فضاء الرأي

هيا نقاطع المنتجات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تستخدم المقاطعة الاقتصادية كعقوبة مؤلمة تفرضها الدول و الأنظمة للحصول على مكتسبات سياسية و تحجيم قدرة العدو على التسلح أو التفاوض أو التطور. و الدول التي تتخذ خيار المقاطعة تدرس خسائرها و مكتسباتها هي نفسها من هذه المقاطعة فالمقاطعة الاقتصادية ليست لعبة ولا يوجد أي منطق في استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية اذا لم يكن محققا للهدف المنشود.

قاطع العرب البضائع التركية بعد تصريحات الرئيس التركي و هي تصريحات قال فيها بكل وضوح ( أن دول المنطقة لن يكون لها وجود بعد سنوات من الآن ) و مع سذاجة هذا التصريح إلا أنه جاء بمثابة إعلان للحرب تلقاه العرب بوعي كبير فبدأوا باستخدام سلاح المقاطعة لإضعاف عدوهم و منعه من التسلح و التقدم السياسي داخل تركيا . و رأينا أثر ذلك التراجع الاقتصادي على تركيا و مكانة الحزب.

لكن الوضع مع فرنسا مختلف تماما و استخدام المقاطعة الاقتصادية في الحالة الفرنسية هو استخدام عاطفي لا يخلو من خدمة نقدمها للعدو التركي الذي يعلن نفسه كمتحدث باسم المسلمين فيطلق الشعارات النارية على فرنسا صباحا ثم يغازلها مساءا . انها سياسة العصا و الجزرة يستخدمها النظام التركي مع فرنسا كمناورة سياسية يحاول فيها ترميم صورته و اعادة التموضع و توزيع الادوار كما يعمل على تسويق نفسه مجددا بين الشعوب المسلمة مستغلا كعادته عواطف المسلمين تجاه دينهم و نبيهم . لقد مارس علينا الإخوان اكاذيبهم قرابة نصف قرن و كم هو مؤسف أنهم مازالوا قادرين على حشدنا و استخدام مشاعرنا .

و بعيدا عن ألاعيب تركيا و الإخوان دعونا نضع المقاطعة مع فرنسا في ميزان الربح و الخسارة . و لنبدأ بالسؤال المهم . ماهو الهدف ؟ أليس هدفنا هو ان يحترمنا الفرنسيون و ان يحترموا ديننا و نبينا و مقدساتنا؟ و أن يكفوا سخريتهم و استهزاءهم !

إنه هدف مشروع و استحقاق للمسلمين كشركاء في الحياة على هذا الكوكب. و لكننا للأسف نسلك الطريق الخاطيء تماما لتحقيق هذا الهدف .

لقد جرت أحداث مروعة بدات بقتل المعلم الفرنسي على يد مهاجر مسلم تلا ذلك جريمة نيس النكراء و تزامن هذا كله مع الدعوات للمقاطعة الشعبية في العالم الإسلامي . ما هذا الذي نفعله؟! باختصار نحن ندخل بأقدامنا إلى دوامة العنف رغبة منا في إقناع العالم بأننا دعاة خير و سلام!! نحن بلا خطة ، نحن فقط جزء من خطط الآخرين .

الرسوم المسيئة هي ( فكرة ) و ليست صاروخا او دبابة . و الفكرة تقارع بالفكرة و الجدل الفلسفي حول الإسلام و النبي سيتحول إلى صالحنا ان جعلناه ضمن خارطة اتصالنا الثقافي مع العالم . علينا أن نفهم تركيبة العقل الغربي الذي تشكل على نمط جدلي عبر قرون من تعاطي الأسئلة و تجاوز المقدس و كسر الحواجز ، و بالمقابل على الغرب أن يفهم النمط الفكري للمسلمين و هو نمط تشكل من خلال التلقي و التسليم للمقدس و الانحياز لوحدة الجماعة و عدم الانقطاع عن الاسترشاد بالموروث.
هكذا نحن و هكذا هم .. عقلان مختلفان على أننا لسنا في مجال نقد اي من النموذجين بل في مجال القراءة و التشخيص.

دعونا اذا نؤسس لأرضية مشتركة للتعاطي الانساني و نقدم للعالم دعوة السلام و المحبة من خلال تاريخ النبي المعلم و أفعاله فقد كانت نموذجا للسلام و نبذ العنف و التسامي عن الانتقام لشخصه . لنقرأ قصته مع أهل الطائف او مع الطلقاء في مكة او مع أحبار اليهود و غيرها من الأحداث . لنروي جانبنا من القصة بلغة العالم اليوم . من خلال الفنون و الموسيقى و المسرح و الملتقيات الفكرية.

لنخبر العالم عن تلك الأيام الصعبة التي عاشها المسلمون و الخيارات التي كانت متاحة أمامهم و طبيعة التحديات التي واجهتهم . و لننطلق دائما من فكرة ان التاريخ الإسلامي بما فيه من شخوص و رموز ليس ملكا لنا وحدنا بل هو جزء من حضارة العالم و ذاكرته و فكره ، الإسلام ليس طلسما او مذهبا سريا بل هو مدرسة فكرية عريقة و محترمة و مؤثرة و لا خيار أمام المسلمين إلا أن يتعاطوا بإيجابية مع تساؤلات الآخرين و انتقاداتهم و مراجعاتهم .

ان اتباع العنف و التحريض و القتل هو تأكيد للتهمة لا نفي لها. فضلا عن انه ورقة سياسية نمنحها طواعية لتجار الأزمات و الشعارات. و مع خطورة كل ما سبق فهو ايضا طوق عزلة يضرب على حياة المهاجرين و اللاجئين المسلمين في الغرب. و قد يكون مسوغا لاضطهادهم او سببا في تنامي العنف المضاد تجاههم .. نحن إذا أمام خيارين لا ثالث لهما فأما سلام شامل و أما عنف شامل .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غريبة
كلكامش -

شكرا لك من القلب فقد وضعت يدك على الجرح حين قلت ( أليس هدفنا هو ان يحترمنا الفرنسيون و ان يحترموا ديننا و نبينا و مقدساتنا؟ و أن يكفوا سخريتهم و استهزاءهم ! إنه هدف مشروع و استحقاق للمسلمين كشركاء في الحياة على هذا الكوكب. و لكننا للأسف نسلك الطريق الخاطيء تماما لتحقيق هذا الهدف . ثم تقولين لرسوم المسيئة هي ( فكرة ) و ليست صاروخا او دبابة . و الفكرة تقارع بالفكرة و الجدل الفلسفي حول الإسلام و النبي سيتحول إلى صالحنا ان جعلناه ضمن خارطة اتصالنا الثقافي مع العالم . علينا أن نفهم تركيبة العقل الغربي الذي تشكل على نمط جدلي عبر قرون من تعاطي الأسئلة و تجاوز المقدس و كسر الحواجز ، و بالمقابل على الغرب أن يفهم النمط الفكري للمسلمين و هو نمط تشكل من خلال التلقي و التسليم للمقدس و الانحياز لوحدة الجماعة و عدم الانقطاع عن الاسترشاد بالموروث. انتهي الاقتباس وشكرا لك مرة اخرى فالمقالة حجارة ناعمة في المياة الراكده او العقول الجامدة

من يقاطع من
كوردي عراقي -

من يقاطع البضائع التركيه ؟ الإمارات أو السعوديه ؟ تأثير يكاد لا يذكر على أرض الواقع ،أما عن مصر نعم حجمها كبير لاكن شعب جائع لا قدره شرائية له لكي يشتري البضائع التركيه، صدقيني يعد حملات مقاطعه البضائع التركية ازداد الإقبال على شرائها والسبب لأن لا مصلحه لا احد بمقاطعة بضائع ذات جودة عالية با الاضافه إلى أنها من دوله لا تعتبركم انتم العرب متخلفين ولا تعاملكم فقط كصراف آلي لا يقدم ولا ياخر .في النهايه كل شخص مسؤل عن نفسه وان تتدخل الدول والحكومات وتمنع المواطنين من شراء اللبنة التركيه مقابل شراء جبنه البقره الضاحكة فيحدث فقط في دول القطيع .د

كل التحيه والتقدير لكى ابنتى العزيزه
فول على طول -

مقال متزن ويؤكد رجاحة عقلك ولك كل التحيه والتقدير وبعد : المسلم ذو احساس مرهف جدا ويرتجف ويثور من رسومات ولكن احساسه المرهف هذا يجعله يقطع الرقاب ولا أعرف كيف التوفيق بين هذين الفعلين ..صاحب الاحساس المرهف هذا الذى يغضب من رسومات هو الذى يقطع الرؤوس وحتى لم يرحم العجائز ..وعجبى ؟ عباقرة التحليل النفسي يعجزون عن تحليل شخصية المسلم . ومن بين التناقضات التى لا نعرف لها تحليلا هى أن المسلم الذى يقاطع فرنسا ويلعنها ليل نهار ويقاطع الجبنه الفرنسى يموت غرقا كى يدخلها ويعيش فيها بل يرفض أن يلجأ الى بلاد الايمان ..وعجبى ؟ نفس المسلم ذو الاحساس المرهف هذا لم يرى الرسومات اطلاقا كى يثور ويحكم عليها ولكن "قالوله " أو حدثوه عنها مثل حدثنا فلان عن علان ..وكما قال المفكر الاسلامى جمال البنا - رحمه الله - عن قبيلة حدثنا ..ولم يتحرى دقة أى حديث وهل يعقل أم لا ؟ ونفس المسلم هذا ذو الاحساس المرهف جدا والذى يتأذى من التعرض للاسلام لمجرد حتى السؤال فى الاسلام هو نفسه الذى يلعن اليهود والنصارى وكل البشريه ويدعو عليهم فى صلواته خمس مرات يوميا على الأقل ولا يطرف له جفن ولا يرى أى تناقض فى احساسه المرهف هذا . ونفس المسلم ذو الاحساس المرهف هذا يقتل ويذبح ناس لا علاقة لهم بالرسومات ولا يعرفون شيئا عن الاسلام ولم يتعرضوا للاسلام ولا لرسول الاسلام لا من قريب أو بعيد ولا حتى لهم علاقه بالسياسه ..لا أعرف أين ذهبت عقول الذين أمنوا وأولهم من يدافع عن الرسول ..هل الدفاع يكون بالذبح وقطع الرؤوس ؟ يتبع

تابع ما قبلة ومحنة العقل المسلم
فول على طول -

المسلم لا يريد أن يفهم أن أى شخصيه عامه - دينيه أو سياسيه أو علميه الخ - هى ملك لكل البشريه وبصفه خاصه فان أى شخصيه دينيه فهى ملك للجميع وليس لأتباعه فقط ومن حق أى انسان أن ينتقدها ويسخر منها ويرفضها ويبجلها الخ الخ وهذا لا يقلل ولا يزيد من الشخصيه الدينيه ويستوى فى ذلك كل الأنبياء أو من نقول عنهم أنبياء ..والسخريه من أى نبى هى عمل غير محبب عند البعض ويثير غضبهم وهذا حق لهم لا ننكره على أحد ولكن فى المقابل لابد أن يكون الرد بالعقل والحكمه والمنطق وليس بالارهاب والهمجيه ..بالمناسبه فى الغرب لا حدود لنقد الشخصيات العامه أو السخريه منهم ولا أحد يغضب لذلك ولكن عقلية المسلم متحجره ولا تريد أن تفهم . الرسول محمد لن يصيبه أى أذى من أى رسومات ولكن المشكله فى عقل المسلم ..هذا الكلام السابق معروف للجميع ولا أدعى العبقريه وكان يجب من رجل دين مسلم ذو شأن وخاصة شيخ الأزهر أن يقوله للمسلمين ولكن ما أحزننى عندما سمعت خطابه بالأمس يوم مولد النبى وطالب المجتمع الدولى باصدار قانون يجرم كراهية المسلمين وكأن المسلمين ضحايا الكراهيه ؟ وبهذا يبرر للارهاب الاسلامى وما حدث فى فرنسا وغيرها . شيخ الأزهر دائما يصب البنزين على النيران بدلا من أن يطفئها ..هو يعلم تماما مناهج الأزهر كلها تحريضيه وتعج بالكراهيه ويعلم تماما أن مناهجه تهين معتقدات الأخرين وتسخر منها واذا كان لا يعلم عليه الاتصال بالفول ..عيب أن شيخ الأزهر يكذب . ان كنتم لا تقبلون السخريه من دينكم عليكم أن تتوقفوا فورا عن السخريه من عقائد الأخرين وهذه حقائق وشيخ الأزهر وكلكم تعرفونها . القران يشبه غير المسلمين بالكلب الذى يلهث ..وحمار يحمل أسفار ..والأنعام بل أضل سبيلا ..وشر البريه ..قرده وخنازير ..الضالين والمغضوب عليهم ..القائمه لا تنتهى ولكن نكتفى بذلك . لا تنسي أن الأخرين أيضا لديهم شعور مثل المسلم تماما بل لا يثور مثل المسلم لأنه يحتكم الى العقل وليس الى الارهاب وهذا هو الفرق . لعلكم تتعلمون يوما ما .

دفاع مستميت
محلل -

الكتبه السعوديين والامارتيين والمصريين مستميتين في الدفاع عن فرنسا ماكرون وترمب امريكا مهما عملوا ومهما قالوا.. (محرر التعليقات: تم حذف باقي التعليق لمخالفته شروط النشر).

مهزلة مقاطعه
عثمان الكوردي -

هل تعلم يا عزيزي المسلم الغيور على دينه ، أن الدخل المحلي الخام لمدينة باريس وحدها ، يعادل : - خمس مرات الدخل المحلي الخام لدولة الكويت النفطية حاملة راية الجهاد الإقتصادي ضد فرنسا- أكثر من ثلات مرات الدخل المحلي لدولة قطر الغنية- ما يقارب ثلات مرات الدخل المحلي لمصر- مرة و نصف الدخل المحلي للإمارات - ما يقارب الدخل المحلي الخام للسعودية من شمالها لجنوبها- أكثر من 11 مرة الدخل المحلي للأردن و هل تعلم، يا عزيزي المسلم الغيور ، أن اقتصاد فرنسا لا يعتمد عليك أصلا و أنك على هامش الدول المستوردة و المصدرة من و إلى فرنسا ؟ فهل لا زلت تعتقد ، يا عزيزي ، أن مقاطعتك ل لافاش كيري ستؤثر فعلا على اقتصادهم لدرجة إجبارهم على التخلي عن مبادئهم ٲتسال ؟

لماذا لا يدعون لمقاطعة الصين؟!
زارا -

الصين تظلم وتعذب مسلمي الروهينغا منذ سنوات ومع ذلك لم اقرا او اسمع مسلما يدعو لمقاطعة الصين !!! والسبب بسیط: ان المنتجات الصینیە تملا اسواق الدول المسلمە ولا یستغنی عنها لا التجار ولا الناس.......هل ترون النفاق عندنا نحن المسلمين؟

غريبة
كلكامش -

تحية لك مرة اخرى سيدتي على هذه المقالة