كتَّاب إيلاف

متى سيعتذر عون للحريري؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كان على الرئيس ميشال عون قبل أنْ يشتم رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، إبنْ الشهيد الكبير فعلاً وحقيقةً رفيق الحريري الذي كان التخلّص منه قد تم بالتفجير الذي ثبت أنه كان وراءه زعيم ضاحية بيروت الجنوبية في ذلك الوقت حسن نصرالله وبإشراف ومشاركة "الرفاق" في: "القطر العربي السوري" وبداية لكل هذه التحولات التي تلاحقت وانتهت بأنّ: "هالكم أرزه.. العاجئين الكون.. ما عادوا هوْن"، وأنّ تلك المراحل اللبنانية الحلوة والجميلة قد ولّت وأنّ عودتها لن تكون قبل أنْ "ينقشع" التمدّد الإيراني الإحتلالي ليس من هذا البلد الجميل وفقط وإنما أيضا من أكثر من أربع دول عربية.

لقد كان على الجنرال عون قبل أنْ يشتم سعد الحريري ويصفه بـ"أنه كذاب" أن يتذكر هو أنه، بعد أنْ قال أنه لنْ يترك لبنان وأنه لن يغادر إلى مكان آخر، قد احتمى بالسفارة الفرنسية في بيروت قبل أنْ يولي هارباً إلى باريس ويبقى هناك لأكثر من خمسة عشر عاماً قبل أن يعود إلى لبنان مطأطئاً رأسه ويقبل لاحقا بأنْ يكون تابعاً لضاحية بيروت الجنوبية، التي أصبح قصر بعبدا الجمهوري بعد كل هذه الحقب الطويلة تابعاً لها وأصبح القرار في بلد الأرز، بمسيحييه ومسلميه، قرار حسن نصرالله وليس قرار من المفترض أنه رئيسٌ لبنانيٌ لا قرار رئاسيّ إلّا قراره ومثله مثل الشيخ بشاره خليل الخوري وأيضا مثل الجنرال الكبير فؤاد شهاب رحمه الله.

إنه على "الجنرال" عون، قبل أنْ يشتم سعد الحريري إبن الشهيد الكبير رفيق الحريري، أنْ يدرك ويعرف أنّ هناك رجالاً في لبنان يرفضون التبعية لضاحية بيروت الجنوبية ويرفضون أنْ يكون قرار هذا البلد الصغير بحجمه ومساحته الكبير بمكانته العربية والدولية في يد حسن نصرالله وبالتالي في يد إيران فهذا يعني إهانة لكل أولئك الرجال، الذين جعلوا هذا البلد الصغير بحجمه الكبير بمكانته ودوره العربي والدولي رقماً رئيسياً في المعادلة الشرق أوسطية وأيضا في المعادلة الكونية، من بشاره الخوري إلى فؤاد شهاب إلى سليمان فرنجية.. إلى بشير الجميل وأيضا إلى كمال جنبلاط ورياض الصلح وعبد الحميد كرامي وبالطبع ومرة اخرى ورفيق الحريري.. وصائب سلّام.

والسؤال هنا هو: هل إنّ المطلوب من سعد الحريري أنْ يسلّم "رقبته" ويسلم رئاسة الوزراء ومكانتها إلى ضاحية بيروت الجنوبية وإلى حسن نصرالله الذي كان قد أعلن و"بعظمة لسانه" إنه لا يعترف إلّا بدولة الوليّ الفقيه في ايران حتى يرضى عنه ميشال عون الذي عندما عاد إلى لبنان بعد غياب استمر لأكثر من خمسة عشر عاماً قد حرص على أن يتوجه إلى قبر الجندي المجهول وإلى ضريح الشهيد الكبير رفيق الحريري.. ولكنه وللأسف قد نسي هذا كله وأصبح، حتى بعدما بات رئيساً لهذا البلد الصغير بمساحته وبحجمه الكبير جداً بمكانته العربية والإقليمية، تابعاً إلى حسن نصرالله وأصبح القصر الجمهوري الحقيقي ليس في بعبدا وإنما هناك على بعد خطوات إلى الجنوب من جامعة بيروت العربية.

وهكذا وفي النهاية، وهذا مع أنه لا نهاية إلّا بنهاية تبعية لبنان وقصر بعبدا و"السراي الحكومي الكبير" إلى ضاحية بيروت الجنوبية، فإنه حتى يصبح قرار بلاد الأرز في أيدي أبنائها وبالطبع وبناتها لا بدَّ من إنهاء الهيمنة الإيرانية ليس على هذا البلد وفقط وإنما أيضا على سوريا، القطر العربي السوري وعلى العراق وعلى الجزء "الحوثي" من اليمن، وعندها فإنّ من وضع قرار هذا البلد العظيم في يد حسن نصرالله من المفترض أن يخجل من نفسه وأنْ يعتذر ليس مرة واحدة وإنما عشرات المرات من سعد الحريري وأنْ يُقبّل تراب والده رفيق الحريري ومع طالع كل شمس ألف مرة!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ابن الشهيد
صالح -

لفت نظري ان السيد الوزير يحمل في صدره الكثير ضد زعيم الضاحية الجنوبية والنظام السوري المسؤلان عن تفجير رفيق الحريري ولم نسمع عن حقده على هؤلاء المسؤلان ايضا عن تفجير الرئيس بشير الجميل. عجبي!

كلهم كذابون يا سيادة وزير الثقافه
فول على طول -

يا سيادة وزير الثقافه لماذا أنت منفعل ومحموق على الحريرى ؟ يا سيادة وزير الثقافه :كل السياسيين كذابون ..نقطه ومن أول السطر . الحريرى وعون ونصرالله وكل السياسيين كذابون ..كيف غاب عن تحليلاتك السياسيه هذه البديهيات وزعلان على الحريرى ؟ هل لك أن تذكر لنا سياسيا واحدا صادقا فى العالم كله ؟ تحياتى على كل حال .

للأمانة والتاريخ فقط
بسام عبد الله -

بصراحة بصراحة بصراحة ( ثلاث مرات ) وبصدق وللأمانة والتاريخ يا سيادة الوزير يجب على الشعب اللبناني الإعتذار للجنرال عون، لأنه أي الشعب اللبناني بشكل عام ومارونيه بشكل خاص ( ولا ينافسهم بالغدر والخيانة والنفاق سوى أرثوذكس مصر ) ويمكن إستثناء نصف الدروز ونصف السنة. هو شعب منافق أو كما يقولون هم شعب فنّاص وقد لخصها فلمون وهبة بإغنية شهيرة وبجملة ( خربت عمرت حايد عن ضهري بسيطة ) لأنه أي الشعب اللبناني خذل الجنرال عون الذي وقف في وجه المقبور حافظ أسد الذي قتل معظم ضباط الجيش اللبناني بإعدامات جماعية ميدانية عندما إحتل لبنان، وأجبره على الهروب للسفارة الفرنسية حيث قضى عاماً كاملاً فيها، وهربوه بعدها بمعجزة إلى فرنسا ولاحقته المخابرات السورية هناك لإغتياله وهرب منهم سراً إلى كندا وإختفى في إحدى مدن مقاطعة كويبك وخذله الجميع من المغتربين وخاصة المارونيين خوفاً من بطش مخابرات أسد ، وكاد أن يتسول. لذا عاد بعد 15 سنة غربة وعزلة وعذاب ومرار وتسكع وقبّلَ حذائي المجرمين بشار أسد وحسن نصر الله على مضض وبذل وإهانة وخنوع لم يشهد التاريخ مثيلاً لهم، لا ليحكم لبنان من خلال رئاسة الجمهورية بل لينتقم من الشعب اللبناني وهذا ما قام به فعلاً وختمه بإنفجار مرفأ بيروت بالتواطؤ مع دجال الضاحية وعصابة أسد وكان أول من أعلن رفضه للتحقيق الدولي بالإنفجار، وكذلك عاد ليسرق أكبر قدر ممكن من المال لأنه تلقى درساً قاسياً لن ينساه، ولو كنت مكانه لفعلت أكثر من ذلك بكثير. ورأيناه يسكت حتى على إستهزاء حسن الايراني به عندما قال أن أهل طرابلس كانوا شيعة وعن أصول الرئيس اللبناني ميشال عون قال : "ميشال عون من أحفاد علي بن أبي طالب، والكثير من الشيعة في جزين إما تسننوا أو تنصروا، ومدينة جزين أصبحت مسيحية". والحديث يطول، فلماذا نلوم الجنرال على تصرفاته كبهلول؟