كتَّاب إيلاف

معضلة السيادة في المنظور التوسعي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في القانون الدولي هناك ما يعرف بالحقوق الأساسية للدول، وجميع الدول تتمتع بهذه الحقوق باعتبارها لصيقة بوجودها وأساساً من أسسه، وهذه الحقوق هي التي توفر للدول مقومات "الشخصية الدولية"، وبالتالي فهي غير قابلة للالغاء ولا يمكن التنازل عنها، ومن أبرز هذه الحقوق "حق السيادة"، الذي يعني سلطة الدولة على اقليمها بما فيه من أرض وشعب وموارد، والحفاظ على السيادة حق مطلق للدول تنظمه القوانين والمواثيق والأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وللدول مطلق الحرية في ممارسة حق السيادة ما لم تسىء أو تضر بالحقوق السيادية للدول الأخرى، وأن تكون ممارسة حقوق السيادة انطلاقاً وارتباطاً بنصوص القانون الدولي وقواعده وبما تنص عليه تعهدات الدول والتزاماتها الواردة في المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي توقع عليها.

ولأن المقدمة السابقة تعتبر إشارة ارتأيت أنها لازمة للقواعد التي تحكم العلاقات الدولية، فإنني أوردتها لارتباطها بسلوكيات الأنظمة التي لا تكف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى ليس فقط باستخدام القوة الخشنة أو العسكرية، ولكن أيضاً من خلال منطق الهيمنة والوصاية المرفوض جملة وتفصيلاً في العلاقات الدولية، القائمة على الندية والتعاون ومراعاة المصالح المشتركة وحسن الجوار.

لذا استغرب للغاية حملة الهجوم اللفظي الممنهجة التي يشنها نظام الملالي الايراني وكذلك النظام التركي ضد دولة الامارات على خلفية القرار السيادي الاماراتي باقامة علاقات مع اسرائيل؛ فالرئيس الايراني الذي كان يتحدث قبل أيام قلائل عن دور إيراني الايجابي في منطقة الخليج العربي وأنها قدراتها العسكرية تمثل قيمة مضافة لجوارها الاقليمي، تخلى فجأة عن هذا الحديث وتمترس وراء نهج الوصاية والغطرسة الذي يمثل الأساس في فكر الملالي ورؤيتهم لجوارهم الجغرافي الخليجي والعربي، وقال إن دولة الامارات ارتكبت "خطأ فادحاً" بإقامة علاقات مع إسرائيل، وأضاف "نأمل أن يعودوا من هذا الطريق ونحذرهم من فتح الباب لإسرائيل في هذه المنطقة"، وتابع روحاني "في رأينا، هذا الفعل خاطئ، وخاطئ، ومدان" ويمثل خيانة للشعب الفلسطيني وللمسلمين والقدس.

الخارجية الايرانية من جانبها، اعتبرت الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي "حماقة استراتيجية من جانب أبوظبي وتل أبيب، ستكون حصيلتها بلا شك تقوية محور المقاومة في المنطقة"، بينما اتهم رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي بخيانة الشعب الفلسطيني، وقال "لا يمكن لمجاهد إسلامي ولا عربي فخور أن يخون فلسطين. فقط الجبناء يطعنون في الظهر"، بينما غرد الناطق باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني عباس علي كدخدائي قائلاً "إن هذه الخطوة تعني أن إسرائيل تحتل الامارات"!

في تركيا، أعلن السلطان رجب طيب اردوغان أنه يدرس قطع العلاقات مع دولة الامارات بسبب الاعلان عن اتفاق اقامة العلاقة مع إسرائيل رغم أن تركيا تربطها اتفاقات شراكة استراتيجية مع اسرائيل منذ أكثر من عقدين من الزمن!

فتركيا هي أول دولة ذات أغلبية إسلامية تعترف بإسرائيل، إلا أن النظام التركي يتخذ من القضية الفلسطينية مطية للتقارب مع العالمين العربي والاسلامي، ويستخدم في ذلك خطاباً لفظياً حاداً في ظاهره تجاه إسرائيل، لكنه يحرص على ابقاء كافة قنوات التعاون والمصالح الاستراتيجية قائمة بين الطرفين.

معضلة النظامين، الايراني والتركي" تكمن في عقدة تضخيم الذات التي امتلكت قادة البلدين واندفاعهما لتنفيذ مشروعات توسعية استعمارية الطابع، أحدهما يتخذ وجهاً طائفياً في الحالة الايرانية، والآخر وجه استعماري تقليدي يحاول استحضار رياح الماضي الكارثي، في علاقات العثمانيين بالشعوب العربية.

المحرك للنوايا والمحاولات التسلطية الايرانية التركية على قرارات دول المنطقة، التي يسعى قادتها من خلالها إلى الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لهذه الدول من خلال قرارات ذات طابع سيادي وتندرج ضمن ممارسة شؤون السيادة، وعبر بناء شبكة تحالفات وعلاقات تعاونية مع أطراف اقليمية ودولية ، المحرك لذلك هو نزعة الهيمنة والتسلط التي تحكم ملالي إيراني والسلطان التركي، وهي نزعة تتجاوز القانون الدولي وقواعد حسن الجوار، وتعكس معضلة هذه الأنظمة التوسعية في فهم حق الدول في ممارسة سيادتها الوطنية طالما لم تضر أو تسىء لمصالح الدول الأخرى.

لا يكف ملالي إيران والسلطان التركي عن ممارسة منطق الهيمنة والوصاية على بعض الدول الجوار العربي، بمختلف أدوات الضغط والإرباك التي تمتلكها الدولتين، ولكن الامارات لديها، قيادة وشعباً، من الثقة بالذات الوطنية والرغبة في الاستفادة من كل الفرص المتاحة لتوثيق التعاون البحثي والعلمي وتبادل الخبرات مع كل الدول، ما يجعلها تمضي من دون أن تلقي بالاً لمثل هذه المواقف العبثية التي تجافي العقل والمنطق والقانون الدولي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ورطات الذين أمنوا
فول على طول -

القضيه اياها لها ركنان أساسيان وكل منهما أصعب من الأخر ..الشق الأول هو الشق الدينى ...الذى لا ينطق عن الهوى ترك لكم تراثا مقدسا ومعينا لا ينضب من تعاليم الكراهيه وخاصه تجاه اليهود والنصارى وهذه أكبر ورطه وأكبر عثره فى موضوع القضيه اياها ..وال 52 دوله اسلاميه وجدوا أنفسهم فى زنزانة القضيه حتى الغير مقتنعين بهذا التراث لا يستطيعون الفكاك منها الا بشق الأنفس ..ومن يتجرأ ويخرج عن الشرع فالاتهامات جاهزه - صهيونى ..صليبى ..خائن ..مرتد ..كافر ..الخ الخ ..والا بماذا تفسر غضب الأفغانى والأندونيسى والمغربى والتونسي الخ الخ من اليهود - أو اسرائيل - والنصارى ؟ مع أنهم لا يجاورون اسرائيل ولا يوجد فى بلادهم يهود ولا نصارى الا ما ندر جدا ..انتهى - أما الركن الثانى من القضيه هو سياسي اجتماعى حربى ...من ناحية الحرب وميزان القوه لا تستطيعون القضاء على اسرائيل أو حتى مواجهتها حربيا ولا داعى من العنتريات وهذا معروف للجميع ..ولا تقدرون على تنفيذ الشرع الحنيف وهو القضاء على اليهود والنصارى وغزو العالم لأنكم لا تملكون القوه ...وفى نفس الوقت لا تقدرون على اقامة علاقات طبيعيه مع اسرائيل فى العلن بل لابد من كراهية اسرائيل وشتيمتهم ارضاء للمشعوذين والشارع الغوغائى ليس أكثر ....والجميع يعرف ذلك ولكن الكل ينافق الكل . ومن احدى تجليات القذافى - رحمه الله - فى مؤتر القمه بالأردن أعلن ذلك صراحة وقال : نحن لم ولن ولا نحارب اسرائيل لأننا لا نقدر على ذلك والحل هو دوله مشتركه بينهم وبين الفلسطينيين ويتم التعامل مع اسرائيل على أنها دوله من دول الجوار ..وبالطبع لا تقدرون على هذا الحل أيضا بسبب الشعوذات ..انتهى يتبع

تابع ما قبلة
فول على طول -

وتحول القاده العرب ونتيجة ثقافة الكراهيه المتراكم لاسرائيل الى مشعوذين وأكثر شعوذه من الشارع ..لا يقدرون على محاربة اسرائيل ولا يقدرون على اقامة علاقات طبيعيه معها ولابد من شتم اسرائيل فى العلن أى منافقين بامتياز ..وفى قصة " قريه ظالمه " للاستاذ الدكتور حسين كامل استاذ الجراحه قال : أن رجال الدين اليهود حاولوا قتل السيد المسيح لأنه يمثل صوت الضمير الانسانى والضمير الحى الذى فضحهم أمام الشعب وأمام أنفسهم ولذلك أرادوا قتل الضمير وصوت الحق الذى يفضح رئياءهم وكذبهم أمام الناس ..هكذا سمو الشيخ محمد بن زايد عندما أتفق مع اسرائيل على التعاون فضح الكذابين والمنافقين من القاده العرب والمسلمين ولذلك أرادوا اغتياله معنويا وتوجيه الاتهامات المعروفه لسموه الكريم ..بكل تأكيد فان سمو الشيخ حاكم الامارات رجل صادق مع نفسه ومع شعبه وأمام العالم ويفعل ما يؤمن به أمام العالم كله وبالطبع هذا يفضح المشعوذين والمنافيثن جميعا . رجل واقعى ولايخدع نفسه ولا شعبه ..يعرف أن اسرائيل حقيقه وموجوده وفى أرضهم قبل الاسلام والمسيحيه بقرون طويله جدا والسلام هو الخيار الوحيد وخاصة ليس له حدود مشتركه أو مشاكل مع اسرائيل بل هو أكثر شجاعه من السادات الذى عقد اتفاق مع اسرائيل مضطرا . تحياتى لسمو الشيخ ثاقب البصر والبصيره سمو الشيخ محمد بن زايد وللسيد عزيزى الكاتب سالم الكتبى

الانعزالية المسيحية القبطية اذ تصطف مع اليهود من باب كراهيتها للاسلام والمسلمين
متابع -

الانعزالية المسيحية القبطية اذ تصطف مع اليهود من باب كراهيتها للاسلام والمسلمين ، قتل الحاكم الروماني دقلديانوس 800 ألف قبطي عام 302م فما رموه بنقيصة ... وامنهم عمرو بن العاص رضي الله عنه على حياتهم وكنائسهم فرموه بكل نقيصة ! مشكلتهم مع الاسلام فقط وليس مع شئ آخر ، رغم احسان الاسلام اليها ؟! مشكلة الكنيسة القبطية مع الاسلام حالة سرطانية لا علاج لها الا بهلاكهم

عرب الردة الخليجيين وعناق الاقباط لهم ؟!
صلاح الدين المصري -

قبل 20 عاماً قالها :المفكر المصري والأستاذ الجامعي والناشط السياسي صبحي صالح - مسجون منذ ٢٠١٣ في سجون الانقلاب العسكري الذي يحمي حدود الكيان الصهيوني - قال اليهود فاوضوا الله في بقرة! فهل سيعطونكم دولةً و قدساً و قبلةً و مسجداً ومحراب؟! اما لماذا يمجد غلاة الارثوذوكس ومتطرفيهم في الكيان الصهيوني هل لأن العرق دساس ؟ لماذا يدافع ارثوذوكسي مثلك عن الغاصبين اليهود الا ان تكون من جذور يهودية معلوم ان الارثوذوكس استوطنوا مصراً من مصدرين من اليونان وعملوا في إسطبلات الرومان المحتلين لمصر او يهود قدموا من ارض كنعان وعملوا في مناجم المصريين وتمسحنوا بعد ذلك وهذا سبب كراهية الارثوذوكس وكنيستهم السوداء للمصريين خاصة و المسلمين عامة ، ان الدعاوي التوراتية التي يتبجح بها الارثوذوكسي الجاهل العجوز فولبتير قد فندها المؤرخون الصهاينة الجدد أنفسهم والبعثات التنقيبية الصهيو مسيحية عملت طوال مائة عام في ارض فلسطين ولم تحصل على شيء وهذا يفسر سطو الصهاينة على التراث الفلسطيني ونسبوه اليهم ان اليهود قد كنسوا مرتين من ارض فلسطين ووعد الآخرة الثالث قادم لا محالة وسيكنس الصهاينة وسيكنس معهم كل الصليبيين المتصهينين وكذا النظام الوظيفي العربي الذي يسارع الخطى للتطبيع مع الصهاينة ولن يصح الا الصحيح . فالكيان الصهيوني كيان وظيفي وعندما يتعرض لخطر وجودي سوف ينتحر او يغادر وستكون الاولوية في المغادرة لليهود الغربيين اما اليهود الشرقيين فسينتحرون او يمزقون بسكاكين وأسنان الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين .