فلم ايراني ناقص!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منذ أيّام تعرض وسائل التواصل شيئاً من إنتاج واحدة من الميليشيات التي تستخدم الكاتيوشا في التعبير عن رأيها، وهذا الشيء الذي أطلقوا عليه "فلماً قصيراً" بدا ناقصاً في فكره وأخلاقياته وتقنياته وتمثيله، ولم يتجاوز وظيفته الدعائية الساذجة، حيث عبر عن نمط تفكير ومستوى وثقافة الجهة التي أنتجته، والمتطابق تماماً مع سلوكها في التعبير عن الرأي وتشويه الحقائق، ويبدو أن العمل الدعائي هذا جاء كمحاولة لترجمة تمثيلية زعيم حزب اللّه في حديثه عن البارزاني أبان هجوم "داعش" على مخمور، والتي صرح بها قبل فترة مدعياً أن سليماني زار الرئيس بارزاني، مُبدياً استعداد بلاده للمساعدة، علماً أن سليماني هاتف الرئيس ولم يزره، وقد ذكر ذلك الرئيس بارزاني في أكثر من مناسبة وأمام الرأي العام، والفلم الناقص الأخير نجح حقيقةً في تحويل تصريحات نصر اللّه وادعاءاته التمثيلية إلى فلم قصير بائس لا ينقصه إلا الصدق والأخلاق.
ما يُستشف من هذه اللعبة هو إسقاطات سايكولوجية تُعاني منها هذه الجهات ليس مع البارزاني شخصياً فقط، بل مع البيشمركة كقوة أثبتت جدارتها عالمياً وتحولت من قوات لحماية الإقليم إلى رمز عالمي لمكافحة الإرهاب وتدميره، هذا الإسقاط هو مجموعات مركبات نقص متراكمة تاريخياً تُعاني منها كثير من القوى السياسية، التي تعاملت مع القضية الكوردية وخاصةً في السنوات الأخيرة سواء في العراق أو ايران أو بقية دول الجوار، التي فشلت في أن تقدم نموذج إنساني مزدهر لشعبها، أساسه قبول الآخر والتعايش السلمي الذي تميز به إقليم كوردستان منذ استقلاله الذاتي في 1992 وقيام مؤسساته الدستورية.
حرب "داعش" التي استهدفت كوردستان وتجربتها وكيانها كانت حرباً أيديولوجية عنصرية بالمطلق، وإقليمية تناغمت فيها الأهداف والوسائل وإن ظهرت إيهاماً بعض الاختلافات هنا وهناك؛ ومصيرية لكوردستان وكيانها، وقد أكّدت الشواهد ونتائج ما حصل على أن "داعش" ليست مجرد منظمة دينية عقائدية غرضها بسط نفود الدين وشريعته بمنظار قادتها، بل مشروعاً تدميرياً هدفه كل المكّونات العرقية والقومية والدينية المختلفة مع نهجه وفي مقدمة ذلك إقليم كوردستان وشعبه، حيث أدرك الرئيس مسعود بارزاني مدى خطورة هذه الهجمة، فلم يجلس في مكتبه ليدير حركات قواته ودفاعاتها، بل اندفع إلى الخطوط الأولى للقتال ولم يكن لوحده، بل أخذ معه كل من يستطيع حمل السلاح من أولاده وإخوته وأبنائهم، موزعاً إيّاهم على جميع خطوط المواجهة مع غزوات داعش، حيث شعر المقاتل ربما لأوّل مرّة في تاريخ الحروب أن القائد العام وأبنائه وإخوته يقاتلون جنباً الى جنب مع الجنود حالهم حال أي جندي في السلاح والذخيرة والمأكل والمشرب، حتى كتب اللّه لهم جميعاً النصر وحمى كوردستان وأرضها وشعبها من تلك الهجمة الهمجية المتوحشة.
لم يكن تنظيم الدولة الإسلامية حكراً كما يدعي لمذهبٍ بعينه، بل أنه نجح في جمع كل المذاهب تحت خيمة عنصرية متوحشة، مفعمة بالغرائز والأحلام المريضة، مستغلاً الخلافات ومندساً بين كل الأطراف، وليس عجيباً ما أظهرته وسائل الإعلام ومعلومات أمريكية مهمة عن تعاون وثيق بين جهات إيرانية وتركية وسورية وعراقية مع هذا التنظيم، الذي استُقبِلَ بالورود في كثير من المدن والبلدات من قبل أولئك الذين تلوثت أياديهم وجيوبهم بدماء الكوردستانيين وأموالهم في الأنفال وعمليات النّهب والسّلب التي رافقت كل حروب أنظمة العراق ضد كوردستان، حقاً كان فلماً ناقصاً بكل الاعتبارات أمام حقيقة ناصعة غدت رمزاً عالمياً في الحروب ومكافحة أعتى قوةً في الإرهاب عبر التاريخ، تلك هي بطولة البيشمركة وقائدها ولوحة النصر العظيم الذي رسمته دماء 1755 شهيداً و10 آلاف جريح من البيشمركة، حمّت فيها إقليم كوردستان وكسرت أسطورة "داعش" الإرهابية.
kmkinfo@gmail.com
التعليقات
الارهاب عدو المدنية
محمد سيف المفتي -استاذي العزيز منظمة داعش استهدفت كل معالم الحضارة وكل ما يتعلق بالدستور على أنه قوانين من انتاج الانسان، وعليه جاءت نظرية الولاء والبراء، واصبحت الهجرة الى ارض الدولة فرض عين على كل مسلم وإلا فهو عدو للاسلام. ولطالما افضل حالة حضارية في المنطقة هي كردستان لهذا استهدفت واصبحت قواتهم على حدود اربيل، وجاء دور السياسة الحكيمة والتضحيات لتدخل امريكي سريع انقذ كردستان من مصير مجهول. مع تحياتي
الفلم الايراني
د. سفيان عباس -نعم احسنت .. ما ذكرته شهادة للتاريخ التي لا تقبل التأويل والتحريف ممن ساهم في صناعة عصابات داعش الإرهابية . ان شخصية فخامة الرئيس مسعود بارزاني أكبر من ان يقيمها فلم بائس أو شخصيات طائفية ملطخة اياديها بدماء الأبرياء أكثر بكثير من ايادي داعش الإرهابية. وكلاهما سيان في الاجرام والجهل والتخلف والغوغائية . حينما يشارك القائد مسعود بارزاني وأولاده وافراد عائلته ليس غريبا في تاريخ هذه العائلة أب عن جد لقد قدمت التضحيات الجسام يعجز عن وصفها القلم ... فأن الاسهام في صناعة داعش من قبل المخابرات الإيرانية وغيرها في المنطقة والعالم حسب مذكرات هيلاري كلنتون تدحض هذا الفلم اليتيم . ولعل ما قام به المالكي من تهريب خمسة آلاف داعش من سجن أبو غريب وسبعة من كبار قادة تنظيم القاعدة الإرهابي من سجن البصرة الى ايران يعد دليلا قاطعا عل تفاهة هذا الفلم والقائمين عليه من تجار الدماء والطائفيين المهوسين بالأوهام التاريخية المضحكة . ان مواجهة تنظيم عصابات داعش من قبل قوات البيشمركة البطلة وتضحياتها ودفاعها البطولي عن شعب كوردستان لا تحتاج الى دليل أو تقييم من المجرمين وهذه اعظم شهادة لهذه القوات المناضلة ...وان عديد شهدائها وجرحها سطرها السفر الخالد للتاريخ الذي يأبى ان يذكر هؤلاء القتلة الذين ساعدوا داعش بنقلهم بالباصات المكيفة من لبنان وسوريا الى العراق ... بارك الله فيك اسد كوردستان
المواطنة أم القومية في العراق
فائزة العزي -اتفق مع الكاتب أن البيش مركة قوة وقفت بوجه الغوغاء داعش واتفق أنها جيش عقائدي... وفي نفس الوقت أتساءل لماذا لم ينجح العراق متذ تأسيسه على ضم الجميع تحت جناحه ليكون قوة عظمى في المنطقة ولماذا الحكومات المتعاقبة تفشل في فهم طبيعة هذا الإنسان؟ أنا دوما أقول إن الأكراد أمة مزقتها الجغرافيا.. وزادت من تمزيقها الحكومات التي نجحت في صنع التفرقة وركزت على القومية لكنها نسيت أن تعلم الناس المواطنة...
غايات خبيثة
محمد عبد الجبار الحساوي -حتى اختصر المسافه واخفف عن القارئ .ان صاحب هذا الفلم غاياته معروفه التقليل من دور البيشمركه لاجل غايات خبيثه .اذا كان سليماني هكذا لديه القوة والخطط والشجاعه كان احرى به ايقاف زحف داعش وايقاف سقوط نينوى وباقي المدن .تحيه طيبه للاستاد كفاح سنجاري
نهج فارسي معروف
باسل الخطيب -لا جديد بالموضوع، لأن الفلم يعكس النهج الإيراني الفارسي المعروف والمتأصل بالخداع والتزييف، فمن شوه الدين الحنيف والتاريخ وأساء لرموزه، لن يتورع عن فعل الشيء نفسه في المسائل الأخرى مداراة للنقص الذي يشعر به
الأكاذيب وتزوير الحقائق
Vian Najar -كيف نترجى من شرذمة الأشخاص الذين يعيثون في أرض الله الواسعة فسادهم وتخلفهم ودمارهم وهم يفقدون لفحوى قيم الإنسانية والمساواة بين البشر بأختلاف أديانهم وقومياتهم ومذاهبهم وقد أتخذوا من خزعبلات الدين وبدع المذاهب سلاحاً يستعملوه بكل عنجهية لتدمير المناطق وقتل الأبرياء فيها . ولايدعوا حقائق الدين والأخلاق يكون رادعاً لأقوالهم وأفعالهم ومصداقيتهم . مما جعلوا إنتاج فلمهم القصير ناقصاً في" فكره وأخلاقياته وتقنياته وتمثيله "ومليئاً بالأكاذيب حول مواضيع تخص فخامة الرئيس مسعود بارزاني أسطورة فخرنا والبيشمركة الأبطال الذين غدوا رمزاً عالمياً للبطولة والشهامة والتضحية . تحياتي وتقديري