فضاء الرأي

احتكار الرأسمال التراثي..

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ ستينيّات القرن الميلاديّ العشرين بدأ الاهتمام الفكريّ بمسألة التراث يتجدَّد، ويشهد زخمًا واندفاعًا، بعد بدايات كانت عائمة، وعامّة، وربّما هشّة بعض الشيء، وكان من روّاد تلك البدايات العامّة الأفغاني ومحمّد عبده، وهي بدايات قادت ودفعت لإسهامات رموز ثقافية تالية، كطه حسين وبعض مفكِّري جيله؛ وصولاً لنضج تلك المعارف والتناولات مع الجابري، في مشروعه النقديّ (نقد العقل العربيّ) بصفة خاصّة، كما أسهم في هذه المرحلة الأخيرة من التنوير شخصيات وقامات فكرية كبيرة منها: محمد أركون وأدونيس وعبدالله العروي وعبدالإله بلقزيز وغيرهم...
تميّزت النخب السلفيّة -مبكِّرًا- باحتكار تأويل التراث، والسيطرة على الرأسمال الجماهيري، الذي يتيحه؛ لكن المختلفين مع ذلك التوجّه السلفي سرعان ما أدركوا صعوبة الحضور في المشهد الثقافيّ العربيّ، والتأثير فيه؛ دون العناية والاهتمام برأس المال التراثي، والعبور من خلاله... وهذا قاد لمعارك فكريّة، ومعرفيّة، أو كانت في ظاهرها كذلك، تتخفّى خلف منطلقات إيديولوجية، وتنطق باسم فئات اجتماعية تبتغي مصالح خاصّة، وإن تدثّرت بلباس عامّ فضفاض!
الصراع على التراث كان صراعًا على تأويله؛ فكيف جاء ذلك الصراع؟
برزت قراءات أو مقاربات ثلاث رصدها الجابريّ، وركّز عليها بلقزيز، وهي القراءات السلفيّة والليبرالية والماركسيّة، تصارعت فيما بينها، وتبادلت الأدوار، والتأثير...
القراءة السلفيّة -في نظر الجابريّ- لا تقدِّم شيئًا جديدًا عن التراث؛ لأنّها غائصة فيه، لم تستطع الانفلات منه، ولم تستطع رؤيته من الخارج، ولم تضع مسافة كافية بينها والتراث... والقراءة السلفيّة للتراث لم تنفصل عن التراث، والانفصال متطلب رئيس في كلّ رؤية موضوعيّة علميّة، وبذلك جاءت هذه القراءة السلفيّة ترافعًا ضدّ كلّ مَن يسائل التراث، ويضعه موضع فحص نقديّ.
لم تفصل القراءة السلفيّة للتراث بين التراث والموضوع الذي تدرسه، وبذلك افتقدت الموضوعيّة، واضطرب منهجها، وبان ضعفه وعوزه بسبب ذلك الخطأ المنهجي، وضاعف وفاقم ذلك الإشكال كون القراءة السلفيّة تصدر من منظور دينيّ، جعل العامل الروحيّ هو العامل الوحيد المحرِّك للتاريخ... وهذا التشدُّد في سلطة البعد الروحي يُخْرِج دراسة التراث وفهمه من حيِّز النظر النقدي، ويجعل دور الفكر السلفيّ ماثلا في حراسة التراث؛ باعتبار أفهام السلفيين للتراث حقائق غير قابلة للمساءلة!
القراءة الليبرالية للتراث لا تختلف كثيرًا عن القراءة السلفيّة في نتائجها؛ مع أنّ منطلقاتها ومناهجها كانت مختلفة؛ إذ ينظر الليبراليّ العربيّ إلى التراث العربيّ الإسلاميّ -بحسب الجابريّ- من موقع الحاضر الأوربيّ، وينتج قراءة أوربيّة النزعة، وبذلك فهذا القارئ العربيّ لا يرى في التراث العربيّ والإسلامي إلا ما يراه الأوربيّ... وبما أنّ قراءة الغربيّ الأوربيّ للتراث العربيّ والإسلاميّ كانت ومازالت محكومة بتصوّرات إيديولوجية، أو بنظرة مركزيّة أوربيّة للحضارات والثقافات فإنّ قراءة الليبراليّ العربيّ ستكون رديفة ومماثلة؛ لأنّها محكومة بالمنطلقات نفسها، وبالتصوّرات ذاتها.
القراءة الثالثة هي القراءة الماركسية للتراث، وتنحى المنحى الإيديولوجي نفسه؛ فالقارئ العربيّ يسخّر التراث لخدمة قضيّة الثورة؛ وفق حجاج يفرض على الثورة أن تعيد بناء التراث بما يساعد على إنجاز الثورة.
اليسار العربيّ كان منبهرًا بالتحليل الطبقيّ للظواهر الاجتماعية، والأفكار، وكان مشدودًا إلى فكرة الصراع بين الماديّة والمثاليّة، وقد حاول تطويع التراث العربي والإسلامي؛ ليكون انعكاسًا للصراع الطبقيّ من جهة، وميدانًا للصراع بين الماديّة والمثاليّة من جهة أخرى.
في مجمل تلك القراءات والتأويلات لم يكن التراث موضوعًا للدراسة والمعرفة والتحليل؛ بل كان موضوعًا للتوظيف والاستثمار والانتفاع... وكلّ تلك القراءات - وإن تباينت في الظاهر- تقوم على محتوى سلفيّ، يتمثّل في عودة كلّ قراءة إلى سلف تتوسّله في حضورها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
متى يتوقف اللف والدوران والهروب من الحقيقه ؟
فول على طول -

سيدنا الكاتب وبعد التحيه : أقصر الطرق هو الخط المستقيم ..لماذا لا تدخل فى الموضوع مباشرة وتتكلم عن التراث الاسلامى وما فيه من نصوص لا تصلح وما علاقة الماركسيه بالتراث ؟ ولماذا التراث الاسلامى فقط يحتاج الى التجديد ؟ وما معنى التجديد ؟ وهل التراث هو ثوب مثلا أو بناء يحتاج الى التجديد على فترات أم هذا هروب مقنع وكذب ونفاق ؟ عموما سوف أتحفكم ببعض نصوصكم وتقول لنا كيف يمكن تجديدها : يتبع

كيف يمكن التجديد ؟
فول على طول -

آيات القتل والقتال في القرآن : سورة التوبة الا ية29 قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ راجع تفسير ابن كثير لمعرفة الوثيقة العمرية - سورة محمد الاية 35 فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ - سورة الحجر الاية 85 وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ راجع تفسير القرطبي لقول النبي وَأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ : ( لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ وَبُعِثْت بِالْحَصَادِ وَلَمْ أُبْعَث بِالزِّرَاعَةِ ).يتبع أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَراجع قول القرطبي ان النبي قال لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَإِنَّأَصْحَابِي أَسْلَمُوا مِنْ خَوْف اللَّه وَأَسْلَمَ النَّاس مِنْ خَوْف السَّيْف

هذا هو الرأسمال التراثي الحقيقي الذي يجب عدم تجاهله
رد عل أغبى أقرانه -

يجب أن لا نغفل التنوير الذي جاء بالتلمود بإعتباره المرجع الرئيسي لليهود وكان أكبر خطأ إرتكبه المسلمون هو تجاهل أحكامه، رغم تعرض اليهود لهولوكوستات قام بها مسيحيي الغرب على مر التاريخ وخاصة في الأندلس على أيدي محاكم التفتيش حيث لجأ اليهود للدول العربية لحمايتهم، وليكفر الغرب عن مجازره في حق اليهود لضرب العرب باليهود إخترع الحركة الصهيونية وفبرك إسطورة أرض الميعاد التي تتناقض مع جوهر العقيدة اليهودية وهذا ما تؤكده الطوائف اليهودية التي تتمسك بالشريعة اليهودية، والتي تعتبر أن مباديء الصهيونية وتأسيس دولة إسرائيل هو كفر ومناقض لشريعتها ويؤخر ظهور المسيح. وهذه مقتطفات من التلمود والتي تؤكد ما ذكرناه : جاء في التلمود أن الاسم الأصلي للمسيح في اللغة العبرية هو «جيشوا هانوتسري Jeschua Hanotsri» أي يسوع الناصري, وقد دُعي بالناصري نسبة إلي مدينة الناصرة التي عاش فيها.. يتبع

التلمود أهم من التوراه عند اليهود
حقائق يجهلها المسلمون -

تابع مقتطفات من التلمود: وهكذا فإن التلمود يدعو المسيحيين أيضا بالعبرية «نوتسريم Notsrim أي الناصريون. وهو يختصر دائمًا باسم جيشو Jeschua» الذي اقتبس في الواقع من تركيب الأحرف الأولي للكلمات الثلاث: إيماش شيمو فيزيكرو Immach Schemo Vezikro أي ليمح اسمه وذكره. يدعى يسوع أيضًا نجار بار نجار أي نجار بن نجار.. كذلك يدعى بن شارش إيتيم Ben Charsch eraim أي ابن الحطاب. ويقول التلمود : إن يسوع المسيح كان ابنًا غير شرعي, حملته أمه خلال فترة الحيض من العسكري بانديرا بمباشرة الزنا، وإن المسيح كان ساحرًا ووثنيًا. وإن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم بين الزفت والقار. والمسيحيون وثنيون وهراطقة وعبدة أصنام. وهم أسوأ من الأتراك المسلمين، وعلى الإسرائيلي ألا يرافق آكوما مسحيين لأنهم مدمنو إراقة الدماء، وغير مسموح اقتراب حيوانات اليهود من الجويم غير اليهود لأنه يشك في أن يضاجعوها، وغير مسموح للنساء معايشتها لأنهن شبقات، ويشبهون الروث والغائط، ، وليسوا كالبشر، بل هم بهائم وحيوانات وأسوأ، ويتناسلون كالبهائم، وأبناء الشيطان وأرواح المسيحيين هي أرواح شريرة، وإلى الجحيم يذهبون بعد الممات، وإن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها, وإن العهد مع مسيحي لا يكون عهدًا صحيحًا يلتزم اليهودي القيام به, وإنه من الواجب دينًا أن يلعن اليهودي ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني, وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة ضد بني إسرائيل، و يأمر التلمود أتباعه بقتل المسيحيين دون رحمة، ففي أبهوداه زاراه أي الكتاب الخاص بالوثنية نقرأ: يجب إلقاء المهرطقين والخونة والمرتدين في البئر, والامتناع عن إنقاذهم