فضاء الرأي

الحوار ثروة العقلاء في تحقيق السلام

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كما هو معلوم ان صَانعي التطرف والإرهاب اعتمدوا في بِناء قاعدتِهم على الفّكر وكيفية التلاعب بعقول الاخرين لتجنيدهم بسهولة مُطلقة ، بالتأكيد غياب رعاية المجتمعات وعدم الاهتمام بالحوار الجاد ما بين فئات المجتمع والاديان والاقليات والقوميات كان عامل مُساعد في انهيار الحاضر وَهد جسور المستقبل ، استغلَ مؤسسي انظمة التطرف والعنصرية هذه الثغرات بسياسة مُمنهجة لتقوية نفوذهم في الكثير من دول العالم وبالتالي استمرار الحروب والدمار وقَتل الانسان ، وهو ما حصل في سوريا والعراق واليمن وليبيا ودول اخرى .
ان ثروة العقل أساس متين لفتح آفاق ورؤية ناجحة للمستقبل من خلال الاعتماد على خزائنها ، مَنبر تَستمد منها نوافذ الأمل والسلام ثقتها بان الغد سيكون أفضل ، بدونها ستُصبح الفوضى عارمة ، لم يّشهد التاريخ المُعاصر والحديث ان القضاء على التطرف والارهاب يتم عَبر السلاح ، جميع الوقائع تدل ان انهائها مرتبط بشكل اساسي ببناء الانسان وارشادهِ لِمنطق الحكمة والعقل ،الاعتماد على نشر ثقافة الوعي وتنمية المجتمعات ركيزة اساسية لنشر السلام ، لا بد من وجود فكر ناضج لامتصاص هفوة الفكر المتطرف وإعادتهِ إلى طريق الصواب ، ذاك يتم بِلقاء الشخصيات الدينية والاجتماعية والمهنية والثقافية الفاعلة في المجتمعات تحت سقف الانسانية والعيش المشترك ليكونوا بذلك نموذجاً للتأخي والتسامح ، ستستمد منهم الاجيال ثروتهم الفكرية وتطويرها . ربما الامر ليس في غاية السهولة ويحتاج الى جهد ومتابعة وعمل دؤوب ، لكن يبقى افضل من السلاح الذي مهما استطاع ان يقضي على جزء من الارهاب فَسيخلق ارهاب مُضاد اخر ، وهو ذاته سلاح اخر تنتهجه بعض القوى الخارجة عن القانون لتتلاعب بعقول الاخرين كنوع من ترميم هزائمِهم .
ما يجري في الشرق الاوسط من حروب زاد من الفُقر والجهل والضياع بين الحقيقة والوهم ، باتت الكثير من الشعوب تَفقد الثقة بالمجتمع الدولي الذي بات عاجزاً عن تحمل مسؤولياتهِ وإيقاف هذا الانهيار ، تلك العوامل تؤثر سلباً على داخلية الانسان وتضعهُ في قفص التوهان والضعف امام اي مؤامرة تستهدفهُ لاستغلالهِ ، الارشاد والتوعية والحوار عوامل مُهمة كخطوة اولى لِضماد هذا الجرح ، دوماً رَسم اي مخطط للبناء يحتاج الى قلم وخط مستقيم ليبدأ ، ما زال الامل مُمكناً وبقوة لبناء الغد إذا كان هناك اصرار بان الانسانية والسلام لا بد ان تكونا في امان .

كاتب وباحث سياسي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السلام
اميرة السلام -

الكاتب وضح الحقيقة لكن الذين ينادوون بالسلام مازالوا صامتين

ولنا ملاحظات بسيطه .
فول على طول -

عنونان المقال عنوان فخم وفخيم وكنا نأمل أن نجد شيئا من العقل فى مضمون المقال ..ولكن ؟ سيدنا الكاتب تكلام عن الارهاب وعن الاقتتال فى سوريا والعراق واليمن الخ الخ ..ولم ينسى أن يلوم المجتمع الدولى وبالتأكيد نلمح نظرية المؤامره تسيطر على الكاتب ..الأغرب أنه يطالب رجال الدين بالاشتراك فى حل المشكله ونسي تماما أو تناسي أن سبب المشكله الأساسي والوحيد هو الدين الأعلى ونصوصه ورجال الدين الأعلى الذى يطالبهم بالاشتراك فى الحل . يا عم الكاتب : أينما وجد الدين الأعلى حل الخراب ..نقطه ومن أول الاسطر . ربنا يشفيكم . الغريب أن الكاتب عراقى ولا يعرف ذلك .