كتَّاب إيلاف

تعددت الاسماء والدكتاتورية واحدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

منذ زمنٍ طويل وفي نهاية كلّ أربع سنوات ودون سابق إنذار وخلال عدّة أيام قبل إجراء عمليّة تداوّل السلطة في الولايات المتحدة، تنطلق وسائل الإعلام العربية والعراقيّة والشرق أوسطية بالتحديد بضجةٍ إعلامية واهتمامٍ مبالغ به جداً بالانتخابات الأمريكيّة، حيث ينقسم ضحايا الإعلام الموجّه بين فريقي الجمهوري والديمقراطي وبشكلٍّ مثيرٍ أكثر من الانتخابات نفسها، بل وبحماسٍ يزايد على الأمريكيين الّذين يجهل غالبيتهم من هو الرئيس الأمريكي!؟

هذا الاهتمام المبالغ به جداً من قبل قنوات التلفزّة والإذاعات والمحللين السياسيين، يذكرنا بالدارج المحلي الّذي يصفُ حالة هؤلاء بالّذين (يتبللون قبل المطر)، حيث التهويل والتحليل من النتائج، وكأن الفائز في تلك الانتخابات إما سيدمر المنطقة أو سيخفض مستوى الفقر في هذه البلدان ويقلل نسبة وفيات الأطفال ويرفع مستوى معيشة هذه الشعوب، بل أن إيحاءات بعضهم تؤشر بأن أحدهم سيكون سبباً في تمتع شعوب هذه المنطقة بسلامٍ وديمقراطيةٍ تختفي فيها الصراعات القَبلية وعبادة الأوثان البشرية، والكارثة أن معظم الواقفين خلف كواليس الدبكات الإعلامية للانتخابات الأمريكيّة، يدركون أن ثوابت الخارجية والبنتاغون واحدة لا تتغير، والدليل القضية الفلسطينية والكوردستانية، اللتان ما اختلف في أبجدياتها أي رئيس أمريكي من كلا الصنفين!

والمشكلة التي تواجّه معظم النّخب السياسيّة والإعلامية في معظم دولنا هنا في الشرق الأوسط وخاصةً تلك التي أُزِيحَ حكامها بالقوّة، هي أن البديل هو استنساخ عملية تداوّل السلطة على الطريقة الأمريكيّة في بلدانٍ غابت عنها ومنذ عشرات السنين مظاهر المدنية وانكفأت في دهاليز النُّظم البدائية، التي أنتجت نظام العشيرة وممارساتها التي عفا عنها الزمن وكرستها أنظمة الرئيس القائد والحزب الأوحد والشد الطائفي، لتكون واحدة من أدواتها ووسائلها التي تسيطر فيها على الغالبية المسطحة في المدن والقرى من خلال نظامٍ بائسٍ يلغي بالتمام والكمال أي مفهومٍ راقٍ للمواطنة والانتماء لشعب أو أمة أو وطن، فما بين ديمقراطيات الغرب واستنساخاتها في الشرق تُصنع أنماط من الديكتاتوريات المشرعنة بأدوات تداوّل السلطة عبر صناديق الاقتراع الممغنطة بالفتاوى أو بالولاء القبلي أو المذهبي، ليتم تنصيب أوثان بشرية بدلاً عن دكتاتوريات الجمهوريات والرؤساء الملهمين، فمجالس الرئاسة وقيادة الثورة ومجالس الشعب والنواب والبرلمان والجمعيات الوطنية والشورى في بلداننا الشرق اوسطية عموما، تتعدد فيها التسميات وتبقى الدكتاتورية واحدة!.

kmkinfo@gmal.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعددت الاسماء
د. سفيان عباس -

احسنت التشخيص الدقيق والتصويب الادق في وحدة موضوعك عن تعدد الأسماء والدكتاتورية واحدة ... لا يخفى عليك الطبيعة التكوينية للمجتمعات الشرق أوسطية عموما من حيث تأصيل عوامل الجهل والتخلف التي وروثها عن حكم الخلافة العثمانية الاستعبادية عبر خمسة قرون .. هذه الفترة المظلمة افرزت نظما سياسية غارقة في وحل الانا التسلطية من قادة العساكر نزول الى أصحاب العمائم ورجال القبائل ... وكذلك من افرازاتها الشرائح المثقفة بكل مستوياتهم الاكاديمية والإعلامية والكاتب والمحللين السياسيين . من خلال هذه المعطيات الكأداء راحت الشعوب تتطلع الى المنقذ المنتظر وتهرول خلف غدران السراب الأمريكي . وقد وجدت في وسائلها الإعلامية المحلية ضالتها . دون ان تعلم ماهية التضليل والاوهام التي ترسمها لها هذه الابواق والاقلام ... نعم السياسة الامريكية ثابتة على وفق استراتيجيات مرسومة سلفا لعشرات السنين من قبل العقلاء والحكماء الامريكان القابعين في الدهاليز الظلماء ... فالحزبان الجمهوري والديمقراطي هما أداة تنفيذية لهذه الاستراتيجيات منذ نفاذ الدستور الأمريكي قبل قرنين ونيف من الزمان ...علينا ان لا نتأمل خيرا من الإدارات الامريكية المتعاقبة .. وعلى الاعلام العربي والاوسطي ان يكون مهنيا وموضوعيا دونما تضليل الشعوب المقهورة ... موضوع تستحق عليه الثناء والتقدير ... بورك قلمك الوهاج

ستراتيجيات اميركا وذاكرتنا
عبدالوهاب طالباني -

احسنتم استاذ كفاح.. نعم ستراتيجيات اميركا لن تتغير بين يوم وليلة فلها تنبوءاتعا المبنية على استقصاءات وحسابات وخطط تاخذ حماية المصالح الاميركية كهدف اول ونهائي .. الكوردي لن ابنسى ماذا فعلت به اميركا عندما باركت اتفاقية الحزائر المشؤومة وتسببت في انتكاسة الثورة الكوردية في ١٩٧٥.. وفي حرب داعش اميركا ساعدت الكورد ، نعم هذا صحيح ، ولكن عندما تحرك الكورد نمو الاستفتاء ارسلت دباباتها الاستراتيجية الى الحشد الشعبي للهجوم على كوردستان ، وتسببت في تسليم نصف جنوب كوردستان طبعا بالتعاون مع بعض الكورد ايضا الى الحشد الشعبي والحكومة العراقية، وكررت بمعنى اخر ما فعلته في ١٩٧٥.. اميركا صعب ان تتغير..!

الحلقة المفرغة
باسل الخطيب -

فعلا وكما تفضلتم السياسة الأمريكية لا تتغير بتغير الرؤساء إلا من حيث التكتيكات المستعملة، كما أن الديمقراطيات المزعومة والمستنسخة عن الغرب في بلداننا لم تنتج إلا نظم فاسدة ومتخلفة استغلت صناديق الاقتراع أبشع استغلال لتفاقم من معاناة شعوبها وتجعلها تتطلع لمن يخلصها من الطغمة الغاشمة المهيمنة على المشهد السياسي عبر صناديق الاقتراع بل صناديق الغش والتزوير.. وهنا يبرز السؤال المعضلة عن سبل الحل والخلاص، وعما إذا كانت القوى الخارجية هي الحل، كما حصل في العراق سنة ٢٠٠٣، لاسيما في ظل تغول الطغم المهيمنة على المشهد وسيطرتها شبة الكاملة على الأمن والاقتصاد والثروة والقضاء.. ترى هل باتت شعوبنا تدور في حلقة مفرغة؟!

عطشي الحرية
حسن الشنكالي -

اعتقد استاذ السبب هو ان الاعلام العربي اغلبه اعلام منافق وموجه وليس اعلام وطني مستقل وموجهون لمشاريع معين ضد الدولة الفلانية او الرئيس الفلاني لان دولهم تعسفية تضادر الحريات الشخصية والاعلام الحر وكل اعلامي تجده يدافع عن مصلحته وبذلك وهو متعطش لكي يتنفس سعيدا في التعبير عن حريته قليلا وهذه الحرية وجدها في الانتخابات الامريكية لانه لا يخشى من تبعات كلامهم البعيد عن امور متعلقة بحكام بلدانهم وفي الاخير يعلم.الاعلامي العربي تماما ان انتخاب اي رئيس امريكي لن يغير من مسار نهجهم في المنطثة وحلب بقرتهم في الشرق الاوسط بحرية

فراغ فكري وانعدام رؤية
محمد العبيدي -

بالفعل، الشعوب العربية في غالبيتها يراقبون الانتخابات الأمريكية وهم مهزومين داخليا نتيجة خيبة النظام الذي يحكمهم.. تحياتي

احسنتم
alexander -

مقال رائع..حيث انهم يهتمون بسياسة اميركا الخارجية والتي هي بالاساس ثابتة.اكثر من تعبئة شعوبهم بفكرة الازدهار والسلام والتعايش ..

الشرق الاوسط والتخلف
مؤيد عبد الستار -

تحياتي استاذ كفاح ..معالجتك للموضوع من زاوية المقارنة بين امريكا والشرق الاوسط فيها بعض الاجحاف لان الشرق الاوسط لن يستفيق من واقعه المتخلف الا بسطوة العلم وهذا بعيد المنال

قشة الإنقاذ
Vian Najar -

أكيد سياسة أمريكا وستراتيجياتها في الأمور الأساسية والمهمة ثابتة خصوصاً ثوابت الخارجية والبنتاغون . لكن ستراتيجيات جديدة توضع من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب وأعضاء حزبه الحاكم حسب نظرتهم ومتطلباتهم وقراراتهم لخدمة أمريكا وأكيد توجد أختلافات واضحة في فترة أي من الحزبين يحكم الديمقراطي أو الجمهوري . وجميع حكام مناطقنا يتميزون بالدكتاتورية المتنوعة ومنذ الأزل . وكل أربع سنين يضعون آمال إنقاذ فشلهم وسوء إدارة بلدانهم على منقذهم الوحيد الرئيس الأمريكي المنتخب . ويتصرفون معه مثل الغركانين الذين يتمسكون بقشة الإنقاذ منه . وكل دكتاتور يتصرف حسب أهوائه وميوله ومتطلباته ويضعون عليه آمالهم ليس فقط بالإنقاذ وإنما بإنعاشهم أيضاً ومد يد العون لهم بأستمرار . لكن في كل مرة قشتهم لاتنقذهم ويغرقون معها ولايتعضون . تحياتي وتقديري

لابد من وقفة
عراقي متبرم من العنصريين -

مقالة موضوعية.. لكنها ــ ولا مواخذة ــ لاتتوافق مع معظم مقالاتك التي فيها كنتَ جنابك تمجّد البارزاني الذي تنطبق عليه كل مواصفات الفقرة الأخيرة؟؟؟ !!!! أقول: ماعدا مما بدا ؛ هل نعتبر هذه المقالة نقلة فاصلة من عبادة الدكتاتور الفرد إلى واحة الديمقراطي، ودعوة الى العشائري المخضرم الذي قسّم نفوذه المطلق وثروة وحقوق قومه بين أبنائه وصهره وسيرث أحدهم قيادته (الملهَمة) بعد عمر طويل أن يتنحّى ويترك لغير عائلته من الأكفّاء وهم كثيرون مهام الحكم وتسيير أمور الرعية ويتخلى هو وأفراد عائلته عن كل الأموال التي سرقها من قومه وسائر الشعب العراقي فيكفّر عن سيئاته ليكون حينها فقط بطلاً قومياً حقيقياً يُشار إليه بالبنان وتقتدي به الأجيال؟ دعني أصيغ السؤال بشكل آخر: هل ستكسب الديمقراطية والشعوب المستضعفة إعلامياً موضوعياً يقول الحقّ ولو على نفسه فلا يداهن ولا يجامل؛ قد صحا ضميره ونفض عن ثوبه غبار التبعية للدكتاتور المتعنت والمتشبث بالكرسي

جهل
سعد العبيدي -

جري أهل منطقتنا خلف الانتخابات الامريكية والانقسام حولها وكأنهم أهل الشأن جهل بطبيعة إدارة السياسة على المستوى الدولي، نعم هناك قضايا لا يتغير فيها الرأي وإن تغير الرئيس والحزب، لأنها قضايا دولية، وضعت هكذا من أهل النفوذ في المنطقة ولغايات وحسابات دولية بعيدة المدى بينها القضية الفلسطينية ومشكلة كردستان.

تغير الاستراتيجيات لا تكون بسهولة جدا
صديق -

فى احيان كثيرة تتغير الاستراتيجيات حسب مصلحتهم طبعا و ليس معنى هذا انهم اغبياء جدا بحيث يتخلون بين يوم و ليلة عن حلفاؤهم و اصدقائهم دفعة و احدة و يغيرون الكير الى الارهابين مثلا ب ب ك و غيرهم من المجرمين العــــيــــر اقيين و اتراك و افراس ز هؤلاء يبقون تحت المراقبة دائما ......