كتَّاب إيلاف

المصالحة الخليجية: رؤية واقعية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تابع العالم أجمع خلال الآونة الأخيرة ماحدث في قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي عقدت مؤخراً في مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث صدر "اتفاق العلا" معلناً عن طي صفحة الخلاف بين "الرباعي" العربي وقطر، مادفع الكثير من المحللين والخبراء لإطلاق الأحكام والسعي لإجراء ما يشبه "جردة الحساب" للرابحين والخاسرين في سنوات المقاطعة الأربع الماضية، بينما اتجه آخرون إلى البحث في دوافع هذه الخطوة وتفسير أسبابها.

الواقع والتاريخ يقولان أنه لا خلاف دائم في العلاقات الدولية، فكل خلاف يعقبه صلح واتفاق وتفاهمات، وليس هناك أصعب من الحروب والصراعات العالمية الكبرى التي انتهت جميعها بالجلوس على مائدة التفاوض والتوافق على صيغ مقبول للجميع كي تمضي مصالح الدول والشعوب في مساراتها المتوقعة، وبالتالي يجب علينا جميعاً التسليم بأن الخلاف بين دول المقاطعة الأربع وقطر كان سينتهي يوما ما، لاسيما أن أسبابه يمكن التعاطي معها عبر دروب السياسة والمرونة الدبلوماسية، وأن هناك قواسم وروابط مشتركة عديدة كانت تجعل المصالحة واردة شرط توافر ظروف ومتطلبات معينة.

والحقيقة أن الترحيب الاقليمي والدولي الذي قوبل به اتفاق العلا يعكس وجود رغبة لدى الجميع في طي صفحة الخلاف والحفاظ على وحدة دول مجلس التعاون والمضي للأمام، لأن أي خلاف بين دول اقليمية هو بالأخير مصدر ازعاج وعرقلة لمصالح أطراف أخرى، وهناك بالمقابل مستفيدون منه كما كان الحال تماماً في هذا الخلاف الذي سعت قوى الهيمنة الاقليمية ـ مثل تركيا وإيران ـ لتغذيته ووإطالة أمده بل واستدامته!

ما يهم الجميع الآن أن هناك صفحة طويت، وأن هناك "انطلاقة جديدة لمجلس التعاون نصون فيها البيت الخليجي من المهددات الخارجية" كما وعد عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة العربية السعودية، وقد أوضح معالي أنور قرقاش وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية في حديث متلفز له مؤخراً نقاطاً مهمة تبدو مثار تساؤل لدى الكثيرين مثل المطالب التي تضمنها إعلان مقاطعة الرباعي العربي لقطر، حيث قال إنها "كانت تُعتبر الحدّ الأقصى للموقف التفاوضي في ذلك الوقت"، مُعربًا عن رضاه بما تم التوصل إليه حتى الآن، وهذا معناه بالنسبة لنا ـ كمراقبين ـ أن المسألة لا تتعلق بتحقق عدد مطالب معين بقدر ما يتعلق بحدوث تطورات وتغيرات في المواقف فمن الثابت أن التفاوض والوساطات حول هكذا خلافات متشبعة ومتراكمة ومتعددة الأطراف، ليس هيناً، والمطالب أساساً تقليد معروف يعلن كسقف يمكن التفاوض حوله ويخضع لشروط وبيئة التفاوض وظروفه وأولويات كل طرف وهامش المناورة المتاح لدى المتفاوضين والوسطاء وشروط أخرى عديدة. ومن البديهي أن مياهاً كثيرة جرت في قنوات الوساطة التي لا يُعلن في الأغلب عن كواليسها وأسرارها وما تتضمنته من اتفاقات وتفاهمات إعلاء لأهمية التصالح مقارنة بأي اعتبارات أخرى، فالتجارب تؤكد أن الحفاظ على السرية يضمن نجاح الوساطات وفاعليتها، ولاسيما في ظل هذا الملف الذي يتسم بحساسيات خاصة بحكم انتقاله إلى ساحات الاعلام والسوشيال ميديا، أو بحكم حساسية العلاقة وخصوصيتها بين طرفي هذا الخلاف، فضلاً عن وجود تجارب وتراكمات سابقة تخيم على هذه العلاقات وتتطلب من الجميع حكمة وهدوء وقدراً مناسباً من الوقت.

تصريحات معالي أنور قرقاش أشارت إلى نقطة مهمة للغاية، وهي "ما وصلنا إليه اليوم هو الخطوط العريضة التي تحكم بشكل أساسي العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، وفي حالة مصر عضو في جامعة الدول العربية"، وهذا هو أحد أساسيات تذويب الجليد وانهاء الخلاف على أساس موضوعي، فالأمر لم يكن يحتاج إلى استجابة للشروط بقدر ما يحتاج إلى اعادة تأسيس العلاقات وفق أطر واضحة يتم الاتفاق عليها، وإلا فإن بعض الممارسات قد تختفي بموجب اتفاق ويظهر غيرها وهكذا، والحل في وجود أرضية راسخة وواضحة يتوافق حولها الجميع بغض النظر عن الممارسات والعوارض رغم الأهمية الفائقة للتخلص من الممارسات والسلوكيات المسببة للخلاف كمخرج لإزالة أسبابه وانهائها تماماً.

اعتقد أن ما يهم الجميع الآن هو البناء على ماتم والنظر للمستقبل، فلا خاسرون في أي اتفاق يوحد صف دول وشعوب مجلس التعاون، بل الكل رابحون، وهذه هي النتيجة الأهم بغض النظر عن المقدمات والظروف وما وراء الكواليس، فوحدة الصف في مواجهة التهديدات الخارجية ووقف أجواء توظيف الأزمة لمصلحة أطراف اقليمية بعينها هو مكسب استراتيجي كبير للمنطقة وأمنها واستقرارها بشكل عام.
وفي ضوء ماسبق وماهو معلن حتى الآن، ليس أمامنا، كمراقبين وباحثين، سوى الترحيب بما تم ودعم هذه الخطوة باعتبارها مصلحة خليجية وعربية مشتركة، وعلينا أن نثق في حكمة قادتنا وحرصهم على مصالح دولنا وشعوبنا، فكل انهاء لخلاف عربي ـ عربي هو خطوة للأمام ولا يصب في مصلحة المتربصين بدولنا وشعوبنا، وما يهمنا ليس بنود الاتفاق أو تنفيذ الشروط بل حدوث تغيرات وسلوكيات قطرية حقيقية على أرض الواقع تعكس رغبة صادقة وجادة في الاستفادة من دروس الماضي القريب والعمل على تصفية أسباب هذا الخلاف وطي صفحته تماماً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كيد نسا وخصام اطفال !
الخصومات العربية العربية -

بعد اتفاق العلا ، لا حكومات تغيرت ولا سياسات تبدلت والطرف المحاصر اكد على روابط متينة مع ايران و تركيا ، فالاتهامات التي وجهت الى الطرف المحاصر نجد انها محض افتراء فعلاقات بعض دول الحصار مثل الامارات ممتازة مع ايران وتركيا ، قصر الكلام ان السياسات في بعض الدول الخليجية قائم على خصام الاطفال وكيد النساء ..

تحليل واقعي فعلا
خالد ناصر -

مقال جيد و تحليل يحمل رؤية واقعية للامور والكاتب لديه عمق والمام رائع باالموضوع

طوبى لصانعى السلام
فول على طول -

السلام قيمه كبيره جدا لا يعرف معناها وقيمتها الا من يؤمن به ..والسلام سنبع من الداخل وعن قناعه والسيد المسيح جاء برسالة السلام وكل تعاليمه عن المحبه والسلام ومحبة الأعداء قبل الأصدقاء اذا قال ان أحببتم من يحبونكم فأى فضل لكم لأن الخطاه يفعلون ذلك . الأقوياء فقط هم من يصنعون السلام . عندما ولد السيد المسيح هلل الملائكه بالأنشوده الجميله والمعروفه عالميا " المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسره " أى أعطوا المجد لله أولا..وعلى الأرض السلام أى نزل السيد المسيح برسالة السلام وعلى الناس أن تسر بذلك وهذا معنى وبالناس المسره . ومن تعاليم السيد المسيح : أحبوا أعداءكم ...وطوبى لصانعى السللام ..ومن لطمك على خدك الأيمن حول له الخد الأخر أيضا ..ومن طلب رداءك فاعطه ثوبك أيضا الخ الخ أى أقصى درجات المحبه والعطاء والتسامح . نعم من يعيش بتعاايم السيد المسيح ينعم بسلام أبدى ودائم . نتعشم أن يعم السلام بين دول الخليج وبين كل الدول فى العالم وخاصة الدول المنكوبه بالحروب والتعصب والارهاب . وطوبى لكل من وضع طوبه فى مشوار السلام . كل عام وأنتم بخير سيدى الكاتب سالم الكتبى الأخ الفاضل .

هل ادار المسيحيون خدودهم لإعداءهم ام انهم ابادوا الابرياء الذين استقبلوهم بلطف ؟
الباحث -

المسيحية و السيف…وثائق المطران بارتولومي دي لاس كازاس عن ابادة هنود القارة الامريكية على ايدي المسيحيين الاسبان ، لاَ تَظُنٌّوا أَنِّي جِئتُ لأُرسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرضِ. مَا جِئتُ لأُرسِيَ سَلاَماً، بَل سَيفاً. 35 فَإِنِّي جِئتُ لأَجعَلَ الإِنسَانَ عَلَى خِلاَفٍ, مَعَ أَبِيهِ، وَالبِنتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا. 36 وَ هَكَذَا يَصِيرُ أَعدَاءَ الإِنسَانِ أَهلُ بَيتِهِ! (إنجيل متى: 10) هذا الكتاب من تأليف المطران برتولومي دي لاس كازاس. ترجمة سميرة عزمي الزين. من منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية. لمن أراد أن يستزيد فالكتاب ملئ بالفضائع التي تقشعر لها الأبدان ، يقول المؤرخ الفرنسي الشهير ((مارسيل باتييون)) أن مؤلف كتابنا ((برتولومي دي لاس كازاس)) أهم شخصية في تاريخ القارة الأمريكية بعد مكتشفها ((كر يستوف كولومبوس)) وأنه ربما كان الشخصية التاريخية التي تستأهل الاهتمام في عصر اجتياح المسيحيين الأسبان لهذه البلاد. ولولا هذا المطران الكاهن الثائر على مسيحية عصره وما ارتكبه من فظائع ومذابح في القارة الأمريكية لضاع جزء كبير من تاريخ البشرية. فإذا كان كولومبوس قد اكتشف لنا القارة، فان برتولومي هو الشاهد الوحيد الباقي على أنه كانت في هذه القارة عشرات الملايين من البشر الذين أفناهم الغزاة بوحشية لا يستطيع أن يقف أمامها لا مستنكرا لها، شاكا في إنسانية البشر الذين ارتكبوها)) كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس، كانت سياسة الاجتياح المسيحي: أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها..مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة)).وانه كثيرا ما كان يصف لك القاتل والمبشر في مشهد واحد فلا تعرف من تحزن: أمن مشهد القاتل وهو يذبح ضحيته أو يحرقها أو يطعمها للكلاب، أم من مشهد المبشر الذي تراه خائفا من أن تلفظ الضحية أنفاسها قبل أن يتكرم عليها بالعماد، فيركض إليها لاهثا يجرجر أذيال جبته وغلاظته وثقل دمه لينصرها بعد أن نضج جسدها بالنار أو اغتسلت بدمها، أو التهمت الكلاب نصف أحشائها.إن العقل الجسور والخيال الجموح ليعجزان عن الفهم والإحاطة، فإبادة عشرات الملايين من البشر في فترة لا تتجاوز الخمسين سنة هول لم تأت به كوارث الطبيعة. ثم إن كوارث الطبيعة تقتل بطريقة واحدة. أما المسيحيون الأسبان فكانوا يتفننون ويبتدعون ويتسلون

هل احبت الكنيسة الارثوذكسية اليونانية في مصر والمهجر اعداءها حتى ولو كانوا مسيحيين ؟ نشوف كده
صلاح الدين المصري -

التكفير في المسيحية عقيدة تراق من اجلها دماء المخالفين ولو كانوا مسيحيين وهذا يظهر من تاريخ المسيحيين الهمجي والدموي والمتوحش عندما تقاتلوا كطوائف فكانت المحصلة هلاك الملايين منهم وليس بضعة آلاف و لا زالت مبرراته موجودة الى اليوم تحت الرماد ، والتكفير في الارثوذوكسية عليه ادلة دامغة مثلاً الملكوت محجوز للارثوذوكس وغيرهم في الجحيم - الأنبا مرقس يقول المسلم كافر واي مسيحي يعتقد غير ذلك فليس مسيحياً ؟!البابا شنوده : لا يجوز الترحم على غير المسيحي والكنيسه لا تسمح بالصلاه على المرتد ولا تترحم عليه ولا تصلي على الارثوذوكسي اذا غير مذهبه الأنبا بيشوى يقول الطوائف الأخرى مش داخلين الملكوت او انهم غير مقبولين عند الرب ؟!! ,, ويقول انه سيتوقف عن مهاجمتهم ( لو قالوا احنا مش مسيحيين ) الأنبا بيشوي الأرثوذوكسي يكفّر الكاثوليك و البروتستانت ويقول : الى بيقولوا ان عباد الاصنام هيخشوا السما من غير ايمان بالمسيح دول ينفع اعتبر ان احنا ايماننا وايمانهم واحد,, ؟!! ويقول متى ان دى كارثه كبرى فى الكنيسه ان هى بتقول ان الى عايز يخش السما لازم يبقى ارثوذكسى ) الأنبا بيشوى : هو انا دلوقتى خدت حقوق ربنا وحكمت لما قولت ان غير الارثوذكس مش هيخشوا ملكوت السما ويقول انا محددتش اسم شخص بالتحديد .. الأنبا بيشوى - الأنبا بيشوى يسخر من متى لأنه يقول أن البروتستانت و الكاثوليك سيدخلون السما و يؤكد أن اللى عايز يدخل السما لازم يبقى أرثوذكسى الأنبا روفائيل : لن يدخل الجنة إلا الأرثوذكس !فقط ؟!! البابا شنودة يحرم تناول القربان من عند الكاثوليك ويقول : بنسمى التناول _حتى عند الكاثوليك_ بيسموها ( الشركه المقدسه ) فلذلك لابد للناس تكون متحده فى الايمان عشان يتناولوا من مذبح واحد قبل كده لا يجوز الأب بولس جورج , لا يجوز زواج الأرثوذكس من الطوائف المسيحيه الأخرى ؟! القمص بولس جورج يكفر الكاثوليك ويقول : لا يجوز التناول عندهم ؟!!

طوبه لصانعي الكراهية الاقباط رعايا الكنيسة الدجل والشعوذة والسحر الاسود السوداء
جرجس الاشموني -

الاقباط لا يسلمون ولا يهنئون المختلفين معهم في المذهب / فكتابهم المقدس يأمر أتباعه بعدم قبول أي شخص لا يؤمن بالمسيحية وينهى عن مجرد التسليم عليه؛ ويعتبر مجرد التسليم عليه هو مشاركة في عدم الإيمان! [ان كان احد ياتيكم و لا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت و لا تقولوا له سلام* 11 لان من يسلم عليه يشترك في اعماله الشريرة* ] رسالة يوحنا 1-10 هذه الفقرة يستخدمها الاقباط الارثوذوكس ضد مخالفيهم من الطوائف المسيحية الاخرى ؟!