كتَّاب إيلاف

العرب.. و"شقيقتهم" إيران

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إنْ ليستْ هذه حرباً تشنُّها إيران على العرب فما هي الحرب إذاً، فدولة الولي الفقيه فتحت مبكراّ أربع جبهات ضدَّ ما كانت تعتبرهم ولا تزال على أنهم أشقاؤها: الجبهة العراقية والجبهة السورية والجبهة اللبنانية وأيضاً والجبهة اليمنية المشتعلة، وهذا بالإضافة إلى جبهاتٍ "نائمةٍ" من الممكن إشعال نيرانها في أيِّ لحظةٍ فهذه هي عادة هؤلاء الأشقاء حتى في التاريخ الذي أصبح بعيداً.. واللّهم أجِرْنا من أشقائنا هؤلاء أمّا أعداؤنا فإنّنا كفيلون بهم!!.

لقد ثبت وبالأدلّة القاطعة أنّ إيران تمتلكُ سلاحاً نووياًّ وأنها جاهزةٌ لإستخدامه ليس ضدّ العدو الصهيوني ولا ضدّ دولة "الإستكبار العالمي"، الولايات المتحدة الأميركية، وإنما ضدّ أشقائها العرب الذين من المفترض أنّ ما يجمعها بهم أكثر كثيراً مما يفرّقهم وهذا إذا كانت النوايا بالفعل طيبة وإذا كانت القلوبُ ليست متورمةً بالنوايا السيئة التي بقيت تتواصل وبقيت تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل وإلاّ ما معنى أنْ يحدث كل هذا الذي يحدث إنْ بالسرِّ وإنْ بالعلن؟!.

عندما إنتصرت ثورة الخميني في عام 1979 إستقبلها العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيّون بأذرعٍ مفتوحةٍ وبآمالٍ عريضةٍ وأنّ المرحلة الشاهنشاهية ذهبت بلا عودة وإنّ المستقبل بات واعداً ولكنْ وللأسف فإنه قد ثبت أنّ هذه الآمال كانت مجرد أحلام يقظة وأنّ هؤلاء "الأشقاء" الذين فرحنا بهم وبثورتهم أكثر عداءً وكرهاً لأشقائهم من "الفرس" الذين بقوا يتوارثون عداءً تاريخياًّ لـ "إخوتهم" في الإسلام العظيم وللجوار الذي من المفترض أنه يُنقّي القلوب من أحقادٍ تاريخية مرّت عليها سنوات طويلة.

لماذا بادرت إيران يا ترى بعدما إنتهت حرب الثمانية أعوام وبعدما أزاحت الولايات المتحدة صدام حسين ونظامه إلى غزو المنطقة العربية، أيّ العراق وسوريا ولبنان واليمن، بقواتٍ إحتلاليةٍ فعليةٍ ولماذا، كما ثبت، أنها قد دأبت على إمتلاك المزيد من الأسلحة النووية وإنها بالتأكيد لم تكنْ تقصد "العدو الصهيوني" بل الذين من المفترض أنهم أشقاؤها في الإسلام العظيم الذي حوّلته دولة الولي الفقيه إلى مجموعةٍ مذهبيةٍ وطائفيةٍ باتت تخترق لا بل وتسيطر على الدول العربية التي عملياًّ وفعلياًّ باتت تسيطر عليها.

وهنا فإنني أسأل الله جلّ شأنه أنْ أكون مخطئاً في كلِّ ما قلته وما ذهبت إليه فالمفترض أنْ يجمع أبناء هذه الأمة بأشقائهم الإيرانيين و"الفرس" الإسلام العظيم والتاريخ المشترك لكنّ ما العمل ونحن نرى كل هذه الإختراقات الإيرانية العسكرية للعديد من دولنا وبدوافع مذهبية وطائفية واضحة.. ولماذا يا ترى بدل أن تستهدف دولة الولي الفقيه العدو الصهيوني تقوم بكل هذا الذي تقوم به في هذه المنطقة وتحتلُّ إحتلالاً إلحاقياً مذهبياًّ وطائفياً هذه الدول التي تحتلُّها ومن بينها دولتان عربيتان أساسيتان هما العراق (بلاد الرافدين) وسوريا (الأمويّة).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سوادين
جبار ياسين . فرنسا -

انت مسودن عمي ولا ادري ان كنت تدفع ضريبة للدولة على راتبك او منزلك ؟ لكني متأكد انك لا تدفع ضريبة على ما تقول . شرب الشاي الأخضر مفيد للاعصاب وهو يعالج السرطان .

أشقياء
abulhuda -

ألجزائر وشقيقتهم ألمغرب ! ألأردن وشقيقتهم سوريا ! مصر وشقيقتهم ألسودان ( حلايب ) ! دول ألخليج وشقيقتهم قطر ! ألدول ألعربية كافة وشقيقتهم ألعراق ! أترك ألتكملة للكاتب ألقدير .

الاخوة الاعداء
عابر سبيل -

هذا ليس غريبا فإن العداوة بين الاشقاء والاقارب اشد بكثير من العداوة بين الغرباء وهناك شواهد كثيرة تدل على ذلك والسجلات الاجرامية والقضايا في المحاكم بين الاشقاء والاقارب لا عد لها ولا حصر. والتاريخ الاسلامي شاهد آخر على قتل الاخ لأخيه او ابيه من اجل الحكم والامين والمأمون دليل واضح. وعلى مستوى الدول فكم عدد العرب الذين قتلتهم اسرائيل مقارنة بالعرب الذين قتلهم اشقاؤهم العرب؟؟

الاقتتال المسيحي المسيحي كلف ملايين ملايين ملايين الضحايا يا عابر الجهل
المؤرخ -

اقتتال المسيحي مع المسيحي بالمشرق قبل الاسلام واقتتال الطوائف المسيحية في اوروبا التي عاشت صراعات دموية طويلة فيما بينها، منذ ان اصبحت المسيحية دين الدولة الرومانية في القرن الرابع الميلادي ومن أول وأبرز هذه الخلافات التي تحولت الي حروب ابادة : الانقسام الذي حدث بين الارثوذكسية والكاثوليكية، حسب الانقسام الذي حدث في الامبراطورية الرومانية، بين القسم الشرقي البيزنطي وعاصمته القسطنطينية(اسطنبول الحالية)، والقسم الغربي وعاصمته روما. وقد بلغ الصراع بين الطرفين، بحيث ان الحملات الصليبية الكاثوليكية قد هاجمت ونهبت وحرقت عاصمة الارثوذكس، القسطنطينية، الى درجة انها ساعدت على انتصار الاتراك المسلمين واسقاطها في القرن الخامس عشر. ثم تلى ذلك في القرن السادس عشر الانقسام بين البروتستانت والكاثوليك، حسب الانقسام بين اوروبا الشمالية الاسكندنافية الجرمانية الانكليزية(بروتستانية)، واوروبا الجنوبية اللاتينية(كاثوليكية). وكان هذا الانقسام هو الاعنف والاكثر وحشية في تاريخ الانقسام الديني في العالم اجمع. وقد تخللته حروب وعمليات ابادة لملايين الناس الابرياء بصورة تفوق الوصف. هنا سرد مختصر لأشدها حرب الثلاثين عام هي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي 1618 و 1648 م ، وقعت بين البروتستانت والكاثوليك والدول المتحالفة معهم، وكلفت الاوربيين الملايين من الضحايا، وخصوصا في المانيا التي خسرت حوالي نصف سكانها، وكانت المجازر تشمل عمليات القتل والحرق والتهجير بين القرى المتجاورة، بل داخل البلدة الواحدة. وقد اشتركت في هذه الحرب الوحشية تباعا معظم القوى الأوروبية الموجودة في ذاك العصر وخلال الحرب انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪ في المتوسط ؛ و في أراضي براندنبورغ بلغت الخسائر النصف، في حين أنه في بعض المناطق مات مايقدر بثلثي السكان وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا . كما انخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث . وقد دمر الجيش السويدي(البروتستاني) لوحده اثناء تغلغله في المناطق الالمانية الكاثوليكية 2000 قلعة مع سكانها ، 18000 قرية و 1500 م لم نحسب ضحايا الحربين العالمية الاولى والثانية وهم بالملايين ولا الحروب الاهلية في اوروبا او امريكا اللاتينية بين المسيحيين ..