فضاء الرأي

صراع الديكة: اسباب وخلفيات الصراع المحتدم على زعامة حزب (اوك) في اقليم كردستان العراق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لایزال الخوف والقلق يسيطران على مجمل الحياة اليومية في مدينة السليمانية وبقية مناطق اقليم كردستان العراق الواقعة ضمن نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني (اوك) منذ الثامن من يوليو/ تموز 2021. وكان قد اقدم بافل الطالباني النجل الاكبر للرئيس العراقي الاسبق جلال الطالباني والزعيم المشارك للحزب وفي تحرك غير مسبوق، على طرد المسؤولين المواليين لابن عمه لاهور الشيخ جنكي، الذي يشاركه زعامة الحزب وفق ما رسم لذلك في المؤتمرالرابع للحزب، المنعقد في ديسمبر/ كانون الاول 2019، حيث احكم قبضته على وحدة مكافحة الارهاب وجهازالمخابرات المعروف بـ (زانياري)، الذراعان الرئيسيان لسلطة الحزب. اعقب تلك الخطوة الاستباقية، اجبار الشيخ جنكي على التخلي عن كافة مسؤولياته وصلاحياته الحزبية ووضعه امام خيارين؛ اما مغادرة البلاد او المثول امام المحاكم بخصوص الاتهامات الموجهة اليه بتورطه في الفساد وضلوعه في عمليات تهريب عبر المنافذ الحدودية وجرائم اخرى، كابتزاز التجار واصحاب الاعمال وفرض الاتاوات عليهم والايعاز بارتكاب اعمال القتل والاختطاف والتعذيب ضد كل من لاينصاع له.

ما صدر من المؤتمر من التغيرات في هيكلة الحزب بتبنى صيغة الزعامة التشاركية، اثارالشكوك والاستغراب لدى المراقبين السيايين والكثير من اعضاء الحزب نفسه. وفسر الكثيرون الاتفاق على تلك الصيغة ومنذ الاعلان عنه، كحل توافقي للصراع المقنّع من اجل الاستحواذ على زمام الامور والتفرد بزعامة الحزب بين ابناء العمومة.

فيما يحمّل بافل الطالباني ابن عمه الشيخ جنكي والمقربين منه، جميع الاتهامات بالفساد والانتهاكات والممارسات غير القانونية. فان الشيخ جنكي يدّعي بان ما جرى ويجري ضده ليس الاّ انقلاب خطط له وشبهه بمثابة الطعن من الخلف بخنجر مسموم. وصّرح علانية بانها مؤامرة حيكت خيوطها من قبل زعيم الحزب الديمقرطي الكردستاني مسعود البرزاني وبايعاز من السلطات التركية، بسبب مواقفه الواضحة والصريحة المناوئة لسياسة البرزاني وحزبه بشآن القضايا القومية وما يتعلق بادارة الاقليم. الى جانب ما يعرف عنه من التعاطف والتعاون مع الحزب العمال الكردستاني وسلطة الادارة الذاتية في المنطقة الكردية في سوريا، الجهتان اللتان تكن لهما انقرة العداء الشديد. وتزامنت تلك الاجراءات مداهمة وغلق مقار ومباني تضم مؤسسات اعلامية ممولة من قبل الشيخ جنكي، مع اصدار اوامر بالقاء القبض بحق عدد من الشخصيات الحزبية التابعين له. فيما تجمهر جمع كبير من الموالين للشيخ جنكي امام منزله لابداء الولاء له وبيان الاستعداد للدفاع عنه بعد ان تسربت اخبار مفادها وجود خطة لمداهمة المنزل والقاء القبض عليه في حالة رفضه الاستسلام للاوامر الصادرة له.

في الوقت ذاته كانت هناك العديد من التحركات والتوسطات بين الطرفين من قبل الاطراف والشخصيات الحزبية والمحايدة من بينهم الرئيس العراقي برهم صالح، اضافة الى اطراف امريكية وايرانية، للوصول الى حل يرضي قطبي الصراع والحيلولة دون تفاقم الوضع و اللجؤ الى استخدام القوة في حسم الامور. الاّ ان لغة التخوين والتهديد وكيل الاتهامات بصورة او اخرى كانت هي الطاغية على المشهد.

ما يجدر ذكره هنا، هو ان اشتعال الصراع على زعامة الحزب كان متوقعا منذ رحيل الامين العام للحزب جلال الطالباني سنة 2017. فان الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تأسس سنة 1975 والذي يعد ثاني اكبر الاحزاب السياسية في اقليم كردستان العراق، اخفق في انتخاب خليفة لامين العام للحزب للفترة مابين اعلان وفاة الطالباني ولغاية انعقاد المؤتمر السالف ذكره ولاسباب سنأتي الى ذكرها لاحقا.

فمن اللافت للانتباه، غياب الدورالفعّال للقيادات الحزبية العليا ونأيهم عن التدخل في الصراع الدائر والزامهم جانب الصمت حيال التحديات التي واجهها الحزب والتي باتت تهز كيانه وموقعه ضمن الخارطة السياسية في الاقليم والمنطقة عموما. حيث انه، وفي خضم تلك المجريات لم يبادر اي من المكتب السياسي والمجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني، المنبثقين من المؤتمرالاخيرالى اتخاذ خطوات حاسمة لحل الازمة، باستثناء بعض التصريحات المبهمة والاصوات الخجولة من هنا وهناك. مرّد ذلك يعود الى عدة اسباب محتملة من اهمها؛ حالة الذهول التي ينتاب اعضاء المؤسسة الحزبية فيما آلت اليه الاوضاع الداخلية للحزب وبالاخص ما يحصل بين الزعيمين المشاركين لقيادة الحزب بعد ان تمكنا من السيطرة على قمة الهرم في التنظيمي في مؤتمرالحزب الاخير، والذي اعد له السيناريو وهيأت الاجواء اللازمة لانعقاده ورسمت مقرراته مسبقا حسب ما اريد لها ان تكون. حيث جرى كل ذلك في ظل اجراءات امنية واجواء مشحونة لتحديد مسار المؤتمر والتآثير على مقرراته لصالح من يمتلك سلطة المال والسلاح. هذا حسبما صرح به علنا احد الاعضاء السابقين في المكتب السياسي للحزب في مقابلة تلفزيونية مع فضائية NRT مؤخرا.

لابد من الاشارة، انه في ظل احتدام الصراع الدائر والتخندق الناتج عنه لمؤيدي الفريقين، فأن حالات من الترقب والقلق والخوف من توجيه اصابع الاتهام تسيطرعلى الكوادر المتقدمة للحزب، لعدم وضوح الرؤى وما سينجم عنه مستقبل الوضع القائم. يأتي ذلك خوفا على مصالحهم الضخمة وما يتمتعون بها من امتيازات كبيرة وفرها لهم زعيم الحزب السابق جلال الطالباني لكسب ولاءهم واحتواءهم واخضاعهم التام لهيمنته، حيث كانت ولا تزال ادارة الامور المالية والشركات والمصالح الكبيرة التابعة للحزب وواردات النفط والغاز والمنافذ الحدودية كلها كانت تحت السيطرة المطلقة لزعيم الحزب ويتم تعيين المسؤولين عن ادارتها من ضمن افراد عائلته او المقربين اليه.

ويمكن القول ان الثروات المالية الهائلة والمصالح الضخمة هي احد اسباب الصراع المستعير اضافة الى التوريث الحزبي الذي رسم لانتقاله عن طريق المؤتمر.

اضافة لذلك، فان الزعيم الراحل الطالباني الاب كان يتسم بنرجسية فريده وباتباع اساليب ميكافيللية في تعامله مع اعضاء الحزب البارزين. وقد عمد الى تهميش كل من كان له اراء ووجهات نظر لا تتفق مع سياساته او له صفات قيادية قد تشكل خطرا عليه و فضل تقريب من يبدي له الولاء والطاعة. وهؤلاء هم انفسهم يقفون اليوم موقف المتفرج في الصراع الراهن بين ابناء العمومة المتنازعين على الزعامة والثروة المتوارثة. وكان انشقاق نوشيروان مصطفى الشخص الثانى في قيادة الحزب قد جاء لرفضه الاذعان لتلك الاساليب في قيادة الحزب.

نستنتج مما ورد بان الصراع القائم بين بافل الطالباني ولاهور الشيخ جنكي يستمد جذورها من تراكمات الماضي من الممارسات داخل الحزب، حيث ان الفساد المستشري والانشغال بالتجارة وتراكم الثروة وتغليب المصالح الذاتية والفئوية لاعضاء الحزب البارزين والتسيب والابتعاد عن المبادئ والظهور بمظاهرالانتهازية والتملق للاقوى من اجل الامتيازات الشخصية. اضافة اى جعل الاتحاد الوطني الكردستاني حزبا عائليا شّأنه شأن بقية الاحزاب المتواجدة على الساحة السياسية في اقليم كردستان وليس كما يدعّى كونه حزبا اشتراكيا ديموقراطيا. كما وان مفاهيم الوطنية وشعار تغليب المصالح العليا للشعب اصبح بعيدا كل البعد عن واقع الحزب. بل ان الحزب اصبح اشبه بمؤسسة تدير مجموعة شركات ومصالح تجارية كبيرة وتجني ارباحا طائلة وليس حزب يناضل من اجل تحقيق مبادئ سياسية تهدف الى تحقيق امال واماني شعب قدم تضحيات جسام وعانى الامرّين من اجل تحقيق حياة افضل والعيش بحرية وسلام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وبعدين؟
أحمد ارسلان -

لا اعرف ماذا يريد صاحب هذه الاسطر من القراء ان يكتشفوا موضوعا عاديا عن تنافس اولاد عم في عشيرة واحدة وفي احدى محافظات العراق؟ والسؤال:ما علاقة قراء ايلاف بهكذا موضوع سطحي لا يعني الا بيتا في عشيرة؟موضوع ممل وسطحي ولا فائدة تذكر من اطلاع الجمهور عليهفعلا هل هو فقر فكري ام استعراض معلوماتي؟في كل الاحوال نتمنى على كاتب هذه الاسطر ان يبحث عن مواضيع جدية ومعقولة لاشغال الرأي العام بها وليست مواضيع بيتية ساذجة.

مقال يوضح حقيقة الصراع في اليكتي
برجس شويش -

اتفق مع السيد الكاتب على ما اورد في مقاله من حقائق حول الصراع داخل حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي فيه الغلبة للمصالح الشخصية على حساب المصالح الوطنية. مهما يكن, ما يهم شعب كوردستان ومصالحه العليا هو ابعاد لاهور من زعامة الحزب الذي ابدا لم يخفي عدائه للبارتي وبشكل خاص الرئيس مسعود بارزاني الذي هو وقيادات من اليكتي, كوسرت رسول, اتهموا علنية دون ذكر اسمه بالخيانة بتنسيقه مع قاسم سليماني وحيدر العبادي ليتم احتلال كركوك من قبل الحشد الشعبي , اعتقد بان هدف المتآمرين هو احتلال اربيل مستغلين الحصار الذي فرضته تركيا وايران والحكومة الطائفية في بغداد على كوردستان والصمت الدولي الذي كان يعارض اجراء استفتاء استقلال كوردستان وخاصة الصمت الامريكي. فلاهور شيخ جنكي اعتقد خاطئا بان فرصة ثمينة للهيمنة على زعامة كوردستان بدعم ايراني والحكومة العراقية الطائفية بقيادة دولة القانون . ولكن قيادة البارتي كانت اذكى منه بعدم الانجرا ر الى معركة خاسرة في كركوك لو نشبت لطعن القوات الموالية للخونة البشمركة من الخلف بتنسيق مع الجيش العراقي الغازي والحشد الشيعي الارهابي.