كتَّاب إيلاف

بوتين.. والأسد وحقائق الأمور!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا أعتقد أنّ روسيا فلاديمير بوتين، وليس روسيا فلاديمير لينين، التي كان إسمهما الإتحاد السوفياتي، ستتخلى عن سوريا بشار الأسد التي لم يبق منها إلّا ما يشبه بقايا الوشم في ظاهر اليد ثم ولا أعتقد أنّ موسكو يزعجها أنْ يكون لهذا الرئيس السوري علاقات تصل إلى مستوى التبعية بدولة الولي الفقيه التي من المعروف، وهذا معلن وواضح ولا يمكن إنكاره، أنها هي بدورها أيضاً على علاقات وطيدة وقائمة على المصالح المشتركة الكثيرة والمتعددة مع إيران هذه التي ترتبط إرتباطاً وثيقاً وللأسف مع بعض الدول العربية وأيضاً مع كل الدول المحاددة لها وكذلك مع حركة طالبان التي إزداد ضغطها على عنق أفغانستان التي بقيت تخضع لأنظمة كثيرة متلاحقة من بينها نظام بابراك كارمال الذي كان قد رحل مع رحيل القوات السوفياتية.
ربما أنّ بوتين هذا لا تعجبه بعض تصرفات نظام بشار الأسد وبعض مواقفه السياسية وكل أساليبه المالية وأساليب أفراد عائلته والأكثر قرباً منه من كبار المسؤولين وكبار قادة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لكنه أي الرئيس الروسي وفي كل الأحوال لا يمكن أن يفرط بالعلاقات التي تصل إلى مستوى "الوصاية" على سوريا هذه التي كان إرتكازها وجودياًّ على الإتحاد السوفياتي ولاحقاً على هذا النظام الذي على رأسه فلاديمير بوتين الذي يعرف معرفة أكيدة أنّ من يتخلى عن سوريا ويخسرها سيتخلى وسيخسر المنطقة الشرق أوسطية كلها.
ثم كيف من المعقول أن يتخلىّ فلاديمير بوتين عن سوريا حتى في عهد بشار الأسد، الذي من المعروف والمثبت والمؤكد أنه "لا يسر الصديق ولا يغيض العدا"، بحجة علاقاته الوطيدة بإيران بينما أنّ روسيا هذه تعتبر أن كل ما تقوم به دولة الولي الفقيه من إختراقات "إحتلالية" إنْ في بعض الدول العربية، مثل العراق وسوريا ومثل لبنان ودولة "الحوثيين" في اليمن، هو لمصلحتها وإنّ ما هو في مصلحتها أيضاً هو كل هذا التمدد الإيراني في أرمينيا وأذريبجان وتركمانستان وكازاخستان وباكستان.. وأيضاً في أفغانستان نفسها وفي بعض الدول الآسيوية البعيدة وبعض دول أفريقيا وأميركا اللاتينية.
ربما أنّ بوتين، هذا الذي يفعل في روسيا أكثر مما يفعله بشار الأسد في سوريا، لا تعجبه بعض تصرفات النظام السوري الداخلية وبعض سياساته ومواقفه الخارجية لكن وفي كل الأحوال فإنه لا يمكن وعلى الإطلاق أن تتخلى موسكو عن هذا البلد "الإستراتيجي" الذي بقيت تتمسك به في عهد الإتحاد السوفياتي الذي كان يتعامل مع سوريا كتعامله مع منظومة الدول الإشتراكية.
ولهذا ومرة أخرى فربما أن فلاديمير بوتين له مآخذ كثيرة على تصرفات وسياسات هذا النظام السوري الداخلية تحديداً وأنه بات لا يطيق كل هذا الفساد المستشري في سوريا لكن أن "يرحل" سياسياًّ عن هذا البلد وأنْ يتركه لإيران وحدها فإنّ هذا غير معقول وغير متوقع على الإطلاق ومع الأخذ بعين الإعتبار أنّ هذا الرئيس الروسي ربما يضطر للتفكير بإستبدال بشار الأسد بأحد أبناء هذه العائلة.. كإبن خاله رامي مخلوف الذي يعتبر أنه الأكثر نفوذاً وقوة في المنطقة العلوية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف