كتَّاب إيلاف

انجاز علمى تاريخي إماراتي وعربي أيضاً 

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عندما نويت التعبير عن سعادتي بوصول "مسبار الأمل" إلى مداره في كوكب المريخ، وجدت أن دوري ـ كباحث ـ في هذه المناسبة الاماراتية والعربية الخالصة هو مناقشة تخرصات بعض الأصوات المغرضة التي تسعى للنيل من خطوة رائدة عربياً واقليمياً، واعتبرتها قيادتنا الرشيدة منذ البداية "انجازاً عربياً" خالصاً، ولكن الحاقدين لا يتوقفون ولن يتوقفوا!

لست هنا بصدد الرد على الأصوات الحاقدة، ولكنني ارتأيت مناقشة توضيح بعض النقاط التي يطرحها البعض من هؤلاء كمدخل للتقليل من القيمة التاريخية والعلمية الهائلة لهذا الانجاز الاماراتي؛ وفي القلب من ذلك، نود التأكيد على ثوابت مهمة أولها اهتمام الامارات بأن تلعب دوراً اقليمياً وعالمياً ملهماً، وأن تبذل كل الجهود من أجل الاسهام في تغيير واقع هذه المنطقة التي لا يصدر منها للعالم سوى أخبار العنف والصراعات الدموية والارهاب والطائفية وغير ذلك من أمور كارثية يُلصق أغلبها في الذهنية العالمية بالاسلام والمسلمين، ومن هنا تلعب الامارات دورا في غاية الأهمية لطرح معادل موضوعي لهذه الصورة الذهنية وتقدم للعالم نموذجاً مغايراً او مقابلاً لما هو سائد، سواء من خلال نموذجي تنموي يحظي بإعجاب وتقدير الخبراء والمتخصصين والقادة والساسة عالمياً، أو من خلال تحقيق انجازات علمية نوعية تثبت أن الشباب العربي قادر على منافسة نظرائهم في بقية دول العالم المتقدم متى اتيحت لهم الفرص والامكانيات والظروف الملائمة، وأن العرب لم ينجبوا فقط شخصيات الارهاب المعروفة للجميع بل انجبوا هزاع المنصوري وعلماء ومهندسون إماراتيون شاركوا بكفاءة بالغة ـ بشهادة جميع الخبراء الأجانب الذين أسهموا في بعض جوانب هذا المشروع الضخم والمعقد علمياً ـ لينضم هؤلاء إلى أسماء عربية أخرى طالما لمعت ـ ولا تزال ـ في سماء العلوم والتكنولوجيا، وتجب الاشارة هنا إلى أن إعداد رحلة هذا المسبار قد بدأت منذ أكثر من 6 سنوات وتكلفت نحو 220 مليون دولار وشارك فيها فريق عمل كبيرة يضم نحو 250 مهندساً وباحثاً إماراتياً شاباً.

ثاني هذه الأمور يتمثل في مسألة الربط بين "مسبار الأمل" والعرب والحرص على التأكيد أنه إنجاز عربي، ليست مجرد تصريحات بروتوكولية، ولا اجتهاداً مني ـ كباحث ـ بل هو تعبير عن توجه استراتيجي إماراتي يجسد بوضوح تحمل الامارات لمسؤولياتها تجاه أشقائها من الشعوب العربية كافة، وقد بدأ بدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ التي اعتقد أن هناك من لم يسمع بها في مشرقنا ومغربنا العربي، والتي أطلقها سموه خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات بدبي في منتصف فبراير عام 2017، والتي قال فيها إن "المنطقة العربية مهد الحضارة البشرية ولا بد من أن يكون لدينا جميعاً أمل وتفاؤل وأنا متفائل ولدي أمل باستئناف الحضارة العربية". وأضاف سموه "نملك المقومات والموارد الطبيعية في العالم العربي والإرادة موجودة لكن الأهم وجود الإدارة على مستوى الحكومات والاقتصاد والبشر". وأن "الإنسان هو الذي يصنع الحضارة والإنسان العربي يملك المقومات الحضارية والعودة من جديد واستئناف الحضارة"، مشددً سموه على أنه "لا يجب أن نفقد الأمل بتحقيق التقدم والتطور العربي بالرغم من المشاكل والتحديات المحيطة". وليس سراً كذلك أن سموه قد أكد بعد هذه المناسبة أن اختيار اسم "مسبار الأمل" قد تم من بين آلاف المقترحات لأنه يبعث برسالة تفاؤل إلى ملايين الشباب العربي". ولا يفوتني هنا الإشارة إلى "تغريدة" ذات صلة قوية للغاية بهذا النقاش وذلك عند انطلاق المسبار في رحلته منذ ستة أشهر، قال فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "مسبار الأمل هو نقطة تحول للعالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء ... الوصول للمريخ لم يكن هدفاً علمياً فقط، بل هدفه أن نرسل رسالة للجيل الجديد في عالمنا العربي بأننا قادرون، وبأنه لا شىء مستحيل، وبأن قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء". إذن اعتبار "مسبار الأمل" إنجازاً عربياً وإسلامياً مقصود ومؤكد وواضح وله هدف حضاري وانساني وسياسي اجتماعي في نشر التفاؤل والسعادة والطاقة الايجابية وصناعة الأمل وانتشال ملايين الشباب العربي من براثن واقع تنموي بائس، أو الحيلولة دون سقوطهم في مربع اليأس والاحباط وبراثن الفكر الارهاب المتطرف.

الأمر الثالث أن "مسبار الأمل" سواء كان إماراتياً او غير ذلك (كي نخرج من مربع الجدل البيزنطي) هو إنجاز علمي بكل المقاييس، ولا مجال للتشكيك في ذلك مطلقاً، فهو يستهدف تزويد المجتمع العلمي العالمي بيانات جديدة وغير مسبوق حول الكوكب الأحمر، من خلال تقديم أول صورة كاملة لجو المريخ، وبمجرد التحقق من هذه البيانات، ستكون مفتوحة لمجتمع أبحاث الفضاء العالمي، وتعزيز الفهم السائد حول أسباب عدم صلاحية المريخ لحياة البشر، ولماذا لا يحمينا غلافه الجوي بالطريقة نفسها التي يوفر بها غلافنا الجوي على الأرض الحماية الفائقة، وهذه أمور علمية فائقة الأهمية يدرك قيمتها جيداً المتخصصون والخبراء في هذا المجال. فضلاً عن كون المسبار إماراتياً فهذا يوفر للدولة مكاسب إضافية مثل توسيع الاعتماد على قطاع العلوم والتكنولوجيا والتزود بقوة دفع هائلة للتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، فالامارات هنا تمضي على درب علمي لم تسبقها فيه سوى خبرات دول قلائل هي الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والهند، وهذا بحد أحد أهم مكاسب هذا الانجاز العلمي، متمثلة في بناء الطاقات الوطنية الشابة القادرة على تحمل المسؤولية والقفز على الصعاب وتحويل الأحلام والطموحات إلى حقائق.

الخلاصة أن "مسبار الأمل" هو إنجاز عربي نابع من قلب الامارات وانتمائها الشديد والعميق لأمتها ورغبتها القوية في إحداث تغيير ايجابي، لأن الامارات تؤمن تماماً بأن هذه رسالتها ودورها من خلال نموذجها الملهم، كما تؤمن بأن التنمية والبناء والعمل والانتاج هي مقومات البيئة الأكثر قبولاً وجاذبية لشباب عربي ينظر للمستقبل بشغف ويأمل في اسهام جاد في بناء هذا المستقبل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مسبار بفلوسي ؟!
فؤاد المهندس -

الامارات تشبه طفل اشترى له ابوه لعبة ، فادعى انه هو من صنعها .. -المسبار الذي تفاخر به ⁧‫، ياباني صنعته شركة "ميتسوبيشي"، وطوّره 200 مهندس من 3 جامعات أميركية: كالورادو/بولدر، ولاية أريزونا، كاليفورنيا بيركلي. ‏⁧‫العجيب ان الاماراتي الذي يفاخر انه وصل الي المريخ. كندورته اي دشداشته خامها من اليابان ويخيطها له بنغالي ؟!

انجاز اماراتى فقط
فول على طول -

كل التحيه والتقدير للامارات حكومه وشعب وأخص بالتحيه والتقدير الأفاضل المشايخ حكالم الامارات قبل شعب الامارات . حكام الامارات فهموا جيدا أن التقدم يفرض على الشعوب المتخلفه وأن السمكه كما تفسد من رأسها تنصلح حتما من رأسها وليس من ذيلها ولذلك قاموا بواجب وطنى حقيقى وفرضوا التقدم على الامارات ولا يضاهيهم فى ذلك أى حاكم عربى أخر وهذه حقيقه . نعتب على السيد الصديق سالم الكتبى استخدام مصطلحات عروبيه حنجوريه لا داعى منها مثل : انجاز عربى ..انجاز اسلامى ...سيدى الكاتب هذا الانجاز اماراتى فقط والعلم ليس لده ديانه وقلنا ذلك مليون مره واذا أردتم التصنيف العلمى حسب الديانه فان الاسلام لن ولم ولا يدخل فى القائمه أصلا ولا داعى من الالتصاق بالعروبه فهى داء ومن يبتلى به لا يبرأ ..انتهى - نقطه أخيره وهى : المسافه بين الأرض والسماء كلمه غير دقيقه علميا بل بين الأرض والفضاء الخارجى وليس السماء . تحيه وتقدير للامارات . أما عن الارهاب الاسلامى فهو حقيقه ولا داعى من الهروب . تحياتى للكاتب وأرجو أن يدقق فى المرات القادمه فى استخدام الكلمات . .

سؤال
مراسل -

هل تربة المريخ صالحه للزحف هذا السؤال مهم جدا بالنسبه للزواحف والقوارض في بلادنا العربيه

الارهاب هو تاريخ مسيحيتك
<<<<<<<<<< -

فين هو الارهاب الاسلامي والملايين من المسيحيين موجودين في اوطانهم وبيوتهم ولهم آلاف الكنايس والاديرة وعايشين مرتاحين عاوز تعرف الارهاب الاصلي اقرء تاريخ مسيحيتك حيث ابيد ملايين البشر وحيث اخليت قارات بأكملها من سكانها الاصليين ، فمثلا في كندا التي غزاها المسيحيون وابادوا اغلب سكانها ، تعرض من بقي منهم للقمع المتواصل فعلى مدار ما يزيد عن قرن وتحديدا بين عامي 1863 و1996 انتزع النظام بالقوة ما لا يقل عن 150 ألف طفل من أبناء السكان الأصليين من منازلهم وأرسلهم إلى مدارس داخلية تمولها الدولة حيث تعرض العديد من الأطفال للعنف الجسدي ومات بعضهم، ومنعوا من التحدث بلغتهم أو ممارسة ثقافتهم. فهل فعل المسلمون شيئا من هذا بكم يا صليبي حاقد ؟!

سمك الكنيسة الفاسد
متابع -

واضح يا استاذ سالم ان الاقباط الذين اقمتم لهم كنايس في بلدكم و يحصلون على معاملة خاصة تفضيلية لا يحصل عليها المسلم ، بيسبوا لكم الدين الاسلامي و العروبة ؟! منافقين..

لا مجال
KH Barboooor -

مقال يصيب القارئ بالغثيانكلام انشائي وكلمات مكررة المعاني وهذا الفنان رد عليك https://www.youtube.com/watch?v=X3VL9t1WvFs