كتَّاب إيلاف

السلطة السابعة!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تصنيف أو تقسيم أو فصل السلطات إلى ثلاثة كمصطلح صاغه المفكر السياسي الفرنسي، شارل لوي دي سيكوندا، وفصل السلطات هو أحد مبادِئ الديمقراطية فهو نموذج للحكم الديمقراطى للدول، وقد تمَّ تأسيس أوّل نموذج من الفصل بين السلطات من قبل الرومان القدماء ودخل حيّز الاستخدام الواسع النطاق في الجزء الأول من الجمهورية الرومانيّة، وفي إطار هذا النموذج، فإن الدولة مقسمة إلى فروع أو سلطات، كلّ سلطة منفصلة ومستقلة في صلاحياتها إلى السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، وقد أضيف لهم السلطة الرابعة وهي سلطة الصحافة والإعلام المفترض أنها تراقبهم كما تفعل المعارضة، وفي تقسيم أو توزيع آخر للسلطات خاصة في بلداننا التي ما تزال في مرحلة الحبو الديمقراطي، يرى البعض أنها سبعة: تبدأ برئيس الجمهورية ثم رئيس وزرائه ثم الوزير وبعده المحافظ ثم القائمقام ويليه مدير الناحية، وأخيراً سلطتين في سلطة واحدة تُشكل لنا أهم وأخطر السلطات رغم أنها تأخذ التسلسل السابع ألا وهي سلطة شيوخ العشائر والقبائل والممثل المزدوج لهم ولبقية السلطات السابقة وهو المختار!

وفي معظم دول الشرق الأوسط ومن شابهها في العالم منذ تسلط الأنظمة الشمولية، خاصةً تلك الدول التي تمّت صناعتها في أقبية وزارتي الخارجية البريطانية والفرنسية إثر انهيار إمبراطورية بني عثمان، وقيام ممالك ومشيخات وجمهوريات الدول العربية، والجميع يمنح نفسه تفويضاً إلاهياً أو وكالة عامة مطلقة من الشعوب المخدرة بثقافة وسلوكيات القطيع المستكين، تلك الوكالة التي منحت شرعيتها كيانات وهيئات (نفذ ثم ناقش) إما بمجلس قيادة الثورة أو بولاية رجال الدين والطائفة المطلقة، أو بالعادات والتقاليد البالية وأوامر ورغبات شيوخ العشائر والقبائل وملحقاتهم من رجال الدين والمخاتير، فقد تحولت تلك الممارسات الشمولية إلى ثقافة وسلوك عام يمارسه معظم المسؤولين ابتداءًا من رئيس الجمهورية وصولاً إلى السلطة السابعة التي يصفها أحد مخاتير القرى، والذي يصرُّ على أنه هو السلطة السابعة حسب تسلسله الإداري للسلطات التي ذكرناها أعلاه، والتي تنتهي بمختار القرية الذي يؤكد على حقه في التحدث باسم الشعب أي باسم أهل القرية أو الحي الذين عينوه مختاراً، وهي ذات الصلاحية التي يمنحها لنفسه شيخ العشيرة حينما يتحدث ويصرح ويأمر ويُنهي باسم كل أفراد عشيرته نساءً ورجالاً أطفالا وشيوخاً، خاصةً حينما يأمر الناخبين منهم بمنح أصواتهم لمرشحي برلمانات هذه الدول، والغريب الكل يتحدث باسم الشعب ويدعي تمثيله بالمطلق ابتداءًا بمقدمي بعض البرامج الحوارية ومروراً بالنواب وزعماء الأحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والوزراء والنواب الذين يتكاثرون أكثر من القطط الشباطية، وكل من هبَّ ودبَّ في دول ومجتمعات غالبيتها ما تزال تسأل الهبوط على القمر حلال وإلا حرام!

ويبدو إزاء هذا الحال المُزري في شكل وتكوين مجتمعاتنا وسلوكيات وعادات وتقاليد ونظام التربية المدرسية والاجتماعية في الغالب من الشعب، ومن خلال سطوة الشيوخ والآغوات وملحقاتهم، نحن أحوج إلى انتخاب السلطة السابعة منهم أولاً، خاصةً وقد ثبتت جدارتهم في إيصال الكثير إلى مراكز السلطة التشريعية والتنفيذية بالتعاون مع مجاميع من رجال الدين والأعمال، وهم بالتالي يستحقون تعيين بقية السلطات الست الأخرى!!؟

kmkinfo@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السلطة السابعة
د. سفيان عباس -

احسنت ... اسمح لي ابن كوردستان البار ان اضيف سلطة ثامنة في عراقنا الغائب الحاضر على المسرحين الإقليمي والدولي . ألا وهي سلطة الميلشيات المنفلتة التي باتت تحتل المركز الأول في تسلسل السلطات بل أفواها وأكثر هيمنة ... نحن شعوب العالم الثالث اصبحنا حاضنة مثالية والمرتع الخصب لهذه المهزلة السياسية السلطوية . فالشعوب العربية غارقة حتى النخاع بالمفاهيم العشائرية والقبلية المتخلفة ولن تتحرر منها النخب عالية التثقيف والعساكر والكفاءات التي حصلت على اعلى الدرجات الاكاديمية من الدول الغربية والشرقية . الا انها تبقى مكبلة بتلك الباليات من الأفكار والانصياع صاغرة الى هلوسة شيخ العشيرة والقبيلة وما يأمر به من الأوامر الهمجية دون اعتبار للقيم الدينية والقانونية وكرامة الانسان وحقه في حرية الرأي والتعبير . وهذا ينطبق بالضرورة على رجالات الدين والوجهاء والأغوات جميعهم في بوتقة واحدة التي تفرز الديماغوجية على السذج والمتخلفين من الرعية . فلا تستغرب عندما نقول ان أية انتخابات تجرى في العراق غير نزيهة بالمطلق تشوبها العيوب كافة .. وما ذهبت اليه في موضوعك كان صائبا ومشخصا بدقة للواقع المجتمعي العراقي والعربي حيث لا تختلف المجتمعات العربية عن هرطقات المصفقين من الغوغاء في المجتمع العراقي . هذا النهج اصبح سلوكا تربويا ينتقل جيلا بعد جيل ما حيينا . فأن رجال الدين والشيوخ هم سر البلاء على العباد والوهاد مع جل احترامي وتقديري للشرفاء منهم ... دمت مبدعا اسد كوردستان

سلطة الوعي
د . طه جزاع -

بإمكانك أستاذ كفاح أن تتدرج في تعداد السلطات الى عشرات ، بل المئات على هذا المنوال . ذلك أن الفصل بين السلطات الثلاث التقليدية مجرد وهم وخيال لايمكن أن يتحقق في الدول والمجتمعات المعاصرة التي تمتزج فيها الصلاحيات ، وتتداخل الاختصاصات الى درجة التماهي . غير أن السلطة التي تضبط ايقاع كل هذه السلطات المتعددة ، هي سلطة الوعي . فمن دون مواطن حر ، يمتلك وعياً وارادة حرة ، فلا أمل في الاصلاح ، ولا أمل في مستقبل حر ، ولا في مواطن مسؤول .

سلطة النمر
جبار ياسين . فرنسا -

السلطة مفردة تتنقل ، تتلون ، تأخذ اشكالها من محيطها كالفراشة . فهي مثل الفراشة ايضا بالمثل الصيني، قوة اجنحتها تحرك الجبال . تحولت السلطة منذ عصر فجر السلالات العراقي الى عصر الديمقراطية الغربية . كانت قوتها مستمدة من الآلهة حتى قرون قريبة في مواطن الديمقراطية الحديثة ، وهي كسلطة واعية لشروط بقائها اجترحت التدجين . تدجين القوة لكي تصبح اكثر انسانية تعادل شروطها تنظيم السعادة البشرية عبر الدولة ، الممثلة للسلطة الواقعية . طريق طويل في تحديث الأساطير او فصلها عن التاريخ وجعلها مجالا للخيال فقط . دون الفكاك عن الأسطورة والهيمنة المقدسة لها لا وجود لسلطة انسانية . الديمقراطية الحديثة جعلت سلطتها نظيرا لنمر مدجن . التدجين هو اقتراب من الأنسانية اليومية . لكن نمر السلطة الديمقراطية يحتفظ بمخالبه و انيابه ولا يستعملها الا عند الضرورة ، حين الخروج عن الأجماع الأجتماعي ، سند السلطة المؤنسنة . لا يخرج النمر مخالبه الا حينما يهدد بوجوده . مشكلة بلداننا ، اكرادا و عربا بين غيرهم هو ان السلطة بقيت من فصيلة الضواري غير المدجنة . هكذا فهي كلية ، عنيفة ، مهيمنة اطلاقا ، طوطمية في نهاية المطاف . دون حذف المقدس ، الخرافي ، الاسطوري ، والمدعي القدسية فلا سلطة غير سلطة التوحش في كردستانكم و عربرباننا . طوطمية تستدعي الأضاحي و رائحة الشواء البشري

وجهة نظر
سعد العبيدي -

المشكلة الديمقراطية في مجتمعنا مركبة، فالأصل أننا لم نتخلص من البداوة نهج عيش وتفكير، تدفع بالواحد منا الى الاعتقاد في أنه هو السلطة، والأقرب الينا نسبا هو السلطة، على هذا ستبقى الديمقراطية في بلادنا هكذا عرجاء حتى اكتمال نمونا الحضاري والتخلص من البداوة مرحلة اجتماعية تجاوزها العالم الديمقراطي المتحضر منذ أمد طويل. أرى أن ديمقراطيتنا العرجاء هذه مرحلة انتقال ستنتهي بحكم التطور الحضاري إرتضى البعض منا أو أبى، لكن هذه المرحلة مع الاسف سوف لن تكون قريبة. موضوع حيوي، يستحق التحية.