شخصيات تاريخية... الحلقة السادسة
منارات: عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك القلوب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في هذه الصفحات نفحات من سير رجال كانوا منارات مضيئة، وسطعوا نجومًا في سماء بلادهم والعالم.
حبيب الشعب وإن شئت قل ملك الإنسانية، أو ملك القلوب أو اختر ما شئت من هذه الألقاب فكلّها سوف ترشدك نحوه... إنه الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الملك السادس للمملكة العربية السعودية ولد في عام 1924م بمدينة الرياض.
نشأ في رعاية والده الملك عبد العزيز، واستفاد من مدرسته وحكمته في الحكم والسياسة والقيادة. تلقّى تعليمه على يد عدد من المعلمين والعلماء، وكان تعليمه على طريقة الكتّاب ودروس العلماء وحلقات المساجد ودروس القرآن الكريم والسنة النبوية.
تم تعيين الأمير عبد الله بن عبد العزيز قائدًا للحرس الوطني في عام 1382هـ/1962م؛ نظرًا لخبرته الكبيرة في شؤون القبائل، إضافة إلى كونه فارسًا تعلق منذ صغره بموروثات الحياة الأصيلة في شبه الجزيرة العربية.
وقد شهد قطاع الحرس الوطني تطورًا ملحوظًا بقيادة الأمير عبد الله الذي حرص على أن يكون مؤسسة عسكرية وثقافية واجتماعية في الوقت نفسه.
وفي حادثة جهيمان كان للأمير عبد الله دور بارز في القبض على جهيمان حيث كان يشرف على قوات الحرس الوطني المشاركة في القضاء على جهيمان وجماعته.
وحين نُصِّب الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ملكاً للمملكة العربية السعودية أصدر في اليوم نفسه أمرًا ملكيّاً بتعيين الملك عبد الله نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني بالإضافة إلى كونه ولياً للعهد.
أطلق رحمه الله مبادرة السلام العربية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين. هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 م وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، وكانت في عام 2002 م.
في يوم الاثنين 26 جمادى الثانية 1426 هـ الموافق 1 أغسطس 2005 تمت مبايعة الملك عبدالله ملكًا للمملكة العربية السعودية خلفًا للملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وبويع أخوه الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وليًا للعهد.
وفي عهده الميمون حققت المملكة قفزات هائلة أبهرت العالم فلقد فُتح باب العلم على مصراعيه، إذ أرسل آلاف الطلبة في كافة التخصصات المهمة جدًا إلى الخارج في بعثات علمية في كل الجامعات المرموقة.
وحدثت إسهامات عظيمة جدًا من أبرزها توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، وزيادة عدد الجامعات والكليات وإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، بالإضافة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والأمر بإنشاء عدد من المدن الاقتصادية والصناعية والجامعات.
والحدث الاقتصادي الأبرز في عهده رحمه الله تحقق بعد فترة من المفاوضات الطويلة إذ انضمت المملكة في عهده الميمون إلى منظمة التجارة العالمية بتاريخ 11 نوفمبر 2005 م، في خطوة تاريخية بمسيرة الاقتصاد المحلي من شأنها أن تساعد على اندماج الاقتصاد المحلي بالاقتصاد العالمي وزيادة الاستثمارات الداخلية والخارجية وإيجاد فرص عمل للمواطنين، وتضع الاقتصاد المحلي على أعتاب تحدٍّ جديد الأمر الذي يعزز المطالب في الحصول على فرص عادلة للنفاذ للأسواق العالمية.
كما أنشأ الملك عبد الله في قلب مدينة الرياض "مركز الملك عبدالله المالي" وهو من أضخم الإنشاءات في الشرق الأوسط كما تمّ افتتاح 17 جامعة في عهده والعديد من المستشفيات الضخمة في كافة مدن المملكة ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، ومركز الملك عبد الله لتقنية النانو، ومركز الملك عبد الله لتقنية النانو، ومشروع الملك عبد العزيز للنقل العام "مترو الرياض" ومدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، وتوسعة المسجد الحرام، ومشروع سقيا زمزم، ومركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين الأديان والثقافات وغيرها الكثير من الإنجازات التي قفزت بوطننا لمكانته الرفيعة.
لقد أسهم الملك عبد الله في تجنيب المنطقة من ويلات ما يسمّى بفتنة الربيع العربي ... هذه اللوثة التي أصابت العالم العربي. وساعدت حكمة الملك عبد الله وحنكته في إدارة الأزمة في المحيط بكل اقتدار، إذ استطاع بفضل الله أن يحقّق الأمن والاستقرار في مساعدة دولة البحرين الشقيقة على الاستقرار بقراره التاريخي كما ساهم في استقرار مصر الشقيقة وتجنيبها من السقوط والتمزّق والانقسامات كما حدث في بعض الدول وساهم بمبادرته في تجنيب اليمن حربًا أهلية.
بعد حياةٍ حافلة بالأحداث والإنجازات، أعلن الديوان الملكي السعودي وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ببيان رسمي في 23 يناير 2015 عن عمر ناهز 91 عامًا ووري الثرى في مقبرة العود بمدينة الرياض ..
غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جنّاته...