فضاء الرأي

 اربيل وبغدادا، نموذجان متباينان!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رغم الصراع الطويل والمرير الذي شهده اقليم كردستان بين حزبي السلطة الديمقراطي والوطني الكردستانيين ما ادى الى انهاكه واستنزاف قدراته المادية وانعكس على ادائه السياسي ومكانته في بغداد، فانه شهد تطورا عمرانيا ومجتمعيا هائلا وحقق انفتاحا اقتصاديا ملحوظا وخاصة بعد صدور قانون الاستثمار عام 2006 على يد رئيس الوزراء السابق "نيجيرفان بارزاني" والذي اعطى حق التملك للمستثمرين في الاقليم مع اعفاءات ضريبية لرؤوس اموالهم المستثمرة كحوافز تشجيعية، الامر الذي دفع بالعديد من الشركات الاستثمارية الاجنبية والعربية الكبرى الى التوجه نحو اقليم كردستان واقامة مشاريع متنوعة فيه. وكما نجحت حكومة "نيجيرفان" عبر مؤسساتها السياحية المتطورة في تهيئة الاجواء المناسبة لاستيعاب العدد الهائل من السياح من خلال توفير المرافق السياحية وفق المواصفات الدولية مثل فنادق الخمس نجوم والمنشئات الترفيهية، ومنتجعات الاصطياف، والقرى السياحية، فانها وفرت الفرص الجيدة

ايضا للمستثمرين لاقامة مشاريعهم التجارية عبر تقديم تسهيلات واعطاء ضمانات لهم..
هذه التطورات الخدمية والسياحية الحثيثة توجت باختيار"اربيل"عاصمة سياحية للعرب لعام 2014 في مؤتمر لوزراء السياحة العرب الذي عقد في القاهرة عام 2012. انعكست هذه الاجواء الصحية على مختلف المشاهد في اقليم كردستان العراق، خصوصا المشهد السياسي، حيث شهد الاقليم حراكا سياسيا ملحوظا على الصعيدين الداخلي والخارجي منذ تأسيس الدولة العراقية الجديدة، واصبح مركزا استراتيجيا للانشطة السياسية العراقية، واستطاع من خلال تبنيه سياسة متوازنة ومرنة مرتكزة على الحوار و التهدئة، بعيدا عن لغة التصعيد و التهديد السائدة في المنطقة، ان يلفت انظار العالم اليه، فتدافعت دول كبرى ذات نفوذ سياسي كبير كفرنسا والمانيا وتركيا واستراليا واسبانيا وهولندا و مصر على فتح "قناصلها" ومكاتبها الدبلوماسية في العاصمة اربيل.. وكان للنهج السياسي السلمي المعاصر الذي وضع بنيانه نيجيرفان بارزاني في الاقليم اثر كبير في ابراز دوره واكسابه احتراما متزايدا من قبل المجتمع الدولي وبخاصة القوى الاقليمية التي اضطرت الى التعامل معه كأمر واقع ومد الجسور معه..

واما على الصعيد الانساني فقد آوت حكومة نيجيرفان بارزاني مئات الالاف من النازحين السنة واللاجئين السوريين رغم قلة الموارد المالية بسبب سياسة التجويع الجائرة التي فرضها رئيس الوزراء الاسبق "نوري المالكي" على الشعب الكردي..

اقول رغم وطأة الضغوط الخارجية والازمات السياسية الداخلية فان الاقليم استطاع ان يبني كيانا نشطا قابلا للحياة بحصة صغيرة لم تتعدى 17% من ميزانية العراق الذي اغرق في وحل الفساد والتخلف والفقر والبطالة والقتل على الهوية وعجز ان يصل الى ما وصل اليه اقليم كردستان بميزانيته الضخمة التي بلغت 83%! الامر الذي دعا منظمة الشفافية الدولية الى وصف مدينة بغداد العاصمة بانها اوحش واقذر واسوء واخطر مدينة على حياة الانسان في العالم!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بكل تاكيد
برجس شويش -

احسنت الطرح, رغم الظروف الصعبة والخطيرة المحيطة بكوردستان الا ان شعبه وقيادته وبشمركته اثبتوا بانهم يستطيعون ان يبزوا على الذين سلبوهم كل شيء في الماضي على الرغم من هامش السيادة التي يتمتع به شعب كوردستان اثبت للاعداء العنصرين قبل الاصدقاء بان شعب كوردستان تواق الى الحرية والسلام والازدهار والتقدم بما وارسائهم في المنطقة لينعم بهم كل شعوب منطقتنا واقوامها بدون استثناء, نحن لسنا ضد العرب والاتراك والفرس ولكن نضالنا مستمر ضد عنصريتهم واستبدادهم وسلوكهم الذي يؤذي الانسان بغض النظر عن عرقه ودينه ومعتقداته. شعب كوردستان اثبت انه يحمل رسالة انسانية نموذجية في شرق اوسط يتقاذفه امواج الكره والحقد والعنصرية والصراعات والحروب والاستبداد .

عصفور كفل زرزور وثنينهم طيارة؟شلك بهل المقالة الغير مقنعة لاحد من العراقيين ابدا
متابع لايلاف -

يقال فهم السؤال نصف الجواب وانا كمتابع لايلاف وخاصة ما يكتبه خدام السلطان البرازني في اربيل وندرة التعليق على ما يكتبون في الاونة الاخيرة لان كل سردياتهم واعلامهم الغلوبزي لم يفد ولكن الانكى المضحك المبكي فعلا بالمقارنة مع من مع حكام بغداد التابعين والعاملين لايران الملالي ووليها الفقيه ولان واجبهم في بغداد بامر من طهران هو قتل العراقيين وتدمير العراق . فعلا ينطبق المثل العراقي عصفور كفل زرزور وثنينهم؟فاسدين -اقطاعيين عملاء ارهابيين وبل الاثنين بندقية للايجار واخر صورة مبكية بل تنم عن عدم وجود ادنى درجات الاحترام لحكومة بلد ان يكون وزير خارجية العراق وهو تابع للبرازاني ان يكون في ايران يستجدي لبغداد بعض المطالب الامنية من قبل ملشيات ايران الولائية؟الله ما اقدس كلمة الولائية ولكن تنقلب الى مسخرة لان الولاء للولي الفقيه في طهران عدو العراق منذ الازل بل منذ ان وطأت اقدام الفرس في منطقتنا اي في عيلام -ايران حاليا وللعلم ان البرازاني مولود في مهاباد -كردستان ايران وهي كردستان حقيقية لانهم فرع فارسي بدون حاجة لاثبات ما عدى انهم يتكلمون 5 لهجات فارسية ومثلهم ومثل الفرس لا ابجدية لهم ويحرفون حقائق التاريخ وهم وافدون للمنطقة والاكراد ليس لهم غير فترة قصيرة ولكن؟الاحزاب الدينية العراقية-الايرانية وضعوا دستور واعطوا للبرازاني والطالبني بتحريف كل شمال العراق وبامر ايراني-امريكي ولا تصدقون عدواة ايران وامريكا؟فلم تافه ومكشوف والغاية ابتزاز الخليج العربي بغطرسة لم ولن تنتهي الا عندما تعرف طهران حدودها ؟المهم ايها الكاتب قليل من المصداقية وابحث عن مقارنة اخرى عسى ولعله هذه المرة يكون لزرورك على الاقل جناح ليطير به بهلونيان ويطير افيال صغيرة وكبيرة والعاقل يفتهم وشر البلية ما يضحك عندما ينطبق المثل على مقالتكعصفور كفل زرزور وثنينهم فاشوش؟وشكرا ايلاف