فضاء الرأي

خسارة دونالد ترمب هي انتصار للعقلانية وللاخلاق الديموقراطية الاميركية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في انتخابات هي الاضخم منذ اكثر من قرن ادلى نحو سبعين بالمائة من اصحاب حق الاقتراع الاميركيين باصواتهم لاختيار سيد البيت الابيض للسنوات الاربع القادمة. نتيجة هذه الانتخابات مهمة لانها اعادت الولايات المتحدة الى المسار الطبيعي لهذا البلد الذي يقود العالم وبطريقة ديموقراطية وبمشيئة الشعب وليس بقرار حزب لابقاء الرئيس مدى الحياة او انتخابات محسومة سلفا ليبقى الرئيس على كرسيه لدورات متتالية لا نهاية لها الا بنهايته.
نتائج الانتخابات الاميركية هذه اعادت الولايات المتحدة الى رشدها او لنقل الى سابق عهدها، ليس بانتخاب جو بايدن انما بطرد دونالد ترمب من البيت الابيض، فالولايات المتحدة لم تستطع ان تهضم رئيسا مثل ترمب ليحكمها اكثر من مرة، فقد كانت هذه التجربة صعبة للاميركيين الذين رأوا كيف تدهورت بلادهم الى اسفل درك التجارة بالحلفاء والاصدقاء، إذ اصبح رئيس اكبر واقوى واهم دولة بالعالم مهزلة عبر تطبيق تويتر يقارع هذا ويجادل ذاك، والانكى من ذلك استهتاره بجائحة كورونا واعتبارها انفلونزا بسيطة ومن ثم ابتليت البلاد والعباد بها دون ان يحصل البسطاء على علاج او رعاية صحية مناسبة ولتصبح نسبة الوفيات الاعلى عالميا.
الولايات المتحدة تعود الى رشدها وتتدارك هيبتها قبل فوات الاوان وقبل منح ذلك التاجر اربع سنوات اخرى ليتلاعب بمصير مئات الملايين من الاميركيين في بورصة كيم جونغ ايل وتفاهمات مشبوهة مع ساكن الكرملين الدائم، ومحاولات عصر المليارات تحت التهديد من الحلفاء في الخليج العربي.
الولايات المتحدة هي اقوى دولة في العالم ليس عسكريا فحسب بل والاهم، ثقافيا، فنيا، علميا، اكاديميا، اقتصاديا، تعدديا واجتماعيا ولا يعقل ان تظل رهينة بيد مراهق سياسي شعبوي متطرف.
سياسة الولايات المتحدة على مر الزمن وعبر اداراتها المتعاقبة من ديموقراطيين وجمهوريين هي ذاتها تجاه الحلفاء في كل مكان وفي الخليج العربي تحديدا، مع تباين بسيط هنا ونقاش اخر هناك، الا ان الولايات المتحدة تظل ترى بالسعودية ودول الخليج حلفاء، لهم ثقل كبير. مصالح الولايات المتحدة تتقاطع معهم بما يتعلق بالنفط واسعاره عالميا ناهيك عن علاقات طيبة مع هذه الدول وبدون علاقة لشخصية الرئيس.
للتذكير فقط، فان باراك اوباما الديموقراطي دعم حرب التحالف في اليمن وزود السعودية باسلحة وتقنيات متطورة مثلما فعل سلفه جورج بوش الابن الجمهوري، وتعهد اوباما كما اسلافه بالدفاع عن الخليج العربي في وجه الغطرسة الايرانية والاطماع الاخرى في المنطقة وللتذكير أيضا فان الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن هو الذي تبنى وطرح حل الدولتين وحينها كان لإسرائيل ثلاثة عشر تحفظا على خطة بوش في حين قبلها الفلسطينيون بدون شروط.
ترمب لم يكن سيئا للمنطقة فحسب بل كان رئيسا سيئا بكل المقاييس فهو شجع الشعبوية ولم يكافح، بل ساهم، في التمييز العنصري بين البيض والسود واحدث بتصرفاته الصبيانية والفردية، شرخ في المجتمع الاميركي المتعدد الاعراق والالوان والاديان والانتماءات الاثنية المختلفة واعتمد على العنصريين ومنع المهاجرين من دخول الولايات المتحدة وطرد الاطفال منهم والشيوخ والنساء وشردهم في العراء، وحاول منع المسلمين والعرب ايضا من دول معينة دخول الولايات المتحدة، وسن قوانين تقيد من حرية الفرد والتنقل في الولايات المتحدة. ومن جهة اخرى اصر على منح اسرائيل اراض ليست لها، واعلن عن الجولان المحتل ارضا اسرائيلية وكانه يمتلك العالم وبلغت به الوقاحة ان ارغم السودان على الاعلان عن التطبيع مع اسرائيل غصبا، والتهديد بابقاء هذا البلد ضمن قائمة الارهاب، مع ان الشعب السوداني الطيب كان ثار واسقط الطاغية عمر البشير والذي اصبح يمثل الان امام محكمة الشعب.
الولايات المتحدة تعود الى رشدها باقصاء من عين ابنته وصهره مستشارين في البيت الابيض ليقودا صفقة وقحة لمنح حليفهم نتانياهو هدايا انتخابية على حساب الشعب الفلسطيني فيما وصف بصفقة القرن التي بدأت تتحطم في عهد ترمب نفسه بجهود الامارات العربية المتحدة والبحرين اللذين اشترطا الاتفاقية مع اسرائيل بوقف تنفيذ هذه الصفقة المعيبة، مع العلم ان شريحة كبيرة من الجمهوريين الاميركيين لم يكونوا راضين بل وعارضوا خطوات ترمب وابنته وصهره حتى ان معاونيه المقربين تركوه واحدا تلو الاخر.
الشعب الاميركي استعاد نفسه واستعاد هيبته والتزامه بالحلول العادلة، الولايات المتحدة لم تنتخب جو بايدن بقدر طردها لدونالد ترمب التاجر الذي جر اكبر واقوى دولة بالعالم الى مزايدات لا تليق بها، الشعب الاميركي استعاد ذاته وبلاده مع خلع ترمب ومعاونيه من البيت الابيض وهذا هو انتصار للاخلاق والديموقراطية والرصانة.
خسارة المقامر دونالد ترمب هي مكسب للولايات المتحدة وللعالم الحر وللقيم الاخلاقية والديموقراطية في كل مكان، والامل ان تكون الادارة الجديدة على قدر المسؤولية من اجل اعادة التوازنات الى مكانها الصحيح والتعامل مع الشعوب والدول بطرق عقلانية واخلاقية للوصول الى عالم افضل، مع العلم ان التحديات كثيرة والاشرار من الزعماء سيبقون فوق عروشهم فلا انتخابات لديهم ولا صناديق اقتراع وسيظلون فوق صدور شعوبهم جاثمين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بالراحه على نفسك يا سيد مجدى
فول على طول -

يا سيدى مجدى هناك فرق بين تقييم زعيم سياسي ورئيس دوله وبين تقييم شخصه كفرد ..لا تجعل عواطفك الشخصيه هى التى تتحكم فيك عندما تكتب عن شخصيه عامه ..يجب تقييم أفعال الشخصيه العامه وليس تصرفاته الشخصيه . أتفق معك ولا يختلف اثنان على أن ترمب لا يضبط ألفاظه ولأنه جاء من خلفية ليست سياسيه فهو لا يجيد التزويق فى الكلام والكثير جدا من الناس يعتبرونه صادقا ويقول ما يؤمن به ولا يكذب مثل السياسيين ويحبونه على هذا الأساس . والفارق بين ترمب وبايدن فى التصويت الشعبى فارق ضئيل للغايه - عكس المجمع الانتخابى ولعلكم تعرف الفرق بينهما - بما لا يتجاوز 2 بالمائه على أكثر تقدير ومع ما شابه ذلك من قيل وقال ولن نتطرق اليها فهذا حق الشعب الأمريكى فقط . انتهى - ترمب لم يتم طرده كما تدعى بل فقط خسر الانتخابات وهذا شئ طبيعى جدا وليس فريد من نوعه أن أحد الأطراف يخرج لأنه خسر الانتخابات بل منذ تأسيس امريكا ..بايدن هو الرئيس رقم 46 فى تاريخ امريكا وهى تسير على هذا المنوال . ..اذن أين الطرد ؟ ليس عندهم الرئيس المزمن ولا الرئيس المفدى وبالروح بالدم نفديك يا رئيس . ..هذا يحسب لأمريكا وأنت اعترفت بذلك وهذا شئ جيد . سوف يذكر التاريخ أن ترمب هو الذى أيقظ الشعور القومى والوطنى فى امريكا بعد ثبات طويل وغالبا سيموت على أيدى بايدن وشركائه ..بايدن فاز بأصوات الرعاع ومحبى الفوضى والمهاجرين غير الشرعيين وأرباب التحايل على الضمان الاجتماعى والساقطات الراغبات فى الاجهاض على حساب الدوله والذى كان يرفضه ترمب وبشده وبأصوات الشواذ والبشر الذى يرفضون أى انضباط وأعتقد أن خراب امريكا سوف يكون قريبا لو ساروا على نفس النهج لمدة عشر سنوات على أكثر تقدير .انتهى - يتبع

تابع ما قبلة
فول على طول -

امريكا ترمب حققت أعلى معدل اقتصاد منذ 60 سنه بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء ولولا كورونا لكانت هذه النتائج ظهرت على العالم كله وفقأت أعين الجميع . أتفق معك أن ترمب لم يكن موفقا فى الكلام عن كورونا وكان أفضل أن يترك الكلام لأرباب المهنه المتخصصين لكن لا تنسي أن وباء كورونا حير العالم كله ولا أحد يملك عصا سحريه للقضاء عليه ..بايدن يداعب مشاعر الأغبياء فقط بالقضاء على كورونا . ولا تتكلم عن علاج البسطاء فأمريكا توفر العلاج لكل مواطن موجود على أرضها حتى لمن يقيم بطريقه غير شرعيه وما أكثر الذين استفادون من ذلك وجاءوا الى امريكا كى تلد النساء وتمنح الجنسيه الأمريكيه للمواليد وعلى نفقات امريكا أى بالمجان . أنت تصف ترمب بالتاجر وكأن التجاره عيب ..يا رجل متى تعقل الأمور ؟ رسولكم أوصاكم بالتجاره حتى لا تنسي . وترمب حقق لبلده ما لم يحققه رئيس من قبله ..ما الذى يجبر ترمب على الدفاع بالمجان عن أحد اذا كنت تقصد مليارات الخليج ؟ لا شئ بالمجان سيد مجدى والسياسه مصالح ورئيس الدوله يعمل لصالح الدوله . جميل جدا أن تعترف بالتفوق الأمريكى ثقافيا وعلميا وعسكريا وهذا يحسب لك . يا سيد مجدى : علاقة امريكا بالخليج وخاصة السعوديه فى عهد ترمب هى الأقوى أما أيام باراك اوباما فقد سادها الفتور بل التوتر خاصة فى أواخر حكمه ..اوباما هو الذى ترك ايران تستأسد وتقترب من امتلاك قنبله نوويه ..ترمب هو الرئيس الأمريكى الوحيد الذى ألجم ايران وضيق عليها لدرجة الموت .ترمب هو الذى قضى على قاسم سليمانى وافتخر بذلك علنا ولو استمر لفتره أخرى كان قضى على ايران اقتصاديا على الأقل . اوباما ترك الخليج وشجع الفوضى فى الشرق عكس ترمب الذى قضى على الفوضى ..نعم هو شجع الديكتاتوريه مع الأمن فى الشرق ورأى وأكد أن الشرق عبثى وحروبه لن تنتهى ومن الأفضل الديكتاتوريه مع الأمن وهو صادق جدا فيما قاله وهذه حقائق . يتبع

تابع ما قبلة
فول على طول -

ترمب هو أفضل رئيس بالنسبه لمنطقتنا المنكوبه عكس اوباما وفريقه الذى نشر الفوضى كما ادعيتم سابقا وربما يأتى بايدن تلميذ اوباما بنفس النهج . ترمب لم يشجع الشعبويه بل أيقظ الشعور القومى كما فى اوربا الان بعد أن شعر أن بلاده سوف تضيع على أيدى السفهاء وأنت تعرفهم . وأنتم أخر من يتكلم عن العنصريه سيد مجدى . نعم حاول ترمب طرد المهاجرين الغير شرعيين وهذا واجبه وحاول منع القادمين من دول ارهابيه وهذا قمة الوطنيه وهى وظيفته الأولى وكل التحيه والتقدير يرفعها له ىالشعب الأمريكى لهذا السبب وخاصة من الدول الاسلاميه وأنت تعرف جيدا أن كل الارهابيين مسلمين ..اذن ما الخطأ فيما فعله ترمب ؟ هل تريده أن يسلم بلده لكم مثلا حتى ترضى عنه ؟ بلاد الخليج مثلا لا تمنح جنسيتها الا نادرا وللمسلمين فقط وهذا حقهم بالمناسبه ..لماذا تلوم ترمب على ذلك ؟ أما قضية فلسطين فهى عبثيه جدا ولن تحل ولا أمل فى ذلك واسألوا أنفسكم . ونقل السفاره الأمريكيه للقدس هو قرار صادر من الكونجرس عام 1995 ولم ينفذه الا ترمب اذا كنت لا تعرف ذلك لأنه رجل شجاع ولم يتلون بالسياسه والنفاق . كل التحيه ل ترمب على ما أداه لأمريكا وسوف يذكر التاريخ أنه وطنى من الطراز الأول ونكتفى بذلك .

لا تفرح يا حلبي
الامين -

اولا فرز الاصوات ما زال مستمر بسبب غش و تزوير احبابك الديمقراطيين لبطاقات التصويت حيث وجد منتخبين لبايدن وهم موتى ، وفقدان اوراق انتخاب للرءيس ترامب وعدم السماح لفريق ترامب بالدخول الى صالات فرز الاصوات بسبب وجود اصداقاءك الديمقراطيين ، ديمقراطيين الكسر و الخلع و النهب و السرقات و كسر السيارات و اعتداء على رجال الشرطة ، هولاء هم ديمقراطيين اللذين تفتخر بهم ، اكيد فرحان بفوز بايدن بالغش حيث يعيد الى الحياة احبابك في حزبك الاخواني ، و اخيراً المحكمة العليا هي من تقرر .

نهاية الجمهوريين
واحد -

سقوط المهرج ترمب سيكون نهاية لتولي الحزب الجمهوري لهذا المنصب لفترة طويلة . الجمهورين اصبحوا صورة للعنصريين البيض والجهلة والنفوس المريضة بالحقد على الاخر . امريكا الديمقراطية المثقفة عادت الى رشدها ولا عزاء للفاشلين . مليون مبروك لبايدن وبانتظار قراراتك بتنظيف الشرق الاوسط.