فضاء الرأي

الطريق لرؤية الله

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نحن في الواقع لا نعلم عن كيفية تعامل الله مع عباده إلا من خلال الكتب الدينية(المقدسة)، فمثلاً يخبرنا القرآن أن الله استجاب لموسى عليه السلام وأهلك فرعون غرقاً في البحر، لكن في حاضرنا لا نجد أي أحداث مثل تلك التي قرأنا عنها في الكتب الدينية، فلماذا كان الله حاضراً في الماضي وغائباً في الحاضر؟ هل هذا يعني أن الله لم يعد يهتم أو يبالِ بخلقه؟ أم أن الله يُفضِّل لغة الصمت لكي يُميِّز المؤمن من غير المؤمن؟

حتى الرؤى التي يقال أنها من النبوة وأنها تعزي المؤمنين، قد تكون مجرد أضغاث أحلام، كذلك الكوارث البيئية التي تحدث أو هلاك وموت أحد الطغاة ليس دليلاً على أنه كان بتدخل مباشر من الله، لأنها قد تُعزى إلى أسباب وعوامل طبيعية يكشف عنها العلم ويتنبأ بها.

ماهو الحل لتلك المعضلة؟ وكيف نستطيع أن نوصل صرخاتنا وأفكارنا واقتراحاتنا لله؟ كيف نوجِد الأعذار لصمت الله(كما يعتقد الكثير أن الله يلتزم الصمت"تعالى الله عن ذلك الاعتقاد علواً كبيرا")؟

معظمنا يرغب في انتصار الخير على الشر، لكننا نشعر دائماً أن الشر هو المنتصر، الأشرار أقوياء وتطول أعمارهم، أهل الخير والأنقياء يكونون ضعفاء ويرحلون عن حياتنا سريعاً(هذا هو الانطباع العام لدى معظم الناس بغض النظر عن صحته)، إلى درجة أننا أحياناً نشعر أن الله يقف ويساند أهل الشر! لماذا كل هذا؟ هل من تفسير؟

هذهِ التساؤلات وغيرها الكثير ترد على عقولنا شئنا أم أبينا، لكن لا أحد يريد البوح بها أو مناقشتها بشكل واضح لسببين: إما خوفاً من الناس لكي لا يكفِّروه أو ينبذوه، أو بسبب اليأس من كونها تساؤلات شبيهة بالمعادلات الرياضية التي لا حل لها، فيحاول الانشغال بقضايا دنياه ويُقبل عليها بكل طاقته ويترك ما سواها مما لا يكون في متناول العلم وأدواته(وذلك من خلال إلحقاها بالميتافيزيقا بشكل أو بآخر)، وهذا وإن كان مسلكاً إيجابياً في ظاهره، إلا أن ذلك الإنسان بعقله الجبار يفتقد للروح الحية التي تجعل للحياة معنى وقيمة، فيكون هذا الإنسان عالِماً بعقله وميِّتاً بروحه.

بعد بحث طويل(كما أزعم) وجدت أن الجواب يكمن في التصوف، والذي هو أساس ولُبّ المظهر الباطني للدين بحسب تقسيم وليم جيمس لتجليات الدين، والإشكالية هنا أن هذهِ النتيجة التي توصلت إليها لن يستشعرها أو يفهمها إلا من عرف التصوف ودخل في محرابه المقدس، لذا يقول أهل التصوف: (من ذاق عرف، ومن عرف اغترف، ومن اغترف اعترف، ومن اعترف أدمن ما عرف). لذا عندما ترى من يلهج بذكر الله مفرداً هكذا(الله الله الله...) أو تراه يتفنَّن ويتلذَّذ بصلواته على النبي بصيغ خاصة كالصلاة الكمالية أو صلاة الفاتح، جميعها تجارب صوفية عميقة تُشبع الروح وتبلُغ بها ما لايمكن أن تبلغه بأي دين أو مذهب كلاسيكي مجرد من الروحانية التي هي غرض الدين في حقيقته، ووفق الرؤية المذهبية المُسوَّرة والمنغلقة سيكون هذا ابتداعاً وضلالاً! ومن يريد ديناً بلا تصوف، فهو يتعامل مع الإنسان كما لو أنه آلة مرفق معها دليل الاستخدام(الدين بأوامره ونواهيه وطقوسه الشكلية)، لكن واقع الإنسان ليس كذلك، فهو روح ونفس وجسد.
لن ترى الله سوى في التصوف، ولن تفهمه سوى في التصوف، والذي فيه أيضاً ستلتمس الأعذار لصمت الله وستترقَّى شيئاً فشيئاً حتى تستمتع بهذا الصمت الإلهي وسيتحول بالنسبة لك إلى سر إلهي تشعر بأثره في قلبك(الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم) هذا الوجل يستحيل أن يصل إليه المؤمن في غير التصوف. في التصوف يتعجب الله من عبده، كيف استطاع هذا الإنسان رغم وجود بعض الأدلة والشواهد القوية التي تكاد تنفي وجود إله أن يصل لله ولم يتشبَّث بإيمانه فحسب بل وصل إلى مرتبة الإحسان والعشق لله وإنكار الذات وكل شيء فلا يرى في الوجود سوى الله!

التصوف عندما يُبنى على العلم الشرعي المستند على القرآن الكريم متحداً بمعرفة فلسفية لدى الفرد؛ لا يكون حينها دروشة ولا ينطوي على سلوكيات هستيرية أو اعتقادات باطلة وخرافية، بل يكون صاحبه إنسان أقرب إلى الكمال في صفاته وأفعاله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
التصوف
فول على طول -

يقول الكاتب : التصوف عندما يُبنى على العلم الشرعي المستند على القرآن الكريم ...انتهى الاقتباس . سيدى الكاتب القران لا يجتمع مع التصوق أبدا وليس له علاقه بالتصوف ولا يعرفها أصلا . التصوف مأخوذ من الرهبنه ..والصوفيون ناس مسالمين جدا وهذا أجمل شئ فيهم وهذا لا يوافق عليه القران ولا العلم الشرعى اطلاقا ..انتهى - بالطبع كل العالم يحب المتصوفين لأنهم مسالمون وهذا ما يريده العالم كله أن تتعبد كيفما تشاء بشرط أن لا ترهب الغير ولا تعتدى عليهم ولا على حريتهم أو مقدساتهم ..

مسلم أعشق ماكرون
مسلم سني من بيروت -

مسلم أؤيد ماكرون وأرى أنه فعل الصواب في وجه هجمة الاخوان المسلمين عليه وعلى الحضارة بشكل عام.

انقلب السحر
كوردي عراقي -

عشرات القنوات الاخباريه ،عشرات الصحف والمجلات عشرات الكتاب والاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تهاجم تركيا ليل نهار وأخيرا اتخذ قرار المنتجات التركيه وفي لحضه انقلب الوضع وأصبحت المقاطعات في الدول العربيه للمنتجات الفرنسيه ... تصور معي كم صرف من ملايين الدولارات على هذه المؤامرات ولماذ؟سياسات خاطئه

التطرف لا يجابه الا بالتطرف
متابع -

التطرف لا يجابه الا بالتطرف وليس بالتنازل ولا يفل الحديد الا الحديد ..

التصوف ليس شيئا واحداً
الباحث -

التصوف ليس شيئا واحدا هناك تصوف الدراويش الخانعين ، وهناك تصوف المجاهدين ، الذين ادموا انوف اعداء الدين و هشموا جماجمهم الذين قارعوا الغزاة الصليبيين من الفرنساوية والطليان والانجليز في شمال افريقية والسودان

الامبراطورية العجوز
متابع -

فرنسا ، امبراطورية سابقة في طور الشيخوخة ، تهزها المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الخانقة‏قد نشهد في زماننا هذا شهقتها الأخيرة وسقوطها

الى ايلاف العزيزه ..لماذا ؟
فول على طول -

تم تكفير الصوفيين المقيمين فى سيناء المصريه علنا والجميع علم ويعلم ذلك وقام فريق من الذين أمنوا بقتل الصوفيين فى المسجد وفى أحد أيام الجمعه وكان عدد المقتلولين يزيد عن 340 بالاضافه الى الاصابات الخطيره التى لحقت بالبقيه ..ثم قام شييخ الأزهر فضيلة الدكتور الشيخ أحمد الطيب بزياره البلده المنكوبه وبنى هناك مسجدا - سنيا بالطبع - ومعهد دينى أزهرى أى قام بالقضاء على بقية المتصوفين باجبارهم على الاسلام السنى ..هذا واقع وحدث والكل يعرف ذلك ولا أعرف لماذا ايلاف حذفه من تعليقى السبق ؟ هل هذا كذب منى أم حقيقه ؟ لماذا تخافون من الحقائق ؟ خلاص انتهى عصر التعتيم بعد الانترنت ..هل ينشر ايلاف ؟ أتمنى

No One has seed the Father
Rose -

Jesus said when one of His disciples asked him " show us the Father!" I have bee all this with you Philip and you do no know me, He who has see me has seen the Father, I and the Father are one........and also said I am the Way to the Father and the Gate to Heaven.....as ST Paul said by the Holly Spirit, No body says Jesus is Lord but by The Holly Spirit...thanks Elaph

لاول مرة ينطق متابع صدقا
ماجد المصري -

التطرف الاسلامي لا يجابه الا بالتطرف اليميني وليس بالتنازل ولا يفل الحديد الاسلامي الا الفولاذ الفرنسي

عبث تركي بأمن أوروبا (1)
مفكر حر -

وأخيراً، بعد سلسلة من العمليات الإرهابية المتتالية، أعلنت فرنسا حربها الشاملة على التطرف، بكل أشكاله، بما في ذلك تيارات الإسلام السياسي الإخواني التي تحركها دول داعمة للإرهاب. الخطوة الفرنسية جاءت عقب ذبح شخص متطرف لمعلم فرنسي، الأسبوع الماضي، وهو حدث ليس معزولاً، بل نتيجة لسنوات من العبث الخارجي بالمجتمع الفرنسي، وعلى رأسها تركيا وتنظيمات الإخوان المسلمين الإرهابية التي تعمل على منع اندماج المسلمين في المنظومات القانونية للدول التي تستقبل اللاجئين من كل أنحاء العالم الإسلامي. وأدى العبث التركي بتنظيم الجاليات المسلمة، إلى تمكنها من اختراق قسم من الجالية المسلمة عبر تنظيمات الإخوان أو تلك التي تجند الإرهابيين للقتال إما في مناطق الحروب في الدول العربية أو تجنيدهم لمهام داخل الدول الأوروبية. والملاحظ أنه كلما توترت العلاقة بين فرنسا وتركيا، تشهد إحدى المدن الفرنسية عملية إرهابية، في تزامنٍ متكررٍ مثير للشبهات.

عبث تركي بأمن أوروبا (2)
مفكر حر -

أعلن مجلس الوزراء الفرنسي حلّ جماعة الشيخ ياسين المتهمة بالتورّط في قتل المعلم الفرنسي قرب باريس. خلال الإعلان عن الخطوة تحدث الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، عن أن الجماعة كانت منذ وقت طويل عبارة عن «واجهة مزيفة لما هو في الواقع أيديولوجيا معادية للجمهورية تنشر الكراهية». وأشار ماكرون الذي أعلن قرار حل الجماعة مساء الثلاثاء خلال جلسة مجلس الوزراء إلى أن «المذنب معروف: يدعم منهجياً تفكيك الجمهورية». فقدان فرنسا السيطرة على إدارة جزء من سكانها المسلمين، وغالبيتهم يحمل الجنسية الفرنسية، يعود بشكل مباشر إلى الحرية التي منحتها الدولة الفرنسية لممارسة العقائد الدينية، بدون تدخل. إلا أن دولاً مثل تركيا، عملت طيلة عهد حزب العدالة والتنمية، على تحويل المساجد إلى ثكنات حزبية وأيديولوجية، تارة تستخدمهم ضد الأكراد في أوروبا، وتارة ضد الدول الأوروبية نفسها حين تكون أنقرة والإخوان تحت ضغوط الهزائم. والهدف الرئيس لهؤلاء هو استثارة رد فعل من أجل مفاقمة الذعر من الإسلام، لأن الهدف التركي في النهاية هو تحقيق مصلحة تركية في تقسيم المجتمعات الأوروبية ودفعها إلى التفكك، ودفع الجاليات المسلمة إلى مواجهة مع الحكومات الأوروبية، وإثارة اليمين المتطرف في أوروبا الذي يستفيد من الإرهاب من أجل تدعيم موقفه المعادي للإسلام والمسلمين.

الطريق لرؤية الله
Rizgar -

Email ? الطريق لرؤية الله .