كتَّاب إيلاف

الافواج السياسية الخفيفة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شكلّت الأنظمة العراقيّة المتعاقبة ومنذ ستينيات القرن الماضي والمعادية، مجاميع من الموالين لها في كوردستان على شكل أفواج شبه عسكرية من بعض شيوخ العشائر وأغواتها المرتبطين بتلك الأنظمة، لقاء أموالٍ طائلة كانت تُدفع لهم كرواتب لأبناء عشيرتهم مقابل اعفائهم من الخدمة الإلزامية العسكرية والعمل تحت أوامر وتوجيهات دائرة الاستخبارات العسكرية او الامن المحلي، ويستخدمون عادة في الحملات العسكرية للجيش ضد الثورة الكوردية وأثناء الهجوم على القرى والبلدات، ولم تكن واجباتهم تتعدى البحث عن الثوار او المعارضة وتفتيش القرى والبلدات وما يرافقها من عمليات سّلب ونّهب لتلك القرى، أو أحيان أخرى أمام القطعات العسكرية لتفجير حقول الألغام امام، وفي العادة كان الأغا أو الشيخ أو آمر الجحفل او الفوج أو السريّة، يستحوذ على رواتب عناصره مقابل عدم التزامها بالدوام إلا في واجبات محددة ومحصورة جداً كما ذكرنا، وهذه التشكيلات التي كان يطلق عليها رسمياً اسم (الأفواج الخفيفة) أو (فرسان صلاح الدين) أو (سرايا أبو فراس الحمداني)، كانت تُعرف لدى أهالي كوردستان بأسماء اخرى يعبرون فيها عن سخريتهم وازدرائهم منهم.

أما في الحقل السياسي فقد اعتادت معظم الانظمة الشمولية تجميل شكلها السياسي بصناعة اكسسوارات سياسية على شاكلة احزاب للزينة من الموالين لها، باستخدام بعض الشخصيات التي تمّ ارشاؤها بالمال أو بالمناصب، لتجميل ما كان تدعيه تلك الانظمة بالتعددية، على شاكلة ما كان موجود في بلغاريا والمانيا الديمقراطية ابان الحكم الشيوعي، فقد استنسخت شمولياتنا الشرق اوسطية خاصة في العراق وسوريا هذا النمط من صناعة احزاب رديفة للاحزاب المعارضة الحقيقة، حيث حاولوا استنساخ نسخ مشوهة من شخصيات مفصولة او مطرودة من الاحزاب الحقيقية لتصنيع حزب شيوعي وقومي وكوردي، وتقديمها على أنها ممثلة للشعب العراقي والكوردستاني، ونتذكر جميعاً تلك الأحزاب الكارتونية وخاصة في كوردستان والتي كانت سرعان ما تتبخر بعد ساعات من أي اتفاق بين قيادة الحركة الكوردية وبين الحكومة العراقية في حينها.

وللاسف ما تزال تلك الثقافة سائدة في معظم من تولى الانظمة الجديدة التي اعقبت عملية ازالة سابقاتها الشمولية، خاصة هنا في العراق ولدى بعض مفاصل النظام السياسي الجديد بعد 2003، حيث دأبت ومنذ السنوات الأولى للحكم على إحياء تلك الكّيانات، خاصة مع اقليم كوردستان ومن خلف السلطات الدستورية في الاقليم، حينما اقترحت مكافأة تلك الكيانات التي خدمت الانظمة الدكتاتورية السابقة برواتب تقاعدية، وقد أفشلت سلطات الإقليم تلك المحاولات البائسة في بثِّ الرّوح لكيانات ميتة، مما دفعها هي وغيرها ممن أدمنوا عدم قبول الآخر إلا خيارات اخرى في السنوات الأخيرة حيث كثّفت جهودها بشتى الوسائل لشراء ذمم أو استخدام واستمالة مجاميع وبذات الثقافة الشمولية سيئة الصيت لتكوين كيانات او مجموعة تعمل لصالحها وخاصةً في البرلمانين الاتحادي والإقليمي، لتنفيذ أجندة تلك الأحزاب المهيمنة، وشق الصف الكوردستاني وتشتيته.

ويقينا أنها حققت بعض التقدم في هذا الاتجاه، وفتح جيوب هنا وهناك، واستطاعت تشجيع بعض المستائين او المنشقين من الأحزاب الرئيسية في كوردستان ودعمهم للعمل معهم، وذلك باستغلال الخلافات السياسيّة الداخليّة لصناعة أحزاب كارتونية أخرى، لاستثمارها واستخدامها حين الطلب على شاكلة الأفواج الخفيفة ولكن بتطوير جديد وموديلات أحدث، ولقد أكّدت الأحداث قبل وبعد الاستفتاء وحتى يومنا هذا استمرار هذا النهج المعادي للإقليم وشعبه وطموحاته، خاصةً وأنهم جربوا القوّة العسكرية بعد 16 أكتوبر في محاولة اجتياح الاقليم، إلا أن فشلهم جعلهم يعيدون النظر بالاتجاه الآخر، وذلك بفتح جيوب على طريقة نظام البعث الّذي كان يستخدمه في تلك الكيانات ولكن هذه المرّة بدون اسم وزي عسكري، بل من خلال مجموعات برلمانية تقوم بالواجب لتنفيذ مآربهم بشكل غير مباشر.

إنهم "دودة الشجرة" كما يصفها أهالي كوردستان.

kmkinfo@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الافواج السياسية
د. سفيان عباس -

احسنت دكتور ...اذا ما أجرينا قراءة سريعة للتاريخ الحديث والمعاصر سوف نجد طوابير الخونة مزدحمة من عبدة الدولار في منطقتنا الشرق أوسطية . وتحديدا في العراق وإقليم كوردستان . فأن السفر الخالد للتاريخ يأبى ان يذكر أسماء وعناوين هؤلاء بل يضعهم هم واحفادهم جيلا بعد جيل في الدرك الأسفل ملعونين ما حيينا . ان الطراز الجديد من الافواج السياسية الخفيفة يعيشون في مأزق حقيقي امام صلابة شعب كوردستان . مهما كان الدعم لهم سخيا من الفاسدين في بغداد . وعليهم مراجعة تاريخ القيادة الكوردستانية عبر مائة عام وعلى رأسها الجنرال الملا مصطفى البارزاني ليجدوا المؤامرات تترنح على الجدار الحديدي لشعب كوردستان . صحيح ان مؤامرة خونة الدار تعد اكثر ايلاما ولكنها لن تفلح مطلقا . فهي دنيئة بكل المقاييس الشرفية والأخلاقية كونها تتنكر لتضحيات مئات الآلاف من الشهداء والايتام والثكلى من شعب كوردستان .. هذه الدماء الزكية رسمت المستقبل للشعب من أجل تحقيق طموحاته القومية المشروعة . أرى لابد من مراجعة قانون الانتخابات في إقليم كوردستان واجراء التعديلات عليه لحرمان هؤلاء من الترشيح لكونهم خانوا الأمانة القومية للشعب . وهي تعد وفق التكييف القانوني لقانون العقوبات بالخيانة العظمى . بورك قلمك اسد كوردستان

دودة الشجرة كما وصفتهم
Vian Najar -

لليوم أتعجب من هذا الموضوع أستاذ كفاح ولدي إيمان قوي بأن هناك خطأ كبير في مكان ما يحتاج الى علاج سريع وجاد وحكيم . وإلا كيف يخون الإنسان شعبه وأمته من أجل المال أو من أجل مصالح شخصية تافهة بالمقارنة مع كسب كرامته وكرامة شعبه وإعلاء شأنهم بين بقية الشعوب والأمم . هل توجيه الشعب الكوردي فيه خطأ مثلاً ؟ حتى نرى إنتشار الطابور الخامس والخونة بينهم بهذا الكثر ونشاهد أذيتهم الواضحة لشعبهم الكوردي وأفعالهم المشينة والتي تزداد يوماً بعد يوم وتماديهم المستمر من دون الشعور بفداحة أخطائهم أو تصليحها . أتمنى أن تقوم حكومة الأقليم من خلال جامعاتها بتقديم دراسات شاملة وبحوث في هذا المجال بشكل دقيق و وافي ليتمكنوا تشخيص مكامن الخلل والخطأ الموجود من خلال تلك الدراسات ولفهم الموضوع بصورة صحيحة ثم القيام بالمعالجات الجذربة . تحياتي وتقديري

الحقيقة
Akram -

أستاذي الفاضل.. استشف من صلب الحوار أنك وضعت النقاط على حروف مكتوبة بالحبر السري ربما.. حيث أنك درست الحالة بالشكل المطلوب تماما لكن دون أن تذكر الأمور بمسمياتها وقد ذكرت عدة مرات عن تشكيل جبهات داخلية معارضة موالية لتلك الحكومات الشوفينية وتارة وصفتهم بالأحزاب الكرتونية وتهربت من تسميتهم بشكل محنك. مع أنهم معروفين لدى القاصي والداني.. وحسب رأيي أقول. ليس بعد الكفر ذنب. بل يجب ذكرهم بالاسم دون تردد بل العمل على فضحهم امام الملأ في وقت هم أنفسهم يعترفون بأعمالهم الخيانية ليس هكذا فحسب بل يتبجحون بالتباهي بأعمالهم الخيانية ويعتبرونها مكاسب سياسية... وإن بقيت الأمور هكذا طي الكتمان تحت ذريعة الحوارات والنقاشات الهادئة. ستكون الأمور نحو الأسوأ غالبا.. يجب وضع النقاط على الحروف وبالبانط العريض.. تحياتي ومودتي أستاذ كفاح العزيز

الحقيقة
Akram -

أستاذي الفاضل.. استشف من صلب الحوار أنك وضعت النقاط على حروف مكتوبة بالحبر السري ربما.. حيث أنك درست الحالة بالشكل المطلوب تماما لكن دون أن تذكر الأمور بمسمياتها وقد ذكرت عدة مرات عن تشكيل جبهات داخلية معارضة موالية لتلك الحكومات الشوفينية وتارة وصفتهم بالأحزاب الكرتونية وتهربت من تسميتهم بشكل محنك. مع أنهم معروفين لدى القاصي والداني.. وحسب رأيي أقول. ليس بعد الكفر ذنب. بل يجب ذكرهم بالاسم دون تردد بل العمل على فضحهم امام الملأ في وقت هم أنفسهم يعترفون بأعمالهم الخيانية ليس هكذا فحسب بل يتبجحون بالتباهي بأعمالهم الخيانية ويعتبرونها مكاسب سياسية... وإن بقيت الأمور هكذا طي الكتمان تحت ذريعة الحوارات والنقاشات الهادئة. ستكون الأمور نحو الأسوأ غالبا.. يجب وضع النقاط على الحروف وبالبانط العريض.. تحياتي ومودتي أستاذ كفاح العزيز

سراق الشعب الكردي
واحد -

ثار الاحرار كما ثار كاوا ولن يتوقفوا حتى تطهر كردستان من عائلتي طلباني وبرزاني العفنة السارقة النتنه . حذار من التوقف حتى تمحوهم عن بكرة ابيهم واسترجاع كل المليارات التي سرقوها من بنوك تركيا وامريكا واوربا . اياكم ان يخدعكم قزم اربيل بل اهجموا كل منازلهم على روؤسهم العفنة

دكتور
احمد -

الكاتب اصبح دكتور بالوكالة ، مبروك للدكتور وعقبال مستشار الدكاترة .

دودة الشجرة
Najeba -

السيد الدكتور كلامك صح ، كوردستان لسوء حظها ورثت دود الشجرة من حزبك القائد .

الواجبات نفسها بل الاسوأ..!
عبدالوهاب طالباني -

وقد وضعت النقاط على الحروف استاذنا العزيز فان " الاواج الخفيفة الحالية" تؤدي "الواجبات" نفسا بل بأسوأ طريقة..!

قيادات واحزاب فاسده
جميل مزيري المانيا -

منذ ١٩٦٦ هي نفس الحلم , حلم تصفية الحسابات مع البارتي والعكس صحيح !!! منذ ١٩٦٦ كره وحقد و كراهية لبعضنا والخاسر الشعب الكوردي وتطلعاته نحو تقرير المصير ..ماساة الشعب الكردي بالعموم .شعب استغل من الكثير من الاطراف وقادته حاربوا بعضهم البعض لمصالحهم الشخصية اكثر من مصالح شعبهم..نعم انهم شعب مظلوم ولكن في الحقيقة اكثر من ظلموه هم قادته السياسين اللذين كانوا ادوات بايدي قوى اقليمية ودولية ويحاربون بعضهم البعض لكي يبقوا في القيادة وليس لاجل الشعب الكردي.. هم من مزقوا نسيج المجتمع وجعلوا بعضهم اعداء بعضالمهدد الصریح والخطیر عملیا لکردستان هم الاحزاب الکردیة نفسهم

قيادات واحزاب فاسده
جميل مزيري المانيا -

لم اذكر سيدي اين الان موقع من تصفونه بالزعماء الكورديه اللذين كانوا قاده ومستشاري جحوش الكورد اليس هم الان مستشارين لدي قياده البارتي والليكتي كل ماجرى مستشار منطقه سوران اصبحوا احباب البارتي والعكس صحيح فالله عليكم انتقدوا قاده الاقليم انتقدوا ولو مره احزابنا الفاشله الفاسده اللذين مزقوا النسيج الكوردي ولنوا سيادا من الحديد بين السوران والبهدينان والان يشلركون كورد روز افا في مصيبتنا ولاحول ولاقوه الابالله