كتَّاب إيلاف

بعد الدكتاتوريات دكاكين المنظمات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كثرت هذه السنوات منظمات مجتمع مدني ومراكز دراسات ومعاهد تعلم الديمقراطية ومجاميع ارهابية بواجهات سياسية او دينية وأمثالها من الدكاكين الاعلامية والصحفية بشكل انشطاري مثير، خاصة بعد النجاح منقطع النظير الذي حققه فيلم الربيع العربي، باستبداله أنظمة ديكتاتورية بمنظمات إرهابيّة أو جهادية أو دينيّة ومذهبية إلى جانب مئات المنظمات التي غصّت بها قاعات الفنادق وشوارع ومنصات الخطابة والمواقع الالكترونية، وامتلأت من ضحاياها رفوف قسم الطب العدلي في المستشفيات، حيث يرقد هناك المئات أو الآلاف من ضحايا تلك المنظمات بكل أشكالها الفسلجية أو الفكرية، خصوصاً أنها تنتشر كالنّار في الهشيم أو الفيروس في جسد فاقد أو ضعيف المناعة، بعد أن أزالت الدكتورة أميركا كل أشكال المناعة لاستقبال الكائن الجديد!

أقول قولي هذا وأنا أراقب مجاميع من الأحزاب التي تحكم باسم الرّب والدين، ومنظمات بمختلف التسميات التي تلّف وتدور حول حقوق الإنسان والتعايش بين المختلفين، و(كتاتيب) تعليم الديمقراطية وممارساتها، لشعوب أدمنت حكم الواحد الأحد، ربّاً للأسرة كان أو إماماً للجامع أو مختاراً للقرية أو شيخاً للعشيرة، وصولاً للقائد الضرورة الذي يتعرض لذاته من فاقدي العقل والإيمان، يشوى على نار هادئة حتى يُعرف الحق من الباطل؟

هذه المجاميع أو المنظمات أو المراكز "الاستراتيجية" التي يقود معظمها أولئك الذين ينطبق عليهم الدارج العراقي البليغ (لحاسين الغيم) وهو دارج يُطلق على (الكلاوجية) أو (الفهلوية) بالدارج المصري من العاطلين عن العمل، الذين جربوا كلّ الأعمال وفشلوا فبدأوا (لحس الغيوم) لتلقيط رزقهم، من خلال تلك المنظمات والمؤسسات والمراكز التي أنتجتها انتصارات الربيع العربي وباكورتها في بغداد، حيث إنها وبعد أن تجاوزت شهادات سوق مريدي بعض الجامعات المنتجة في دكاكين البقالة الأكاديمية وشهاداتها، بدأت الاندساس إلى عالم سياسيي الصدفة أو برلمانيي “النصب” أو مسؤولي الأحزاب والميليشيات الذين تحولوا بقدرة قادر إلى أعلام اجتماعية وسياسية بعد أن فقدوا بوصلة الحكمة والحلال وتمثيل الأهالي بشكل حقيقي.

لقد غصت كوردستان والعراق وبقية دول الشرق الأوسط بعشرات أو مئات المنظمات والمراكز الاستراتيجية التي تشبه إلى حدٍّ كبير دكاكين البقالة، خصوصاً أنهم يعزفون على أوتار لا يهتم بها إلا تجار وبقالو الربح السريع، حيث تجاوزت أعدادها 15 ألف منظمة مدنية ومركز دراسات ومؤسسات لا يعلم بها إلا الراسخون في علم العمولات. والزبدة كما يقولون ليس الاعتراض على العدد رغم أنه يقع في باب المشبوهات، لكننا نستغرب هذا الكم الهائل من سفراء السلام وأصحاب الشهادات التي انتشرت هذه الأيّام التي تحولت إلى جسور للفاشلين؛ يعبرون عليها أو من خلالها إلى عالم المناصب، في دول لا تمتلك لحد اللحظة احترام سكانها، فما بالك بكونها مصنفة ضمن قائمة أفشل دول العالم، وأنت سفيرها للسلام أو حامل شهادة من تلك المنظمات ومراكز الفهلوة والكلاوات!

إنها أمراض وأوبئة لا تختلف عن تلك التي كانت تفتك بالناس أيّام الطاعون والتيفوئيد، والفرق بينهما أن الأولى تسببها جراثيم وفيروسات والثانية أي ما نتحدث عنه تقف وراءها عصابات للمافيا ومجاميع من السراق والنصابين الذين يعتمدون حيلة الرزق في جمع سحتهم الحرام، حقاً أن كورونا لم تعدّ فيروساً يخنق الإنسان فقط، بل أن سلالاتها الأخرى تظهر في كيانات سياسية وإعلامية ومنظمات مجتمع مدني وملحقاتها من المراكز والمعاهد التي تنخر في مفهوم الديمقراطية وتطبيقاتها الشرقية البائسة.

وحتى تكتشف الشعوب لقاحاً أو علاجاً لهذه السلالات سنبقى نصارع حتى الموت فيروسات الأجساد والعقول!

kmkinfo@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Dr_kifah@yahoo.com
Dr kifah -

دكتاتورية عادلة افضل من فوضى عارمة

استبدال الدكتاتوريات
د. سفيان عباس -

احسنت ... أية كانت أنواع واشكال المسميات من منظمات مجتمع مدني وشهادات عليا وأحزاب دينية ومنظوماته الميلشياوية وجماعات إرهابية . كل هذه السلسلة من المسميات خلقت شخصيات سطحية في العمل السياسي أو الحزبي أو الديني أو مراكز الدراسات تظهر عورتهم في اول لقاء اعلامي امام الشاشات . هؤلاء كانوا سببا في هذه الفوضى العارمة التي تجتاح العراق نتيجة غوغائيتهم وخلوهم من المفاهيم التروية والأخلاقية . انهم بعيدون عن الحكمة العقلانية التي تتطلب شروطها في بناء الشخصية الخزائن المعرفية الشاملة . لو كانوا يمتلكون افقا واسعا لما كان هذا الفشل القاتل في إدارة شؤون السلطة والحكم حين وصلت الخزينة العامة الى الإفلاس بعد نهبها الذين يعدونها عقائديا بالمال المجهول . عندما يظهر كفاح محمود امام شاشات الفضائيات يلاحظ المشاهد وعلى الفور انه صاحب ملاءة ثقافية عالية المآب ومتخرج من مدارس تربوية وسياسية وعائلية عريقة . اعتقد ان تصويبي كان مقاربا تماما مع شخصيات الدكاكين السياسية والحزبية التي تظهر افلاسها الثقافي ومن المنطق أيضا عبر تلك الشاشات . كونهم ليسوا أصحاب قضية عادلة جاءوا الى سدة الحكم بالصدفة وبخداع السذج من بسطاء القوم ... عاشت ايدك اسد كوردستان

أكبر أكذوبة
يوسف سرحوكى -

الديمقراطية لم تكن موجودة بمفهومها وغير مترجمة على أرض الواقع مجرد موضوع تقرأ في الكتب وعندما دخل الحدود شعرت الذين كانوا تحت ضغط الدكتاتورية وتربيتها بالتحرر من ذلك الضغط لكن تربيتها بقت راسخة داخل العقول والنفوس فمن دكتاتور واحد الى دكتاتوريات شملت حتى وبتسمية الدارج الجايجي فما بالك من رئيس عرفاء الى عميد ركن بدون شهادة في ليلة بدون ضحاها مجرد جرت قلم من السيد الفلاني فبالله كيف تبنى الاوطان والجايجي صار مديرا وبائع الخضراوات وزيرا وخريج مريدي يصبح برلمانيا والراعي ناشطا اواعلاميا وهلما جرا لهذا أو ذاك أصبحت الديمقراطية أكبر أفة نخرت أركان الوطن لتحول الدولة إلى ألا دولة . تحياتي استاذ كفاح

القربة مقطوعة
محمد سيف المفتي -

للديمقراطية اسنان قاسية اقسى من اقسى الدكتاتوريات، اما منظمات توزيع الديمقراطية والبركات في العراق فهي ليست الا وجها من اوجه فساد السياسيين العراقيين وجزء من الحملات الانتخابية. اما المشاركة في المؤتمرات ليست اكثر من تكريم او استحقاق للمكوث لفلان او فلان في اربيل ثلاثة ايام في فندق جميل، اما المشاريع والانجاز فلا يوجد لا من يتابعها ولا من يحرص على نجاحها .. خربانة حيييل

اهلين بالمستشار
ناصر -

ارى تتكلم عن كوردستان بكل خجل هه ڤال ، حضرتك مستشار ال بارزاني والاقليم مليئه بهذه الدكاكين والفساد رائحتها عمت العالم وانت المستشار لبارزاني ...!!!

فطريات مرضية
باسل الخطيب -

واقع مشوه وطبقة سياسية طفيلية وعميلة وفاسدة لا يمكن أن ينتج عنها إلا القيح والقبح، نهبت العراق وخربته.. احسنتم

واجهات للفساد والفوضى
سعد الدغمان -

هي واجهات للفساد تعم من خلالها الفوضى بداعي الديمقراطية، أي المفاهيم التي نعتنق ونعمل بها غير مشوهة، أي فكر نحمل.شوهوا الدين ، مفهوم الدولة تشوه، قيمنا بدلت، فنتج عنها أساليب الانحطاط السياسي لنغلف به اعمالنا القذرة التي نسميها ديمقراطية... واجهات الفساد والفوضى تلك الدكاكين التي انتشرت لتروج لفكر معوق فاسد مجرم.. أجدت كفاح كما عهدنا ابداعك في وصف الأمور ، وأشرت على ما يريدون ستره ليمرروا سحرهم الذي قال الله عزوجل عنه(إن الله سيبطله) ... تحية لكم أخي كفاح ولكوردستان الحبيبة.

كبد الحقيقة
Salih Ardiny -

لقد أصبت كبد الحقيقة، فهذه مظاهر لم تكن معروفة، وطفت الى السطح في ظل المتغيرات العالمية، ونحن بالتأكيد ينالنا النصيب الأكبر لأننا غير محصنين بوعي كبير، وثقافة رصينة، وحصانة حقيقية، وهكذا استولى هؤلاء على عقول المنتفغين، وقلوبهم، وفرضوا مايريدون على الآخرين بالقوة والتعنيف والتهديد، فلم يتغير شيء، وخاب أملنا بما كنا نحلم فيه، من العيش في ظل مدنية تعطي حقا، وتأخذ حقا، واعتقد أن هؤلاء الأفراد الذي اسميتها ب(لحاسي الغيوم وجدوا أرضا خصبة لزراعة بدورهم الكاسدة)، ليجنوا مجدا زاىفا وزاىلا لامحالة، لأنها ليست من سنن الله والكون والعقل، وسياتي يوم يذوب في الثلج ويبين المرج.تحية لقلمك الحر استاذ كفاح