كتَّاب إيلاف

حينما يصبح الوطن شركة ربحية!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من محاسن انتشار الوباء الأخير وانهيار اقتصاديات العالم ومغذيها الأساسي (برميل النفط)، أنه كشف عورات تلك الأنظمة الفاسدة وفضح المستور من مخازيها التي أخفتها تحت مُسميات وشعارات وطنية وقومية ودينية زائفة، خاصةً تلك التي تدعي امتلاكها تفويضاً من الرّب للعمل والتحدث والحكم باسمه وكالةً أو تلك التي تحمل رسالة أمة إلى الحاضر والمستقبل، وهي ترتدي خرق التاريخ البالية، وما بين الحكم باسم الرّب والأمة ضاعت الأوطان وسُرقت الأموال ونُهِبت الثروات، وأصبح حال البلاد كما نراها اليوم، من أفشل بلدان العالم وأكثرها فساداً، بل وأكثرها ادّعاءًا بالنضال والوطنية والمقاومة ومقارعة الاستعمار والصهيونية!؟

هذا الوباء وانهيار أسعار النفط وتوقف عجلة الإنتاج، بل ومنع الملايين من مزاولة أعمالهم بسبب الحظر ولفترات طويلة، فضحت كثير من المستور خاصةً تلك الرواتب والمخصصات التي يتمتع بها بعض من شريحة المناضلين وأصحاب القضايا السياسية أو الإيمانية العقائدية أو معارضي النظام السابق، خاصةً ونحن إزاء ممارسة غريبة جداً، بل ومقززة في آنٍ واحد ألا وهي تشريع قوانين تُمنح بموجبها تعويضات ورواتب وامتيازات لا مثيل لها في التاريخ لهؤلاء، نظير تقديمهم خدمات نضالية وإيمانية عقائدية أو لتعرضهم للملاحقة أو الاعتقال والسجن والتعذيب، وهذه التخصيصات المالية كتعويض أو كرواتب يتمتع بها الموصوفين أعلاه مع أسرهم صغاراً وكباراً، وبالتأكيد من ضمنهم الآلاف من الذين هربوا من العراق لأسبابٍ لا علاقة لها البتة بالسياسة أو بالنضال، بل بحثاً عن فرصة للعمل أو الدراسة أو الهجرة أو هروباً من جنايةٍ أو جنحةٍ جنائية غير سياسية، والجميع تمّ تعريفهم أو تكييف هروبهم بحجة ملاحقة النظام لهم.

نأتي إلى لبِّ الموضوع وما استشرى في العراق بعد أن أسقطت الولايات المتحدة نظام الدكتاتور صدام حسين، وإصدار مجموعة من القوانين والتشريعات التي تحول بموجبها العمل الوطني إلى تجارة وتعويض خسائر ورواتب بأثرٍ رجعي، حتى أصبحت امتيازات شريحة واحدة من الذين هربوا إلى أراضي المملكة العربية السعودية إثر سحق انتفاضة الربيع في الجنوب والوسط العراقي، تفوق رواتب جميع أساتذة الجامعات العراقية بكافة مستوياتهم العلمية، وأكثر هذه القوانين إهانةً لمبدأ العمل الوطني والمعارضة الحقيقية هو القانون الذي يمنح هذه الشرائح التي تركت البلاد ولجأت إلى إيران أو الالاف من الذين سجنوا لأسباب جنائية أو أخلاقية أو هروب من الجيش او خيانة الأمانة وغيرها مما لا علاقة له بالسياسة وتم اعتبارهم مناضلين، وهربوا الى دول الجوار ومنها الى اوروبا، هذه القوانين التي منحتهم تعويضات خيالية أنهكت موازنة البلاد وساهمت في إيصالها إلى الإفلاس، وفرض طبقة رثة على الدولة والمجتمع، وحقيقة فأن الاعتراض ليس على ما يُعطى تكريماً متوازناً ومعقولاً للمناضلين الوطنيين الحقيقيين، بل الذي يمنح لآلاف مؤلفة من المرتزقة وبتعويضات هائلة وكأنهم عملاء بنوك وتجار أوطان ومافيات.

وإذا ما حسبنا بعد ذلك الرواتب الضخمة المخصصة للرئاسات ولأعضاء الحكومة والبرلمان وملحقاتهم ونثرياتهم وما ينفقونه صدقا او تحايلا، لأدركنا أي لصوص جوعية يسيطرون على خزائن البلد التي كسحوها بالكامل في اول ازمة عالمية، يدفع ثمنها هذا الشعب المخدر بالشعارات والذي ينتخبهم كل أربع سنوات وهو صاغر!

لو لم يكن العمل الوطني شركة تجارية ربحية بهذا الانفاق الخيالي والرواتب والمغريات الضخمة لما تنافس على البرلمان والحكومة الا الوطنيين الحقيقيين والاصلاء في هذا الوطن المباح، ولما كان عدده بالمئات وربما الالاف مع موظفيه وحماياته.
رحم الله الصحفي المصري محمد حسنين هيكل حينما وصفهم باختصار:
"انهم مجموعة لصوص سطت على بنك!".

kmkinfo@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لصوص فوق القانون
Ibrahim Khalil Isso -

لصوص فوق القانون والدستور

الوطن شركة ربحية
د. سفيان عباس -

احسنت أسد كوردستان ... تصويب موجع بالصميم ... فالمضحك المبكي أن هؤلاء اللصوص يدعون ضمن شعاراتهم الغوغائية انهم مظلومون لم يحكموا العراق منذ الف واربعمائة سنة .. فهم كما شهد شاهد من أهلها محمود المشهداني حينما وصفهم ( مقاول تفليش ) .. لقد صدق الوصف والقول في هذه الزمرة الخارجة عن القانون والمنفلتة في المال العام دون حسيب او رقيب .. لا يعرفون العدالة الاجتماعية ولا أصول السلطة والحكم وبعيدون عن الحكمة وقيمها والأخلاق وقواعدها .. لا عهد لهم ولا ميثاق . لا دين أو مذهب . ثلة من الفاسدين تبجحوا بالعمل السياسي كذبا ورياءً ... شكلوا مجاميع مسلحة خلافا للدستور لحمايتهم واشراكهم في الشركة الربحية التي اشرت لها ... رفعوا شعار المظلومية من أجل الضحك على الأمريكي الذي جاء بهم من الأماكن التي يعرفونها .. لقد ظلموا أبناء جلدتهم أولا ومن ثم باقي المكونات الأخرى وخصوصا الكورد الذين احتضنوهم ووفروا لهم الحماية من بطش النظام السابق .. عوضوا السلابة والحرامية تعويضات ورواتب خيالية بحجة النضال ... وظلموا 182 الف شهيد من الكورد المناضلين الحقيقيين لم يعوضوا ولا ضحية واحدة لحد الآن ... فعلا اصبح الوطن شركة ربحية ...عاشت ايدك ابن كوردستان البار

استاذ كفاح كل ما تفضلت به هيه حقيقه واقع مرير
جلال الخدوش -

قد تتغير المعادلات والسياسه واحجار الشطرنج بعد.قوز بايدن نتطلع لمرحه اخرى يسودها الازدهار

أحسنت
نواف -

سلمت اناملك استاذي العزيز مقال رائع وبالصميم لن تدوم لهم

الاستثمار يحتاج عقل
صلاح الدين يوسف -

المواطنة انتماء لوطن، حقوق متبادلة وليس انتهازية واستغلال وتبديد لاعتباره مغنم وليس امانة .... ولا بد من العدل في تصنيف الناس والا فقدت الثقة بمن يصنفهمالنفط مالم يستثمر وارده في شراء اسهم او انشاء صناعات او وظائف تستطيع ان تمول ذاتها يبقى ريعا نافدا لايسد حاجة البلد ولا اهله الذين تمسكوا به في الضراء وومضات من السراء.

من لص فقير الى صاحب مصرف
يوسف سرحوكى -

الذين تسلموا مقاليد الحكم او ما يسمون بسياسي الصدفة منذ2003 كانت ارصدتهم تحت الصفر يعني كانوا لا يملكون نقود نفر واحد من المطعم .. الفقر ليس عيبا وليس دائمي .. لكن اصبحوا اصحاب مصارف وبنوك فاللصوصية تجري مجرى الدم داخل عروقهم وعقولهم وسلوكياتهم فمن لص بسيط الى حيتان للفساد كما يقال فيهم وبقانوين تم تقنينه حسب ما يشتهونه ويرغبونه على مقاييس رغباتهم ليحولوا العراق المحوري والمهيب الى مستنقع اقل ما يقال عنه انه .. مستنقع أسن .. ليولد فيه الاحقاد والكراهية والتشتت والتفرقة والعنصرية العرقية والدينية والمذهبية لكي لا يقوم للعراق الديمقراطي الفدرالي قائم .ليس هناك حل لذلك المستنقع سوى تحويل العراق لثلاثة اقاليم .تحياتي لك استاذ كفاح

إذا كان بيتك من زجاج ...
عراقي متبرم من العنصريين -

فقد نصّت صحيفة بلجيكية Broseels Bruxelles حسب مصادر خارجية من البنوك السويسرية أن ثروة عائلة بارزاني فاقت ٦٠٠ مليار دولار حيث تقدَّر ثروة مسعود وحده ٣٧٢ مليار وثروة صهره وابن أخيه نيجرفان ١١٥ مليار وأولاده الخمسة ١٠٧ مليار وقد واكب العالم التظاهرات الغاضبة التي انطلقت في عموم محافظات الإقليم الشمالي بسبب تأخر رواتب موظفيه وكانت شعارات التظاهرات توجه الاتهام ليس لبغداد فقط وإنما أيضاً لهذه العائلة ذات الثراء الفاحش الذي جَمَعَتْه من قوت الشعب العراقي الكوردي وغير الكوردي.. كما أفادت وزارتا المالية والتخطيط في بغداد أن سبب تأخير رواتب الإقليم هو رفض بارزاني تسليم بيانات موظفي الاقليم الذين بلغت نسبة تعدادهم ٦٠٪ من مجموع تعداد موظفي عموم العراق في الوقت الذي يبلغ عدد سكان الاقليم عُشر سكان العراق ؟؟؟!!!! إلى ذلك فقد قُدِّر عدد الموظفين الفضائيين( الوهميين) الذين تذهب رواتبهم إلى جيوب العائلة البارزانية إلى مايقرب من مليوني موظف هذا بالاضافة الى النفط المسروق الذي تبيعه العائلة بأبخس الأثمان والموارد الحدودية التي رغم أن الكاظمي لم يستطع فرض سيطرة بغداد عليها إلا أنه رضخ لضغوط الأمريكان فأفرغ خزينة بغداد لصرف رواتب موظفي الاقليم ومن ضمنهم الفضائيين أيضا وغاضّاً النظر عن تلك الواردات الهائلة المصادرة من قبل العائلة ليضطر بسبب ذلك للاقتراض الداخلي والخارجي لصرف رواتب باقي الموظفين العراقيين غير الأكراد! ماذكَرَتْه الصحيفة البلجيكية غير مبالَغ به فقد ذكرت أيضاً الFanancial Times في عددها ٢٣/٨/٢٠١٥ أرقاماً مخيفة لهذه الواردات التي تذهب معظمها لجيوب العائلة المذكورة فحسب الوثيقة الرسمية العراقية الحكومية حصل بارزاني في ١٢ سنة التي سبقت هذا التاريخ فقط ٥ خمسة مليارات دولار من المنافذ الحدودية ومن النفط مايقرب ١٢٩ مليار دولار أي مايعادل ميزانية العراق لمدة ٣ سنوات وللمتابع أن يقدّر ماحصلت عليه هذه العائلة من تاريخ هذه الوثيقة حتى تاريخنا الحالي!

باختصار
حسن الشنكالي -

من كانت عورته مكشوفة لا يخجل من التعري الكامل فهم كانوا عراة وتستروا بالدين وسلطوا على البلد وقسموا كعكة الوطن بينهم حسب ما اعترفت بها حنان الفتلاوي .فلا يخجلون من عواراتهم ومن انتفاضات الشعب عليهم بعد ان وضعوا ايديهم على كل مفاصل الدولة من مواردها المالية واماكانتها الامنية .

حينما يصبح الوطن شركة ربحية
أمير الطيب -

تحية واحترام استاذ كفاح الغالي كلامك صحيح وواقعي مع الأسف الشديد عندما ينوي الكورد الاستقلال من هذا العراق الذي تقوده العصابات ورجال إلا دين يقول لنا أنتم جزء من هذا العراق لانهم بفكارهم القذره لايريدو لنا الخير وعندما يصل الموضوع إلى مستحقات الكورد الماليه يعتبرونا نحن ليس جزء من العراق المليئ بسياسة القذرة لفائدتهم ومكتسباتهم ومكتسبات الدول الذي جائت بهم أين صوت الحق عن تجويع شعب باكمله وقطع ارزقهم...

ضياع الوطن ونهبه
Vian Najar -

ما حل بالعراق حقيقة شيئ لا يصدق من كان يصدق بأن النهب يكون بهذا الحجم وهذه الطرق العجيبة والغريبة . سابقاً كنا نسمع بالفتوات الدينية العجيبة والامعقولة واليوم نسمع بنفس الطريقة تشريع قوانين عجيبة ولامعقولة وكلها تصب في نهر السرقة والدجل الذي رسموه لأنفسهم ليكملوا بها نهب العراق بالكامل ويدعوه صفراً والذي بات قريباً وهم لايتعضون أبداً . تحياتي وتقديري

سمة الشرق الاوسط
ماهين شيخاني -

هذا هو الفساد بعينه , وهذا سبب تاخر الشعوب من مواكبة الحضارة , انه الفساد المستشري في اماكن واوطان عدة غير العراق ايضا.

واعظ السلاطين ..!!
ناصر -

اهلين بمستشار مسعود بارزاني وما ادراك ما بارزاني...!! بيتك من زجاج فلا ترمي الحجاره في بيوت الاخرين 29 مليار ديون حكومة وقيادة بارزاني وانت المستشار ..!! وخسارة ٪؜٥١ من المناطق المتنازع عليها ..!! وين الطابو الفيدراليه ...!! المصريون لديهم مقوله ( اللي اختشوا ماتوا) ..!!

اكتب عن فلوس الحراميه
سركون الاكدي -

مواضيعك صارت ممله , وحتى اختياراتك اصبحت من الماضي لانه انت مخلوق بالماضي