كتَّاب إيلاف

العقول المؤجرة!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أثار فضولي أفكار كتاب في إدارة العقل بعنوان (التفكير المتعمد) للكاتب الأمريكي المعروف (ديل كارنجي)، وجعلني أصر على معرفة أسرار تجربة الكاتب وأفكاره، واكتشاف معانيه الحياتية والعملية، الذي يقوم على استنتاج مهم، يتلخص بصعوبة التحكم في عقولنا إذا كنا لا نملكها، لأنها مجرد أجهزة تسكن بالدور العلوي من أجسادنا، وتم تأجيرها للآخرين للتحكم بها، واهمية ان نحمد الله على نعمة العقل، ثم نحاكم أنفسنا بصدق، لنرى إن كنا ما زلنا نمتلك عقلنا أم إننا أجرناه للغير.

قدم المؤلف مجموعة من التقنيات التي يستطيع معها الشخص التحكم في طريقة تفكيره، لعل أبرزها هو أن يكون خاليا من أحد العلامات الخمس للعقلية المؤجرة، الأولى، التسليم بمسلمات الغير غير قابلة للنقاش مبنية على فكرة (بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون)، وهذه تعد من أبرز علامات العقلية القابلة للتأجير المنتهي بالتمليك. الثانية، العقلية المؤجرة استخدامها لقواعد وافتراضات غير منطقية، بل ومبنية على اجتهادات شخصية وضعها الآخرون لنا، فتم تأطير حياتنا وعقولنا بقوالب جاهزة من صنع غيرنا لا نستطيع الخروج منها، فنتوهم أننا نفكر، ولكن في الحقيقة نحن نفكر داخل حدود ضيقة يصعب الخروج منها. الثالثة عقلية لديها تقديس للأشخاص، ولديها تفضيل لبعض الشخصيات والجماعات الذين يستأجرون تلك العقول بالمجان ومدى الحياة، لأنه يستحيل عليها مخالفة تلك الشخصيات والجماعات، وتتحول إلى عقلية قائمة على النسخ واللصق، وتقديس المنقول دون تحليل ونقد من باب قدسية أصحابها. الرابعة هو الإخلاص للتفكير الجمعي بحجة تماسك الجماعة، وبسبب الضغط الملح على التوافقية يقوم الفرد بتأجير عقله، ويخفي صوته حتى يتوافق مع صوت الجماعة ،كما يسهم اليوم التنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعية بشكل كبير في تأجير العقل لصالح التوجه الافتراضي الجمعي.اما الخامسة ،فهي احكامها فورية وانطباعاتها قطعية بسبب كثرة الموروثات حيث تصبح لدينا عقول مؤجرة تصدر أحكاما فورية مبنية على أحكام مسبقة، لتحول الاعتقادات إلى عقائد، والعادات المجتمعية إلى انطباعات وقناعات قطعية ،فتصبح الأحكام والقرارات تحت تأثير سلطة الموروث لا سلطة العقل العلمي الحر.

أهمية الكتاب، هو انطباقه على الكثير من سلوك النخب العلمية والثقافية، وأصحاب الفكر الثوري المؤدلج، والرأي الاستبدادي، وجماعات الإسلام السياسي المحكومة بنصوص الأفكار المتطرفة التي تشترك جميعها، بصفات جمود العقل، وضمور النقد، وادواته المعرفية، والاخلاد الى الموروث الديني التقليدي، والزمن الساكن، وكلها مخرجات لا تخرج من فكرة المراوحة الفكرية، وقمع التعددية، وشيوع اليقينيات الساكنة، وتمدد تمظهرات التأدلج الناتجة عن آثار الفكر المنغلق، وانحسار تنويعاته.

ولأننا لا نريد ان نؤجر عقلنا للكاتب الامريكي، فأننا نحاول التحدث بعقلنا ضمن محاولة استكشافية لعقول الآخرين، فما يدور في الواقع يبدو مؤلما وحزينا، فنجد اليوم أشخاصا غرر بهم على الرغم من أن تخصصاتهم علمية رفيعة، وأشخاصا أحكامهم وقراراتهم سطحية رغم شهاداتهم العليا، وآخرين تحليلاتهم وقراءاتهم لا توازي خبراتهم العملية، كل ذلك بسبب تأجير عقولهم للآخر المستبد من فصيل لا يريد أن يناقشه أحد، ولايحب أن يفتح عقله للعالم المفتوح!

البعض يريد منا اليوم ان يحولنا الى آلة استنساخ، او يجعلنا نسخة بيولوجية مطابقة بالاستنساخ للإنسان الآخر الذي نتعصب له، ونقتدي بأفكاره، مثل استنساخ نعجة (دوللي) عام 1997، رغم ان الكون أصبح رقميا، وتغيرت أحوال الناس وتفكيرهم، وتجددت الأحزاب وافكارها، وتنظفت العقول من ادرار الماضي وتقاليده المريضة. لكن البعض مازال يعيش غيبوبة الماضي (امجاد ياعرب امجاد) ،وبهوس معارك المصير، ومازال يشبه طالبا يركز على الحفظ والحشو والتلقين، وعدم الاعتماد على الفهم والاستنباط والاستنتاج والملاحظ والمقارنة والنقد التحليلي المعقلن، يحفظ، لكنه لا يفهم، لذلك فهو أحياناً كلما زاد حفظه، كلما زاد تبلدا وسطحية، يردد ما يقال دون أن يعي ما يقول ،وبالتالي يتخرج طالبا ببغائيا بامتياز!

هناك من يحمل سلاح التعصب لأفكاره القديمة ،حتى ولو كانت تحتاج الى تجديد ومزيدا من الأوكسجين ،لهذا تجده انتقائيا في آلياته ،أحاديا في تفكيره ،لا يحاور بطريقة متزنة ،وبمهارة استدلالية ،بل هو مشوش يعتسف الأدلة ،ويختزل القضايا ، ويتناقض فكرا وسلوكا، ويخوّن الآخرين لمجرد رأي مختلف ،ويأبى على الرضوخ للحق تعصبا لأفكاره ، مما يجعل القضية في النهاية تستحيل إلى ضرب من الاستقطاب والتحزب الذي لا يولّد إلا السلبية والاستسلام.

البعض يريد منا ان نؤجر عقولنا للفرد والحزب والطائفة الى يوم القيامة، وان يجعلونا تحت وصاية أفكارهم وعقائدهم، وتجفيف منابع التجديد والابتكار والاستقلالية (ما اريكم الا ما ارى). بل أشعر بالقرف اليوم عندما أقرأ اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي، وكروبات الثرثرة والبيانات الثورية ،لغة تخوين الآخر لمجرد رأي مخالف او متجدد، وقتله بسكين الماضي، والاستبداد بعدم قول الحقيقة بحجة الحفاظ على المقدس، ورفض إزاحة الراكد، وإلغاء التفكير النقدي الإبداعي في الحوار والرأي، وتثوير النفاق الوطني بين ما يكتبه البعض علنا، وما يقال سرا في مجالسهم السرية ، ومحاولة تنشيط زمن الجاهلية بهدف خنق أصحاب الراي المستنير الذين يدافعون عن الوطن جهارا بأسمائهم الصريحة ،بينما البعض يتحول الى (قنفذ) سياسي يخفي راسه خلف ساتر الكذب والخداع في حروب الرفاق والأصدقاء.

والتفسير الاجتماعي لما يحدث اننا مازلنا مصابين بمرض السادية والماسوشية بفعل تقلبات ازمنة الظلم والكوارث وفواجع التاريخ، والانفصام بين الحنيين للماضي، والتردد في فهم الحاضر، أنها شخصية التسلط والقمع والانفعال والتغلب والنكوص والنرجسية والازدواجية.

محصول القول، أن الحياة تتسع للجميع، والاختلاف شيء طبيعي، وتنوع الألوان يُعطي جمالاً لها، وكثرة ضوابطها تشل حركة الإنسان، وقبولنا للبعض قوة وحكمة سواء اتفقنا أم اختلفنا، وليس شرطا ان نقتنع بما يقتنع الاخرون، وأن نرى ما يرونهم، وما يصلح لنا قد لا يصلح لهم، والتسرع في الحكم على أفكار الاخرين سذاجة وجاهلية، لأن معرفة الناس هو للتعايش معهم لا لتغييرهم. انا لست أنت، وعليك ان تقبلني كما أنا حتى أقبلك كما أنت. المهم ان نتحاور وعقولنا مستقلة وغير مؤجرة للآخرين!

حان الوقت أن نعمل قسطرة لعقولنا، كقسطرة القلوب، لكي نتخلص من (تصلب) شرايين الماضي لتوطين المستقبل في عقولنا، واستيعاب فكرة ان عقل الانسان مصدر الحكمة والتبصر وهو (اعدل قيمة بين الناس) كما يقول ديكارت، وإلغاء عقود إيجار مع من خربوا أوطاننا، ووجودنا بقدسية فرد او حزب او جماعة او عشيرة، والتوقف عن تخوين الآخرين لمجرد رأي مخالف، وفكرة تتعارض، لأن التاريخ علمنا حكمة تقول: ليس هناك فكرة حياتية مقدسة غير قابلة للنقاش والتغيير، الا فكرة الوطن الذي لا يخضع للتأويل والتأجير!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلام جميل ولكن : العقل تم تحنيطه وليس تأجيره .
فول على طول -

فى بلاد الذين أمنوا قاطبة تم تحنيط العقول تماما عندما قال لهم : لا تسألوا عن أشياء تبدو تسوءكم وعندما قال لهم :لا تسأل يا أخ مصطفى ..وما أتاكم به الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ..يعنى من الأخر تاخد كل شئ من المسلمات وأنه كلام ربكم ولا يقبل الشك ولم يأتيه الباطل لا من تحت ولا من فوق ...والأحاديث وحى يوحى حتى لو كان رجم القرده الزانيه أو رضاع الكبير أو نكاح الميت أو حتى وطئ البهائم الخ الخ ...هذا بافتراض أن عقل المسلم مازال فى التحنيط ولم يتحلل بعد وليس ايجاره أو تسليمه لأحد ..تم تحنيطه فى أحسن الأحوال . هل ممكن بعد التحنيط هنا على الأرض أن يبعث مرة أخرى ؟ بالتأكيد لا . تحياتى سيدى الكاتب وأتمنى أن تحفظ عقلك بعيدا عن التحنيط ولا تمتد له أيادى المحنطين عنوة .

مقالة رائعة
فراس -

اتابع الكاتب باستمرار لان موضوعاته متنوعة وشيقة وأسلوبه حديث .وفي هذه المقالة يركز على أهمية العقل في اختيار الموقف بحرية دون أن يخضعه للاخرين .هنا قوة المقال ورسالته .ان لانؤجر عقولنا للاخرين فنفقد شخصيتنا ووجودنا إنها ماساة البشرية .

عقولنا مؤجرة
بلال الجندي -

كلام جميل حقا ،لأن عقولنا العربية مؤجرة للاخرين مع الأسف تاريخيا وفي الوقت الحاضر ومن علامات تلك العقليات المؤجرة الأحكام الفورية والانطباعات القطعية التي يكون سببها موروثات منطفئة تحجرت من الموت وجرى زرعها في تلك العقول المستسلمة. ومن علاماتها أيضاً تقديس الجماعات على اختلاف مذاهبها وشرورها، بعدما نجحت باستئجار العقول بسلاح الشعوذة وتوظيف الأديان واستثمار نزعة الخير في فطرة النفوس. وهذه العقليات المؤجرة تصبح عاجزة حتّى عن الخروج على القوالب أو الفرز بين المفيد والضار، بل ستفقد صلاحيتها للتفكير بما هو مفيد لنفسها أولمجتمعاتها وأوطانهامقال أكثر من رائع لكاتب عميق في الرؤية

العبودية
رامي -

باختصار شديد :موضوع رائع وخطير لانه يفكك ثقافة العبودية ومصادرة العقول والوعيشكرا للبياتي الكاتب وايلاف الصحيفة المتميزة في المحتوى .

إلا فكرة الوطن الذي لايخضع للتأويل أو التأجير
ديك الجن -

لقد نسفْتَ أيها الكاتب معظم ماجاء في مقالتك بهذه العبارة الإستثنائية.. أقول: عندما يرفع ترامب الإنجيل بوجه المتظاهرين الأمريكيين ويطلق على اتفاقيتي السلام الأخيرتين الإتفاق الإبراهيمي وليس (الإنساني) وعندما تُؤسَّس دولة إسرائيل على أساس ديني (ماضوي) وعندما ينطِق بوش عبارته الصليبية المشهورة عند بدء غزوه العراق وعندما يهدي نتنياهو نسخة من التوراة لملك البحرين وعندما تنكشف للناس حقيقة داعش كصنيعة رعاها أوباما لضرب الإسلام بمتطرفين وعندما يتربع أمثال فول للتعريض بالإسلام وكتابه المجيد ونبيه الكريم وعندما يغزونا كل هؤلاء في تحالف يستهدف أوطاننا وثرواتنا ووجودنا حينها هل يبقى هناك من يلومنا إذا تشبثنا بماضٍ فكريّ نستخدمه بوجه هؤلاء الذين لاينفكّوا لمحاربتنا بأسلحتهم الفكرية والمادية الفتاكة؟ يا أستاذ؛ لم يبق بأيدينا إلا سلاح الفكر وهم يعملون كل جهدهم بنزعه منّا، يقول أهل الفيزياء لكل فعل رد فعل، هذا هو مانملكه من ردّ فعل على جرائمهم الكبرى بحقنا، أقسم لو كان كارينجي هذا حياً لوقف في صفنا في محنتنا الكبرى هذه ولاستثنانا من جميع وصاياه كما استثنيت جنابك عبارتك الأخيرة بل وأعطانا الحق كل الحق إذا استخدمنا فكرنا كسلاح كما أمرنا الله جلّ وعلا بقوله (( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)) صدق الله العظيم.

محنة العقل المسلم ..ديك الجن مثال على ذلك .
فول على طول -

كالعاده فان المقال فى وادى وتعليقات الذين أمنوا فى وادى أخر - أذكى اخواته ديك الجن أو بسام الخ الخ مثال على ذلك - ولا يوجد أى علاقه بين تعليقه هذا وموضوع المقال ما علينا - أولا يا ذكى فان فول يقرأ لكم نصوصكم ومن كتبكم ومن سيرة أشرف الخلق وللمره المليون أتحداك فى أى تعليق لى أن تأتى بكلمه واحده من تأليفى ..انتهى - ترمب رفع الانجيل فى الكنيسه التى أحرقها الهمج وأمام ناخبيه من أعضاء الكنيسه ..ما المشكله فى ذلك ؟ ومع ذلك أول من اعترض على ذلك هم أعضاء الكنيسه أنفسهم ومجلس ادراتها ..فهمت ؟ لا تنسي أن الشيخ التركى كان يحمل السيف فى كنيسة أيا صوفيا ...فضيحه كبرى ..اليس كذلك ؟ ولم يعترض أحد من أمة المليارين . انتهى - علم السعوديه يحمل سيفين متقاطعين ومصحف وأيات تقول واعدوا لهم الخ الخ. ولا يعترض أحد ..يبدو أنك ترى بعين واحده ..وما المشكله لو رئيس أى بلد مؤمن رفع المصحف فى جامع ؟ المهم ماذا يحتوى المصحف أو الانجيل ..فهمت ؟ عموما ترمب قال أنا رفعت الانجيل لأقول للأمريكان أننا كلنا بشر ومتساوون حسب تعاليم الانجيل ولا فرق بين الأسود والأبيض ..فهمت ؟ وهذا ما يؤكده الانجيل ..فهمت ؟ انتهى - وما المشكله أن نتنياهو يهدى أى واحد نسخه من التوراه ؟ وما المانع لو ملك البحرين يهدى نتنياهو نسخه من القران ؟ ما المشكله فى ذلك ؟ القران نفسه يؤمن بالتوراه والانجيل وممكن لأى انسان أن يشترى نسخه من أى كتاب فهمت ؟ فول يقرأ كتبكم جميعها ولا أجد أى مشكله فى ذلك فهمت؟ لا تهرب وتدعى أن داعش صناعة اوباما وقد فندنا هذا الادعاء مليون مره ..انتهى - ولكم 56 دوله تقولون اسلاميه ومنظمه اسلاميه تجمعهم ..ما المانع أن تكون اسرائيل دوله يهوديه ؟ يعنى حلال عليكم وحرام على غيركم ؟ انتهى - بوش اعترف وقال أنها ذلة لسان ولا يقصد حرب صليبيه ..والانجيل لا يحرض على الحروب بل العكس ..فهمت ؟ وأنتم تريدون غزو العالم كله ويصير الدين كله لله ..أى حتى لو أن بوش يقصد ذلك فهذا حقه ..لماذا أنتم تريدون القضاء على العالم ..هل تريدون من العالم أن يقف مكتوف الأيدى أمام همجيتكم وغزواتكم ؟العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم وهذا شريعتكم ..انتهى - دائما تردد بأن حاخام يهوى أفتى بكذا وكذا ..وقس امريكى أفتى بالحروب الخ الخ ..يا بائس لا يوجد وظيفة " مفتى " الا فى الدين الأعلى ..وكفاك كذب ..متى تشبعون من الكذب المفضوح ؟ الحاخام أو

لا تسألوا عن شيئ في المسيحية لا الكنيسة تكفركم وتحرمكم من ولوج الملكوت
صلاح الدين المصري -

لا تسألوا عن شيئ في المسيحية لا الكنيسة تكفركم وتحرمكم من ولوج الملكوت ؟!

شعوذات وخرافات تمكنت من عقل القبطي وصدقها واعتبارها وحي ؟!
الباحث ابوحمزة -

الشعوذة والخرافات اساسيات في كنيسته

العقول المتربسه لرعايا كنيسة الكراهية والحقد الكنسي الاسود الشيطاني
محنة العقل القبطي -

ينقل المتطرف الصليبي العنصري القبطي حليق الرأس على طريقة النازيين. الجدد مجدي خليل كلام للورد کرومر عن مؤلف شهير لإدوارد لين قوله “إن التعصب يشكل واحدة الخصائص في شخصية الأقباط، وهم يكرهون سائر المسيحيين الآخرين، وإن هذه الكراهية تفوق كراهية المسلمين للكفار في الفكر الإسلامي. والأقباط بصفة عامة أصحاب مزاج معتل، وهم مقترون إلى أبعد الحدود، وهم يظهرون غير ما يبطنون بصورة كريهة جدا، وهم يتذللون أو يسيطرون طبقا للظروف. يعضد هذا كلام للمطران جورج خضر مطران الروم الأرثوذكس في لبنان.المطران جورج خضر أكد أنه لو كان الأقباط هم الأغلبية في مصر لكانوا إضطهدوا ( أبادوا ) المسلمين وقام بنشر ذلك في مقال في صحيفة النهار اللبنانية. وهذا التأكيد جاء نتيجة لمعرفته الوثيقة بقيادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لكونه عضو في مجلس كنائس الشرق الأوسط ويعرف ما يدور بعقولهم تجاه الأغلبية المسلمة في مصر.اللورد كرومر ذاته اظهر محنة العقل الارثوذوكسي القبطي ولو أنه جاملهم وتحمل عفونة رائحتهم لاغراض سياسية لكن كلامه يشكل فضيحة للعقلية القبطية والتي لا يستطيع القبطي ان يتخلص منها ولو الحد فهي متوارثة في جيناته الفاسدة العفنة ..فقد قتل الحاكم الروماني دقلديانوس 800 ألف قبطي عام 302م فما رموه بنقيصة ... وامنهم عمرو بن العاص رضي الله عنه على حياتهم وكنائسهم فرموه بكل نقيصة ! مشكلتهم المسيحيون الانعزاليون المشارقة الاقباط مثلا ، مع الاسلام فقط وليس مع شئ آخر ، رغم احسان الاسلام اليهم ؟! مشكلة الكنيسة القبطية مع الاسلام حالة سرطانية لا علاج لها الا بهلاكهم آميين

ألم أنصحك بالاعتدال في أكل الفول؟
ديك الجن -

هل تعقّلتَ قليلاً يافول وتركت الانتقائية في النصوص الإسلامية، أم إنك تصرّ في الحفاظ على موقعك في القطعان التي قال عنهم القرآن الكريم ((بل رانَ على عقولهم))؟ يافول ياعِرّة ألعقول؛ لولا الإسلام لكان الآن جميع أهل الأرض مشركين مثلك حيث اتخذتم بشراً إلهاً من دون الله، الإسلام هو الذي نزّه العقول من شرككم، بل إنّ أحد الأسباب الرئيسية في نزول الإسلام هو تطهير الدين من الشرك الذي أدخلتموه فيه. الآية التي ذكرتَها (( لاتسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) هل قرأت سبب نزولها بل هل تعرف الخصوص والعموم وعلم أسباب النزول في علوم القرآن ياجاهل؛ الآية نزلت عندما سأل بعض الجهلة الرسول استهزاءاً:: أين ناقتي ومَن أبي؟ فأجابه عليه الصلاة والسلام: أبوك حُذافة، فافتضح الرجل الذي يُدعى إلى غير أبيه فنزلت الآية التي تربّي الناس على التحلّي بفضيلة الستر وهي من الآيات التي يؤخذ بها الخصوص وليس العموم، يافول قال سبحانه (( لاتسألوا عن أشياء)) هل تفهم يافول؛ أشياء وليس الأشياء أنت تدّعي فهمك اللغة العربية فهل مرّ عليك موضوع النكرة والمعرفة في اللغة العربية أم إنّ تحصيلك مقتصر على لغة الصهاينة؟ لأقرّب المعنى إلى عقلك القاصر: اسمك فول فهل عندما يأتي ذكر الفول بصيغة التعريف نعني به أنـت؟ القرأن الكريم يا غشيم قبل مايقرب من 15 قرناً كان الرائد في تفعيل العقل(( أفلا يعقلون؟)) ووصف أمثالك كهذا الذي سأل الرسول عن أبيه (( إنْ هم كالأنعام بل أضلّ سبيلا)) فهمت؟؟؟ هذا قليل من كثير بشأن الآية الكريمة التي ذكرتَها في غير سياقها، أما السخافات الأخرى التي ذكرتَها في تعليقك والتي أدخلها الإسرائيليون في الإسلام البرئ منها كل البراءة، فأتركها لأني لا أريد أن أهبط إلى هذا المستوى التهاتري الذي لايصدر إلا ممن قفَلَ عقله بقفل من ماركة ((صمٌّ بُكم ٌعُميٌ فهم لايفقهون)) صدق الله العظيم.

انتم اتباع كنيسة متطرفة لا تسمح بالاعتراض والذي يسأل يُكفر ويحرم من ولوج الملكوت
صلاح الدين المصري -

انتم اتباع كنيسة اصولية متطرفة كما اعترف بذلك بعض رعاياها من المنصفين حيث قال احدهم : وبالنسبة للكنيسة في مصر فإن تيار التكفير ليس جديداً عليها كذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن تيار الأب دانيال الذي يعمل في كنيسة المنيا هو تيار تكفيري بامتياز يقول عنه الباحث الدكتور رفيق حبيب في كتابه المسيحية السياسية في مصر "إنه تيار يتميز بالحساسية الشديدة تجاه كل من لا يتفق معه وإن تعريفه للمؤمن يخرج من دائرة الإيمان كل التيارات الفكرية المسيحية، ولا يبقي في هذه الدائرة إلا التيار الذي يمثله".ولكن هذا التيار يظل تياراً محدوداً لا يمثل الرأي الرسمي للكنيسة رغم كون أحد رموزه هو أب أرثوذكسي معترف به داخل الكنيسة.أما انزلاق الكنيسة الرسمية إلى التكفير في القرن الواحد والعشرين فهي مسألة خطيرة، لأن الكنيسة من الناحية الدينية تمثل إرادة الرب ومن ثم فقرار الحرمان يعني الطرد من الملكوت المسيحي ودخول جهنم.فمثلاً وافق ما يسمى المجمع المقدس للارثوذكس بالكنيسة الأرثوذكسية "الكرازة المرقسية" بالإجماع على حرمان الدكتور جورج حبيب بباوي وفصله من الكنيسة الأرثوذكسية. والحرمان يعنى انه صار كافر ولن يستحق الملكوت ولن يستحق خروجه لها القيمة وصلاة على. روحه لما يفطس الكافر ابن الكافر ابن الكافره ؟!! وذلك في الاجتماع الذي عقد برئاسة الهالك المقبور البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية ربنا يجرمه مطرح ما راح ، وبحضور 66 أسقفاً يمثلون جميع الأبرشيات في الداخل وفي المهجر، وقال الأنبا بيشوي السكرتير العام للمجمع المقدس في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن مبادئ جورج حبيب بباوي ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية ؟!! إلى أن يتوب عنها، وإنه في حالة إعلانه ذلك عليه أن يقدم طلباً مكتوباً للمجمع المقدس ثم تنظر الكنيسة فيما يتم اتخاذه بشأنه.