مهرجانات الهزائم!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في مطلع ثمانينيات القرن الماضي والحرب مع ايران في أوجها، وفي بلدتي الواقعة قرب الحدود السورية في اقصى الشمال الغربي من العراق، وللتغطية على فضائع تلك الحرب العبثية وإشغال الرأي العام بأعداء مفترضين، كانت السلطات تختلق قصص وروايات لتمريرها على الأهالي، حيث قتلت قوات الامن اثنين من الرعاة عند الحدود الدولية المغلقة مع سوريا التي وقفت الى جانب ايران في تلك الحرب، وأدعت بانهما مخربين قادمين بأوامر من النظام السوري للقيام بأعمال تخريبية في العراق، حيث نقلت الجثتين الى ساحة في سوق المدينة الرئيسي، ليبدء مهرجان الرقص على جثث الموتى، باحتفال كبير حضره قائممقام القضاء ومسؤول حزب السلطة وكل ادارييها المدنيين والعسكريين وجمهور غفير من الاهالي أجبر على الحضور، في مشهد مقرف من الشعارات والهتافات مع تسابق مقزز في ركل الجثتين معلنين انتصارهم على المخربين المعارضين للحزب والثورة وسط هتافات تمجد الحزب والقائد وتدعو الى تحرير كامل تراب فلسطين من الصهاينة وعملائهم من امثال اصحاب هاتين الجثتين والنظام السوري الذي ارسلهما!؟
وبعد عدة ايام ظهرت حقيقة تلك الجثث واصحابها، واكتشف الاهالي بانهما لشخصين من الرعاة البسطاء الذين لا يعرفون الجمعة من الخميس كما يقولون ولا علاقة لهم لا بالسياسة ولا بالمعارضة ولا يفقهون شيئا غير مهنتهم في الرعي واصوات اغنامهم، حالهم حال اولئك الهاربين من الخدمة الالزامية الذين توهموا بمرور سيارة الشرطة التي كانت تقل القائممقام بالقرب من مكان اختبائهم، حيث ظنوا انهم يستقصدونهم، فاطلقوا نيران بندقيتهم التي قتلت القائمقام واصابت شخصا اخر، وفوجئنا جميعا ببيان الحكومة الذي اعتبرهم عملاء الامبريالية والصهيونية الذين يعرقلون مهمة العراق في تحرير فلسطين!
تذكرت الحادثتين وانا اراقب (دقاقين الثوم بعكوسهم)* من الذين يرقصون على مآسي الآخرين ويتاجرون بقضية شعب تسببوا هم وانظمتهم في ضياعه وتشتت قضيته وتجزئة كيانه الى حكومتين متعاديتين، حيث أقاموا مهرجانات (الانتصار العظيم) التهريجي على الكيان الصهيوني في بغداد وصنعاء ودمشق وطهران وبيروت على خرائب غزة وانين الثكالى من رجالها ونسائها واطفالها الذين فقدوا أكثر من 243 من أحبائهم الذين قتلوا في القصف الجوي وإصابة أكثر من 1900 شخص آخر، ناهيك عن نزوح 75 الف مواطن وتدمير العديد من ابراج غزة وبنيتها التحتية من المصانع والخدمات.
وهكذا ومنذ مأساة 1948 وفي نهاية كل حرب مع اسرائيل يعلن جنرالات السياسة وخطباء المنابر الانتصار الباهر على العدو الصهيوني بأقامة مهرجانات وإعلان خسائر العدو التي هزت كيانه وزلزلت الأرض تحت اقدامه، وتنبري جوقات المهللين والطبالين من مجاميع الدعاية وغسل الدماغ بايهام العامة بالنصر الألهي على العدو الكافر، مستخدمين العقائد الدينية اسوء استخدام لتوظيفها في تكريس كذبتهم وفضيحتهم التي شهدنا تفاصيلها منذ حرب حزيران المخزية، ومرورا بحرب اكتوبر التي تم تصويرها بالنصر الساحق، وصولا الى حرب حزب الله التي أشاعت فيها اجهزة دعايته بأن الائمة شاركوا جميعا بتلك الحرب التي دمرت لبنان وبيروت ولم تنهض لحد اليوم، وأخيرا في مسلسل الهزائم والاكاذيب والاستثمار القذر لقضية شعب اوهموه بانه سيحررون وطنه حتى وان تم تدميره بالكامل، طالبين منهم الصمود والاستمرار بالبقاء في المخيمات ودول اللجوء حتى تبقى كراسيهم مؤمنة وحكمهم مستمر ورايتهم خفاقة!
انها مسارح التهريج التي يرقص على حبالها تجار الشعارات الذين حولوا واحدة من اكثر قضايا الشعوب مأساوية الى مهرجانات استعراضية دعائية تتلذذ بعذابات ضحايا تلك الحروب التي يدفع ثمنها شعب تم تمزيقه وتوزيعه على كل انظمة واحزاب الشعارات والتهريج الاعلامي!
* مثل من الدارج المحلي يضرب على الفضوليين الذين يهرسون الثوم بمرفق ايديهم!
kmkinfo@gmail.com
التعليقات
نحن شعب لا يستحى
فول على طول -لأننا شعب لا يستحى ويتنفس الكذب وهو يعرف أنه يكذب ويعرف تماما أن لا أحد يصدقه لذلك لا يخجل ولا يطرف له جفن أن يحتفى بالنصر وهو مهزوم أشر هزيمه كالعاده . لأننا لا نخجل نردد أننا خير أمه أخرجت للناس مع أننا أسوأ أمه أخرجت للناس ولا يوجد دليل واحد على أننا نملك شيا واحدا من الخير . مفهوم النصر عندنا هو بقاء الزعيم حيا هو وأسرته مع أن الزعيم أصلا لم ولا ولن يتواجد فى المعركه ولا حتى يحتفل بالنصر فى البلد الذى ينتمى اليه ..أغرب شئ أن نفس القطيع الذى ير ى بأم عينيه كمية الخراب والدمار الذى لحق به يحتفل أيضا بالنصر ....يعنى كلنا شعب لا يستحى . لا تغضب عزيزى الكاتب من شعب لا يستحى .
نهاية كل حروب العرب انتصارات
حسن صالح -كما هو معلوم لا منتصر في الحروب، وحين يتوقف الحرب بعد استنزاف موارد الوطن البشرية والمادية، يحتقلون بالنصر ، فهذه عادة شعوبنا، فكنا سابقا ناس بسطاء نصدق ما يشاع من اجهزة الحاكم وإلزام النظام لان اوطاننا كانت مغلقة ولا اعلام إلا اعلام وصحافة السلطة الحاكمة، اما الان فبعد التطور التكنولوجي واتساع رقعة الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب واضف الى ذلك وسائل التواصل الاجتماعي لازالت شعوب المنطقة تبتهج بالانتصار بعد كل حرب مهما كان نتائجه، ان أمرهم عجب جدا ليسوا ساذجين فحسب بل كذابين ومنافقين ويعلمون تمام ما حل بهم الحرب وما ذاقوه من العلقم ولكن يرفعون أصابع السبابة في كل مرة معلنين الانتصار الباهر على العدو الكافر
الكذبة الكبرى
ديالا حسين -مقال رائع لكاتب رائع يعود بنا لاصل الكذبة الكبرى التي اقتات عليها انظمتنا في سوريا والعراق لعشرات السنين وصدقتها الشعوب البسيطة ولازالت تصدق كذبهم
الاخلاق تورث
محمد سيف المفتي -صور ومشاهد ذكرتني بتاريخ اسود واستوقفتني لاستعيد بعض الصور من سلوكيات داعش التي طلبت من الناس الوقوف والتكبير وهم يقتلون هذا او ذاك. الاشكالية في " دقاقين الثوم بعكوسهم " ومع الاسف وربما لا تتفق معي الا انني ارى ان قيم القيادات تورث، من صدام الى فدائي صدام الى الى … ملاحظة : النسبة التي كانت تاخذها القاعدة في الموصل ، اخذتها الدولة الاسلامية بعدها واخذها رجال الدولة ومن ثم المكاتب الاقتصادية كانت ثابتة تقريبا زادت الان .. اصبح الفساد ارث ثقافي
هزيمة اليسارجية الخمورجية النفسية
اليسار المهزوم المأزوم -لا يوجد يسار عربي ولم يوجد يوما ! اليسار العربي هم جماعة خمروجية في الغالب وعُشاق العدمية من الملاحدة استغلتهم أجهزة المخابرات لمحاربة الاسلاميين كما جندت شبيحة القومجيين لنفس الغرض وسقطت اقنعتهم وظهروا كطائفيين حقدة ، وكان الذي تعلمون. إجرام الأجهزة العربية ابداع منقطع النظير
تهريج في احتفال الخراب
هشام القيسي -يقينا هو ديدن الاتجاهات القاصرة النظر ، والمزايدة في مساراتها والكريمة في الإيذاء والخراب وتوسيع مساحات الحزن ، ورحم الله الشاعر الكبير نزار قباني حينما أشر فعل العنتريات بـ (العنتريات التي ماقتلت ذبابة ) . حتم تبقى الشعوب أسيرة خراب ساساتها ؟تحية لقلمك استاذ كفاح محمود . دمت
من يقنع المهزومين ؟
يساري ملحد متصهين قديم -صحيفة لوموند الفرنسيه ..حرب غزة الاخيرة خلقت جيل جديداكثر شراسة واكثر ارادة لاسترجاع اراضيه المحتلهمن الكيان الصهيوني .. كما ان هناك خلافات يهوديه متزايدهداخل الكيان الصهيوني .. تنذر بإنفجار مستقبلي ..
لو هلهلتي يالبعثية
مصلاوي -في السبعينيات كنت اقف امام دكان الحاج عبد الغني الذي كانت دكانه صغيرة جدا ولكنه كان يبيع ارقى انواع البقلاوة وحلاوة من السما والكيك وكانت تمر امام دكانه في شارع نينوى الرئيسي في مدينة الموصل المظاهرات البعثية وهي تهتف((لو هلهلتي يالبعثية واحدنا يقابل ٦٠٠ )) فكان الحاج عبد الغني يقول لي الرجاء جلب ورقة وقلم واحسب لي : ان اسرائيل ٢,٥ مليون فكم مقاتل يجب ان نرسل لابادة اسرائيل؟ فكنت اضحك واقول له اخفض صوتك حجي احسن نضيع في سجون العمالة. الشعب كان يضحك على الحاكم والحاكم يضحك على الشعب وتضيع بلادنا
ليس هذا رأي عباس ترامادول بتاع السيسي على الاقل
قسوتم على تل ابيب .. -كلام مسرب من لقاء عباس ترامادول مع السنوار:كان مبتسماً وهو يقول للسنوار: "لقد قسوتم على مدينة تل أبيب كثيراً" قال السنوار: "بالعكس، لقد رحمنا تل أبيب، ولو تركنا الأمر لمحمد الضيف لضاعف جرعة الصواريخ، ولكنني تدخلت، ورجوت أن تكون جرعة القصف على تل أبيب مخففة".
مهرجان حماس يلغي مسيرة الاعلام اليهودية
ابن القدس عاصمة فلسطين الابية الابدية -" عجز وخزي واستسلام مخزي لإسرائيل امام حماس" بن غفير عن الغاء مسيرة الخميس في القدس
اليهود غير الاوروبيين غير مهمين ..
عنصرية يهودية ضد اليهود -أما أبراهام منغستو الاسير لدى حماس فيهودي اثيوبي فالاحتلال العنصري يرفض الاعتراف به أصلا ولا يطالب به ، حتى أنه لم يذكره في أي جلسة تفاوض لأنه أثيوبي ومن ذوات البشرة السوداء .
قسوة الصواريخ
صالح -بالله عليكم اذا كان السنوار يريد محي تل ابيب من الخارطة فلماذا يطلب من الضيف ان يخفف من الصواريخ عليها؟ هذا طق حنك فقط ولو كان بامكان حماس الاستمرار في ضرب اسرائيل فلماذا توقفت الحرب؟تتوقف الحرب عندما تكسب ما كنت تريد تحريره وهنا لم تحرر حماس شبرا واحدا بل ازالت بيوت وعمارات الغزاويين وتيتم اطفال وترملت نساء ولم تشرط حماس على اي من شروطها الا اذا شرطتها مع نفسها
مهرجانات الانتصار
القدس عاصمة فلسطين الابية الابدية -اعتراف مهم ونصر جديد للمقاومة قائد سلاح الجو الإسرائيلي: مطاراتنا العسكرية كانت تحت تهديد صواريخ حمـاس والحركة حاولت إسقاط مقاتلة بصاروخ ..
من مهرجانات الكرامة والانتصار
غزة رمز العزة -رئيس الموساد السابق تامير باردو: بإمكان إسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية لكن قدرتها على شن حروب شاملة متدنية ما قاله باردو علنا يلمح إليه الكثيرون في الكيان الصهيوني وصدقه العدوان الأخير على غزة غزة حلقة العداء الأضعف للصهاينة ومع ذلك لم يتمكنوا من حسم أية من الحروب الأربع ضدها
لا اقول عنك سوى مسكين
حسين - العراق -لا اقول عن الكاتب سوى انه مسكين ، لان التعاون مع اسرائيل اصابه الخلل والهوان بعد الحرب الاخيرة التي اصبحت الصواريخ البسيطه تحطم اساطير الطيران المتقدم ، الذ فشل في تحطيم شعب يقاوم منذ اغتصاب ارضه قبل 70 عام ولم يتراجع ... يتعرض للقتل والتصفيات والتهجير والاستيلاء على ممتلكاته ولكنه لم يتراجع ... والحرب الاخيرة اصاب الكيان في عمقه وفي مجتمعه ... لم يقل الفلسطينيون انهم انتصروا على الكيان الغاصب يا سيد كفاح ، بل انهم حجموا آلته العسكرية التي لم تستطع كسر ارادته .... النتائج التي صاحبت الحرب في العالم ، يبدو انك اغمضت عينيك عنها ، المظاهرات التي عمت كبريات مدن العالم ، واظهرتها شبكات التلفزة ، وكبريات الصحافة العالمية هاجمت الكيان ، وانت يا سيد كفاح تحاول استصغار البسطاء ، وادانة لجنة حقوق الانسان ومطالبتها بمحاكمة الكيان لجرائم الحرب ضد الانسانية ، ما ذا سقال عن هذا ؟؟؟ مع الاسف استصغار الاخرين اصبح ديدن المساكين ....غمك الهم يا سيد كفاح على ما تحقق ، سوى اسميته انتصار فاشل ام ربح نتائج كما ظهر في الواقع العالمي بين الشعوب المحبة للحرية وكرهها للعبودية والتمييز العنصري ...
كنت واحدا منهم
محمد -يا سيد الكاتب ... لا تحجب الشمس بالغربال .... وأنت كنت واحدا منهم بعثيا من طراز ثقيل يهلهل لفارس الأمة (فارس دونكيشوتي) وبطل تفكيك الامة العربية و الاسلامية. كنت رفيقا يحشر صغار المدارس و شيوخ شنكال الى ساحات المدينة عنوة يهلهلون لقائدك المغوار. بعد أنقلاب السحر على الساحر بسرعة البرق صرت وطنيا يهلهل ل سارق الحرية و ومحتل برلمانها بواسطة جيش سيدك القديم. و اليوم بطلب من سيدك القابع في سرى رش(قبل أحتلالها من قبل عائلة البارزاني كان مصيفا خلابا لأبناء الوطن يهرولن لها من حرارة الصيف) احتل تركيا أكثر من ربع أراضي كوردستان و أمام أعين العالم يقطعون أشجار كوردستان و يخربون طبيعتها الخلابة و قائدك المغوار الجديد لاينطق بكلمة ضد هذا الأحتلال الغاشم وأنت كما عرفناك لاتنطق بكلمة ضد هذا القائد الذي بسياسته العوجاء خسرنا نصف كورردستان و صرنا ألعوبة بمن هب و دب لكن سيدك و أنت ساكت كسكوت أصحاب الكهف أمام المظالم الذي يعانون منها أبناء كوردستان. نعم أيها الكاتب المغوار كنت بوقا لنظام البعث الدكتاتوري و كنت لا ترى المظالم و جريمة الانفال و تهجير أهل كوردستان لأنَ قائدك المغوار كان يدفع لك و ألان يدفع لك محتل السرى رش(لقد سميته ألان ب سرى بلند) من مال هذا الشعب الذي يعاني من مشاكل جمة و عدم وجود فرص عمل و أما عن وجود فضاء للحرية فهذا يعرفها القاصي و الداني لا أريد الغوص فيها، فقضية صحافيي بهدينان يكفي ليفند كل مقالاتك التي تمجد فيها هذا الحكم القرقوشي لعائلة سرى رش. أما امثالك فيعشون في نعيم وله كامل الحرية لأنك تغرف كيف تهلل للدكتاتور.