فضاء الرأي

وسط التسوية الاميركية الفرنسية مع حزب الله

الاستقالات الفردية " اللهم أنا".. وبكركي تكرر الخطأ وتخذل لبنان!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تتوالى أسماء القافزين من المركب الغارق تباعاً وسط تهليل شعبي وتعظيم وتبجيل، بينما يكيل الناس الشتائم بمن يتحملون أصعب المواقف مطالبين بإصلاحٍ حقيقي أملاً بالتغيير الجذري.

عجيب أمره هذا اللبناني، إنفجار "بيروشيمي" لم ينقذه من ضياعه، لم يُحدِّد بوصلة نضاله. إنه عالق بهوة أعمق من فجوة نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت.

هذا اللبناني الذي بكى دمار عاصمته، وناشدها "أن تقوم من تحت الردم"، هو نفسه الذي عاث فيها خرابا وتكسيرا خلال احتجاجاته، بينما يستمر اليوم بمهاجمة جميع المسؤولين مساويا بين الجلاد والضحية، بين السلطة المستقوية بالخارج والذين يدفعون ثمن تصديهم لمؤامرات خارجية.

وكأن العقم الفكري مرض لبناني كالحقد، وكأن الذاكرة القصيرة آفة لبنانية عصية إلا على قلة من العقلانيين المخنوق صوتهم وسط النشاز..!

ها هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ نظيره الأميركي "دونالد ترمب أن فرنسا تعتقد بوجود أدلة كافية لافتراض "أن انفجار مرفأ بيروت المدمر الذي وقع يوم الثلاثاء كان (حادثا)".

سمع اللبنانيون صوت الطائرات، لكن آذان المعنيين صُمّت، فطُمِسَت الحقائق، أولاً لأن اسرائيل لا تستطيع تحمل تبعات الضربة بحجم الاضرار والدمار الذي وقع. فهذا قد يورطها في محكمة الجنايات الدولية بتعويضات قد تصل لمليارات الدولارات، وسيُكلفها غضبا دوليا بسحب السفراء منها.

وثانياً لان حزب الله لا يستطيع اتهام اسرائيل بهذه الضربة وهو لا يجروء على الرد عليها إلا "في التوقيت والمكان المناسب". ناهيك عن اضطراره للتهرّب من مسؤولية تخزين نيترات الأمونيوم!

ما يعني أن "الضربة طلعت براس الناس" في انتظار ركوب التسوية على حسابهم! نعم، فالنائب محمد رعد نائب رئيس كتبة الوفاء للمقاومة شارك في الاجتماع مع ماكرون، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أطل بخطاب هادئ تبرأ فيه من حادثة المرفأ ولم يتهم العدو الاسرئيلي!

وبالتالي، ستتم التضحية بعدد من الرؤوس باتفاق بين العهد وظله على ضمانة أن "لا حرب مع اسرائيل، تثبيت هدنة 1949، وتطوير القرار1701 على أن تبقى وظيفة السلاح دفاعية"، وهو مايردده نصرالله منذ سنوات!

على ما يبدو، التسوية أصبحت على نار هادئة، بينما برز موقف الصرح البطريركي من الكاردينال "الراعي" مطالبا باستقالة الحكومة غاضاً النظر عن فساد العهد وموبقات انحيازه، محملا الحكومة تبعات "زلزال المرفأ"، وقاطعاً فرصة التغيير الجذري من رأس الهرم. تماماً كما حصل في العام 2005 يوم قرر المشاركون بالثورة المليونية _بُعيد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الشهيد رفيق الحريري_ إكمال طريقهم إلى بعبدا لاسقاط الرئيس الأسبق إميل لحود آنذاك، فتصدى لهم موقف "بكركي"!

وسط غضب الناس، يقف رؤساء الكتل الكبرى أمام مشهد تناثر الاستقالات الفردية التي تُسجّل المواقف مع الثوار فرادة وتمايزا دون أدنى حسابات لنتائج استقالاتهم! فهم بلا شك يكسبون التصفيق والثناء، بينما يحسب الحريصون بوزن كتلهم ألف حساب قبل التخلّي عن مسؤولياتهم. لأن الأهم هو عدم تسليم السلطة التشريعية لفئة واحدة تملك الأكثرية فتتفرد بصياغة قوانين تؤمن لها التحكم بمصير البلاد والعباد.

فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي طالب بلجنة تحقيق دولية، لا يثق أيضاً بالعهد برمته. وحين سُئِلَ عن جبهة معارضة مماثلة بمرحلة ثورة الأرز، وضع الطابة بملعب القيادات المسيحية و"بكركي" التي تغاضت للمرة الثانية عن مطلب الشعب اللبناني وحرمته مجددا من حلم التغيير تمسكاً بموقعها الماروني المقدس في سدة الرئاسة!

وعليه، يبقى لبنان بين فكّي القداسة والطائفية لقمة سائغة يحاول الشعب سحبها دون قيادة حكيمة. ودون برنامج عمل، فيستمر نضاله المتصدّع تحت شعاره الجائر "كلن يعني كل" في مكابرة مزعجة من المدسوسين الحاقدين حتى على مواقف الزعماء الداعمة للحراك الشعبي الذي لم يحقق منذ انطلاقه في 17 أوكتوبر من العام 2019 ليومنا إلا التكسير وكيل الشتائم للزعماء اللبنانيين!

"الشعب هو مصدر السلطات، فلنذهب الى إنتخابات نيابية مبكرة وفق قانون لا طائفي. وهذا يحتاج الى حكومة حيادية لفترة محددة تُشرِف على هذه الإنتخابات." هذا ما قاله أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن الذي سأل: "هل نكتفي بتغييرالحكومة والمجلس النيابي فنتوهم بتغيير السلطة؟ أليس لهذه السلطة رأس هرم؟ وهل رأس الهرم هو من المحرمات والمقدسات؟" وهو ما يُذكِّر بتجربة عدم إقالة الرئيس الماروني في العام 2005 وسط تمسك الكتل المسيحية بشخص الرئيس رغم اعتراضهم على أدائه، خوفا على الموقع المذهبي المقدس!

وعليه، فإن سيناريو الاستقالات غير المدروسة يُدمر ولا يُعمِّر. لأن الاستقالة بدون تشكيل جبهة معارضة لن تُفرِغ مجلس النواب من صلاحياته، بل ستُعزز صلاحيات فريق الأكثرية الحاكم، وتمنحه فرصة احتكار التشريع لصالحه، وبالتالي، فإن استقال النواب المعارضون وعددهم 55، فإن المجلس سيحضَّر لانتخابات فرعية.

واذا عاد النواب المستقيلون وترشحوا، فالمعارضة ستحصل بأحسن الأحوال على نفس عديد المقاعد وهي 55.
وفي حال لم تترشح المعارضة مجددا، ستحصل الموالاة الحاكمة على اغلبية المجلس. وهنا يكمن الخطر الكبير على لبنان. لأن حصول الموالاة على ثلثي اصوات المجلس يعني امكانية تعديل الدستور. وهو ما يشكل خطر إجراءات تعديلات أهمها:

1- التمديد لولاية رئيس الجمهورية الحالي. وأيضاً تمديد ولاية مجلس النواب

2- تشريع سلاح حزب الله نهائياً رسمياً كما هو حال "الحشد الشعبي العراقي".

بالاضافة إلى عدة تعديلات تُمكنّهم من الاستيلاء على كافة مقومات االحكم عبر التعيينات المزاجية في وظائف الفئة الأولى والثانية في الدولة اللبنانية!

رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط قالها اليوم: "المطلوب هو تقصير ولاية مجلس النواب والعمل على قانون لا طائفي يسمح للشباب الذين هم في الساحات بالوصول الى المجلس وان يشاركوا بالحياة السياسية وان يبنوا عقدا اجتماعيا سياسيا جديدا بين اللبنانيين".

أما الحكومة، فستهرب باستقالتها من محاسبتها وطرح الثقة بها في مجلس النواب!

فهل يدرك اللبنانيون أن الاستقالات الفردية، استعراضية عبثية تُفرغ مطالب الناس من إمكانية تحقيقها؟

في المحصلة، لبنان يحتاج لقرار جريء من بكركي والقوى المسيحية، لكنهم للأسف على تضاد مواقفهم يكررون الخطأ التاريخي بعدم اسقاط رئيس الجمهوربة الماروني وبالتالي، سيسقط رئيس الحكومة السني ويبقى النظام الطائفي المهترئ_ كما جرت العادة!

للأسف الاستقالات الفردية تحصل تحت شعار اللهم أنا، وبكركي تكرر الخطأ وتخذل لبنان!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكراً لكِ فقد كفيتِ ووفيتِ
ديك الجن -

نعم، انتخابات، وانتخابات حرّة نزيهة يرعاها لبنانيون أصلاء، استهداف حزب الله لاينفع اللبنانيين ولبنان في شيئ، اقتراح حسن نصر الله بأن يتولى الجيش اللبناني التحقيق دليل على استعداده لأن يكون جيش المقاومة جزءاً من جيش لبنان، بالطبع إسرائيل وحلفاؤها وعملاؤها لايرحبون بهذه الخطوة لأن الجيش اللبناني سيكون أقوى من جيوش المنطقة العربية مجتمعة وعندها سيكون لبنان في مأمن ستحسده كل الدول العربية مجتمعة. إسرائيل تهدف دائماً إلى أن تكون جميع الدول التي من حولها منزوعة السلاح أو محدودته أو تعتمد كلياً على قواعد عسكرية على أرضها لأن تواجد جيش مقاوِم لتمددها وعدوانها على حدودها مع دولة عربية لايدعها تنام رغداً علاوة على أنّ من بنود صفعة القرن غير المعلنة التهام مالايقل عن نصف لبنان.

لبنان وذئاب الجبل
فول على طول -

لبنان الذى كان سويسرا أو فرنسا الشرق كان موضع حسد وطمع وغل من ذئاب الجبل المحيطين به وأقصد الدول العربيه والاسلاميه ..السبب معروف للجميع أن لبنان بلد الكفار ورئيسها كافر وبها رئيس سابق وديمقراطيه وحرية صحافه وثقافه وأزياء وفن الخ الخ ..كيف يكون بهذا الشكل وسط بلاد المؤمنين ؟ هى مثل الفيلا وسط الأحراش كما قال سيدنا شارون رضى الله عنه عن اسرائيل وسط العرب ..المهم تكاتف أعداء الحضاره والانسانيه على لبنان وكانوا السبب فى تقسيمها طائفيا ومذهبيا - أهل السنه والجماعه هم من بدأوا بهذا ..ولجأ الجناح الأخر من خير أمه الى ايران ..واحتمى الدروز بسوريا ..والمسيحيين لهم رب يحميهم ولا مانع من الاستعانه باسرائيل - كانت لبنان تحت السيطره الكامله لعائلة الأسد ..ولما أجبر على مغادرتها تم تسليمها الى الولى الفقيه ..ولا ننسي أهل السنه والجماعه عندما أرادوا توطين الفلسطينيين فى لبنان وكانوا السبب فى الحرب الأهليه التى كانت بداية خراب لبنان ومن يومها لم تستقر الأوضاع - بهذا التقسيم الطائفى والمذهبى تعوم لبنان على صفيح ساخن جدا . أهل السنه والجماعه أيضا هم من باركوا ل حسن نصرالله على امتلاك لبنان ولكن بعد تضارب المصالح بدأوا يرفضون حسن نصرالله - على استحياء عند الكثيرين بناء على انصر أخاك - هذه هى لبنان وما صارت عليه ...هل الحلول ممكنه ؟ بالتأكيد لا . الحقيقه أرى أن كل منطقتنا المنكوبه ترفل فى الحروب والدماء ولن تستقر أمورها .. بل القادم أسوأ من فوضى الربيع العربى والأيام بيننا .

لا أحد برئ فى لبنان ..كلن يعنى كلن
فول على طول -

لبنان بلد طائفى بامتياز واتولد هكذا . الذين أمنوا أينما يحلون يحل الخراب المستعجل كما قال المؤرخ الشهير ابن خلدون فى مقدمته الشهيره . والمسيحيون فى لبنان يدافعون عن وجودهم ولا مانع من الاستعانه باسرائيل أو الجن - الجن المؤمن أو الجن الكافر - لأنهم يرون مصير المسيحيين من حولهم فى بلاد الذين أمنوا ..ومن لا يرى الشمس فى رابعة نهار أغسطس فى مصر فهو أعمى . ومن أكل الثور الأبيض والأحمر سوف يأكل الثور الأخير مهما كان لونه ..والانتخابات الفرديه فى لبنان أو فى بلد مؤمن لن تعدل الأحوال بل بالعكس حيث أن أصحاب الأغلبيه العدديه سوف يلتهمون الكعكه كلها ولن يتركوا شيئا لأحد ولن يتنازلوا عنها بعد ذلك أبدا - هكذا الديمقراطيه فى بلاد المؤمنين - مما يؤدى الى ضياع حقوق بقية مكونات البلد ..أعتقد أن الطائفيه تحافظ على حقوق الأخرين الى حد ما ...طبعا أنا ضد الطائفيه والمذهبيه ولكن فى بلاد تصلح فيها الانتخابات الحره وهذا لا يتوافر فى بلاد المؤمنين ...الانتخابات فى بلاد المؤمنين لها ديانه واحده ..بل مذهب واحد . انتهى - لا أمل فى بلاد المؤمنين ابنتى العزيزه طالما ترضعون نفس الثقافه ونفس التعاليم .

مَن الذي سَنَّ النظام الطائفي في لبنان يافول؟
ديك الجن -

هل لاتعلم بأنّ أولى المجازر التي حصلت في لبنان فجّرها الموارنة الإقطاعيون عام ١٨٤٠ على الدروز المغصوبة أراضيهم وحقوقهم من قبل الموارنة وهل لاتعلم بأن من كان يدعم الموارنة في ظلمهم هم الفرنسيون وقد دخل البريطانيون المتنافسون على بلداننا خطَّ المواجهة فسالت الدماء أنهاراً ، وهل تعلم بأن نظام المحاصصة كان يُدعى المتصرفية حيث قَسَّمَ هذا اللاعبان لبنان إلى منطقتين وبقي هذا النظام التحاصصي ليكون أساساً في إشعال شرارة الفوضى الدموية في لبنان طيلة ثلاثين عاماً يغذيها غربك الصهيوني حتى تُوِّجت برعايته في الطائف عام ١٩٨٩ بما سمّي اتفاق محاصصة الطائف الذي لازال اللبنانيون يعانون منه، هذا النظام الذي وجده غربك الصهيوني أفضل وسيلة لتمزيق بلداننا حيث كرّرَتْه أمريكا في العراق بواسطة الصهيوني بريمر وقد شاهدنا جميعاً كيفية معاناة العراق منه ولا زال؟ ستقول لي يافول: أنا أؤمن بنظرية المؤامرة وإنّ لدينا نحن المسلمين (الذين آمنوا) استعداداً لهذا النظام طيب ماذا عن إخوتك المسيحيين وعلى رأسهم الموارنة الإقطاعيين ناهبي ثروات لبنان المخضبة أياديهم بدماء الدروز والمسلمين، وهذا مايتكرر في العراق حيث دعم الغرب الصهيوني للأكراد الذين تنصّلوا عن دينهم فأصبحوا موارنة العراق بامتياز لنهب ثروات العراق وتمزيقه؟