فضاء الرأي

أميركا وطالبان .. شرُّ خلفٍ، لشرِّ سلف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

امريكا تنظر إلى مصالحها ولا تنظر إلى مصالح من حولها
بعد عام واحد من إبرام اتفاقية الدوحة بين حركة طالبان والحكومة الأميركية، وبمجرد سحب القوات الأمريكية من افعانستان انهارالجيش الأفغاني الذي كان قوامه 325 الف جندي. انهار الجيش الافغاني على الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة والغرب على تأهيله وتدريبه.

وتكشف التقارير الدولية بأن الغرب ضخ مبالغ ضخمة في تأهيل القوات الأفغانية على مدار السنوات الماضية، وأن الولايات المتحدة الامريكية لوحدها أنفقت أكثر من ألف مليار دولار خلال 20 عاماً، لتدريب وتجهيز 325 ألف جندي أفغاني (حسب تصريح الرئيس الامريكي جوبايدن).

وقبل ساعة الهروب والانهيار، كان الجيش الافغاني يحتل المرتبة 75 عالميا في قائمة أقوى جيوش العالم، وكان لديه 325 الف جندي، بينهم 175 الفاً من القوات العاملة و150 الفاً من القوات شبه العسكرية. كان للجيش الافغاني 46 مطار عسكري و27 طائرة بينها (طائرات قاصفة ـ تدريبية ـ مروحيات)، إضافة إلى 1065 مدرعة و120 مادافع ميدانية و25 مدافع ذاتية الحركة. ومن الجدير بالذكر ان ميزانية الدفاع كانت 4 مليارات دولار.

كل هذه القوات انهارت بسرعة البرق ولم تصمد امام زحف حركة طالبان، الحركة التي رفعت علمها (الامارة الاسلامية في افغانستان) فوق السفارة الامريكية والسفارات الاجنبية الاخرى باستثناء سفارة (تركيا، باكستان، الصين وروسيا) قبل ان ترفعها فوق القصر الرئاسي بعد ان دخلوا إلى قلب العاصمة الافغانية كابل.

اسباب انهيار الجيش الافغاني
حول اسباب انهيار الجيش الافغاني، ألقى العقيد إدريس عطاي، القائد في الجيش الأفغاني، باللوم على كل من الولايات المتحدة وحلفائها وقادته الأفغان وقال: "انهار جيشنا لانه ليس لدينا أي استراتيجية للحرب، لقد أسيء استخدام قواتنا خلال السنوات الماضية، وتم تعيين من لا يستحقون في مناصب قيادية، لذا نحن اليوم في هذه الفوضى". يستطرد عطاي قائلاً: "امضيت حياتي المهنية كعسكري في قتال الارهابيين وفي الاخير منح الغرب الشرعية السياسية والثقة لهم على الرغم من انهم كانوا متفقين معنا بان الطالبان حركة ارهابية، ورغم ذالك سلموهم مستقبلنا على طبقٍ من ذهب بعد 20 عاماً من القتال".

وحسب تصريح عطاي يتبين بان لا عطاي ولا عسكريين اخرين لم يعرفوا بان امريكا تنظر فقط إلى مصالحها ولا تنظر إلى مصالح من حولها، والاكثر من هذا انهم لم يتّعظوا من جُلِّ تجاربهم الماضية ولم يتعلموا من طعنات الولايات المتحدة القاتلة لحلفائها.

هل يتكرر سيناريو افغانستان في العراق؟
مع تزايد الإحباط لدى المسؤولين الأمريكيين بعد فشل الحكومات العراقية المتعاقبة بعد سقوط الصنم في ادارة البلد وتفشي الفساد في المؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية، والتي انفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات لتدريب الجيش العراقي وتجهيزه على مدى 18 عاما من جهة، والضغوطات الكبيرة التي مورست ولا تزال تمارس على الجانب الأمريكي من قبل الاحزاب والميليشيات الموالية لإيران وبدعم مباشر منها والتي تقوم بين فينة واخرى بقصف معسكرات والبعثات الدبلوماسية الامريكية في عموم العراق وتحديداً بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس من جهة ثانية، إضافة إلى القرار البرلماني الصادر في 5 كانون الثاني 2020، الذي يدعو إلى خروج القوات الأمريكية من البلاد، والاتفاق الاخير المُبرم بين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس الامريكي جو بايدن على تحوّل القوات القتالية الأميركية الموجودة على الأرض في العراق إلى قوات استشارية توجّه وتدرّب نظيرتها العراقية وتدعمها بمعلومات استخباراتية في نهاية العام الحالي، كل هذه الامورتدفع الولايات المتحدة ان تفكر وتسعى لإيجاد تكتيك جديد يختلف عمّا اعتادت عليه الإدارة الأميركية لإعادة دورها وترتيب أوراقها من جديد في المنطقة والعراق تحديداً .

انظروا إلى العراق
تدعي الولايات المتحدة انها تحارب القاعدة وداعش واخواتها (صنيعة السي آي إيه)، بالضبط كما ادعت بانها تحارب حركة طالبان والقاعدة من أجل حرية الشعب الافغاني، هذه الحركة التي تستخدمها اليوم اميركا لمصلحتها بعد عقدين على إزاحتها من الحكم من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إثر هجمات الحادي عشر من أيلول 2001.

ومن الجدير بالذكر ان تكلفة الحرب في أفغانستان (أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة) تخطت التريليون دولار، إضافة إلى مقتل أكثر من 2401 جندي أميركي، و3943 متعاقداً حكوميا، منذ بدء القتال في نهاية 2001 وحتى توقيع اتفاق السلام في الدوحة بين حركة طالبان وإدارة ترامب في نهاية شباط 2020.

وعليه من المحتمل جداً ان تستخدم الولايات المتحدة داعش واخواتها والبعثيين وبعض من الميليشيات الاسلامية الارهابية عندما تقتضي مصلحتها وتسمح لهم بالتجمع من خلال تاسيس تنظيم جديد مقابل ضمانات وآليات تنفيذ تمنع استخدام الأراضي العراقية من قبل أي جماعة أو فرد ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وتعهّداً بعقد محادثات السلام مع الحكومة العراقية كما فعلت مع حركة الطالبان. وان إشادة دونالد ترامب بالدكتاتور صدام حسين دليل وبرهان على ذالك عندما صرح وقال نصاً: "انظروا إلى العراق، في السابق لم يكن يتواجد إرهابيون في العراق، كان صدام حسين يقتلهم على الفور، أما الان فقد اصبح العراق جامعة عريقة للإرهاب"!

المصالح اولاً
يرى مراقبون أن الولايات المتحدة لاتنسحب من العراق بدون ان تترك (حصان طراودة) جديد في العراق وعلى ابواب الدول الإقليمية وخاصة (الجارة إيران) ليثقل كاهلها بالأعباء المادية الضخمة ويشكل لها وللاحزاب والميليشيات الموالية لها مصدر قلق على المستويين المالي والأمني.

في حين يرى آخرون انه على الرغم من ان الوجود الأميركي في العراق متفق عليه ضمنيًا بين كل من يتولّى السلطة في بغداد حتى وان تكون (الدولة الاسلامية الفاشية ـ داعش) والتي تطلّ برأسها وتقوم بفعاليات عسكرية بين الفينة والأخرى وخاصة في مناطق وقرى إقليم كوردستان ومنها جبل (قرجوغ)، وعلى الرغم من ان وضع وموقع افغانستان الجغرافي يختلف تماما عن أهمية العراق النفطية وموقعه الجغرافي المؤثر إلا ان العديد من المحطات التاريخية لاتنفي حقيقة انسحاب القوات العسكرية للولايات المتحدة وحلفاءها وشركائها في التحالف من العراق بين ليلة وضحاها اذا اقتضت مصالحها، وان تصريح وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بليكن حول مصلحة بلاده بالانسحاب من أفغانستان والذي قال: "كنا في أفغانستان لغرض واحد فقط ، وهو معاقبة الارهابيين الذين هاجمونا في 11 سبتمبر"، وان انسحاب أميركا المفاجئ في 2019 من مناطق واسعة ممتدة من رأس العين إلى تل أبيض في شمال سوريا، لتحتلها تركيا والفصائل الإرهابية والتكفيرية التابعة لها بالاتفاق مع اردوغان خير دليل وبرهان على ذالك.

رسالة جو بايدن التحذيرية إلى الحكومات الفاسدة
بايدن كان صريحاً في خطابه يوم أمس وهو يدافع عن صحة قرارالانسحاب من افغانستان والذي قال نصاً: "أن الولايات المتحدة أعطت الجيش الأفغاني كل الفرص للتمكن من محاربة طالبان، لكن القادة السياسيين الأفغان استسلموا وهربوا من البلاد فيما رفض الجيش الأفغاني القتال". وتابع : "أن القوات الأميركية يجب ألا تقاتل وتموت في حرب رفضت القوات الأفغانية خوضها، لا نكرر أخطاء الماضي بالبقاء والقتال في صراع ليس في مصلحة الولايات المتحدة".

وهنا لابد ان نسأل حيتان الفساد في بغداد واربيل: هل وصلتكم رسالة بايدن التحذيرية؟

اخيراً ..
ان ما يحدث اليوم في افغانستان تلخصه مقولة الدبلوماسي الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر: "ليس من مصلحة أمريكا أن تحل أية مشكلة في العالم بل من مصلحتها الإمساك بخيوط المشكلة وتحريك هذه الخيوط حسب مصلحتها".

ويبقى السؤال الاهم: ماذا لو رفعت امريكا وإيران يدهما من العراق، هل تأتي ساعة الحساب والهروب وتزدحم مطارات العراق بالفارين وفي مقدمتهم كبار الفاسدين وحيتانهم كما شاهدنا مطار كابول الدولي بعد 20 عاماً على إعلان الرئيس الأمريكي بوش الأبن إنهاء حركة طالبان الارهابية في افغانستان؟َ!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أمريكا المفترى عليها دائما مهما فعلت .
فول على طول -

يعنى امريكا لا يشكرها أحد وخاصة الذين أمنوا - أو العربان - مهما فعلت ....يعنى أزاحت صدام مش نافع ...قبعت فى العراق مش نافع ..تركت العراق مش نافع ..غزت أفغانستان وأزاحت طالبان مش نافع ...تركت أفغانستان وتركت لهم الجمل بما حمل مش نافع .. حررت الكويت مش نافع ...تركت ليبيا مش نافع ...طيب ما المطلوب من امريكا حتى يرضى عنها الذين أمنوا ومن على شاكلتهم ؟ يتبع

امريكا الغبية
قاريء -

لم تتعلم امريكا المتغطرسة من حروبها في الشرق الاقصى ، ومن صناعتها لحكومات دمى في افغانستان ، قلبت نظام البعث العلماني الذي صنعه الانجليز و وورثه الامريكان والذي كان يحمي مصالح الغرب في المنطقة وحولت العراق الى دولة فاشلة بكلفة عالية جداً اقتصاديا وعسكريا ، العراق مدرج كدولة سيخرج منها الامريكان بعد خروجهم من افغانستان موعد انتخابي و للكلفة العالية للاحتلال ..بالنهايه ستنزوي امريكا و وستنشغل بالاحتراب الداخلي عن العالم ، سيكون مصيرها مصير امبراطوريات سبقتها استكبرت في الارض سادت ثم بادت ..

سيعود السُنة الى حكم العراق كما عادوا في أفغانستان
متابع -

لما احتلت امريكا ⁧‫ أفغانستان‬⁩ عملت مثل عمل حاكم ⁧‫ العراق‬⁩ الغاصب بول بريمر الذي قال "انهينا ألف سنة من حكم السنة"‏فقد ألزمت أمريكا كرزاي وأشرف غني بجعل الشيعة وزراء ونواب وزراء‏وبالقيام بشعائرهم الخرافية في ⁧‫#كابل‬⁩ وغيرها‏واستعملت امريكا الهزارا كجواسيس ثقة فيهم أكثر من العملاء الآخرين ، سيعود السُنة الى حكم العراق كما عادوا في أفغانستان ..

الكذبة الكبرى
عابر سبيل -

في بداية الثمانينات كذبوا علينا وأوهمونا بأن الاتحاد السوفيتي يريد احتلال افغانستان لكي يصل الى الخليج العربي ويحول دوله الى بلدان شيوعية كافرة فهب المسلمون في كل مكان زرافات ووحدانا للجهاد في افغانستان بتشجيع وتحريض من امريكا وتكونت طالبان والقاعدة وغيرها بتمويل امريكي خليجي وفقدت كل دول الخليج اعداد كبيرة من ابنائها المغرر بهم في افغانستان. اليوم وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وهزيمة امريكا في افغانستان على يد من صنعتهم هي بنفسها تبين لنا ان الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى مثل كزاخستان وطاجيكستان وقرقيزستان وتتارستان وتركمانستان وغيرها والتي كانت خاضعة للروس هي اليوم افضل حالا من معظم الدول الاسلامية الاخرى مثل باكستان وايران وجميع الدول العربية تقريبا. وياليتهم تركتوا روسيا تحتل افغانستان لما حدث كل ما يحدث اليوم ولوفرت امريكا على نفسها مليارات الدولا ات وملايين الارواح البشرية التي ذهبت هدرا.

ساعة الحساب
نشميل احسان -

نعم سياتي دورنا اجلا ام عاجلا ، وانذاك لا ينفع الندم ، كان لافغانستان جيش كبير ولكن نحن لا نملك جيش وانما ميليشيات تهرب عند ساعة الحساب ، احسنتم

دمي اصفر
بارزان -

لا يا سيد الكاتب ، سيحدث عكس افغانستان قريبا في كوردستان ، سيعلن الزعيم الاوحد مسعود بارزاني عن الدولة الكوردية على عناد الحاقدين الملحدين، وانذاك نطرد الكاتب من كوردستان شر طردة، عاش الزعيم الاوحد السيد مسعود البارزان

تابع ما قبله
فول على طول -

وما العيب أن يكون لأمريكا مصالح وتعمل على تحقيقها حتى بالتعاون مع الجن الأزرق ؟ هذه هى السياسه سيدى الكاتب . أما انهيار الجيش الأفغانى فهذه مسئولية الجيش ذو الثقافه الطالبانيه ..بكل تأكيد هذا الجيش طالبانى العقيده والثقافه أكثر من طالبان ولكم فى العراق أسوه حسنه ..عندما جاء داعش للعراق فتحت لهم الأبواب على مصاريعها من العراقيين لأنهم دواعش القلب والهوى وبالبفطره ..هكذا جيش الأفغان والكثير جدا من الأفغان أيضا . أستغرب أنك تقول أن داعش أو طالبان صنيعة الأمريكان ونسيت أنهم صنيعة النصوص الاسلاميه المقدسه قلبا وقالبا أما امريكا استخدمت بعضهم فقط أو استخدمتهم .

الاقلام الصفراء
رسول -

لا تقتلوا حيا ولا عقربا ، اقتلوا كورديا اذا اصبح ملحدا وشوعيا .

الى بارزان
مضاد بارزان -

يا الدم الاصفر ، خبصتنا بالقائد الاوحد وحفظه الله واله من هذه الالقاب البعثية / ولك دمر قائدك الاوحد كردستان والعراق لنرجسيته ، هل نسيت الاستفتاء ؟ الم يقل سيدك بان اذا فشل الاستفتاء قولوا بان مسعود راكب راسه ومجنون ؟ عن اي قائد الاوحد تتحدث يا بطران ؟

استعادة فلسطين والاندلس وكشمير
ممدوح -

فتح كابول فاتحة خير لاستعادة فراديس الاسلام الضائعة ، الاندلس وكشمير وفلسطين .." إن تركنا الإسلاميين يسيطرون على دولة واحدة، فإن هذا سيستقطب جموع المسلمين مما سيترتب عليه الإطاحة بجميع الأنظمة التابعة لنا في المنطقة، وسيتبع ذلك إقامة إمبراطورية إسلامية من إسبانيا الى إندونيسيا " ‏جورج بوش 2005. ، لذا فإن فتح كابول فاتحة خير لاستعادة فراديس الاسلام الضائعة

هزيمة منكرة للامريكان الذين تكفرهم كنيسة الاقباط
ردا على الشتام اللئيم الغبي منو وفيه - -

‏موقع وللا الصهيوني : هزيمة أمريكا على يد طالبان في أفغانستان أكثر إيلاما من هزيمتها في فيتنام .. ‏هل يعلم الصهاينة ما لا نعرفه نحن العرب ؟ نعم يعلمون في كيان الصهاينه أن الهزيمة سيتلوها انسحاب أمريكي شامل من المنطقة و أمريكا تريد ابراء ذمتها من حمايتهم عن طريق اتفاقات السلام و هم يعلمون انها حبر على ورق. المتغطي بالامريكان عريان قال السادات ..

دخول طالبان ودخول الحلفاء
ابو الصلوح -

دخول طالبان كابول كدخول المسلمين مكة اعلن الرسول الكريم العفو العام ، الا عن كبار المجرمين من قريش دخلت طالبان ولم تفجر بيت ولامسجد، وما نقضت عهد ولا خانت اتفاق ولا اغتالت حليف ولاغدرت صديق، وما جندت طفل ولاسجنت صحفي ولا اعتقلت ناشط،ما اختطفت طالبة، واعلنت العفو عن كل خصومها، وما حولت مدرسة إلى سجن ولا قطعت الرواتب ولا سرقت البنوك، ودخل الحلفاء والروس برلين فقتلوا واغتصبوا آلاف النساء من سن الثامنة الى الثمانين مع التنكيل والتشويه وادخال عصي المكانس والقضبان في محاشم النساء ، فمن الارهابي و من غير المتحضر ؟

الامريكان اسلاف المسيحيين الدواعش
ابوالصلوح يرد على الشتامين اللئام الاقباط -

المسيحية و السيف…وثائق المطران بارتولومي دي لاس كازاس عن ابادة هنود القارة الامريكية على ايدي المسيحيين الاسبان ، لاَ تَظُنٌّوا أَنِّي جِئتُ لأُرسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرضِ. مَا جِئتُ لأُرسِيَ سَلاَماً، بَل سَيفاً. يقول المؤرخ الفرنسي الشهير ((مارسيل باتييون)) أن مؤلف كتابنا ((برتولومي دي لاس كازاس)) أهم شخصية في تاريخ القارة الأمريكية بعد مكتشفها ((كر يستوف كولومبوس)) وأنه ربما كان الشخصية التاريخية التي تستأهل الاهتمام في عصر اجتياح المسيحيين الأسبان لهذه البلاد. ولولا هذا المطران الكاهن الثائر على مسيحية عصره وما ارتكبه من فظائع ومذابح في القارة الأمريكية لضاع جزء كبير من تاريخ البشرية. فإذا كان كولومبوس قد اكتشف لنا القارة، فان برتولومي هو الشاهد الوحيد الباقي على أنه كانت في هذه القارة عشرات الملايين من البشر الذين أفناهم الغزاة بوحشية لا يستطيع أن يقف أمامها لا مستنكرا لها، شاكا في إنسانية البشر الذين ارتكبوها)) كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس، كانت سياسة الاجتياح المسيحي: أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها..مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة)).وانه كثيرا ما كان يصف لك القاتل والمبشر في مشهد واحد فلا تعرف من تحزن: أمن مشهد القاتل وهو يذبح ضحيته أو يحرقها أو يطعمها للكلاب، أم من مشهد المبشر الذي تراه خائفا من أن تلفظ الضحية أنفاسها قبل أن يتكرم عليها بالعماد، فيركض إليها لاهثا يجرجر أذيال جبته وغلاظته وثقل دمه لينصرها بعد أن نضج جسدها بالنار أو اغتسلت بدمها، أو التهمت الكلاب نصف أحشائها.إن العقل الجسور والخيال الجموح ليعجزان عن الفهم والإحاطة، فإبادة عشرات الملايين من البشر في فترة لا تتجاوز الخمسين سنة هول لم تأت به كوارث الطبيعة. ثم إن كوارث الطبيعة تقتل بطريقة واحدة. أما المسيحيون الأسبان فكانوا يتفننون ويبتدعون ويتسلون بعذاب البشر وقتلهم. كانوا يجرون الرضيع من بين يدي أمه ويلوحون به في الهواء، ثم يخبطون رأسه بالصخر أو بجذوع الشجر، أو يقذفون به إلى أبعد ما يستطيعون. وإذا جاعت كلابهم قطعوا لها أطراف أول طفل هندي يلقونه، ورموه إلى أشداقها ثم أتبعوها بباقي الجسد. وكانوا يقتلون الطفل ويشوونه من أجل أن يأكلوا لحم كفيه وقدميه قائلين: أنها أشهى لحم الإنسان.

رأي شخصي
فرهاد -

سرد دقيق.. وكل الأحتمالات واردة سواء في العراق أو في أية دولة أخرى لا تملك السيادة ويفتقر حكامها للأنتماء الوطني.

تعقيب أخير
فول على طول -

ما الذى كان ينقص الجيش الأفغانى للدفاع عن أفغانستان ضد طالبان وهو المجهز تدريبيا وبالمعدات العسكريه الحديثه الا أن يثقافته وهواه طالبانى بل أكثر . جيش العراق انضم الى داعش والغريب أن الكاتب عراقى ونسي ذلك أو تناساه . والى الشيخ ذكى - متابع - الف مبروك عودة أهل السنه والجماعه للحكم فى أفغانستان أو العراق ونتمنى تطبيق شرع ربكم عليكم بحذافيره والف مبروك انتصار طالبان على امريكا هذا الانتصار الساحق وبذلك أصبحت طالبان وأفغانستان قوه عظمى تضاف الى قوة أهل السنه والجماعه .

الإسلام وشريعته ترياق انقاذ العالم من أدواءه
محمود -

لا يصلح لهذا العالم المفسد لحقوق الإنسان إلا تطبيق الإسلام لتنعم البشرية من المسلمين و غيرهم بالأمان و رغد العيش. و لا يمكن ذلك إلا بوجود دولة رائدة مسلمة تأخذ على عاتقها إخراج البشرية من عبادة الشهوات و الذوات و عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

تحليل منطقي ودقيق
فرهاد -

سرد دقيق.. وكل الأحتمالات واردة سواء في العراق أو في أية دولة أخرى لا تملك السيادة ويفتقر حكامها للأنتماء الوطني.