فضاء الرأي

حدود الحوار الإيراني المزعوم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نرى هذه الأيام، كالعادة، دعوات إيرانية للحوار مع دول الخليج بصورة مباشرة، وعادة حين يسمع المراقب مثل تلك الدعوات يكون ذلك متزامناً مع حدث كبير في البيض الأبيض، وغالباً ما يتصل الأمر بوصول إدارة جديدة عقب انتخابات. لقد سمعنا هذه النبرة من طرف إيران عندما فاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هذه المرة؛ طهران كانت أولاً تتمنى فوز الديمقراطيين، ثم لما تحقق الفوز أصبحت طهران ننتظر بفارغ الصبر انقضاء الأيام الباقية لترامب في البيت الأبيض كي تتنفس الصعداء. ولأنها تعرف أسلوب التعامل مع الديمقراطيين، فطهران قد سبق أن أبرمت اتفاق 5+ 1 في العام 2015 في عهد إدارة أوباما حول مشروعها النووي وضمنت بذلك الاتفاق؛ افتكاك بعض أموالها المجمدة كما نجت من أي مسائلة حول تدخلاتها في المنطقة العربية، وتم الغض عن جانب ملف الصواريخ الباليستية.

الغريب هذه المرة، أن تصدر من طهران دعوة للحوار مع دول الخليج في ظل إدارة ديمقراطية، فطهران هي عادة ما تدعو للحوار وتتظاهر بذلك كلما ظهرت إدارة جمهورية في البيت الأبيض؟

لكن عند التأمل في هذا الموقف الغريب لطهران من الدعوة إلى الحوار مع دول الخليج في ظل إدارة ديمقراطية في البيت الأبيض عرفت طهران كيف تتعامل معها، سنجد ربما أنها أدركت عبر مصادرها في الولايات المتحدة أن ثمة تغييرات جديدة في موقف الولايات المتحدة من طهران.

فإيران التي تم اغتيال رئيس مشروعها النووي قبل أكثر من شهر في طهران، ظلت صابرة ولم تقدم على أي ردود فعل، لافي إسرائيل ولا في أمريكا، وأصبحت تعد الأيام على مضض حتى تغادر جماعة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكي تمارس لعبتها المفضلة مع الديمقراطيين.

ذلك أن هناك متغيرات كبيرة حدثت منذ انسحاب الولايات المتحدة في عهد ترامب بصورة أحادية من الاتفاق، وإيقاع عقوبات اقتصادية كبيرة على طهران.

الذي لا ينتبه إليه نظام طهران باستمرار هو أن هذه اللعبة المكشوفة أصبحت لعبة خاسرة، فلا أحد في المنطقة العربية يصدق نوايا طهران في الحوار، سوى أنها تمثل مزيداً من كسب الوقت واللعب على التسويف.

اليوم، هناك متغيرات جديدة، فقد تم توقيع اتفاق بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة، من ناحية، ودولة البحرين، من ناحية أخرى.

هذا يعني اقتراب اسرائيل من مياه الخليج، وفي الوقت ذاته تدرك طهران أن علاقة إسرائيل ستظل كما هي مع صعود كل إدارة أمريكية جديدة. وبالتالي فإنه في ظل الاتفاقيتين اللتين وقعتهما اسرائيل مع كل من البحرين والإمارات في الولايات المتحدة وبرعاية منها سيكون التنسيق القوي فيها حاضراً !

أمريكا تدرك حرص اسرائيل على شل يد إيران ، لهذا فإن أي عودة للاتفاق مع إيران بشكله القديم ستكون مستبعدة. وفي ظل التصريحات الإسرائيلية الساخنة قبل يومين حول طهران، وتحليق حاملة قاذفات أمريكية بالقرب من إيران، يبدو أن هكذا استعراض من طرف الولايات المتحدة، وإعلان اسرائيل عن استعدادها الكامل لردع أي عدوان إيراني، أن ثمة أمر ما يجري التحضير له.

من ناحية ثانية؛ تعرف دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية أن دعوات طهران للحوار فارغة المضمون وأنها لمجرد كسب الوقت. لهذا فإن عزلة طهران اليوم في ظل إدارة بايدن ستكون شديدة الوقع على تصرفاتها، فيما مؤشرات كثيرة تعكس اليوم اهتماماً زائداً من قبل الولايات المتحدة بالملفات الخارجية. على كل حال؛ للمراقب أن ينتظر ما يمكن أن تسفر عنه الأيام قريباً!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يداك اوكتا وفوك نفخ ؟!
متابع -

اقتراب الكيان الصهيوني من ايران نكبة على دول الخليج العربي التي يمكن ان يطالها صاروخ سليماني ويدمر مدنها ، ومثله تواجد القواعد الغربية في ارض الاسلام ومهد الرسالة ومهبط الوحي ، للاسف حكام اقليم الخليج العربي وخاصة السعودية سبب في تعملق الكيان الايراني و اختراقه للعراق وسوريا واليمن ، لقد حطم احفاد الصحابة بغبائهم وتبيعتهم للغرب الكافر السور الذي بناه الصحابة حول الجزيرة العربية ..

قل ألحق
abulhuda -

يا أخي لماذا هذا ألتشكيك والريبة ؟ ايران لها علاقة مع دول خليحية متينة منذ فترة طويلة ( عمان والكويت ) ومؤخرا قطر , ايران صديق وفي وعند كلمته فموقفه ووقفته مع سوريا خير دليل بالرغم من ألحصار ألاقتصادي ألظالم , خذها مني ايران لاتخاف أحدا ولكنها لاتبتديء حربا , ايران تعتمد على قوة ألله سبحانه وتعالى ألذي سيقف معها دون أدنى شك لأنها على حق ومن يستطيع أن يقف أمام قوة ألله , ايران تنادي بالجلوس وحل ألمشاكل على طول ألوقت ولكن أمريكا واسرائيل لايريدون ذلك بل ( ممنوع ) , كما تعلم بأن ايران تستطيع حل جميع مشاكلها بتلفون واحد بالاعتراف باسرائيل وهي تعرف ذلك جيدا ولكنها لاتفعله لأن مسألة ألقدس مسألة عقائدية لايمكن شرعا ألتخلي عنها .