.

القيود
علي وهدان -

كلام صحيح وبناء عليه فإن مجرد الاكتفاء باستيراد أشكال التطور ومظاهر التحديث، لا تجعل من مجتمع ما متقدما، بل المسألة أعمق من ذلك بكثير، ولعل مبدأها تحريك سواكن المجتمع، وتهيئته نفسيا، واستئصال ما يكبله من قيود تعيق حركته باتجاه تفعيل دوره في إنضاج فعل النهضة، لأن التحديث الذي يتجاوز الانشغال بالمظاهر باتجاه التركيز على المضامين، (هو صيرورة تاريخية اجتماعية، تلامس بالدرجة الأولى البنى الأساسية والجوهرية في العملية الاجتماعية بأسرها، فأسس التحديث المجتمعي لا تستورد من الخارج الثقافي والحضاري، وإنما تنبثق انبثاقا من الذات والواقع المجتمعي)

قضية ثقافية
محسن جلالة -

ذلك أن التنمية في فلسفتها العامة لا تعدو أن تكون قضية ثقافية، ولا يمكن بحال اختزالها في زيادة عدد المصانع، أو الآلات، أو وفرة الإنتاج، وزيادة الاستهلاك، وإنما هي قبل هذا وذاك (بناء للإنسان، وتحرير له، وتطوير لكفاءاته، وإطلاق لقدراته، كما أنها اكتشاف لموارد المجتمع، وطاقاته المدخرة، وحسن توظيفيها، وتسخيرها، وادخارها، في ضوء استراتيجية، ورؤية علمية للمستقبل، أو لعالم الغد)

وقود التنمية
هيام محمود -

وفي خضم كل هذه التفاعلات يظل الإنسان هو وقود التنمية، وغايتها في الوقت ذاته، ومشيدا للعمران البشري، ونتيجة للقفز على الإنسان كعنصر محوري في معادلة التنمية المنشودة، ظل مشروع التنمية والنهوض باهتا تطغى عليه المظاهر ويعوزه الولوج إلى جوهر المسألة (لأنه تم في نطاق أشياء الإنسان، وأدواته الاستهلاكية، على حساب الإنسان نفسه، والارتقاء به، كهدف نهائي للتنمية، ووسيلة فاعلة فيها) . إن المهمة الرئيسية بالنسبة للنهضة في العالم العربي هي الرفع من كفاءة الإطار البشري باعتباره المدير والقائد لعملية التنمية والفاعل الرئيس فيها.

التعليم
هند حسين -

وتكون هذه المشاركة أكثر ثراء وفاعلية حينما تعي ذاتها وتنطلق من واقعها وتتحاور مع الآخر من منطق فقه مفردات هذا الواقع. لأن غياب تحليل الواقع عند التطبيق أو عدم الانطلاق من الواقع أو من نتائج تحليله يؤدي إلى وجود خلل في بنية التطبيق أو بنية الواقع الجديد، ويتسع هذا الخلل ويضيق بقدر أهمية العناصر النفسية والثقافية والاجتماعية والتاريخية التي يتضمنها الواقع القديم، وكذلك بقدر موضوعيتها وقوة تأثيرها ودورها في صياغة نموذج الحياة اليومية للبيئة المحيطة بالتطبيق

اطار تنمية المجتمع
هالة الشتيحي -

التعليم في كل أمة هو الإطار الذي يسهم في تطوير قدرات المجتمع العقلية والفكرية، ويهيئ الإنسان للنهوض بأعباء التنمية، والاستثمار الرشيد للموارد المتاحة في تنفيذ البرامج والخطط التنموية) وعلى هذا فإن مشاريع التعليم والتثقيف الاجتماعي، لا تعد مشاريع استهلاكية، بل هي من صميم العمليات الإنتاجية، لأنها تتجه لبناء الإنسان وهو الرأسمال الحقيقي لأي مجتمع

هدف التنمية
هبة حسين -

إن الهدف الرئيسي من عمليات التنمية هو الإنسان، وعلى ذلك فإن التعليم والتدريب من الوسائل الفعالة، التي لا غنى عنها إذا ما أريد للتنمية أن تحقق أهدافها، ويكون الإنسان قادرا على استيعاب إنجازات التنمية . لعل معركة النهوض التنموي تحتاج إلى إنسان مزود بطاقة وفيرة من العلم والمعرفة، حتى تكون له القدرة على تحمل تبعات هذه النهضة بكل ما تقتضيه من تحديات، فلم يعد امتلاك الثروات، وتكديس المعدات هو المؤشر الوحيد المقبول لتصنيف الدول عالميا على سلم التطور والرقي، بل باتت القدرات العلمية ومهارات التحكم في أحدث مخرجات العلم هي الرهان الذي يحكم السباق الدائر بين الدول على النطاق العالمي. لأن المعرفة باتت في زمننا هذا تشكل السمة البارزة للعصر الكوني الراهن، إنها هويته الأساسية ولا يمكن تصوره بمعزل عنها، استطاع بها اكتساب دلالات وتحولات كثيرة لها انعكاساتها على كل مجالات الحياة المختلفة، لما لها من علاقة عضوية بالتنمية الإنسانية، إذ أنها أحد المكتسبات الأساسية للبشر، يتم بها بناء قدراتهم، وعظيم رخائهم، ولكونها أيضا عنصرا أساسيا من عناصر الإنتاج، ومحددا أساسيا للإنتاجية، تتبدل بفعلها مصادر المزايا النسبية التقليدية، من كثافة نسبية في الموارد، إلى كثافة نسبية في المهارات والمعرفة الفنية والابتكارية والتقانة المتطورة

ممدوح داغر
يارا أحمد -

النهضة سيرورة شاملة ومنظومة متكاملة متداخلة العوامل، ولذلك فهي بحاجة ماسة إلى إدراك عميق لأبعادها ومراميها، ومنطلقاتها، حتى يتم بناء الخطط ورسم التوجهات الكبرى لها بناء على تصور سليم وفهم مستقيم، لاسيما على مستوى صناع القرار من القادة السياسيين الذين يضعون حجر الأساس لهذه النهضة ويعطون إشارة الانطلاق لأعمالها، وينشرون دواعي الوعي بأهمية المشاركة الجماهيرية في صنعها، غير أن (مشكلة دولة النخبة أنها تعتقد أن التحديث يحصل مرة واحدة وإلى الأبد، بينما هو حاجة دائمة يحصل باستمرار، ويعبر الزمن من محطة إلى أخرى كعملية تطويرية داخلية، ما إن ينتهي من دورة حتى تبدأ أخرى، وتعتقد دولة النخبة أن شرط نجاح التحديث هو أن يتم ضد المجتمع، بينما الواقع التاريخي يؤكد أن التحديث لا يتم إلا بواسطته)

اشراك المواطن
وسام زهدي -

إن المجتمع لا يمكنه التطور والنمو في الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، دون تهيئة الكوادر البشرية، المدربة على أصناف الخبرات والمهارات والكفاءات، وزجها في المؤسسات الإنتاجية، والخدمية والاجتماعية. وإدارة مؤسساته البنيوية وفق الأساليب العلمية الحديثة التي تضمن تقدمه ورقيه

المرونة السياسية
نجلاء الرفاعي -

تعد المرونة السياسية، وغياب التسلط والاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي والقهر الثقافي من أهم المستلزمات التي تهيئ للنهوض التنموي على مختلف الأصعدة الحياتية في المجتمع.

تعزيز القيم
حليمة عزيز -

لابد من تظافر الجهود بين مختلف القطاعات الفاعلة والمؤثرة في المجتمع من أجل تصحيح الخلل القيمي الذي أضحى يسيطر على الوعي الجماعي تقريبا، حيث أخذت قيم العمل والانتاج تتوارى لتحل محلها قيم الاستهلاك التفاخري، والربح السريع على حساب قيم المواطنة والمسؤولية الاجتماعية، ويمكن (زرع القيم والتوجهات المطلوبة في نفوس النشئ من خلال المناهج والنشاطات المدرسية والجامعية. إن المادة التي يقدمها الكتاب والممارسة التي يتيحها النشاط يمكن أن تقوما بدور كبير في غرس قيم وخلق اتجاهات مطلوبة، إذا تم إصلاح المناهج وتقويم البيئة المدرسية، وتم التأكيد على ضرورة تلازم العلم والعمل وارتباط المدرسة والجامعة بالمجتمع، والحرص على ممارسة النشئ فضلا عن تعليمه العمل والإنتاج من خلال احترام جميع المهن واعتبار قيمة العمل المنتج مصدر كرامة الإنسان والقيام به مصدر الحقوق كافة. ويمكن ترسيخ قيم إيجابية تجاه العمل مثل احترام قيمة العمل بصورة عامة، واليدوي منه بشكل خاص. ولكن ليس من خلال الوعظ والإرشاد بل من خلال جعله جزءا من حياة المدرسة يمارسه أساتذتها وطلابها ويدرسون سبله وإمكاناته في الوقت نفسه. ويجب أن تكون دراسة إمكانات القيم والتوجهات المطلوب ترسيخها محور الكتاب، وكيفية ممارستها منطلق النشاط، وشروط غرسها واحترامها هدف المنهج) (19). كما لا يجب أن نتغاضى عن الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام، ولاسيما في أيام الناس هذه حيث تعد من الآليات المؤثرة في المجتمع، مما يستدعي توظيفها بالقدر الذي يساهم في تعزيز بعض القيم الإيجابية وتنمية الاتجاهات النهضوية، وعليه فالضرورة تقتضي التوجه صوب الإعلام وتوظيفه بمهارة فائقة في البناء التنموي وتوسيع درجة الوعي النهضوي لدى أبناء المجتمع، (إن الوظيفة الراهنة للإعلام، والتي لا تتعدى التسلية، وتجميل الصورة الرسمية، لابد أن يعاد النظر فيها ولابد أن يوظف الإعلام من أجل رفع المستوى الثقافي، وتغيير العادات الضارة وبلورة نسق إيجابي للقيم الاجتماعية، وتوجيه الإنسان نحو الإنتاج، وإتاحة وسائل النمو الذاتي وربط الفرد بمشكلات مجتمعه، وحماية ثقافته، وصيانة مقومات هويته العربية الإسلامية، فضلا عن توعية الإنسان بالمتغيرات المعاصرة، وتبصيره بالتحديات المحيطة به)

مستقبل النهضة والعولمة
كريم محسن -

الإنسان في كل عصر ومصر هو مفتا ح التقدم أو التخلف، ولذلك يتجه الاهتمام صوب الارتقاء بقدرات الإنسان وتطوير مستوى أدائه حتى يصبح أكثر كفاءة في التخطيط والتنفيذ، وأقدر على تحقيق تطلعات المجتمع إلى النهضة والتقدم. لذا أصبح الإنسان وحده هو القوة الوحيدة، التي إذا استثمرت أفضل استثمار تصبح هي الآلية القادرة على صنع التنمية. ذلك أن الإنسان الذي يملك من معارف وجهد عقلاني، وبتوجهات سياسية وطنية– عالمية يملك فرض الإرادة في أركان القرية- مركزها وتوابعها-ومن هنا يصبح التعلم والتعليم هما الإطاران الحاكمان للبقاء الحضاري والتنمية المتواصلة ().وفي ظل عصر حافل بالتحديات، فإن قدرة الإنسان في قراءة واقعه وتحليل غوامضه والحكمة في التعامل معه برؤية متبصرة هي التي تحدد نتيجة سجاله مع موجات العولمة المعاصرة التي تتضارب بشأنها الرؤى والطروحات. مع كل هذا أصبحت العولمة واقعاً يجب التعامل معه بقوة، وقدرة على امتلاك آليات المنافسة، التي هي الإطار أو السياج الحامي لمكان الدول على الخريطة الكونية المزمع تشكيلها

االصراع على البقاء
هناء حمد الله -

ولن تتأتى لنا المنافسة والتواجد الموهوب على الساحة العالمية إلا بتقوية الجبهة الداخلية وجمع الشمل قصد بلورة رؤية موحدة، وامتلاك ناصية العلم والتحكم في التكنولوجيا والإسهام في حركية الإبداع وصنع التميز، لأن الإبداع هو أساس التنمية، ورهان الاستقلالية وفرض الوجود. إن القارئ للتاريخ يجد أن كل لحظة من لحظاته كانت تُختزل في الإرادة الفاعلة والمؤثرة في غيرها من القوى (فكل لحظات التاريخ الإنساني كانت كونية أي أنها تشمل عولمة عصرها الفاعلة إيجاباً وفعلاً، وتعود إلى من بيدهم الأدوات التي تمكنهم من فرض خصوصيتهم على الآخرين لتكون عاماً وهي تشمل عولمة عصرها المنفعلة سلباً وانفعالاً، وتعود إلى كل من يستسلم لهذا الفرض تسليم اندماج أو تسليم هروب إلى الخصوصية، إذ الصراع الوحيد الممكن في التاريخ الكوني كان ولا يزال الصراع بين ضروب العولمة، أو إن شئتم بين الصور النموذجية للإنسان في الحضارات المختلفة، أي النماذج التي تسعى الحضارات إلى تحقيقها في التاريخ وتلك هي طبيعة الحضارة. والمعركة اليوم هي بين النموذج الاستخلافي الذي نمثل بذرته التي لم تكتمل بعد، والتقاء النموذجين الأدنى منه والأسمى المزعومين، أعنى التقاء الشرق الأقصى والغرب الأقصى)

نمط الحضارة والتقدم
سعد الرفاعي -

(والتطوير الحضاري للمجتمع موقف من الحياة، ونمط سلوكي في الاستجابة للتحديات، وآلية تكييف في إطار المنافسة وصراع الوجود، والتكيف فعل اجتماعي إنتاجي مادي ومعرفي نحو هدف صاعد للانتقال بالمجتمع من مستوى أدنى إلى مستوى أعلى للطاقة والفعالية والتعقد والفهم والإبداع وفرص الاختيار، أو هو إجمالا الإنجاز في إطار معايير حضارة العصر)

البذل والعطاء
فاتن لاشين -

ولاشك أن المعركة الدائرة رحاها في الظرف الراهن تتطلب مزيدا من الصمود في مواجهة حضارية حامية قوامها النفس الطويل وعدم استعجال النتائج، وتأمل المستقبل بعين حالمة ويد عاملة وفكر متوقد ووفير البذل والعطاء، ذلك أن (الثورة الحقيقة في العصر الجديد...هي ثورة النفس الطويل، ودون ثورية النفس الطويل لن يحدث تغيير حقيقي، بل مجرد طفرات مؤقتة، وتغييرات لا تلبث أن تزول)

الهوية العربية
نهى دراج -

ولن يتحقق فعل الإنجاز في أرقى صوره إلا من خلال رأس المال البشري، باعتباره الركن الركين في أي مشروع نهضوي مثمر، (ولعل أرقى أشكال رأس المال الإنساني، ما يسمى برأس المال الثقافي، الذي يمثل جماع المعرفة ومعين الهوية والخصوصية الإنسانية لطائفة من البشر. ويكتسي رأس المال الثقافي أهمية خاصة في حالة مجموعة البلدان العربية التي يمكن أن تحول الجوانب الإيجابية من إرثها الثقافي المشترك إلى عامل نهضة وعزة، وبالذات على خلفية صدام الحضارات في عصر العولمة)

وصلت مجاملتك لكن لم تقنعنا بقناعاتك
عراقي متبرم من العنصريين -

أي أجزاء أربعة للإكراد تتحدث عنها يا أستاذ؟ وأي نجاحات نجح فيها هذا الأمّي الفاشل حاكم أربيل الذي شظّى قومه أكثر مما هم متشظّون وزَرَعَ الحقد بين بعضهم حتى قتل الأخ أخاه، وزرعه بينهم وبين جميع مَن حولهم من الشعوب بل وألّب أعداءهم عليهم بهدف التسلط عليهم وفرض حكم العائلة الواحدة وتكريس مبدأ الوراثة في الحكم واستئثار وتداول ثروة قومه بين أفراد عائلته وحفنة من الذيول النفعية الانتهازية التي باعت ضمائرها ومبادئها لملء جيوبها دون سائر قومها؟ أهيب بك يا أستاذ أن تأكل ثرثرة فارغة بعقلك حلاوة، وإياك أن تتحدَّث إلاّ بموضوعية تحترم من خلالها عقل ومعلومات القارئ كما أُجِلّك أن تنسى أو تتناسى قضيتك المصيرية الأولى فلسطين التي لايؤمن بها هؤلاء الذين تكيل مدحك لهم؛ ألا ترى شدة ارتماء هؤلاء في أحضان العدو الأول لجميع شعوب المنطقة هذا العدو الذي هو الآن بصدد ابتلاع جزء عزيز على قلبك وهو غور الأردن، اسمه غور الأردن يارجل وليس غور إسرائيل؟؟؟؟!!!!! هؤلاء لايرضون بأقل من تفتيت العراق وكل دول المنطقة بما يقوّي هذا العدوّ الغاصب علينا، أليس كبير هذه العائلة ملاّ مصطفى البارزاني والد القابع في اربيل هو مَن نحرَ الذبائح عام ١٩٦٧ عندما انتصر الكيان الصهيوني على العرب أم غيره؟ أما قرأت تعليقات هذا المستشار الذي تبادله الود والتي كررها هنا في موقع إيلاف بأنه يفضّل أن يحكمه صهيوني على أن ييحكمه عربي، أم هل غاب عنك تفاخره بسرقته لنفط العراق ولعبه بحكومة بغداد وخزينة بغداد واستئثاره بأموال قومه؟ هل لاتعرف أن شمالنا العراقي الذي جعلوه إقليماً عنصرياً لهم كان منطلقاً رئيسياً لاحتلال الغرب الصهيوني لبغداد وتدمير البنية التحتية للعراق ولا زال وأنّ ماتراه من بنية تحتية سالمة في الإقليم ليس من صنع هذا الصنم المتورّم بل لاستثناء قوات الاحتلال من تدميره؟ أم تريدني أن أذكّرك بقول المتنبي ((أعيذها نظراتٍ منك صادقةً ــــ أن تحسب الشّحم فيمن شحمه وَرمُ))؟!

100 سنة من الجرائم ا لبشعة من كيان الحجي سايكس والشيخ بيكو
Rizgar -

Well said...Thanks

المعلّقون الجدد
ديك الجن -

ماشاءالله ماشاءالله معلّقون كثيرون كلما طلع علينا السيد إسميك بمقالة جديدة لم نعهدهم من قبل في إيلاف، هجموا مرة واحدة كهجمة رجل واحد، تعليقاتهم عبارة عن فقرات تصبّ في معنى واحد وكأنهم نهلوا من مقالة واحدة طويلة أخذ كل منهم بفقرة منها، أين معلقو إيلاف بل أين معلقوا إيلاف من الأكراد الذين كان من المفروض أن يدلو بدلوهم في هذه المقالة التي تخصّهم، أين مستر فول وبسام عبد الله وعدنان إبراهيم وخوليو وبرجس ورزكار ومضاده ومضاد مضاده، هل هم في إجازة أم أنهم فقدوا بين ركام تفجير بيروت أو أصيبوا لاسمح الله بفايروس كوفيد ١٩. هل عندما تعلق دعاء وهبة وغدير ومرام وحلا وأحلام وسندس وسوسن وخديجة وأمل وحلا ومروة وناهد ومنى ونانسي ورانيا وهناء وهالة وياراونهى وسهى وسعاد وسعدية وميثاق وتاليدا تهربون؟ يعني تسيبو الساحة بيد نسوانها، والله لقد صدق الشاعر عندما قال فيكم ((راحت رجال الحامض السّماقِ ــــ وظلّت رجال البلعصا تنساقِ))!

رد على تساؤل الشبيح ديك الجن
بسام عبد الله -

كانوا في عصر الكهرباء يشبهون عقل الإنسان باللمبة فمنهم من لمبته تكون مشتعلة دائماً كالعلماء ومنهم من تضيء أحيانا وتنطفيء أحياناً كالعقلاء ومنهم من تبقى منطفأة دائماً كالجهلاء لأن هناك من يفكر عنهم ودورهم ينحصر بالتهليل والتصفيق وعبادة البشر من بعض الأقليات الدينية والعنصرية الحاقدة ومطبلي السلاطين وشبيحة الأنظمة القمعية العسكرية والملكية والخمينية. أما مقالات السيد حسن فلا تحتاج لتعليق ولا لتصفيق لبؤسها وشبه إنعدام أهميتها، لأنه أشبه بالممثل الناشيء على المسرح الذي يصفق لنفسه أو يوزع تذاكر مجانية على أولاد خالته ليصفقوا له، وأي تعليق مهم سرعان ما يختفي بين التعليقات المستنسخة ويضيع كما سيحصل لهذا التعليق الذي لا يعجب البعض من اللي بالي بالك.

المعلقون الجدد
دجاجة الجن -

مبروك عليكم المعلقون الجدد من الهوانم .... و ماله خلى الساحة لهم شوية .... الحقيقة المعلقين الكورد لا يهربون ، ولكن بعض المقالات لا تهمهم امرها لانها عن مواضيع بعيدة عن اهتمامهم مثلا ::: الشباب العربى و مشاكلهم و كيفية اعدادهم و المثقف العربى و لماذا العالم يتقدم و العرب لاء (مع انه يعرف الجواب الصادم و لكن يخاف يقوله كما كثير من الاخرين من الاعراب ) ، المهم هذه المقالات ليست لها علاقة بالشعب الكوردى ، الاعراب حرين فيما يعملون بانفسهم و شبابهم ، هذه ليست مشكلتنا و لا نقراء هكذا مقالات اصلا ... المهم ان يتركونا و شاننا ايضا . و المقالات التى نقراءها لنرد عليها هى التى تكتب عن الكورد و كوردستان اما لشتمهم و الغلط عليهم او يمدحون بغباء و يمزجون السم و العسل : يقولون شئ حقيقى كى يقللون من قيمته بعد ذلك او يعكسوها .... و كثير من خزعبلاتهم و حيلهم .... و انا شخصيا يعجبنى افحامهم بنشر الحقائق التاريخية و الجغرافية و الاجتماعية و السياسية و...و...و...و...... و الغريب انهم مضحكين كوميديين جدا يكتبون مقالة ركيكة مليئة باكاذيب هم يلفقونها و يستنسخونها مرة بعد مرة .... نفس الكلمات .... نفس الشتائم .... نفس الافكار المنحرفة !!!!!.... و انا اضحك فى سرى او حتى مرات قهقهة حقيقية .... لاننى ادرك انه يحترق داخليا و لا يستطيع الا ان يكذب كى لا ينفجر .... فيضحكنى جدا باكاذيبه الساذجة و بدون اساس علمى . و بصورة عامة لا يوجد كثير من الوقت لقراءة كل شئ و البركة فى كوفيد 19 .