فضاء الرأي

نفط كُردستان وتجدُّد صراع آخر كُردي- كُردي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يرى الكثير من المراقبين في إقليم كُردستان بأن التصعيد السياسي والأعلامي الأخيرين بين الحزب الديمقراطي الكُردستاني والعمال الكُردستاني التركي والتراشقات الكلامية بين مسؤوليهما، لن تمر من دون تداعيات ووقوع أحداث ومواقف مُعقدة قد تؤثر سلباً على إقليم كُردستان على الصعيدين السياسي والإقتصادي.

العمال الكُردستاني يعتقد بأن حزب البارزاني يمهد للحرب ضده بناءاً على إملاءآت تركية وبمؤآمرة مُحاكة من قِبَل المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات التركيMIT، وقد قال بعض مسؤولين في الحزب أكثر من مرة، بأن الديمقراطي الكُردستاني يُقيم معسكرات قرب النقاط والأماكن العسكرية التي تتواجد فيها قواته، ويُعتبر ذلك، في نظره، تمهيداً لبدء الأقتتال، وهذا ما يريد العمال الكُردستاني تجنبه على حد قول قادته العسكريين، ولكنه يؤكد في الوقت الذاته أنه إذا ما لجأ الحزب الى هذا منحى، كخيار إضطراري، فعندئذٍ سيدافع عن نفسه ويكون حزب البارزاني، كما يقول، هو الطرف المسؤول عن أي تصعيد عسكري واسع النطاق.

المعروف ان العمال الكُردستاني يرفض رفضاً قاطعاً وبشكل علني "إتفاق سنجار" المبرم بين بغداد واربيل، لأنه يرى فيه ضربة قاضية لنفوذه السياسي القوي في سهل نينوى ومناطق سنجار الإستراتيجية، فضلاً عن ان الإتفاق، حسب تقديره، يأتي على حساب تجاهله وتجاهل موقعه وموقفه السياسي والعسكري المتميزين في مواجهة داعش وتحرير سنجار والدفاع عن الإيزديين وحمايتهم، كما أنه يعتقد بأن على اهالي سنجار أنفسهم أن يقرروا ما إذا هم بحاجة اليه ام لا، موحياً بذلك رفض أي إملاءآت أخرى مهما كان الثمن!.
طبعاً أستنكرت حكومة إقليم كُردستان أستهداف أنبوب تصدير نفط الإقليم لأن حسب البيان الذي أصدرته، توقفت بسبب الحادث صادرات نفط إقليم كُردستان، ومعنى ذلك أن حكومة إقليم كُردستان ستبرأ نفسها أمام الرأي العام الكُردستاني إذا ما أنعكس الأمر على إلتزامات الحكومة تجاه موظفي إقليم وتأخُّر صرف رواتبهم الشهرية، وأن الحزب العمال الكُردستاني هو الذي سيكون الطرف المسؤول عن تأزيم الوضع المالي المزري الذي يعيشه الإقليم بسبب انخفاض اسعار النفط العالمية ونتيجة لتفشي مرض الكورونا.

وموقف الإتحاد الوطني الكُردستاني، ثاني أكبر حزب في الإقليم، إزاء المستجد هذا، هو الآخر حساس للغاية. صحيح أنه بالضد من التصعيد الإعلامي والأمني بين العمال الكُردستاني والحزب الديمقراطي، إلا أن هناك أمور وإعتبارات أخرى تجعله يتوخى الحذر في توحيد الموقف مع شريكه في الحكومة ألا وهو حزب الديمقراطي، لاسيما إذا ما أتجهت الأمور في الأيام القادمة الى مزيد من التصعيد عسكرياً بين الطرفين الكُرديين.

ويُذَكَر الوطني الكُردستاني الجانبين بأنهما أساساً أعضاء في المؤتمر القومي الكُردي، الذي يضم كافة التشكيلات الحزبية الكُردستانية في أجزاء كُردستان الاربعة، وتربطهما روابط سياسية وقومية تستوجب عليهما الإلتزام بها والحيلولة دون الوقوع في فخ مُحتلي كُردستان!.

ويدعوا الإتحاد الوطني حالياً، على حد علمي، الى تهدئة الموقف وإنهاء الصراع الراهن واللجوء الى الحوار القومي والوطني عبر القنوات المتاحة والممكنة وهي كثيرة وغير معدومة!. صحيح أن حزب الطالباني وبفعل مشاركته في حكومة الإقليم استنكر استهداف انبوب تصدير نفط الإقليم لأنه يُسبب مشاكل مالية أخرى إضافية في الوقت الذي يعاني الإقليم أصلا من أزمة مالية خانقة، إلا إنه، كثاني حزب كُردي في الإقليم، يسعى أيضاً الى لعب دور الوسيط وإبعاد شبح الإقتتال الكُردي&- الكُردي.
وبرصدنا لموقف الأتحاد الوطني، فلهذا الأخير إتجاه مختلف عن الديمقراطي الكُردستاني يتمثل في الموقف من التواجد التركي على الأراضي العراقية والكُردستانية، أنه يرى أن مصدر آخر من مصادر التوتر في مناطق بهدينان بين العمال الكُردستاني وبين حزب البارزاني يرجع الى تكاثر المعسكرات التي أقامها الجيش التركي وتوسعها داخل إقليم كُردستان بذريعة ملاحقة ومواجهة حزب العمال الكُردستاني، خاصة أن مجلس النواب العراقي طالب أكثر من مرة بأن ينتهي تواجد القوات الأجنبية بما فيها القوات التركية على الأراضي العراقية من ضمنها تلك التي تقع في مناطق كُردستان العراق..

وثمة اليوم معلومات أكيدة وموثوقة تفيد بأن الأنبوب التي تم استهدافه داخل الأراضي التركية يعود ملكيته أصلاً الى شركة تركية هي شركة(بوتاش) وعلى هذه الشركة إصلاح الأنبوب بنفسها وليس على إقليم كُردستان، وتصليح الأنبوب لا يستغرق بضعة أيام فقط على حد قول رئيس كتلة التغيير في برلمان إقليم كُردستان.

على أي حال، يبدو ان مشهد إقليم كُردستان أصبح معقداً أكثر مع هذا التطور الأمني المفاجيء، وإن المواجهة الكُردية &- الكُردية مُحتملة إذا ما لم تنجح جهود الخيرين ومساعي الأحزاب الكُردستانية في العراق وسوريا و إيران، لاسيما أن الكثير من الأحزاب الكُردية هنا قلقة للغاية وتخشى أن يدفع المواطن وشريحة موظفي الإقليم ثمن هذه الأحداث باهضاً، والخشية كل الخشية، هي أن تستغل أوساط متنفذة داخل الحكومة عملية استهداف انبوب تصدير نفط كُردستان كذريعة لإيقاف صرف رواتب موظفي إقليم كُردستان أكثر مما هو عليه الآن وبالتالي تأزيم وتخريب العلاقة مجدداً بين السلطة والشارع الكُردستاني.

كاتب وأكاديمي &- كُردستان العراق

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سبب تدخل الجيش التركي بكردستان
ربحان رمضان -

على حزب العمال الكردستاني احترام سيادة اإقليم ، واي مناوشات مع الجيش التركي من داخل كردستان العراق قد تسبب تدخله الجيش التركي على حساب مشروع كردستان القومي ، وأرى ان يواجهوا الترك داخل الأراضي التركية وليس على حدودها ، لهم في تركيا وكردستان التركية شعب يقدر عدده بعشرين مليون ، إن كانوا فعلا وطنيين ويثق بهم شعبهم فسيربحوا ثورتهم ، لكن ليس على حساب الأجزاء الأخرى

امنيات الاعداء ستذروه الرياح و لا يستطيعون ايقاف عجلة التاريخ التى ستسحقهم اخيرا
متامرين حاقدين مكانهم مزبلة التاريخ -

كوردستان مستهدفة بشدة من الاعداء الذين يريدون المخاطرة بالغالى و النفيس كى يمنعوا استقلال كوردستان و لكن هيهات و الامر تجاوز امكانياتهم مهما كانت و عجلة التاريخ لن ترحمهم و ستسحقهم هذه المرة و سيدفعون ثمن تجاوزاتهم على الشعب الكوردى غاليا جدا و ستنبئكم الايام بالاخبار ما لم تزودوا ......

طرزان سيأتي متسولاً
واحد -

سيزحف طرزان وعائلته العفنة الى بغداد ليتسول كالعادة لان مولاه التركي لن يطعمه كالة . اين كتاب الاستقلال ؟ ام كعادة الشحاذين يقبل الايادي والارجل ويدعو عليها بالكسر . سلموه سنجار ليبيعها للدواعش حسب التسعيرة كاكا !!!!!

ومتى تَوقَّفَتْ لكي تتجدَّد؟؟؟ !!!
عراقي متبرم من العنصريين -

تصَدُّر العوائل في المشهد الكوردي هو سبب هذه النزاعات الكردية الكردية بل العامل الرئيسي في عدم تحقق حلم (كردستان) وإلى الأبد؛ وقد بدأ من عهد الشيخ محمود الحفيد الذي أسس مملكة كوردية في شمال العراق عام ١٩٢٢ فما كان من (مشير جاش) من عائلة هماوند إلا أن يتحالف مع القوات البريطانية التي أسرت الحفيد ثم تمّ نفيه إلى الهند، أقول: تكاد تكون عائلة بارزاني أكثر عائلة تنطلق من هذا المنطلق القبلي فجميع النزاعات والحروب الكردية الكردية وحتى الكردية مع جيوش دول منطقتنا لعائلة البارزاني يبرز الدور الأكبر للعائلة البارزانية في تأجيجها حيث شاهدنا القتال الضاري بين هذه العائلة وعائلة طالباني للهيمنة على أربيل عام ١٩٩٦ والتي توّجت بتدخل جيش صدام حسين بطلب من بارزاني لصالح هذا الأخير . فؤاد حسين الرئيس العراقي الكوردي السابق من حزب طالباني صرّح بأنّ سبب استرجاع كركوك من الاكراد ــ التي احتلتها ميليشيا بارزاني بمساعدة داعش ـــ السبب هو الاستفتاء المنفرد الذي قام به بارزاني عام ٢٠١٧. البيشمرقة ليست ميليشيا واحدة فلكل عائلة بيشمرقتها التي على رأس مهامها حماية هذه العائلة من العائلة الأخرى، وحدّث ولا حرج عن أجهزة شرطة واستخبارات خاصة لكل عائلة. من هذه النزاعات العائلية تفجير حزب العمال الكردي لأنبوب النفط الذي يمرّ عبر تركيا والذي تصدِّر عائلة بارزاني من خلاله النفط العراقي المسروق. المنازعات العائلية أيضاً سبب رئيسي لحرمان معظم الشعب الكوردي في السليمانية ودهوك وحلبجة وحتى في أربيل من حقوقهم ورواتبهم من قبل العائلة البارزانية التي تستحوذ على حصة الأسد من الميزانية المخصصة للأكراد، استماتة البارزاني للسيطرة على سنجار الإيزيدية وسحب البساط من حزب العمال أيضاً، المنافسة المحتدمة التي تحدث بين العائلتين على رئاسة العراق كلما حان موعد تعيين رئيس جمهورية العراق، أخيراً وليس آخراً لا أبالغ إذا قلتُ بأنّ سبب دعم إسرائيل الكبير لعائلة بارزاني هو تمكّن هذه العائلة أكثر من غيرها من العائلات الكوردية الأخرى من شقّ الصفّ الكوردي لتأمين بقاء الأكراد سِكّيناً سامّة في خاصرة دول المنطقة لإدامة النزاعات والصراعات لصالحها.

حزب العمال الكوردستاني PKK
卡哇伊 -

أن حزب العمال الكوردستاني PKK أداة بيد أعداء كورد،

الارهاب المقنع...لن يرهب ابناء كوردستان
❤☀❤☀❤☀ -

تفجير خطوط نقل البترول الكوردستاني التي تمر عبر اراضي كوردستان الشمالية ، هذه المحاولات لم تكن باحسن من سابقاتها منذ تاسيس ب ك ك كاداة استخباراتية اقليمية لضرب الحركة الكوردية وتشتيت النضال الكوردي عموما واستهداف نهج الكوردايتي

الشعب الذي استطاع دحر داعش
The Sphere -

الشعب الذي استطاع دحر داعش والحشد الارهابي، لن يرهبه سلاح مأجور يحاول سرقة تضحياته وقوته، والعبث بمصيره.