ترمب حتى لو ذهب فهو باق!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
کثرت الکتابات التي ترکز على إن أمريکا إنتهت وإن عهدها قد ولى وإن قوى أخرى نظير الصين هي من ستحل محلها بل وحتى ذهب البعض أبعد من ذلك عندما طفق يشير وبثقة کاملة من إن دور وتأثير السياسة الامريکية على الصعيد الدولي عموما وعلى صعيد الازمات خصوصا قد تضاءل وفي طريقه للأفول، لکن الذي يبدو واضحا وخصوصا من خلال المتابعة غير المسبوقة للإنتخابات الرئاسية في أمريکا والعيون المحدقة بمن سيکون في البيت الابيض للأعوام الاربعة القادمة، تدل على العکس من ذلك تماما، ذلك إنه لو لم يکن لهذا البلد ذلك الدور والتأثير على الصعيد الدولي لما کان مثل هذا الاهتمام أبدا.
دونالد ترامب، ذلك الرجل الذي أثار الاهتمام العالمي به الى أبعد حد لأنه جسد نمط جديد في الرئاسة الامريکية جمعت الکثير من الصفات والمميزات التي لاتليق إطلاقا إلا بذلك اليانکي الممتطي لصهوة جواده وهو ينطلق مغامرا ومجازفا ويرتکب الحماقات والبطولات بنفس الروحية والاندفاع، وقد کان ترامب وخلال الاعوام الاربعة المنصرمة التي أمضاها في البيت البيضاوي کذلك حقا، لکن ومع کل الذي قام به ترامب، فإنه ومع ذلك نجح في تحقيق أهم أمر بالنسبة للأمريکيين وهو تحسين الاوضاع الاقتصادية وإزدهارها ولو لم تکن جائحة کورونا لکان لترامب الان شأنا آخرا.
أکثر مالفت النظر في ترامب وهو أمر قد لايمکن أبدا لمسه في بايده خصوصا إذا مانجح وتربع في البيت الابيض، هو إن الاول صريح الى حد أن يذهل مقابله حتى إنه يمکن وصف صراحته بالفجة، على عکس من سبقوه وبايدن نفسه الذين يخفون أمرا ويظهرون خلافه أو حتى يجاملون على حساب الحقيقة، وإن الموقف الامريکي من اسرائيل عموما والقضية الفلسطينية خصوصا هو موقف شئنا أم أبينا يرتبط بالعلاقات الامريکية ـ الاسرائيلية والمصالح المشترکة بينهما ودور وتأثير اللوبي اليهودي في واشنطن، وعلى مر العقود المنصرمة کانت الکفة دائما مرجحة لصالح اسرائيل وستبقى حتما کذلك حتى لو جاء بايدن، لکن ترامب إختصر الطريق وجعل الجميع على حين غرة أمام الامر الواقع، مع ملاحظة مهمة جدا يجب الانتباه لها هنا وهي إن السياسة الامريکية بالنسبة للشرق الاوسط ومنذ حرب حزيران 1967 وحتى الان قد حققت أهم أهدافها وإن من يدقق في المآل الذي وصلت الاوضاع والامور إليه يکتشف هذه الحقيقة بسهولة.
ترامب الذي رکز کما لم يرکز أي رئيس أمريکي آخر على إيران الملالي وجعلها هدفا استراتيجيا له الى الحد الذي يمکن القول فيه إن النظام الايراني يبدو مترنحا وهو يتابع الانتخابات الرئاسية ولسان حاله يلهث بالدعاء من أجل فوز بايدن على أمل عودة ربيع أشبه بذلك الربيع الاوبامي، ولکن الحقيقة التي نجح ترامب في غرسها في العقول والنفوس إن نظام الملالي يشکل وبحق خطرا على الجميع دونما أي فرق، وإنه لعب ويلعب على الاختلافات ويستغل الثغرات ويتحين الفرص وينتهزها، ولأن ترامب قد سد کل تلك المجالات على ملالي إيران فقد ظهروا على حقيقتهم وإنکشف حجمهم الحقيقي ومدى الضعف الذي يعانون منه وحتى إن قتل قاسم سليماني بتلك الجرأة والجسارة اليانکوية والرد الايراني الهزيل جدا على ذلك قد فضح حقيقة بالون الکذب الذي ينفخ الملالي فيه منذ أربعة عقود، ولعل أهم مايٶذي ملالي إيران ويقض من مضجعهم إن مافعله ترامب بحقهم قد جاء تجسيدا لمطلب دائما ماأکدت عليه زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، من إن"الحزم والصرامة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها نظام الملالي"، وخلاصة القول، إن ماقد زرعه ترامب خلال الاعوام الاربعة الماضية فيما لو تسنى خسارته وهو إحتمال نستبعده، فإن بايدن لن يتمکن أن يتصرف بسياق واسلوب يتعارض مع ذلك وهو الامر الذي سيثبت بأن ترامب حتى لو ذهب فهو باق!
التعليقات
کلام دقیق
حسین تهرانی -نعم الکلام مایقول الکاتب الفاضل المتخصص فی شأن الملالي إیران عندما یقول: ولعل أهم مايٶذي ملالي إيران ويقض من مضجعهم إن مافعله ترامب بحقهم قد جاء تجسيدا لمطلب دائما ماأکدت عليه زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، من إن"الحزم والصرامة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها نظام الملالي"، وخلاصة القول، إن ماقد زرعه ترامب خلال الاعوام الاربعة الماضية فيما لو تسنى خسارته وهو إحتمال نستبعده، فإن بايدن لن يتمکن أن يتصرف بسياق واسلوب يتعارض مع ذلك وهو الامر الذي سيثبت بأن ترامب حتى لو ذهب فهو باق!
هل ستركع إيران؟
واقعي -لم يدخر الغرب ومن ورائه إسرائيل شيئاً من العقوبات والحروب الإعلامية والنفسية والاقتصادية والعسكرية بالوكالة والاتفاقات والتحالفات الدولية والاغتيالات الموجعة بهدف القضاء على نظام الجمهورية الإسلامية أو على الأقل زعزعته إلاّ وجرّبه وظلّ هذا النظام واقفاً شامخاً متحدياً كل ذلك، ويتذكر الجميع كيف أنّ اغتيالات أعمدة النظام في عامه الأول ١٩٨٠ والحصار الاقتصادي الذي فرضته أمريكا حينذاك لم يفـتّان في عضده فقد وظّفَهما الخميني لتقوية نظامه، وعندما شنّ صدام حسين بأمر من أمريكا وحلفائها الإقليميين حربه الضارية التي استمرت لثمانية أعوام قال الخميني قولته الشهيرة ( الخير فيما وقع) ولم يسقط النظام ولم يهرم ولم يقتله حتى السّم الذي تجرّعه الخميني قربةً إلى شعبه بل تجدّد وترسخت جذوره وازدهرت إيران رغم قلة ذات اليد وهاهو النظام قد تجاوز عمره الأربعين عاماً تتبدّل جلود جميع الأنظمة من حوله وهو يحافظ على جِلده وجَلَدِه ورغم كل العقوبات والضغوطات يتقدم بنيوياً ومدنيا وتكنولوجيا حتى قال خامنئي (العقوبات جعلتنا نكتفي ذاتيا. أنا أطمّن الكاتب أعلاه بالنسبة للانتخابات الأمريكية فإنّ للنظام ثوابت لو أن أمريكا لبست أي ثوب فليس بإمكانها زعزعته قيد أنملة وألفت نظر الكاتب إلى تصريح وزير الخارجية ظريف الذي لم يعِر أية أهمية لفوز أيّ من الحزبين الأمريكيين حيث وضع نسبة 50% لاحتمال فوز كل منهما يعني أنّ الطرفين سيّان في حساب إيران كما أعلن مسؤولون إيرانيون كبار أن إيران لاتعوّل على فوز أي جانب أمريكي ولن تغيّر سياستها كما لم يغيّر الحزبان طيلة الأربعين عاماً الماضية سياستهما العدائية لإيران، أما الرهان على تجويع الشعب الإيراني فقد ثبت فشله فالإيرانيون حتى معارضي النظام ومن ضمنهم أيضاً منظمة مجاهدي خلق التي يعوّل عليها الكاتب في الوقت الذي لفظتها أمريكا على لسان بومبيو والتي تبدّل جلدها كالحرباء؛ جميعهم يكرهون أمريكا وينظرون إليها كعدوّ من النوع الغبي لأنها لم تعمل إلاّ لتجويعهم ويلتفون حول النظام لأنه استطاع أن يدرأ عنهم خطر هذا الجوع ويفرض هيبتهم وهيبة بلدهم على العالم.
لاخلاف
ابو علي الكوردي -حياك الله استاذ نزار ، نعم لقد واجه ترامب ٲيران بصرامه وجعلها راكعه ، لدرجه تنتظر فوز بايدن ،الذي لايختلف مع ترامب سوی في آليات وليس الاستراتيجيه ،لو نجح ترامب واكيد سوف ينحج سوف تركع ايران امامها وتخسر في العراق وسوريا واليمن ، ترامب جعل سياسة ثقافه لدی الامريكين ضد اي من يهدد مصالح امريكا ، مودتي
ما یجب علی العالم ان یفعله
حمزه من عباران -بارک الله بک یا استاذ نزار. حقا ما جاء في المقال یفضح نظام ملالي طهران الدموی . النظام الذی لم یجلب للشعب الإیراني و شعوب المنطقة الا الشر و المآسات و لهذا کما صرحت به زعيمة المعارضة الايرانية السیدة مريم رجوي، من إن"الحزم والصرامة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها نظام الملالي"، و لهذا إذن، يواجه العالم و خاصتا الاتحاد الأوروبي اليوم اختبارًا جادًا وتاريخيًا في مواجهة الإرهاب باسم الإسلام. نعم علی العالم برمة أن یقف بجدیة تامة بوجه عراب الإرها و اعني بذلک نظام ملالي طهران. هذا هوا العمل الصحیح حیال بؤرة الإرهاب.